فوائد التربية الإيجابية وطرق الإيجابية الحازمة

قراءة في دراسات علمية حول منافع الأبوة والأمومة الإيجابية، ما هي الفوائد التي تنتج من اتباع النهج الإيجابي في تربية أبنائك منذ الطفولة المبكرة حتى المراهقة المتأخرة؟
فوائد التربية الإيجابية وطرق الإيجابية الحازمة

فوائد التربية الإيجابية وطرق الإيجابية الحازمة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تسعى كأحد الوالدين لأن تكون عظيماً، وقد تجد نفسك في حيرة من أمرك بسبب حالة الإحباط، جراء التحديات التي لا تنتهي من مسؤوليات الأمومة والأبوة، حيث يمكن أن يشهد كلا الوالدين صعوبات؛ بفعل سلوكيات أبنائهم من الأطفال الصغار والمراهقين أيضاً، وفي جميع مراحل النمو، فكيف لأسلوب التربية الإيجابي أن يساعدك؟

animate

محتويات المقال (انقر للانتقال):

  1. تعزيز التربية الإيجابية
  2. فوائد التربية الإيجابية
  3. الإيجابية الحازمة
  4. المصادر والمراجع

تعزيز التربية الإيجابية

دراسات حول تعزيز سلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابية
بتركيز علم النفس الإيجابي على السعادة والمرونة والتنمية الإيجابية للطفل، فإنه يرتبط بشكل خاص ببحث الأبوة والأمومة الداعمة والفعالة، بالتالي ما إذا كنت أحد الوالدين الذي يحاول تفادي المشاكل المحتملة، أو أنك بدأت بشد شعرك! بسبب سلوكيات أولادك؛ فقد يفيد أن تتعرف على الفوائد المثبتة علمياً لتربية أبناءك بأساليب الأبوة والأمومة الإيجابية، ولا تُحصر الأبوة والأمومة فقط بالأب والأم، بل جميع الأفراد الذين يشاركون في تربية الطفل ورعايته والاهتمام برفاهيته[1]، من خلال تعزيز سلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابي، بالتالي تعزيز النمو الإيجابي للطفل[2]، لأنها العلاقة المستمرة للوالدين والأطفال، بما يتضمن رعاية الطفل وتعليمه وإرشاده والتواصل معه وتلبية احتياجاته باستمرار ودون قيد أو شرط، كذلك التمكين والمودة والأمن العاطفي، وضع الحدود والعواقب، والتعاطف مع مشاعر الطفل واحترامه، بالإضافة إلى الاتصال المفتوح مع الطفل ودعم مصلحته، والأهم هو الثبات والاستمرارية..

تقول اختصاصية علم النفس التربوي الدكتورة هيثر لونزاك (Heather Lonczak)، "كل التعريفات للأبوة والأمومة الإيجابية؛ ركزت على أن الهدف هو تعليم الانضباط بطريقة تبني احترام الذات لدى الطفل، كما تدعم العلاقة بين الوالدين والطفل، كي يحترموا ويقدروا بعضهم البعض، دون كسر روح الطفل"[3].
هناك العديد من البحوث للآثار قصيرة وطويلة الأجل للأبوة والأمومة الإيجابية على تكيّف الطفل، والعلاقات بين الأبوة والأمومة الإيجابية والنجاح الأكاديمي، بالإضافة إلى كونها مؤشر للاستراتيجيات السلوكية الوقائية، ودراسات حول علاقة أسلوب الأبوة والأمومة بالصحة العاطفية للطفل، وغيرها من الموضوعات البحثية فيما يخص موضوع هذا المقال[4].
مثلاً.. تم تعريف الأبوة والأمومة الداعمة الإيجابية[5]، للطفل في عمر ما قبل دخول الروضة؛ على أنها "تشمل الدفء ورعاية تعليم الطفل بشكل استباقي للمدرسة، والانضباط والمشاركة الإيجابية"، حيث قارن الباحثون بين نهج الأبوة والأمومة الإيجابي، وأسلوب الأبوة والأمومة الأقل دعماً.

وفق الأبحاث أيضاً.. ارتبطت التربية الداعمة بانضباط الطفل وتكيفه مع المدرسة بشكل إيجابي، وخفضت مشاكل السلوك عندما أصبح الأطفال في الصف السادس، علاوة على ذلك.. فإن الوالدية الداعمة قد خففت المشكلات السلوكية اللاحقة للأطفال، التي تنتج بفعل التأثير السلبي لعوامل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والإجهاد العائلي، وتربية الطفل في ظل انفصال الوالدين.

عموماً.. أوضحت الأبحاث العلمية.. أن الأبوة والأمومة الإيجابية؛ مرتبطة بجوانب مختلفة من النمو الصحي للطفل، وذلك من خلال:

- تأثيرها على مزاج الأطفال، من خلال تعزيز تنظيم وإدارة المشاعر والسيطرة الفعالة عليها، بحيث تمكن الطفل من تركيز انتباهه؛ بطريقة تعزز لديه القدرة على تعديل المشاعر والتعبير عنها أيضاً.

- الاهتمام بتعليم الطفل وإرشاده، يعزز ثقة الأطفال ويزودهم بالأدوات اللازمة لاتخاذ خيارات جيدة.

-  يعزز التواصل الإيجابي مهارات الأطفال الاجتماعية، والقدرة على حل المشكلات مع تعزيز جودة العلاقة مع مقدمي الرعاية (الأقارب والمعلمين والمشرفين.. الخ) والأقران والأصدقاء.

- الأبوة والأمومة الإيجابية الدافئة، تعزز ثقة الأطفال بأنفسهم.

- إشراف الوالدين؛ يعزز ترابط الطفل مع أقرانه وعلاقاته الإيجابية في مرحلة الشباب.

- الأبوة والأمومة التي تدعم مواهب الطفل الفطرية المميزة، كما تدعم لديه الإبداع، وتمكنه من امتلاك أدوات تقرير المصير.

- الأبوة والأمومة الداعمة والإيجابية؛ تعزز إيمان الأطفال بأنفسهم وبالمستقبل.

-  يؤدي تقدير الوالدين للسلوكيات المرغوبة لدى الطفل؛ إلى زيادة فعاليته وتقديره لذاته، كما تدعم احتمال انخراط الطفل بشكل أكبر في العلاقات الاجتماعية، كذلك توازن علاقاته العاطفية الصحية مستقبلاً.. كبالغ.

- وضع الحدود والعواقب يعلم الأطفال تحمل المسؤولية.

وهذه النتائج ليست سريعة ولا مؤقتة أيضاً، حيث ستستمر تأثيراتها إلى ما بعد مرحلة الطفولة، فالآباء والأمهات الإيجابين والداعمين؛ يغذون روح الطفل مع تمكينه؛ بمعرفة الأدوات والمهارات اللازمة، لعيش الحياة كفرد مكتفي بذاته ومستقل.


فوائد التربية الإيجابية

هناك أدلة تجريبية لفوائد عديدة من نهج الأبوة والأمومة الإيجابية، والتي تغطي جميع مراحل النمو من الطفولة المبكرة إلى مرحلة المراهقة المتأخرة، وهذه هي الأمثلة:

- فوائد الأمومة والأبوة الإيجابية في دعم استقلالية الطفل واعتماده على الذات: كتحفيز الطفل في سن ما قبل المدرسة.. ثم في مرحلة المدرسة؛ تحسين التكيف والاندماج وزيادة القدرة على التفكير المنطقي والتحليلي، وتحسين الأداء الاجتماعي للأطفال، وفي مرحلة متقدمة انخفاض أعراض الاكتئاب وزيادة احترام الذات بين المراهقين، فضلاً عن زيادة التفاؤل في كل المراحل العمرية للطفل.

- تشجع الأبوة والأمومة الإيجابية على تعزيز رابط الشعور بالأمان بين الطفل والوالدين: من خلال زيادة احترام الذات بين الأطفال في مرحلة المراهقة المتأخرة، فضلاً عن زيادة الفعالية الذاتية الاجتماعية أيضاً، كما تشمل النتائج الإيجابية لتعزيز الشعور بالأمان.. التنمية الاجتماعية للطفل أيضاً.

- تتعزز فوائد الأمومة والأبوة الداعمة أيضاً من خلال: انخفاض السلوكيات السيئة حيث تزداد الكفاءات بين الأطفال والمراهقين (احترام الذات والتأقلم والنتائج التعليمية والطموحات)، بالإضافة إلى انخفاض أي خلل في أداء الأمومة والأبوة، كذلك الإحساس بقدرة الوالدين وفعالية دورهما.. بالإضافة إلى انتفاء الشجارات العائلية والإجهاد من خلال؛ تلاشي المشكلات السلوكية واضطرابات السلوك بين الأطفال، وتحسين التماسك الأسري والتواصل والتنظيم بين أفراد الأسرة، كما تتحسن المرونة بين الأطفال والوالدين على حد سواء، وأخيراً.. زيادة النمو الإيجابي بين الأطفال.

- الأبوة والأمومة الإيجابية المتسامحة، التي تعمل من خلال العواطف: وأهم ما يميزها زيادة تنظيم العواطف المختلفة لدى الأطفال والمراهقين أيضاً.

- الأبوة والأمومة التشاركية: كذلك الحازمة التي تستخدم القواعد وتحدد العواقب، كما تشارك الأطفال في عملية صنع القرارات العائلية، كما تشهد زيادة في الامتثال والتنظيم والانضباط الذاتي لدى الطفل.

- الأبوة والأمومة الإيجابية التي تتميز بحنان الوالدين: تشهد التشجيع على النتائج الإيجابية بين الأطفال والمراهقين، مثل زيادة الامتثال لدى الطفل والمراهق في الاستعداد للمدرسة والواجبات الدراسية، كذلك السلبية الأقل والاستعداد لتجربة أشياء جديدة، والتطور الإدراكي الاجتماعي.. إلخ.

- الأبوة والأمومة الدافئة والديمقراطية والثابتة (الراسخة) والموثوقة: تعني زيادة التحصيل الدراسي بين المراهقين، وانخفاض السلوكيات الخطرة لديهم.. الخ.

- تدعم التواصل الفعال للتوقعات وقيم الأسرة: احترام وقت الأسرة المنتظم، كذلك تحسين القدرة على مقاومة تأثيرات الأقران السلبية بين المراهقين.


الإيجابية الحازمة

لا يمكنك تطبيق الإيجابية في تربية طفلك دون حزم!
هناك جدل حول أسلوب الأبوة والأمومة الإيجابي والحازم في نفس الوقت، والذي يرتبط بالعديد من النتائج الإيجابية، حيث يُطلق على هذا النمط التربوي بالـ "موثوق".. إذ يتضمن توازناً بين صفات الأبوة والأمومة التالية: حازم.. لكن ليس تدخلي، وصعب.. لكنه يأتي على شكل استجابة لحاجات الطفل العاطفية، كما أنه داعم من حيث الانضباط.. لكنه ليس عقابياً، بحيث يعزز النمو الإيجابي لدى الطفل، من خلال توفير:

- المودة: من خلال تعبيرات إيجابية تجاه الطفل.

- الاستجابة: من خلال الاهتمام بتلميحات الطفل؛ مهما كانت بسيطة

- التشجيع: بدعم قدرات الطفل واهتماماته ومواهبه.

- التعليم: باستخدام اللعب والمحادثة والتواصل الصادق، لدعم نمو الطفل المعرفي والروحي.

من الواضح.. أن نمط الأبوة والأمومة الإيجابية الحازمة، التي تحدد الأدوار بين الوالدين والأطفال من خلال وضع القواعد والعواقب والتوقعات أولاً؛ تدعم وتشجع الطفل على الاستقلالية (القائمة على اعتماده على ذاته.. مع ارتباطه واعتماده المتوازن على أسرته) عن طريق:
- دعم الاستكشاف والمشاركة في صنع القرار.

- الاهتمام باحتياجات الطفل.

- استخدام التواصل الفعّال.

- قدرة الطفل على التعبير العاطفي، وإدارة مشاعره.

- تشجيع السلوكيات الإيجابية.

- توفير قواعد وتوقعات واضحة من الطفل.

- تطبيق عواقب متسقة ومتناسبة مع السلوكيات.

- توفير الإشراف الكافي (مع وضع الوالدين حدود ذاتية) والاكتفاء بالمراقبة والتدخل لحظة حاجة الطفل الفعلية إليهم.

- ترسيخ العمل ضمن الأدوار المحددة، كنموذج وقدوة إيجابية.

- أولوية التجارب العائلية الإيجابية.

في النهاية.. يدعم الوالدان الإيجابيان نمو طفل سليم روحاً وعقلاً وجسداً.. من خلال المحبة الداعمة والحازمة والمتناسقة والمتسامحة والتشاركية، فهؤلاء الآباء يتخطون تحقيق الطفل لتوقعاتهم في أكثر الأحيان، لكنهم يشكلون قدوة إيجابية لأطفالهم... شاركنا رأيك من خلال التعليقات.


المصادر والمراجع:

[1] بحث.في تحديد مفهوم الأبوة الإيجابية؛ منشور على موقع: onlinelibrary.wiley
[2] مقال.بحثي حول: تعزيز دور الأبوة والأمومة الإيجابية؛ منشور على موقع: Semantic Scholar، تمت المراجعة في 25/05/2019
 [3] مقال.الدكتورة هيثر لونزاك Heather Lonczak، فوائد الأمومة والأبوة الإيجابية؛ منشور على موقع: Positive Psychology Program، تمت المراجعة في: 26/05/2019
[4] أبحاث.جامعة جنوب مسيسبي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتعزيز سلوكيات الأبوة والأمومة، منشورة على موقع: Project MUSE، تمت المراجعة في : 26/05/2019
[5] دراسة.الأبوة والأمومة الداعمة، منشورة على موقع: Wiley Online Library، تمت المراجعة في: 26/05/2019