صفات الشخصية الإيجابية وأسرار الحصول على شخصية إيجابية

تعريف الشخصية الإيجابية في علم النفس، تكوين ومقومات الشخصية الإيجابية، صفات الشخصية الإيجابية وكيفية الحصول على شخصية إيجابية، وأهمية الشخصية الإيجابية
صفات الشخصية الإيجابية وأسرار الحصول على شخصية إيجابية

صفات الشخصية الإيجابية وأسرار الحصول على شخصية إيجابية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

حاول الكثير من الفلاسفة منذ زمن الإغريق وحتى يومنا هذا وضع تصنيفات أساسية للشخصية وربط هذه التصنيفات بسمات محددة تتصف بها كل شخصية، ومن الأصناف التي تحدثوا عنها هي الشخصية الإيجابية، فما هي الشخصية الإيجابية وما هي سماتها؟ وكيف يمكن أن أكتسب سمات هذه الشخصية؟ 

تم تطوير علم نفس الشخصية لفهم الشخصية الإنسانية ولغاية اليوم مازال علماء النفس يحاولون وضع تعريفات للشخصية بشكل عام [1] وبالحديث عن الشخصية الإيجابية، فالإيجابية عموماً هي أن تكون متفائل وواثق من نفسك وتفكر بالجوانب الجيدة للمواقف المختلفة بدلاً من السيئة وتبحث دائماً عن حلول لأي عقبات قد تواجهك، والدعوة لأن تكون شخصية إيجابية هي محاولة التحكم في التأثيرات الإيجابية والسلبية. [2]

animate

وبعيداً عن تصنيفات علم النفس ومتاهاته الكبيرة، سنتحدث هنا عن تصنيف اجتماعي للشخصية وهو تصنيف يعرفه الجميع ويستطيع تميزه بسهولة بدون الحاجة لأن تكون مختص في علم النفس، وهذا التصنيف هو تصنيف الشخصية الإيجابية، التي نراها ماثلة في كثير من الأشخاص أمامنا ونسعى دوماً لأن نكون واحد من هؤلاء الأشخاص ويمكن فهم هذه الشخصية ضمن النقاط التالية:

  1. تتكون الشخصية بشكل عام من مجموعة من الصفات تنشأ من:
    • صفات إيجابية جسدية متوارثة من الآباء وتنعكس في تكوين الشخصية.
    • صفات نفسية مكتسبة من العائلة والمحيط الذي ينشأ به الأنسان متأثراً بعادات وتقاليد المجتمع والأسرة والقيم المكونة لدى الشخص
    • كما تتأثر الشخصية الإيجابية أيضاً بالمواقف والتجارب التي يمر بها الشخص خلال حياته.
  2. تتفاعل وتتمازج جميع هذه العوامل لتكون في النهاية الشخصية التي يتمتع بها الإنسان والتي تملك سمات خاصة بها تميزها عن غيرها من الشخصيات وسمات أخرى تشترك بها مع الشخصيات الأخرى.
  3. تنعكس سمات الشخصية الإيجابية في طريقة تفكير وسلوك الفرد تجاه مواقف الحياة اليومية المختلفة وتفاعل الفرد مع الأشخاص المحيطين به من أسرة وزملاء وأصدقاء وأقارب وجيران وغيرهم.

  تمتلك الشخصية الإيجابية مجموعة من الصفات التي قد ترافقها وتتميز بها عن غيرها من الشخصيات وترتبط هذه الصفات في كيفية تعاطي الشخصية الإيجابية مع المواقف المختلفة للحياة اليومية وطريقة التعامل مع الأشخاص المحيطين بها والنظرة الشخصية للحياة ومن أهم هذه السمات ما يلي: [3,4]

  1. الحس الفكاهي والمرح: تبتعد هذه الشخصية عن الجمود والتوتر والعصبية وتتميز بقدرتها على إضافة أجواء المرح في محيطها وينتج ذلك عن محبة صاحب هذه الشخصية للضحك والبسمة وترفيه النفس حتى ضمن أقل الإمكانيات المتاحة، هذه السمة تجعل صاحب الشخصية محبب ومقرب إلى الكثير من الناس وتجعل لوجوده آثر جميل وإيجابي.
  2. الفضول وحب التعلم والانفتاح: اكتشاف المحيط ومحاولة تكوين صورة عنه تعد من الميزات الأساسية للشخصية الإيجابية فصاحبها دائماً يريد أن يعرف كيف يتم هذا الأمر؟ وأين يحدث ذلك الشيء؟ ومحاولة اتقان المهارات المختلفة، فهي شخصية منفتحة على كل ما هو جديد ويسعى دائماً للتعلم، وحتى في حالات الفشل في فهم أو تعلم شيء ما فتلك ليست لديه مشكلة يتوقف عندها، يتجاوزها بكل سهولة وينتقل ليحاول مع شيء آخر وهذا ما يجعله يتقن مهارات مختلفة نوعاً ما.
  3. التواضع والمساعدة: الشخصية الودودة والمحبة من أهم سمات للشخصية الإيجابية بسبب التعامل المتواضع مع الجميع، فصاحب الشخصية الإيجابية لا يقوم بتقسيم الناس إلى درجات هامة ودرجات أهم حسب المصالح أو النقاط التي يشترك معهم فيها، بل يقوم بالتعامل بطريقة واحدة مع معظم الناس.
  4. التفاؤل والحماس: كل شيء جديد وكل تجربة وكل رحلة يستقبلها صاحب الشخصية الإيجابية بنفس الحماس والإثارة ودائماً لديه طاقة قوية للقيام الرحل والفعاليات الاجتماعية والعائلية واللقاء بالأصدقاء.
    كما أنه شخصية متفائلة في معظم الأحيان بالمستقبل وفي التجارب الجديدة وعند تعرضه لأي مشكلة فأول ما يشغله هو كيفية البحث عن حلّ لهذه المشكلة والتغلب عليها دون أن تكون عائق له، ولا يمكن للتشاؤم أن يسيطر عليه ابداً فدائماً ما يملك إيماناً بوجود حل لأي مشكلة.
  5. اللطف: القيام بمساعدة الآخرين أمر يستمتع به صاحب الشخصية الإيجابية حيث أن ذلك يساهم في تغذية النظرة الإيجابية التي ينظرها إلى نفسه ما يعزز ثقته بنفسه ويضيف الراحة والطمأنينة والاستقرار النفسي له، التعامل مع الآخرين باحترام ولطف ينعكس من الطريقة التي يفضل أن يتعامل الناس معه بها فهو ينظر لجميع الناس على أساس أنهم جزء من محيطه الهام لذلك يسعى دائماً لتفهم احتياجاتهم وتصرفاتهم والتعامل معهم على هذا الأساس.
  6. الصفح والتسامح: تفهم الشخصية الإيجابية للظروف المختلفة التي يعاني منها الناس يجعل منه شخص متسامح في معظم الأحيان، كما أن الاستقرار النفسي الذي يتمتع به يساعده في إزالة ونكران المشاعر السلبية أو الكره والحقد التي تمر بكل انسان، لذلك هو شخص متسامح وودود ولديه القدرة الكبيرة على ضبط النفس وتقبل فكرة ارتكاب الآخرين للأخطاء.
  7. المرونة والقدرة على التكيف: الحياة مكان معقد جداً وكثيرة هي المواقف التي يتعرض لها كل شخص والتي قد تتسبب بكثير من الأحيان بتغيرات جذرية في سمات شخصية أي انسان، وأكثر ما يميز الشخصية الإيجابية قدرته على التكيف مع هذه المواقف المختلفة للحياة بسبب المرونة التي يتمتعون بها وقدرتهم على التماشي مع الأشياء الجديدة وتقبلها ومحاولة تكيفيها بما يناسب حياتهم الخاصة.
  8. الذكاء والعمل الاجتماعي: السمات التي تتمتع بها الشخصية الإيجابية من حماس وتفاؤل وتسامح والحس الفكاهي وغيرها من السمات تساهم جميعها في أن يكون شخصية اجتماعية جداً ومحبوبة من قبل معظم الناس، وأن الحياة الاجتماعية التي يعيشها تساهم مع الوقت في زيادة خبراته حول الناس والمجتمع وكيفية التعامل مع الأشخاص الجدد والتنبؤ بأحوالهم وطبائعهم، لذلك الشخصية الإيجابية هي شخصية تتصف بالذكاء الاجتماعي.
  1. الطريقة التي يرى الفرد بها نفسه: حيث أن احترام الفرد لنفسه ولقناعاته يساهم بشكل كبير في زيادة قدرته على تحمل ضغوط الحياة وتفهم الآخرين وتقديم المحبة والسيطرة على الغضب، ومن أكثر ما يساعد الانسان على تعزيز احترام وتقدير ذاته هو: [5]
    • المرونة مع الآخرين وتقديم المساعدة:
    • الثقة بالنفس: فالثقة بالنفس تلعب دوراً حاسما في وجهة نظرك عن نفسك وعن الآخرين، وكل ما يزيد ثقتك بنفسك يزيد من الطريقة الإيجابية التي تفكر بها.
    • التعاطف واللطف: معظم العواطف يتم تحديد كيفية السيطرة عليها من خلال الطريقة التي تخاطب بها نفسك خلال اليوم، وهي أول خطوة تجاه صنع الشخصية الإيجابية حيث يجب التحكم بالأفكار التي تراود الشخص ومنع الأفكار السلبية من السيطرة عليه.
    • الصدق: يعني أنك ترى الأمور كما هي فلا تخدع نفسك بأمور مضللة سوف تنصدم بها فيما بعد كما أنه يعطيك سبب قوي لترى نفسك بطريقة إيجابية أكثر أيضاً.
  2. طريقة التفكير التي يتمتع بها هذا الشخص: حيث أن الأفكار هي من يغذي الشخصية فكلما كانت الأفكار إيجابية ومتفائلة بالمستقبل كلما كانت الشخصية أكثير إيجابية ومقدرة على معالجة المواقف الصعبة التي يمر بها الانسان بشكل يومي.
    يقول براين تريس" عقلك مثل الحديقة، إذا كنت لا تزرع الزهور بشكل متعمد وتقدم لها العناية، فسوف تنمو الأعشاب الضارة"  وزرع الأفكار الإيجابية في العقل يساهم في تطوير الشخصية بشكل إيجابي وبناء وهذه بعض العوامل التي تساهم في زيادة هذه الأفكار الإيجابية:
    • التحكم في طريقة تفكير العقل والسيطرة على الأفكار السلبية التي تعيق تطور الشخص.
    • ممارسة التدريب للحصول على التفكير الإيجابي.
    • تحديد السمات التي ترى أنك بحاجة للعمل عليها وتطويرها هو مفتاح ما يجعلك أكثر سعادة في حياتك.

الشخصية الإيجابية التي يتمتع بها أي فرد تساهم بدرجة كبيرة في تحسين فرص نجاحه خلال معظم مواقف الحياة حيث تنعكس على ما يلي: [2]

  1. الشخصية الإيجابية والعائلة: وجود فرد يتمتع بالشخصية الإيجابية يساهم في تحسين الأجواء الودية لدى الأسرى وخاصةً عندما يكون الأب هو من يتمتع بهذه الشخصية حيث تنعكس هذه الإيجابية على علاقته مع الزوجة ومع الأطفال حيث يسود الاسرة أجواء المحبة والمودة والتفاهم إضافةً للحس الفكاهي والمرح ومساعدة جميع أفراد الأسرة على تجاوز العقبات التي يتعرضون لها خلال حياتهم.
  2. الشخصية الإيجابية والمجتمع المحيط: غالباً ما يكتسب الفرد صاحب الشخصية الإيجابية محبة وثقة الأفراد المحيطين به بسبب الثقة والصدق التي يتمتع بها ما يساعده في تقوية علاقاته الاجتماعية وتكوين نظرة جيدة عنه لدى الآخرين تكسبه محبتهم واحترامهم.
  3. الشخصية الإيجابية والعمل: نتيجة محبة وثقة الأشخاص المحيطين به فإن صاحب الشخصية الإيجابية يعمل بأجواء أكثر راحة ما يساعده على زيادة الإنتاجية أثناء العمل ومواجهة الضغوطات بطريقة أسهل.
  4. الشخصية الإيجابية والدراسة: الراحة النفسية التي يتمتع بها صاحب الشخصية الإيجابية تساعده في التركيز بشكل أكبر أثناء الدراسة دون وجود منغصات تتسبب له بالشرود الذهني كما أنه لا يشغل باله بضغوطات الحياة بشكل كبير، ما ينعكس إيجابيا على تحصيله العلمي ويحسن فرص نجاحه وتفوقه.
  5. الشخصية الإيجابية والعلاقة العاطفية: أكثر ما يمكن أن يستفيد منه الفرد صاحي الشخصية الإيجابية هو قدرته على تجاوز الخلافات مع الشريك إضافةً للمرح الذي يتمتع به يساهم بشكل كبير في تقوية العلاقة العاطفية وجعلها أكثر صلابة ومتانة ويبعد كل ما يمكن أن يتسبب في توتر العلاقة والخلافات الكبيرة التي من شأنها أنهاء العلاقة بشكل كامل.

إذاً الشخصية الإيجابية تساهم في زيادة السعادة والفرح والاستقرار لصاحبها بشكل كبير كما أنها تأمن له فرص النجاح العاطفي والدراسي والاجتماعي أيضاً.

المراجع