تجميد البويضات وتأجيل الحمل

هل تجميد البويضات حرام؟ لماذا تفكر فتيات عربيات بتجميد البويضات؟ مراحل عملية تجميد البويضات، مخاطر وتأثيرات سلبية لتجميد البويضات ونسبة نجاح تفريز البويضات
تجميد البويضات وتأجيل الحمل

تجميد البويضات وتأجيل الحمل

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لم يكن من الشائع قبل عام واحد من اليوم؛ الحديث عن رغبة نساء أو فتيات عربيات في إجراء عملية تفريز بويضاتهن، حيث من الشائع استعجال نصيب الفتاة بالزواج في سن الخصوبة، لضمان إنجابها الأطفال، وكثيرات ممن نعرفهن اخترن الزواج بغير قناعة للحاق بركب الأمهات، فقرار الفتاة أو المرأة بعدم الإنجاب من المستحيلات في مجتمعنا، اللهم من فُرض عليها الوضع وتجاوزت سن الزواج والإنجاب.

دعينا نخصص هذا المقال عن تجميد أو تفريز البويضات، مراحل ومخاطر العملية، كذلك نسبة نجاح تفريز البويضات، والتأثيرات التي يمكن أن تسببها عملية تجميد البويضات على السيدة أو الفتاة التي قررت الخضوع لهذه العملية، وهل تجميد البويضات حلال أم حرام؟

ما الذي يجب عليك أن تعرفينه قبل تفكيرك بعملية تجميد البويضات؟
لا أريد أن أكون تشاؤمية حول عملية تجميد البويضات، إلا أن عدد الأطفال الذين يولدون فعلياً عن طريق تجميد البويضات محدود، فحتى النساء الأكثر خصوبة في العشرينات من العمر لديهن فرصة بنسبة %20 إلى 25% فقط للحمل بشكل طبيعي كل شهر، وهذا ما لا يتم توصيله بشكل كافٍ إلى النساء وسط الجدل الشعبي بين مؤيد ومعارض لتجميد البويضات! [1]

فعلى الرغم من القوة التي تشعرين بها، بالنظر إلى البويضات المجمدة على أنها تأمين للخصوبة، لكن يجب أن تعلمي أنه من الصعب التنبؤ بنجاح العملية، أعني عندما تقررين الاستفادة من رصيد البويضات المجمد لديك، مع ذلك كلما كان تجميد البويضات في سن أصغر كلما زادت فرص النجاح، فيتعين على النساء في سن 34 أو 37 أو 42 عام تجميد 10 و20 و61 بويضة على التوالي، للحصول على احتمال 75 % من ولادة طفل واحد على الأقل، والكثير من الأطباء ينصحون من تجاوز عمرها 35 عاماً بعدم إجراء العملية على العموم، ورغم الأمل الذي تحمله للكثيرات إلا أن تجميد البويضات هي إجراء طبي يأتي بنصيبه من المخاطر ومجموعة النتائج التي يصعب التنبؤ بها!

إليك هذه الحقائق المهمة حول تجميد البويضات، عليك معرفتها قبل اتخاذ هذا الإجراء المهم في حياتك والذي يقرر الطبيب فقط، إذا ما كان هو القرار الصحيح لحالتك[2]:
- تجميد البويضات.. ليس بالضرورة وسيلة مؤكدة لضمان خصوبتك إلى الأبد: هذا يعتمد على عدد البويضات المجمدة وعمرك حين تخضعين للعملية، كما أن مخاطر ومضاعفات الحمل تزداد مع تقدم عمر الأم.

- ليس هناك عمر مثالي لتجميد البويضات: لكن الوقت الأفضل لتجميد بويضاتك هو في العشرينات وأوائل الثلاثينيات من عمرك.

- عملية تجميد البويضات طويلة، وتتضمن إجراءات مكثفة حتى لحظة الوصول إلى الحفظ.

- يمكن أن يكون هناك آثار جانبية بعد عملية أخذ البويضات للتجميد.

- تجميد البويضات إجراء طبي في حالات معينة: مثل حالات الإصابة بالسرطان الذي يتطلب علاجاً كيميائياً أو إشعاعياً، كذلك الحاجة إلى إجراء عملية جراحية قد تلحق الضرر بالمبايض، أو حالة قد تؤدي إلى تلفها.

- عملية تفريز البويضات مكلفة جداً: ويمكن أن تنتج أعباء مادية لتأمينها فيما بعد للسنوات القادمة.

- من الضروري جداً قبل اتخاذ القرار بتجميد البويضات؛ إجراء فحص لمعرفة مستويات الخصوبة لديك وعدد البويضات المخزنة في المبيضي.
 

animate

دعينا نتحدث عن مراحل عملية تجميد البويضات الآن، وقد ذكرنا أنها عملية مكثفة وتتضمن عدد من الإجراءات الطبية قبل عملية أخذ البويضات بهدف تجميدها وحفظها [3]:

أولاً: التحضير لعملية تجميد البويضات:
سوف يدرس الطبيب تاريخك الصحي مع التركيز على الخصوبة لديك، وتقييم انتظام الدورة الشهرية، كذلك إجراء مجموعة من اختبارات الدم لتقييم مستويات الهرمونات، ولأن المبايض تطلق بويضة واحدة في كل شهر (كل دورة شهرية)، ما يعني أنه عدد قليل للتجميد، لذلك ستتم عملية تعظيم وزيادة عدد البويضات، من خلال الخضوع نوع من العلاج الهرموني، لتحفيز إنتاج المزيد من البويضات لديك، كما ستأخذين حبوب منع الحمل لمدة شهر على الأقل قبل تلقي حقن الهرمونات، لمنع الدورة الشهرية الطبيعية بالتالي زيادة فعالية الهرمونات، كما سيكون هناك حقن لتحفيز الإباضة، بالإضافة إلى إجراء اختبارات دم منتظمة لرصد آثار العلاج الهرموني، وسيكون هناك فحص بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الإباضة وتقييم تطور البويضات المنتَظرة للتجميد، وهذه الدورة العلاجية الهرمونية والدوائية؛ دقيقة جداً وتستمر لأسابيع، بحيث تحتاج السيدة أو الفتاة لمعرفة تفاصيلها من قبل الطبيب المتخصص.

ثانياً: عملية أخذ وتجميد البويضات:
يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر المهبل إلى المبيض لأخذ البويضات بعد نضوجها، بالنسبة لهذا الإجراء في البلدان العربية وكي لا تتأذى عذرية الفتاة غير المتزوجة؛ يقوم الطبيب بسحب البويضات من خلال إدخال إبرة مخصصة عبر البطن أو عن طريق المستقيم، والعملية تتم تحت التخدير العام بكل الحالات، كما سيقوم الطبيب عادة باستخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه العملية، أما إذا كانت البويضات غير مرئية أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)، فقد يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية (شق صغير في البطن) لاستخراجها، ثم يجب أن يتم تجميد البويضات في أسرع وقت ممكن، مع مخاطر تحول المياه التي تملئ البويضات إلى بلورات الجليد الضارة بالعملية إذا حدث التجميد على الفور، لذا يقوم الطبيب بحقن محلول خاص في البويضات قبل تجميدها.

ثالثاً: وفي المستقبل، عندما تكون المرأة مستعدة لاستخدام رصيدها من البويضات المجمدة، بعد فك تجميدها ستخضع لعملية الإخصاب خارج الرحم (التلقيح الاصطناعي)، الذي لا يؤدي بالتأكيد إلى نجاح العملية حيث تتراوح فرصة كل بويضة مجمدة بولادة طفل بين نسبة 2 و12%، يمكن أن تؤثر مجموعة من العوامل على فرص السيدة في الحمل مثل: صحة الرحم والعمر خلال الحمل والصحة العامة، كما قد تحتاج المرأة إلى الخضوع لدورات متعددة من التلقيح الاصطناعي لتتمكن من الحمل.
 

آثار علمية تجميد البويضات والمخاطر التي يمكن أن تتعرضي لها
لا يمكن التنبؤ بنجاح عملية تجميد البويضات كما ذكرنا، كما أن النتائج تختلف بين سيدة وأخرى، بالإضافة إلى أنك مهما كنتي تعرفين حول العملية وإجراءاتها الطويلة نوعاً ما؛ فإن التجربة الفعلية والألم سيكون مختلفاً عما سمعتي به، وهذا ليس نوعاً من "وضع العصي في العجلات" كما يُقال، لكن عليك معرفة المسؤولية التي ستتحملينها حتى موعد أخذ البويضات للتجميد، مثلاً عملية حقن نفسك بالهرمونات ولعدة مرات في اليوم لن تكون أمراً بسيطاً! [4]
كما أن عدد البويضات الذي سيتم استخراجه من مبايض السيدة؛ سيكون محبِطاً إذا كان قليلاً مما يعني قلة فرص ولادة طفل حي، عندما يحين موعد الحمل.

وقد تواجه بعض النساء التشنج والانتفاخ لأشهر بعد إجراء العملية وفي موعد الدورة الشهرية أيضاً، كما تشمل الآثار الجانبية الأخرى غير المرغوب فيها والمخاطر التي تنطوي على عملية تجميد البويضات وبعد الانتهاء منها [5]:
- زيادة الوزن والانتفاخ.
- التغيرات النفسية وتقلب المزاج والقلق والاكتئاب.
- الصداع.
- في حالات نادرة يمكن أن يؤدي تنشيط المبيض إلى حالة تعرف باسم متلازمة فرط تحفيز المبيض (HSS)، التي يمكن أن تسبب الألم والغثيان وزيادة كبيرة في الوزن خلال أيام، وفي حالات نادرة جداً قد يؤدي الإصابة بهذه المتلازمة إلى حدوث جلطات دموية في الساقين وضيق في التنفس.
- قد يؤدي استخدام الإبرة في سحب البويضات، إلى حدوث نزيف أو إصابة أو تلف في الأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية.
- قد تشمل المضاعفات طويلة الأجل ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المبيض.
- المخاطر العاطفية، مع الأمل في الحمل مستقبلاً، لكن لا يوجد ما يضمن النجاح لعملية تجميد البويضات.
- هناك خطر للإجهاض بالاعتماد على البويضات المجمدة بالاعتماد وبشكل أساسي على العمر وقت العملية، كما أن النساء الأكبر سنا لديهم معدلات أعلى للإجهاض.
- لم تظهر الأبحاث التي أجريت حتى الآن زيادة في خطر حدوث عيوب خلقية عند الأطفال الذين يولدون من بويضات مجمدة، مع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول سلامة عملية تجميد البويضات.
 

ما هي الأسباب التي تدفع السيدة أو الفتاة لتجميد بويضاتها
بعد أن أثارت الشابة المصرية ريم مهنا جدلاً بتصريحها عن إجراء عملية تجميد لبويضاتها في العام الماضي، حيث أجرت العملية قبل ذلك بسنتين، تعود صحفية أردنية لتعلن تأييدها لعملية تفريز البويضات، من مبدأ أن الفتاة غير المتزوجة تفقد بويضاتها شهرياً، وهي بويضات ضائعة أصلاً؛ إذاً لماذا لا تقوم بتجميدها؟ 
لا أريد أن أناقش مواقف التأييد أو المعارضة لموضوع تجميد البويضات، لكن السؤال هنا؛ ما الذي يدفع الفتيات أو السيدات العربيات؛ للتفكير بإجراء عملية تجميد البويضات؟ 

هل هو قرار يمنح الحرية للأنثى العربية في إمكانية التحكم بحياتها واختيار العمر الذي ستتزوج فيه، هل هو مجرد تمرد وكسر للتابوهات؟ هل هي شروط الحياة المعاصرة ودخول المرأة القوي في سوق العمل، بحيث تؤجل حلم الأمومة لصالح مستقبلها المهني؟ بالتالي لا تضطر الفتاة لإلغاء فكرة الأمومة والاختيار ما بين الزواج المبكر أو (العنوسة) وقبل سن الأربعين، حيث يبدأ انحدار الخصوبة السريع لدى الأنثى، فلم يعد أحد هذين القرارين قيد في حياتها.
بالتالي قادت عملية تجميد البويضات جدلاً واسعاً منذ الحديث العلني حولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصدرت حولها فتاوى ما بين تحريم وبين اعتبار عملية تجميد البويضات غير محظورة، وهي جزء من عملية الإخصاب في المختبر للأزواج، كما صدر عن دار الإفتاء في مصر، كذلك في الجزائر والأردن حيث يسمح للمتزوجات فقط بتجميد البويضات، وفي الإمارات يُسمح للمرأة بالعملية في حال كانت ستخضع لعلاج كيماوي، وهو يمكن أن يسبب العقم [6].

وربما كانت تونس ولبنان هما البلدان العربيان الوحيدان، اللذان يسمحان للمتزوجات وغير المتزوجات بإجراء عملية تفريز البويضات، لكن في سوريا انتشرت هذه العملية في السر والعلن بين الفتيات غير المتزوجات في السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب، وقلة عدد الشبان مقارنة بعدد الشابات، وارتفاع معدل سن الزواج أيضاً.
 

لنتوقف أيضاً مع النقطة الأكثر إثارةً للجدل، وهي هل تجميد البويضات والاحتفاظ بها لوقت لاحق حلال أم حرام من وجهة نظر الشرع والدين؟ ونحن هنا لنسا بصدد إطلاق الفتاوى أو حتى مناقشتها؛ وإنما نحاول أن ننقل للقراء وجهات النظر الشرعية المتعلقة بتجميد البويضات بين الحلال والحرام.

التخوّف الشرعي الأول والرئيسي من عملية تجميد البويضات -كذلك الاحتفاظ بالحيوانات المنوية- هو اختلاط العينات المحفوظة والمجمدة عن قصد أو غير قصد ما يؤدي إلى ضياع النسب وهو علة منع الاحتفاظ بالبويضات وتجميدها من وجهة نظر علماء الدين، فحتى الاحتفاظ بالبويضات بعد عملية التلقيح الصناعي مكروه شرعاً لنفس السبب "الخوف من اختلاط العينات واختلاط النسب".

فيما أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تجميد البويضات والاحتفاظ بها يمكن أن يكون حلالاً في حال توفرت الشروط التالية[7]:
- إن كان هناك ما يضمن حفظ البويضات بشكل آمن يمنع اختلاط العينات أو استبدالها عن طريق الخطأ أو بشكل متعمّد.
- أن تكون المرأة صاحبة البويضات المجمّدة متزوجة من الرجل الذي تؤخذ منه الحيوانات المنوية لإعادة التلقيح.
- ألا يتم زرع البويضات المجمّدة في رحم أجنبي.
- ألا تكون هناك أي أضرار على الأم والجنين نتيجة عملية تجميد البويضات.
 

تجميد البويضات.. تأجيل للأمومة بتذكرة "يانصيب" باهظة الثمن
لنكن واقعين.. عندما تسأل عن مدى السعادة التي يمنحها تجميد البويضات، فإن أغلب الشابات العربيات سيصفنها كتذكرة أمان لضمان حلم الأمومة، بينما اسأل امرأة في بلد غربية خضعت لعملية حصاد وتجميد بويضاتها لثلاث مرات مثلا! ستقول إنها اشترت راحة البال، لأنها ستفكر بجودة علاقاتها ولن تضطر الاستعجال ولديها رصيد مجمد من البويضات [8].

كما أن عملية تجميد البويضات مكلفة جداً فقد تصل إلى 18000$، فضلاً عن انعدام قدرة أي تأمين صحي على تغطيتها، وهذا ما يجعلني شخصياً أشك في عمليات تجميد البويضات، التي تتم في بلد عربي مثل سوريا، بحيث لا تتجاوز قيمة العملية 2000$!
وهذه الخدمة الفاخرة لمن تستطيع إليها سبيلاً؛ لا تزال تقنية طبية جديدة إلى حد ما، بما فيها من معدل نجاح منخفض إلى حد ما أيضاً بنسبة ولادة أطفال من بويضات متجمدة لا تتجاوز 18%. [9]

هذا يعني أن القائمين على صناعة الخصوبة حول العالم يدركون حقيقة، أن تجميد البويضات ليس إجراء لتأمين الخصوبة الأنثوية على الإطلاق، لكن يستمر استخدام هذه اللغة في محاولة لترويج وبيع هذه الصناعة (حلم الأمومة) للنساء... 
يبقى تفريز البويضات أشبه (بتذكرة يانصيب باهظة الثمن)، في الوقت الذي ينبغي على الفتيات والنساء تثقيف أنفسهن وتعلم كل ما يتعلق بمسائل الخصوبة وليس العيش على الأمل بالإنجاب مستقبلاً فقط، فكما الحال مع صديقة حلوها التي تستفسر عن تأثير العلاج الهرموني على خصوبتها، ويقول طبيب الأسرة في الموقع: "يجب ألا يؤثر هذا العلاج على الخصوبة ويجب أن تذكري لنا ما هو العلاج بالضبط، وإذا كان لا بد من أخذه فيُفضل أخذ فترات انقطاع وراحة"، وعليها أن تسأل الطبيب المعالج وتقوم ببعض الفحوصات للتأكد من سلامة خصوبتها بعد العلاج الهرموني، كما لا يجب أن تبقى أي فتاة أو سيدة جاهلة حول معرفة كل التفاصيل المتعلقة بالخصوبة (نكرر)، ولا يكفي توجيه السؤال لغوغل في هذه المواضيع الحساسة، هذا هو السبب في توفر الاختصاصات الطبية، والاستشارات العلمية الموثوقة.

على كل حال.. وفي موضوع مقالنا الأساسي؛ لا يمكننا الجزم إذا ما كان تجميد البويضات، هو المنقذ للخصوبة المنحدرة نحو الشيخوخة بسرعة، مع ذلك لا يمكننا النظر إلى الأمر على أنه مجرد سوق للبويضات الأنثوية والعرائس الذكرية والأجنة المجمدة! كما لا يمكننا النظر بعين زجاجية لتحليل انتشار هذه الظاهرة في العالم العربية، أو اعتبارها موضوع نسائي؛ من يؤيده فهو مع حق المرأة في الاختيار، ومن يعارضه هو ضد المرأة والمساواة وما إلى ذلك من الصرعات الحداثية (السائلة) بعيداً عن الفطرة الإنسانية.

وبالنظر إلى السبب الحقيقي الذي قد يدفع النساء لتجميد البويضات على مستوى العالم وليس النساء العربيات فقط، فهو عدم وجود الشريك المناسب المستعد للالتزام بالأبوة ومسؤوليات الزواج، كما لا يتعلق تجميد البويضات بالحلم المهني، الذي تسعى المرأة لتحقيقه أو بسبب سعيها لتحصيل المزيد من العلم، فمنذ فجر التاريخ استطاعت المرأة أن تكون أمّاً وعالمة مثلاً.. في نفس الوقت.

في النهاية.. لولا الأمل لما فكر البشر بإنجاب الأطفال، وبالنسبة لموضوع تجميد البويضات في العالم العربي، ما يثير الحزن، هو النظر إلى الزواج كوسيلة لإنجاب الأطفال فقط، وكونه شراً لا بد منه بهدف التكاثر! بعيداً عن بحث كلا الطرفين عن شريك حياة وأمن عاطفي بغض النظر عن موضوع الإنجاب في البداية، فماذا لو استطاعت الفتاة إيجاد شريك الحياة الذي يمكن أن يكون متعاوناً في تربية طفل يُولد بشكل طبيعي إذا قُدر لهما الإنجاب؟ فتتخلى عن فكرة الخضوع لهذا الحل المؤلم لتأجيل حلم الأمومة مقابل تحقيق الذات أو حماية الخصوبة من الشيخوخة برصيد متجمد إلى يوم ما.. قد لا يأتي، فما الذي حدث في حياتنا المعاصرة كي نستسهل كل الأمور العظيمة؟ لا نريد إثارة موضوع آخر للجدال، لكن شاركونا آرائكم من خلال التعليق على هذا المقال.
 

[1] مقال COLLEEN DE BELLEFONDS "معدل تجميد البويضات في ازدياد"، منشور على موقع wellandgood.com، تمت المراجعة في 25/01/2020 
[2] مقال Chanel Dubofsky "حقائق حول تجميد البويضات"، منشور على موقع modernfertility.com، تمت المراجعة في 25/01/2020
[3] مقال "ماذا تعرف عن تجميد البويضات؟" منشور على موقع medicalnewstoday.com، تمت المراجعة في 25/01/2020
[4] مقال ERIN BUNCH "التحضير لعملية تجميد البويضات"، منشور على موقع wellandgood.com، تمت المراجعة في 25/01/2020
[5] مقال "تجميد البويضات" منشور على موقع mayoclinic.org، تمت المراجعة في 25/01/2020
[6] مقال Randa Darwish "هل تجميد البويضات محرم؟" منشور على موقع albawaba.com، تمت المراجعة في 25/ 01/2020
[7] مقال أسماء محمد "بعد إعلان داء الإفتاء.. لهذه الأسباب تجميد البويضات حلال" منشور في elbalad.news، تمت المراجعة في 25/ 01/2020
[8] مقال Natalie Lampert "الحرية غير المتوقعة لتجميد البويضات"، منشور على موقع nytimes.com، تمت المراجعة في 25/01/2020
[9] تقرير "العمر هو العامل الرئيسي لنجاح تجميد البيض"، منشور على موقع hfea.gov.uk، تمت المراجعة في 25/01/2020