الحب بعد الخمسين "هل العشق ممنوع بعد الخمسين!"

حب بعد الخمسين.. هل العشق بعد عمر الخمسين عيب؟ هل وقوعك في حبال العشق بعمر الخمسين أمر قبيح؟ هل يعرف الحب عمراً؟ وما فوائد الحب بعد الخمسين؟
الحب بعد الخمسين "هل العشق ممنوع بعد الخمسين!"

الحب بعد الخمسين "هل العشق ممنوع بعد الخمسين!"

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في مقالنا هذا نتحدث عن الحب بعد بلوغك عمر الخمسين، ولنتفق بداية أن الوقوع في الحب بأي عمر؛ سيكون على ذات الصورة، أي كأنك لم تجرب الحب مسبقاً! وتحت كل التجارب؛ يبقى قلبك مراهقاً ينتظر الوقوع في الحب الأول، في مقالنا نتحدث عن الحب بعد الخمسين سواء كنت رجلاً أو امرأة، دون أن نتخذ موقفاً سلبياً من الحب بعد الخمسين، لأننا سنتحدث عن علاقة يكون فيها الحبيبان عازبان (غير متزوجين).

هل الحب بعد عمر الخمسين.. عيب؟ وهل يعرف الحب عمراً؟
دعنا نتحدث بداية عن الحياة في عمر الخمسين وما بعد، فمن المخاوف الأساسية التي نعانيها نحن البشر هو الخوف من التقدم بالعمر، وبالنسبة لعمر الخمسين يكفي أن نفكر بالصورة النمطية التي زُرعت فينا منذ الطفولة، وأننا في عمر الخمسين نبدأ فعلياً عملية الذبول التي ترافق الشيخوخة، وأن هذا العمر وخاصة بالنسبة للنساء هو نقطة تحول كبيرة في الحياة، فلو استطعتَ واستطعتِ في هذا العمر تحقيق حب ذاتي (أن تحب نفسك)؛ ستكون إنساناً يتوهج بالطاقة، وتنعكس هذه الطاقة على مظهرك الخارجي ووضعك الاجتماعي (عازباً أو متزوجاً).. وبكلمتين ستكون: "مليئاً بالحياة"[1].

في عمر الخمسين أنت شخص بدأ بتحقيق الكثير من أحلامه أو حققت معظمها فعلياً، لكنك توقفت عن مقارنة نفسك بأشخاص آخرين، كما أوقفت المنافسات! كما أنك لطيف مع ذاتك تحترمها وتتقبلها وربما تتذكر لحظات من الماضي؛ يوم كنت تشك في نفسك، أو أنك غير جذاب وجميل، ثم تضحك.. لأن هذا الشك السلبي هو من قاد رحلتك المميزة لاكتشاف الذات والنمو الشخصي، وإيجاد أهدافك في الحياة، كذلك عدم الوقوع في دوامة من اليأس، لأنك تعلمت أن المظهر ما هو إلا تعبير عما نشعر به حول أنفسنا، وعندما يقابلنا الناس، فإنهم سوف يرون هذا الانعكاس بشكل واضح.

وبسبب حب الذات في عمر الخمسين؛ ستجد أنه من السهل الوقوع في الحب، وإقامة خلق علاقات ذات معنى عميق في حياتك، وربما تحقق فرصتك الرائعة لعيش قصة الحب التي تخيلتها طوال عمرك.
هناك مكونات أو سمات؛ تعكس قوة الشخصية بعد عمر الخمسين من أهمها: الوعي الذاتي والحساسية والثقة بالنفس والامتنان للحياة في كل يوم، مما يجعل الوقوع في الحب بعد عمر الخمسين أمراً جميلاً سواء للرجل أو المرأة، وهذا لا يعني أن الحب قبل هذا العمر يكون سخيفاً أو سطحياً، كما لا نقوم بمقارنات، وهناك أسباب كي لا تنظر إلى حالة وتجربة الحب بعد الخمسين كعيب أو سلوك محرّم على الإنسان الذي بلغ الآن عمراً ذهبياً، تابع معنا القراءة.

animate

إذا أردنا أن نحلل الأسباب التي تجعل الحب بعد الخمسين ممكناً وليس أمراً معيباً سنجد أنفسنا نذكر ما يميز الحب في الخمسين أو بالأحرى ما يميز الرجل والمرأة على مستوى النضج العاطفي والنفسي في هذه المرحلة العمرية:

  1. لقد تعلمت بما فيه الكفاية من أخطائك، وستقوم بأفضل ما لديك الآن.
  2. ليس لديك ما تخسره، فلا تمتلك توقعات فوق واقعية، كذلك من الصعب أن تشعر بخيبة الأمل.
  3. لا تحكم على المواقف وعلى الأشخاص ولا تنتقد، كما كنت في السابق ربما، لأنك في عمر الخمسين ستكون أكثر انفتاحاً.
  4. ربما لا تبحث عن الزواج أو تسعى إليه في هذا العمر، لكنك تريد أن تحب وتكون محبوباً.
  5. أنت على استعداد لجعل علاقة الحب أكثر عمقاً في حياتك.
  6. أنت أكثر ثقة بالنفس وتهتم بما يفكر فيه الطرف الآخر، لذلك ستكون صادقاً في علاقة الحب.
  7. لديك امتنان كبير لعلاقة الحب، كما تحترم الشريك وتقدر قيمته في حياتك وتجعله الأولوية.
  8. ستفعل أي شيء لصالح العلاقة، ليس فقط أن تقول "إنك ستفعل" أي شيء، بل يعني أنك "ستقوم بالفعل".

ما هي الفوائد التي تمنحها لك تجربة الحب بعد عمر الخمسين؟
بمجرد أن تجد الحب الحقيقي، لا يهم كم من الوقت استغرقك العثور عليه، لأنه يحدث الآن وكان يستحق منك الانتظار كل هذه السنوات، عندما تجرب الحب في الخمسينيات من العمر، تعرف أنك محظوظ لأنك أفضل مما كنت عليه في الماضي[2]، وهذه هي بعض الفوائد التي يعنيها الحب بعد عمر الخمسين:

  1. حب بعد الخمسين يعني ضغوطات مجتمعية أقل: لديكما مساحة للتنفس، وبدون أن تفكر بقائمة الأمور التي يوافق عليها المجتمع أو يرفضها، وأنت حر في تحديد وتيرة وأولوية الأمور التي ستؤثر على حياتك مع الحبيب، وبعيداً عن قرار الزواج والإنجاب (الذي بات بعيداً الآن بالنسبة للمرأة)؛ ستكون علاقة الحب بعد عمر الخمسين فرصة ربما.. لتعميق أجمل قصة حب تعيشها في حياتك.
  2. أنت أكثر ثقة عندما تجرب علاقة الحب في الخمسين من عمرك: حيث تعرف ما تريده من علاقة الحب، وما يمكنك تقديمه، وكيف تتحدث عن مشاعرك بصدق وانفتاح، وهذا يعني أنه يمكنك عيش الحب بعد عمر الخمسين بقلب واسع.
  3. تصنع كنزك من الذكريات الجميلة: فالحب بعد الخمسين ليس سخيفاً أو نوعاً من التصابي، كما قد ينظر إليه البعض، وبعيداً عن نظرة المجتمع إليك وأنت تعيش تجربة مميزة للحب بعد بلوغك عمر الخمسين، فإنك في هذا العمر تؤسس تاريخاً وذكريات مشتركة مع من اختاره قلبك الناضج وعقلك الحكيم.
  4. قد يحمل إليك الحب في عمر الخمسين علاقة تجعلك تنسى؛ كل ما عشته سابقاً باسم الحب: ولهذا كثيراً ما يُنظر إلى علاقات الحب والزواج (الناجحة) بعد الخمسين، على أنها أعلى مراتب الحب.

أسرار نجاح الحب بعد عمر الخمسين
هناك أسرار لعلاقة ناجحة بعد عمر الخمسين، سواء لتجديد العلاقة الزوجية بعد 25 سنة (مثلاً) من الزواج، أو لتقوية علاقة حب جديدة بعد عمر الخمسين [3]:

  • افتح قلبك بلا خوف: لتنجح في العلاقة، لا تخف أن تكون أنت، ويتطلب الحب الحقيقي الصدق، أن تكون منفتحاً حول ما تفكر وبماذا تؤمن في العلاقة وكيف تشعر وماذا تريد، كذلك الالتزام التام بما يدعم نزاهة العلاقة، لذا يجب أن تكون مستعداً للمشاركة والإصغاء والفهم، وبالضرورة تتطلب العلاقة السعيدة بعد عمر الخمسين؛ معرفة المزيد عن شريك حياتك وعن نفسك أيضاً، بحيث لا يتوقف النمو الشخصي في عمر محدد.
  • الأمان العاطفي: تعتمد العلاقات الصحية على شعور كلا الطرفين بالأمان مع بعضهما البعض، والثقة في أنهما موجودان لدعم بعضهما البعض، حيث تكتسب الثقة أهمية أكبر مع تقدمك في السن، والأمر الذي يجب عليك التعامل معه فقط، هو التغييرات والقلق الذي ينطوي التقدم في العمر، ولتحقيق السلامة العاطفية، يجب أن يكون الطرف الآخر معك على نفس الخط، فيما يخص التعامل مع علاقة الحب أو الزواج بعد عمر الخمسين.
  • معالجة الخلافات في العلاقة.. بمحبة: من السهل أن تعرف ماهية هذه النصيحة بعد أن تتجاوز عمر الخمسين، حيث لن ينفع علاج المشكلات الناشبة بين الشريكين بطريقة تقليدية، فمهما كان العتاب قاسياً بينكما، فإن كليكما يجب أن يفكر بهدوء بمشاعره العميقة اتجاه المشكلة، ويقاطع معها مشاعره حول الأمور الطيبة المشتركة بينكما، لذا يختلف حل المشكلات الزوجية أو مشكلات علاقة الحب في عمر الخمسين، عما مضى في فترات سابقة من حياتك.
  • التواصل الإيجابي: الإيجابية أمر حيوي للعلاقة يعكس الكثير من شخصيتك، ويساعد في فهم المشاعر وراء سلوكك، وتتلخص مبادئ التواصل الإيجابي في؛ استخدام اللغة الحسنة وتجنب السلبية مع الشريك، وتجنب الانتقاد وإعطاء الشريك التركيز الذي يستحقه في حياتك، كذلك استخدام الكلمات والتعبير اللفظي عن مشاعر الحب للشريك.
  • دعم استقلال وحرية الشريك: ومنحه مساحته الخاصة، فكل منكما لديه احتياجاته الخاصة والفردية، ومنح الشريك فرصة لقضاء الوقت وحده في فعل شيء خاص به هو تعبير عن الاحترام، كما عليك قبول ودعم والدفاع عن أهداف شريك حياتك.
  • العلاقة الصحية مع الذات: وهو من الأمور التي تنمو شخصيتك لتحقيقها في عمر الخمسين، وعليك أن تحافظ عليها وأنت عازب أو في علاقة زواج أو حب، لأنها سر سعادتك وعندما تكون شخصاً سعيداً سيكون كل من حولك سعداء.

الحب الخمسيني؛ حب في أعلى المراتب -ذكرنا ذلك قبل قليل- حيث تكون إنساناً ناضجاً تعرف ما الذي تريده وما لا ترديه، لكن في بعض الأحيان -ولأن الحب لا يعرف عمراً- قد يغدو العاشق الولهان بعد عمر الخمسين؛ لعبة في يد الشريك العاطفي لأسباب مختلفة، تتعلق بالأشخاص أنفسهم وبالظروف وطبيعة العلاقة والمصالح التي تحكمها، حيث يكون أحد الطرفين حلقة أضعف ويتم التلاعب به تحت اسم الحب، لهذا يمكن أن يُنظر إلى الحب بعد الخمسين من قبل البعض على أنه تصابي، وبما أننا لا نستطيع تعميم تجربة واحدة على كل البشر، فيما يخص العشق والحب بعد عمر الخمسين، لكننا سنستعرض تجربة من مجتمع حِلّوها.

دعونا أولاً نلقي نظرة على استشارة خبير الموقع، الكاتب والمدرب ماهر سلامة؛ في حالة سيد خمسيني (متزوج ولديه عائلة) يعشق فتاة تصغره بـ18 عام، وتقوم باستغلال مشاعره الصادقة نحوها، وعلى الرغم من معرفته بذلك، فهو لم يستطع الخروج من هذه "الدوامة"، كما يصف حالة عشقه في سن الخمسين، وينصحه سلامة:
"عليك أن تقوم بأي خطوة للتخلص منها ومن سطوتها، الجأ إلى أصحاب الرأي من الأصدقاء المخلصين أو الزملاء المخلصين وفكر معهم بحل، وبتروي شديد وصبر.. فكر مليّاً حتى لا تخرج الاْشياء عن السيطرة، عليك الخروج من هذه الأزمة وحالة الابتزاز التي تتعرض لها، ولا تغامر بسمعة عائلتك".

وثانياً: تنصحه الأخصائية النفسية ميساء نحلاوي أيضاً:
"اقطع علاقتك بها قبل تفاقم الأمور وخذ زوجتك في رحلة رومانسية، وأنت تعرف بأنك ستنسى قصة عشقك تلك إذا أردت ذلك، وإذا وجهت كل اهتمامك الى بيتك ومستقبل أولادك أيضاً، وما سيساعدك على تخطي هذه المرحلة الصعبة هو رغبتك بذلك وإرادتك".
يمكنك الاطلاع على كامل الاستشارات والمشاركات من أصدقاء حلوها في نقاش هذه القصة، بالضغط على هذا الرابط.

على الرغم من القسوة التي تحملها بعض التعليقات على حالة صديقنا، والذي وصفها بالقبح في المقام الأول! وبعد كل ما ذكرناه حول فوائد الحب الخمسيني والأسباب التي تجعل الحب في العمر الذهبي أسمى حب، يبدو أن صديقنا المرتبط أساساً، وقع ضحية الحب الأفلاطوني ومن طرف واحد، والفتاة (ليس لأنها من الجنس اللطيف طبعاً) هي كأي شخص طمّاع، وجدت ما يمكن أن تستغله لصالحها، والأمر واضح.. حيث يمكن أن يتعرض أي رجل وأي سيدة وفي أي عمر كان، لأن يكون ضحية حالة حب من طرف واحد، لأن الحب "أعمى" كما لا يعرف عمراً.

في النهاية.. تنظرنا عقود ممتعة للعيش إذا قُدر لنا العيش، فبعد أن تعلم أن ربط الجاذبية والقوة والجنس وحرية المشاعر بعمر محدد (أصغر) عارٍ عن الصحة، ستتعلم حب الذات أولاً ثم الوقوع بحب شخص قد تلتقيه بعد عمر الخمسين، ما رأيك؟

  1. مقال Margery Miller "الحياة بعد عمر الخمسين.. حب للذات"، منشور على موقع primewomen.com، تمت المراجعة في 01/02/2020
  2. مقال "سحر وفرح الحب بعد الخمسين"، منشور على موقع silversingles.com، تمت المراجعة في 01/02/2020
  3. مقال Andrea Brandt "أسرار لعلاقة ناجحة بعد عمر الخمسين"، منشور على موقع psychologytoday.com، تمت المراجعة في 01/02/2020