كيفية ترتيب الأولويات في الحياة (فن السيطرة على الحياة)

"كيف أنظم أولويات حياتي؟" قبل أن تقوم بتحديد الأولويات التي يجب عليك ترتيبها في حياتك، تعلم كيفية التحكم بحياتك، أتقن عادات صغيرة تغير حياتك للأفضل
كيفية ترتيب الأولويات في الحياة (فن السيطرة على الحياة)
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

البعض يحتاج لرأي آخر في كيفية ترتيب أولويات حياته، طبعاً هذه ليست مشكلة وجميعنا نحتاج من يساعدنا ويمدنا بالمشورة والنصح لاتخاذ قرار في مسألة ما، لكن فيما يخص عيشك وترتيبك الأولويات في الحياة، فهذا يعتمد كلياً على الكيفية التي تختارها في تنظيم أمور حياتك، لذا دعنا نتحدث عن ترتيب الأولويات في الحياة من مبدأ إتقان فن السيطرة على الحياة، وإعطاء الأولوية لبعض الأمور، وأهم العادات التي ستغير حياتك للأفضل.

اتقان فن السيطرة على حياتك يساعدك في تنظيم وترتيب أولوياتك
يحتار الكثيرون في ترتيب أولويات حياتهم من أبسط الأمور، كما الحال مع صديقنا على موقع حلوها والذي يسأل عن "أولويات صرف الراتب"، ومدى حيرته في تلبية حاجته ما بين الاعتناء بملبسه ومظهره، وما بين التسجيل في دورة لتعلم اللغة، فتنصحه الخبيرة في حِلّوها النفسية لدى موقع حلوها سراء الأنصاري:
"الأمران مهمان لحياتك كشاب ولعملك وتقدمك المهني، فإذا أردت تحسين وضعك ابدأ بما يمليه عليه قلبك وبما تحبه أكثر".
كما تنصحه خبيرة حِلّوها؛ مدربة الحياة ميساء حموري:
"إذا كان شكلك يهمك ويسعدك ويحفزك للقيام بالأمور بطريقة أفضل؛ عليك أن تعتني بمظهرك أولاً، وبالنسبة لتعلم اللغة فيمكنك الاستعانة بالدورات التعليمية المجانية على شبكة الانترنت، وهناك الكثير من المواقع الممتازة لتحقيق هذه الغاية ريثما تتحسن ظروفك المادية".

قبل أن تتعلم ترتيب أولويات حياتك، لا بد أن تكون شخصاً مسيطراً على حياته وتمتلك الحزم في اختيار ما تريده، وأن تكون شخصاً واثقاً من نفسه ويعرف ما يريده، وهذا ما يعني أنك شخص يسيطر على حياته، إليك بعض النصائح [1] [2]: 

- لا تخف من ترك بصمتك: هل قال أحدهم أمامك عبارة: "ماشي بجنب الحيط؛ ويا ربّ الستر".. لكن هذا المبدأ للعيش بخوف (وقد تربت عليه أجيال)، لم يعد زاداً نافعاً في حياتنا المعاصرة، "فلا يمكنك أن تترك أثراً لأقدامك وأنت تمشي على رؤوس أصابعك"، كما لا يمكنك أن تكون متوارياً في ظل ظرف أو شخص يتحكم بحياتك، وعليك أن تعيش حياتك بحزم.

- اجعل المخاطرة واحدة من عاداتك: إذا استمر خوفك العميق من الفشل كشعور طاغي على مشاعر الإيمان بأحلامك وطموحاتك، فإنك ستمضي هذا العمر تلعب في منطقة الأمان والراحة التي توفرها لك وظيفة لا تحبها أو علاقة (حب أو زواج) تزيد معاناتك اليومية، فلا تتجنب المخاطرة وأخذ قرارات لا تشبه القناعات التي تكلّست في عقلك! واخرج من منطقة راحتك.

- احرص على تنمية وصقل الشجاعة لديك: "عيش الحياة يتقلص أو يتسع بمقدار الشجاعة لديك"، عندما تختار قيمة الشجاعة كأعلى القيم التي تبعث فيك السعادة، فإن جميع القيم المهمة لحياتك ستقوم على أرضية صلبة لهذه الشخصية الشجاعة.

- أنت المسؤول عن خياراتك: "نطلق كلمة نصيب على الخيارات التي كان لها نتائج كارثية في حياتنا، عندما نتذكر هذه الخيارات وعواقبها"، كل ما تختاره اليوم من أبسط الخيارات وأصغر القرارات، هو ما سيشكل مستقبلك ويبني تاريخك الشخصي، تحمّل إذا مسئولية خياراتك، ولا تستخف بأي قرار تتخذه من الآن فصاعداً.

- اجعل بقية حياتك أفضل ما في حياتك: كلنا نظرياً نقوم بهذه الخطوة، وما التخطيط في بداية كل عام جديد إلا دليل على رغبتنا هذه؛ لكن هل لدينا إيمان حقيقي بهذه الرغبة، أم أن الموضوع مجرد خوف من الغد فنتحايل عليه قليلاً بحجة الاستعداد له؟! لم يفت الأوان بعد لجعل بقية حياتك أفضل ما في حياتك، بالتخطيط والفعل أيضاً.

- لا تلعب دور الضحية: ولا تكتفِ بالنظر إلى الأشياء السيئة والمؤلمة التي تحدث في حياتك على أنها حدثت لسبب فقط، يل حول ما حدث لغرض إيجابي في حياتك، لأن أقوى المهارات التي يمكن أن تتعلمها هي استخدام ألمك لشيء إيجابي، مثلاً ليس هناك ألم أكبر من ألم والدين لديهما طفل صغير يعاني من ألم جسدي أو إعاقة؛ يمكنك أن تحوّل هذا الألم لطاقة تستغلها لمساعدة طفلك وأطفال آخرين، أنا وأنت نعرف الكثيرين الذين حوّلوا ألمهم لإنجاز وعطاء؛ مبتعدين سنوات ضوئية عن لعب دور الضحية.

- معرفة ما يجب عليك القيام به يلغي الخوف: الخوف والإيمان لا يجتمعان معاً، كما أن القرار باتخاذ الخطوة الأولى هو الأهم، ثم تأتي جهودك التي لن يلاحظها أحد، لكن النتيجة التي ستصل إليها هي ما سيكون واضحاً، وخلال الرحلة التي تقطعها الآن في عيش حياتك بإيمان وشجاعة، عليك أن تعرف إلى أين أنت ذاهب، وما هي أهدافك، "فلا يوجد حدود هناك هضبات فقط وعليك أن تتجاوزها".

- لا تعني السيطرة على حياتك أن تكون في مواجهة دائمة: أنت تعرف قدراتك وتتقبل ما أنت عليه ومدرك ما أنت جيد في فعله، لكن عليك عيش حياتك دون أن تضع نفسك على طرف عدائي منها، أو كما عبر أينشتاين: "إن أهم قرار نتخذه، هو ما إذا كنا نؤمن بأننا نعيش في عالم ودود أم عدائي". 

- لا تخترع الأعذار: حيث تكون الحياة بلا هدف، والافتقار إلى الفرص والخيال، والقفز من فكرة إلى أخرى، وتكرار نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، وعدم معرفة نقاط الضعف التي تسببت في ذلك.

- التحكم الذاتي: والاعتناء بالصحة والجسد ومعرفة كيفية تقضية وقت الفراغ، وإعطاء الأولوية للعلاقات والأشخاص المهمين في حياتك.
 

animate

عادات ترتيب أولويات الحياة... لترتب أولويات حياتك أتقن هذه العادات 
هل تتطلع لتحسين نفسك وزيادة إنتاجيتك، وتحاول أن تضيف بعض المهام لعملك أو حياتك وتجد صعوبة؟ ما رأيك أن تنتظر لحظة وتفكر في أهم العادات التي تساعدك على ترتيب أولياتك، بعد أن تحدثنا عن أهم النصائح أعلاه [3] [4]:

- رتب يومك: لديك 24 ساعة وإذا كنت ممن يحرصون على نيل قسط كافٍ من النوم (7-8 ساعات)؛ تمتلك 16-17 ساعة بشكل يومي، وأنت المسئول عن ترتيبها بما يضمن لك تحقيق أولويات حياتك، وحتى لو قمت بقراءة كل كتب التطوير الذاتي واستعنت بمدرب حياة ممتاز، فإنك لن تحقق أولويتك في الإنتاج مثلاً.. إذا لم يكن يومك مرتباً ومتناغماً، قد تقول: "لكن من يريد أن يقيد حياته بجدول؟ هذا عبئ وروتين لا طائل منه!".. حسناً عليك أن تعرف غرضك من هذا اليوم على الأقل.

- اختر طعامك بحكمة: تحدثنا في النصائح أعلاه عن أهمية الخيارات الصحية، لكن عليك أن تؤسس لعادة جيدة في كيفية اختيار الطعام وطريقة الأكل، ربما ستقول في هذه النقطة تحديداً: "يكفيني ما في حياتي من مشاكل كيف لي أن التفت لما يدخل معدتي أيضاً، الموضوع يتعلق بسدّ الجوع"، وأتمنى أن يتعلق بسد الجوع فعلاً، إلا أن اضطرابات الحياة المعاصرة وما يرافقها من اضطرابات الأكل ووجود الخيارات الاستهلاكية غير الصحية، ستدعوك بدافع محبتك لذاتك لتبني عادات صحية في الطعام أولاً، وهذا ما تؤكده خبيرة موقع حلوها في تطوير الذات الدكتور سناء عبده في استشارة لصديق الموقع الذي يسأل عن أهم علامات حب الذات: "إنها تجعل الانسان يهتم بصحته ونفسه فمثلا من يحب ذاته يتغذى تغذية جيدة ويبتعد عن كل مهلكات النفس من التدخين والخمر والمخدرات وكل ما يسيء لصحته، كما أن من يحب ذاته ينام جيداً ويهتم بنظافة جسمه"، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، وترتيب أولويات النوم.

- أوقف العادات التي تقتل أحلامك: توقف عن التسويف وإضاعة الوقت، توقف عن المحاولة كي تكون كاملاً ومثالياً، توقف عن انتظار التحفيز والوقت والتشجيع والمال؛ كي تبدأ شيئاً تحبه أو مشروعاً تخطط له، (هذه العادات تقتل أحلامك ببطء).

- بناء علاقات هادفة وطويلة الأمد مع الأشخاص: الأصدقاء والأشخاص المؤثرين في حياتك، يمثلون كنزك الحقيقي، وهم من يضيفون قيمة لحياتك.

- التزم بشغفك والأشياء التي تبعث السعادة في قلبك: مهما كانت بسيطة مثل هواية جمع الطوابع (من الممكن أنها انقرضت أو على وشك)، أو الرسم أو العزف، يمكنك بعد انهاء كافة التزاماتك وأولويات العمل والأسرة أن تخصص بعض الوقت لها، لأن هذه الأشياء الصغير المهمة؛ تعيد ترميم روحك مهما أتعبتها ظروف الحياة والعيش اليومية، وأعباء أداء أولويات كل يوم.

- استثمر في تطويرك الذاتي: "ليست هناك حدود، لكن هضاب... وعليك أن تتجاوزها وإن قتلك ذلك فليقتلك".. بالطبع أقدر هذه العبارة للأسطورة بروس لي، كما أنك تحب سماع هذه العبارات التحفيزية أيضاً، لكني أعلم وأنت تعلم جيداً أن هناك حدوداً عاطفية شديدة الوطأة علينا جميعاً وفي لحظات معينة قد تكون نتيجتها الشلل الفكري إذا صح التعبير، لذا أنت بحاجة لشخص لديه منظور خارجي للعمل على حل الحواجز العاطفية لديك، لذا وإذا كنت بحاجة لمعالج نفسي أو كانت حاجتك لمدرب مهارات الحياة أو استشارة فقط، فلا تكن بخيلاً على نفسك.

- قوة الامتنان: لكل الأشياء الجميلة والمهمة في حياتك، وبغض النظر عما تنجزه، فلن يكون كافياً لإرواء عطشك، ولهذا السبب عليك الاحتفال بالأشياء الصغيرة، والسماح لقلبك بالابتسام.

- العفوية والتوازن في كل شيء: حيث يساعدك الانضباط في تحقيق الفعالية والإنتاجية في عملك وحياتك، لكن الانغماس في الآن واللحظة الحالية، هو ما يحقق الدافع والسعادة في حياتك.

- لا ترفع توقعاتك من الآخرين: "لا تتوقع كثيراً من الآخرين حتى لا يخب أملك".. لو كنت سمعت هذه العبارة قبل سنوات، ربما أصابتني بذعر شديد، حيث كان لدي ما يشبه التفاؤل المرضي بالآخرين! لكني تعلمت بأنه عليك معرفة نفسك وتقدير الآخرين بما هم عليه، ويمكنك أن تبدأ بوضع الحدود مع الآخرين.

- تعلم من الفشل: والأخطاء في الماضي ليست استثناء أيضاً، فهي جزء من عملية التعلم، لذا توقف عن منحها قوة على حياتك في حاضرك ومستقبلك.. أكثر مما تستحق، وابدأ في فهم الماضي بما هو عليه، أي على أنه فرصة لتتعلم وتحسن معرفتك.

- المرونة: فلا ترتبط وتتقيد بالأفكار والخطط والتوقعات، مع العلم أن المرونة تخلق القدرة على التكيف، والتي تبني السعادة وتحافظ على النجاح، وهذه واحدة من أهم العادات التي تساعدك في ترتيب أولويات حياتك.
 

ترتيب أولويات الحياة (Prioritize in life)
لا يمكنك قول شيء ثم جدولة شيء آخر لفعله، فقيمتك تتبلور في كيفية قضاء وقتك، إذا أنت تقوم بترتيب أوليات حياتك فعلياً، فسواء كنت تضع عائلتك أولاً، أو تضع العمل في قائمة الأولويات، أو حتى أن تكون أولويتك هي صحتك ولياقتك البدنية ونموك الذاتي، لا بد أن تعيد ترتيب أولوياتك عندما تشعر بأن شيئاً ما خاطئ ولا يتوافق مع قيمك، وقد تساعدك هذه الخطوات [5] [6]: 

- راقب حياتك: قبل أن تعيد ترتيب أي شيء أو تعتمد أي ترتيب لأوليات حياتك، راقب نفسك وحياتك على العموم، لتعرف ما الذي تريده فعلاً، وهل هو ما تقوم به الآن؟ 

- اجب عن سؤال "هل كل شيء مهم فعلاً": هل تقوم بكل شيء بذات الأهمية؟ هل يضيع وقتك على أشياء غير مهمة؟ عليك أن تكون صادقاً مع نفسك في تحديد قيمة ما تقوم به، ففي العمل قد يكون تحديد أهمية المهام أمراً سلساً، لكن في حياتك الخاصة، هنا عليك أن تسأل، وتكون أنت مديرك المباشر.

- صمم أسبوعك: قبل أن تبدأ بأي تغيير على أوليات حياتك، قم بتصميم أسبوع يبدو مثالياً لك، بحيث يجب أن تعرف إلى أين أنت ذاهب وأين تريد الوصول؟ ثم الانطلاق من جديد.

- خطط الأولويات مع شريك: تخطيطاً ثنائياً مع شريك الحياة، وإن لم يكن موجوداً عليك أن تحرص على وجود شخص قريب وصديق يفهمك ويعزز لديك القيم المهمة، ويذكرك بضرورة المضي قدماً، فمن السهل أن تنسى، وفي تخطيط الأولويات عليك أن تسأل من حولك، سواء كنت مسؤولاً معهم عن أولويات حياة مشتركة، أو لأنهم يعرفون كيف يقدمون لك مساعدة، لأنك ستكون موجوداً عندما يحتاجون إلى مساعدتك أيضاً.

- معرفة ما الذي تريده: لن تستطيع تخطيط وتحديد أولويات حياتك وأنت تقوم يوماً بعد يوم بعمل لا تحبه، أو تخوض علاقة لا يمكن إصلاحها أو أنك لا ترغب بذلك! ومهما كانت أهمية ما تقوم به وترغب في تحديد أولوياته، هذا لا يعني أنه لا يمكنك تغيره.

- اختر الأهم وابدأ: المهم أن تبدأ لكن كن حريصاً على اختيار الأهم من بين أولويات حياتك، حتى في أبسط الأمور، مثلاً.. شراء الثياب أم القيام برحلة إلى الطبيعة!

- تحمل مسؤولية نفسك: فهذه حياتك وتلك أولوياتها؛ متزوجاً كنت أم أعزب. 

في النهاية.. أن تقوم بتغير أولويات حياتك أو تعيد ترتيبها، يعتمد على صدقك مع نفسك أولاً، ومواجهة الحقيقة مهما كانت قاسية، مثلاً اكتشفت في نهاية عقدك الرابع من العمر؛ أنك كنت تعمل لسنوات في مهنة لا تحبها، لكن لم يفت الوقت لذا اتقن فن استعمال وعيش هذه الحياة، إنها صالحة لمرة واحدة فقط، شاركنا رأيك وطريقتك في ترتيب أولويات حياتك من خلال التعليقات.
 

[1] مقال Shannon Ashley، "أقوال حول السيطرة على حياتك"، منشور على موقع psiloveyou.xyz، تمت المراجعة في 16/01/2020
[2] مقال "فن التحكم بحياتك"، منشور على موقع wealthresearchgroup.com، تمت المراجعة في 16/01/2020
[3] مقال Matthew Jones "اعطِ هذه العادات أولوية في حياتك"، منشور على موقع inc.com، تمت المراجعة في 16/01/2020 
[4] مقال Shaunta Grimes "عادات صغيرة تغير حياتك"، منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 16/01/2020
[5] مقال Jeff Goins "طريقة بسيطة لتحديد أولويات عملك وحياتك" منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 18/01/2020
[6] مقال Joel Kahn "كيف تحدد الأولويات عندما يكون كل شيء مهم؟" منشور على موقع lifehacker.com، تمت المراجعة في 18/01/2020