تقنيات التربية الداعمة والأبوة والأمومة الإيجابية

لنهج التربية الإيجابية الكثير من الفوائد والمبادئ العلمية، التي دعمت هذه المنافع، واليوم سنتعرف على التقنيات والآليات المستخدمة لتطبيق أسلوب الأبوة والأمومة الإيجابية
تقنيات التربية الداعمة والأبوة والأمومة الإيجابية

تقنيات التربية الداعمة والأبوة والأمومة الإيجابية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في هذا المقال.. نتحدث عن أحدث التقنيات، التي ينصح خبراء التربية الإيجابية باتباعها، ما عليك إلا متابعة القراءة؛ لتتعرف على أكثر التقنيات الملائمة لتربية طفلك بشكل داعم.

animate

محتويات المقال (اختر للانتقال):

1- الإيجابية التربوية الأحدث
2- نصائح التربية الإيجابية
3- مصادر ومراجع


الإيجابية التربوية الأحدث

تقنيات تساعدك على بدء تطبيق الإيجابية الداعمة في تربية طفلك
ستساعدك قائمة التقنيات التالية على رؤية سوء السلوك لدى الصغار بشكل مختلف، إذ أن هناك مجموعة أدوات مع الاستراتيجيات[1]،التي تتوافق مع هذه التقنيات، بحيث ستمنحك بداية رائعة للتربية الداعمة:

- معرفة منبع السلوك السيئ: نوبة غضب الطفل مثلاً لا تكون عشوائية، لكنها مدفوعة بسبب جوهري لديه، سواء كان افتقار الطفل إلى مهارات في إدارة مشاعره الكبيرة (الغضب هنا)، أو الرغبة في جذب انتباهك، أو ممارسة نوع من السلطة لتأكيد إرادته الحرة، كن متأكداً أن هناك سبب لهذا السلوك دوماً، حتى لو لم يدرك الطفل ذلك، وفي معظم الأحيان لا يدرك!.. ومفهوم الأبوة و الأمومة الإيجابية الأساسي؛ أن السلوك بحد ذاته هو مجرد أعراض لمشكلة جذرية عند الطفل، والتحدي الذي يواجه أي والدين، هو اكتشاف الحقيقة وراء هذا السلوك المحبِط، فبمجرد تحديد السبب الجذري للمشكلة، يمكنك أن تصبح أكثر تيقظاً لتستبق حدوث الغضب في المقام الأول، مثلاً.. أنت تنتظر مكالمة هاتفية مهمة وتريد أن تضبط سلوك طفلك، الذي قد يثور غضباً إذا قاطعت اللعب معه للرد على الهاتف!.. عليك هنا منحه الخيارات بعد أن تخبره أن لديك اتصال ضروري ولمدة معينة ستقاطع اللعب معه، قد تخيّره ما بين اللعب بالليغو، التي يحبها أو أن تلعب معه البحث عن الكنز، ريثما تنهي مكالمتك بينما تراقبه من بعيد، حيث عليك أن تمنح الطفل الخيارات وتفسح له المجال للتنبؤ بما يمكن أن يحصل، وأنت بذلك تملئ دلاء الاهتمام في وقت مبكر وتحدد توقعات واضحة من الطفل.

- كن حازماً: ويشمل ذلك الاتساق والتناسق والثبات؛ للمحافظة على إجراءات وجداول زمنية محددة وتوقعات ثابتة في منزلك معظم الوقت، ورغم أنك قد لا تستطيع التحكم بكل ما يحدث حولك وبالمفاجآت التي قد تطرأ على ظروف حياتك، إلا أنه عليك أن تحافظ على الروتين اليومي للطفل قدر الإمكان، كذلك روتين العطل الأسبوعية وعطل الأعياد أيضاً، إذا أنها مرتبطة بتوقعات الطفل وما يمكن أن يتنبأ به، ذلك أمر جيد إذا أردت أن يفعل الطفل ما تتوقعه منه إلى أبعد حد، بالطبع.. يتم كل ذلك من خلال تحديد القواعد في المنزل والعواقب الفعالة على إساءة السلوك، أو الثناء على الطفل ومديح جهوده، التي يبذلها لتكون سلوكياته جيدة وتعود بالخير عليه، بالتالي يكون راضياً لأنك راضٍ عليه، وفي حال كنت تعاني من تذمر طفلك والتفاوض معه حول كل شيء؛ بسبب عدم اتساق وحزم أسلوبك التربوي في السابق؛ عليك أن تفرض ما يمليه عليك دورك كأحد الوالدين، وأن يعرف الطفل دوره أيضاً.

- لا للمكافآت: أنت تعلم أهمية تشجيع الطفل دون مكافآت في تلافي مدى الضرر الذي تسببه المكافأة المادية؛ للدوافع الذاتية عند الأطفال، فعند استخدامك أسلوب الأبوة والأمومة الإيجابي والحازم في نفس الوقت، تتخذ قرارات لمصلحة أطفالك، وتضع أهدافك طويلة الأجل في بالك، لذا تكون المكافآت غير فعالة، لأنها لا تقدم إلا مكاسب قصيرة الأجل، وتعمل على تحفيز شيء خارج رغبات الطفل، بالتالي لا تنبع جهوده بسبب حافز داخلي بل لينال المكافأة، فالطفل سيربط تناوله للخضار المفيدة بمكافأة الآيس كريم، وقبوله الذهاب إلى طبيب الأسنان بمكافأة مشاهدة التلفاز لساعة أخرى، إن المكافآت تكسر أسس الانضباط التي تحددها بقواعد المنزل للطفل، وكلما كافأت الطفل على أي نشاط؛ سيقل اهتمامه بهذا النشاط ومعانيه العميقة لصالح المكافأة، التي سيحصل عليها، بالتالي تربي طفلاً أنانياً.. يسعى فقط لنيل مصالحه، وهذا هو نقيض ما تهدف إليه الأبوة والأمومة الإيجابية.

- تحكم بنفسك: هو الشيء الوحيد الذي تستطيع السيطرة عليه وأنت تعلم ذلك جيداً، بالطبع هذا أمر صعب، لكن يجب أن تتذكر أن لطفلك إرادة حرة وهذا ما تسعى لتعزيزه لديه، كما أن في داخله قوة وجود وكينونة لا بد أن تحترمها، فهذا الصغير سيكبر يوماً ولن يبقَ تحت جناحيك، إنه مولود للحياة وليس للسيطرة عليه، لذا لا يمكنك التحم بأبنائك لكن يمكن أن تتحكم بردود فعلك ونوبات غضبك وتستطيع أن تدير مشاعرك، فيتعلم الطفل ذلك من خلال تقليده لك، بطبيعة الحال.. تستطيع تخويف طفلك والسيطرة عليه (لن أكون أشفق منك عليه!)، لكنه سيكبر وستكون له حرية الإرادة في هذه الحياة، وعليك أن تعززها لتزدهر منذ طفولته المبكرة، بالتالي كي تتحكم بنفسك وهذا المهم؛ عليك أن تخبر الطفل ما الذي تتوقع منه القيام به، وكيف يمكنه أن يتبع القواعد والعواقب الواضحة، التي حددتها وشرحتها له، وكل هذا الكلام يعني في النهاية تمكين الطفل من التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، وتكون أنت حددت بالضبط مع قد يحدث بعد أن أبلغت الطفل ما تريد أن يقوم به، في النتيجة إعداد نفسك وطفلك للمواقف المتوقعة من سلوك معين، فأنت بذلك تتحكم بنفسك وبردود فعلك وكلامك الموجه إلى الطفل.. وبشكل مسبق، ولا تظن أن توقع ما سيحدث يناسب الطفل فقط، لأنه مناسب لك أيضاً!

- ركز على الانضباط ولا تعاقب الطفل: إنه أهم الفروق بين التربية الإيجابية الداعمة، وغيرها من أنماط التربية الأخرى، فالانضباط يعني الحزم بوضع قواعد وعواقب وتمرينات الطفل على إتقان المهارات الحياتية لأنه مسئوليتك، بينما تعني العقوبة؛ الخطيئة والتعامل مع الطفل بقسوة إلى حد ما، بطبيعة الحال.. من خلال تعليم أطفالك الطرق المناسبة للتصرف، دون اللجوء إلى أشكال اللوم والعار والألم والخوف من العقاب؛ فأنت تجهزهم وتمكّنهم من أن يكونوا بالغين أكفاء قادرين للاعتماد على ذاتهم، وعندما تفكر في الرد على خطأ سلوكي ما، فالأمر تماماً مثل المكافآت.. لذا فكر على المدى الطويل، ماذا لو فرضت على الطفل مهلة كعقاب، هل يساعد هذا في تغيير السلوك؟ ثم هل ضرب طفلك لأنه ضرب أخيه؛ يشجعه على عدم تكرار سلوكه!؟.. إنك تدور في حلقة مفرغة، وتفرض ذلك على أطفالك أيضاً، وفي كلا المثالين الإجابة هي "لا"،  لأن هذه العقوبات قد تبدو فعالة على المدى القصير فقط كما قلنا، لكن إذا لم يتم تعليم الأطفال (الانضباط) حول كيفية التصرف بشكل مناسب؛ فإنك تستخدم العقاب كما الإسعافات الأولية لمرض مزمن!


نصائح التربية الإيجابية

بعض النصائح.. يشاركها المتخصصون بالأبوة والأمومة الإيجابية؟
يقوم نهج الأبوة والأمومة الإيجابية على الاحترام المتبادل بين الأهل والطفل، وتربية الأطفال دون كسر أرواحهم، من خلال التعاطف والمزيد من الإصغاء والمتابعة الحثيثة لمشاعر الطفل، التي لا يستطيع التعبير عنها في الغالب، ولأن الأبوة والأمومة الإيجابية تركز على تعليم طفلك؛ من وماذا وأين ومتى ولماذا.. وفي كل المواقف، إليك هذه النصائح التقنية الإيجابية[2] أيضاً:

- العواقب واضحة وهادفة: الحزم هو الشرط الأنسب لتطبيق هذا النهج التربوي، هذا ما بتنا نعلمه بشكل واضح، لذا عليك أن توضح عواقب أي سلوك سواء سلبي أو إيجابي، فإذا اصطدم طفلك بزميله في المدرسة؛ ولو دون قصد فالعواقب: عليه أن يعتذر منه ويساعده، وإذا تصرف الطفل بشكل جيد أثناء وجود ضيوف في المنزل، فالعواقب هي الابتسام والرضا، لذا عليك أن تحمّل الطفل عواقب تصرفاته، وأن تكون هذه العواقب مناسبة ومتسقة مع سلوك الطفل السلبي كذلك الإيجابي، ليتعلم بشكل منطقي نتائج ما يفعل.

- تأكد من مشاعر الطفل وتعاطف معه: بما أن التعاطف والاحترام أساس هذا الأسلوب التربوي، فعليك أن تتحقق مما يريد طفلك وتصغي إلى رغباته، حتى تلك التي لا ينجح بالتعبير عنها بشكل واضح، فقد يلجأ الطفل للبكاء لأنه لا يحب تناول الخضار بينما يريد بالمقابل أن يشرب الحليب مثلاً، فإذا كان تحت عمر الثلاث سنوات تأكد أن تصغي إليه وتقول له: "يمكننا تناول كوب الحليب بعد العشاء ما رأيك؟"، ثم حاول إلهائه بعمل ما كأن يحمل طبقه إلى الطاولة، فيشعر بالفخر لاعتمادك عليه، بينما الطفل فوق عمر الثلاث سنوات؛ يمكن أن تقول لها بتعاطف: "أعرف أنك تريد الحليب، ويمكننا أن نشربه عد العشاء".

- حافظ على التواصل بالعين مع الصغير: إنك من خلال هذه التقنية تعلّم الطفل؛ يمكن أن يعبر مباشرة عن حاجاته بشكل عقلاني ودون صراخ وبكاء، وفي الوقت نفسه أنت ثابت ومتسق مع قواعدك ولم تكسرها أمام عناد الطفل وتذمره.

- ساعد الطفل على التعلّم من أخطائه: مثلاً إذا سقط عن الكرسي بعد وقوفه عليه تقول بتعاطف: "هل هذا مؤلم..؟ حسناً.. لا ينبغي أن تقف على الكرسي إنه للجلوس"، لا تلمه على الخطأ، اكتفي فقط بتوجيهه ليتعلم من خطأه.

- أخبره بما ينبغي عليه فعله وليس ما لا يجب أن يفعله: مثل: "المس وجه أخيك بلطف".. ولا تقل له: "لا تضغط على وجه أخيك".

- من المهم أن تبقى إيجابياً وتتحدث بإيجابية مع أطفالك، الذين يختبرون تجارب جديدة: كبدء الذهاب إلى المدرسة لأول مرة.

- كن محباً وحازماً: عبر عن محبتك بكل الوسائل، لكن كن حازماً مع الطفل لتعليمه الانضباط، سوف يحترمك لأنك محب وصادق وواثق، كما يمكنك استخدام الفكاهة مع طفلك، فلا تجعل الجدية تغدو حاجزاً مملاً بينكما.

- اسمح للطفل بالتعبير عن مشاعره: لا تريد خنق طباعه البريئة، دعه يصرخ ويبكي فمن حقه الشعور بالحزن والجنون والإحباط.. الخ، مع ذلك من واجبك تعليمه كيفية التعبير عنها بشكل مناسب، والعواقب أيضاً لغضبه في مكان عام، أو عدم توقفه عن البكاء لأكثر من ساعة في المنزل، عندها يوجد عواقب ويجب أن تتركه يذهب إلى غرفته حتى يهدأ، أو أبرز موقفاً حازماً منه، لأنه يرفض الحديث عما يجعله يبكي أو مما هو غاضب.

- تستحق القليل من لحظات الاسترخاء: لا بد أن ترتاح كي لا تتوتر وتنقل التوتر إلى طفلك، هذه من أهم النصائح لتطبيق النهج التربوي الإيجابي.

في النهاية.. من قال أن تربية الأطفال مهمة سهلة؟!.. لكن من خلال استخدام بعد التقنيات المفيدة؛ ستعرف أنك تربي أبنائك بشكل إيجابي داعم وبشكل فطري، وما هذه المقالات حول الأبوة والأمومة الإيجابية، إلا تذكير وتنسيق لما لديك في ذهنك أصلاً حول تنشئة أبناء رائعين... شاركنا رأيك من خلال التعليقات.


مصادر ومراجع

[1] مقال إيمي مكريدي Amy McCready. حول أحدث تقنيات الأبوة والأمومة الإيجابية منشور على موقع Positive Parenting Solutions، تمت مراجعته في: 27/05/2019
[2] نصائح من أخصائية تنمية الطفل بريتاني ماكابي. Brittany McCabe، منشورة على موقع Bilingual Kid Spot، تمت المراجعة في 28/05/2019