سكوت الزوجة عن الخيانة! هل ينجح التجاهل الإيجابي؟

هل أواجه زوجي بالخيانة! ما هي الأسباب التي تدفع الزوجة للسكوت عن الخيانة؟ وكيف يؤثر السكوت عن خيانة الزوج على الحياة الزوجية؟ هل ينجح تجاهل الخيانة؟
سكوت الزوجة عن الخيانة! هل ينجح التجاهل الإيجابي؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يقل توتر التفكير بمواجهة الزوج الخائن عن التوتر الذي تسببه الخيانة بحد ذاتها، وفي بعض الحالات تحاول الزوجة أن تواجه الخيانة دون مواجهة الزوج بشكل مباشر؛ من خلال التواصل مع المرأة المنافسة -عشيقة الزوج- أو محاولة التلميح علّ الزوج يرتدع من نفسه، أو حتى تغيير بعض التفاصيل اليومية في حياة الزوجين أملاً بمنح الزوج ما كان يبحث عنه في حضن امرأة أخرى.
لكن السؤال هل السكوت عن خيانة الزوج هو الحل الأفضل؟ أم أن المواجهة أمرٌ لا بد منه لترميم العلاقة بعد الخيانة أو اتخاذ القرار المناسب؟
 

تختلف دوافع وأسباب سكوت الزوجة عن الخيانة من امرأة إلى أخرى باختلاف السمات الشخصية والظروف التي تعيش فيها الزوجة، ويمكن رصد أبرز الدوافع والأسباب التي تجعل الزوجة تسكت عن خيانة الزوج كالآتي:

  1. تتمنى أن تكون مجرد نزوة: في كثير من الحالات تقنع الزوجة نفسها أن خيانة الزوج مجرد نزوة، وربما كانت سلبيات مواجهة الزوج بخيانته أكثر من إيجابياتها، وتتمسك الزوجة في هذه الحالة بالقول الشائع "سيعود إلى زوجته وأولاده في نهاية المطاف" فتراهن على الوقت لإصلاح زوجها وشفاء جرحها، ونادراً ما يكون هذا الرهان رابحاً.
  2. تريد الحفاظ على أسرتها: الخوف من عواقب المواجهة وتأثيرها على الأسرة والأبناء من الأسباب الأساسية التي تجعل الزوجة تسكت عن الخيانة وتتجنب مواجهة الزوج، وفي بعض الحالات تعتقد الزوجة أن العيش مع زوج خائن أفضل من الطلاق.
  3. لا جدوى من مواجهة الزوج بخيانته: عندما تعلم الزوجة مسبقاً أن مواجهة الزوج بخيانته لن تكون نافعة ولن تؤدِّ إلى تعديل سلوكه أو ردعه عن الخيانة، وفي نفس الوقت لا تريد الانفصال عنه؛ فهي تفضل أن تعيش معه وكأنها لا تعلم شيئاً عن الخيانة، ذلك يساعدها بالحفاظ على صورتها الذاتية، ويكون ألم الخيانة أقل مقارنة باستمرار الزوج بالخيانة وهو يدرك أن زوجته تعرف كل شيء!
  4. تعتقد أن الخيانة طبع في الرجال يجب أن تتأقلم معه: تؤمن العديد من النساء أن الخيانة الزوجية شرٌّ لا بدّ منه، وجميع الرجال خائنون دون استثناء، ما قد يجعل السكوت عن الخيانة خياراً مطروحاً ويستحق الدراسة، فإن كانت الخيانة واقعةً واقعة، ما نفع المواجهة!
  5. ظروف الزوجة لا تسمح بالمواجهة: عندما تكون الزوجة ربة منزل لا تمتلك مصدراً للدخل، وربما لا تمتلك بيتاً تعود إليه أو أهلاً يتفهمون جرحها ويفتحون أبوابهم لها؛ فقد تخشى من آثار مواجهة الزوج بخيانته، وتتجاهل الخيانة المؤكّدة لأنها لا تستطيع اتخاذ قرارات مصيرية.
  6. شخصية الزوج وشخصية الزوجة: السمات الشخصية للزوجة تلعب دوراً أيضاً بطريقة تعاملها مع الخيانة، فالزوجة صاحبة الشخصية القوية والمتزنة لا تقبل غالباً بخيار المهادنة والتجاهل، فيما قد تميل الزوجة ضعيفة الشخصية إلى السكوت، كما أن شخصية الزوج تؤثر على خيارات الزوجة بشكل كبير، فإذا كان الزوج من النوع المتهور والعصبي والوقح وربما العنيف؛ غالباً ما تتجنب الزوجة أي مواجهة مباشرة معه.
  7. الضغط الاجتماعي: غالباً ما يكون المجتمع متسامحاً مع الزوج الخائن، وعندما تحاول الزوجة البحث عن المساندة لمواجهة الزوج الخائن قد تواجه ضغوطاً اجتماعية كبيرة تدعوها للسكوت والصبر وانتظار الزوج أن يعود إلى رشده من تلقاء نفسه.
  8. الخوف من العار: تخشى الزوجة أن يعرف الآخرون بخيانة الزوج، فهي تعتبر أن خيانة زوجها لها عار عليها أيضاً! وقد تميل الزوجة للسكوت والتجاهل إن ضمنت سريّة الخيانة، فهذا أقل ضرراً بالنسبة لبعض الزوجات من المواجهة المباشرة مع الزوج.
  9. لا تشعر بشيء تجاه الخيانة: ألم الخيانة الزوجية يرتبط بمدى ارتباط الزوجة بزوجها ومدى عمق الرابط الاجتماعي والعاطفي مع الزوج، في بعض الحالات يكون الزواج حبراً على ورق، ولا روابط من أي نوع تجمع بين الزوجين، وفي هذه الحالة قد لا تكترث الزوجة بالخيانة ولا تهتم بما يفعله الزوج في حياته.
animate

قد يكون سكوت الزوجة خياراً حكيماً في بعض الحالات، خصوصاً عندما تسكت الزوجة عن الخيانة وتتجاهلها لحماية نفسها من الخطر أو بسبب مفاضلة بين النتائج السلبية والإيجابية للمواجهة، لكن في كل الأحوال يؤدي كبت المشاعر السلبية وتجنب مواجهة الزوج بالخيانة إلى الكثير من الآثار السلبية على الزوجة نفسها وعلى العلاقة بين الزوجين:

  • المواجهة غير المباشرة: قرار الزوجة تجنب المواجهة وتجاهل خيانة الزوج لا يعني أنها تستطيع الحفاظ على علاقة طبيعية مع زوجها، في معظم الحالات تبدأ الزوجة مواجهة غير مباشرة مع الزوج الخائن من خلال التغيرات السلوكية والنفسية التي يسببها ألم الخيانة، كما قد تلجأ الزوجة متعمّدةً لعقاب الزوج على الخيانة دون مواجهة، من خلال الإهمال والهجر والعقاب النفسي، هذه المواجهة غير المباشرة بين الزوجين ستجعل الحياة أكثر تعاسة بكل تأكيد.
  • التوتر والاكتئاب: حتى وإن انتهت الخيانة فعلياً وعاد الزوج إلى صوابه؛ ستظل الأفكار السلبية تطارد الزوجة وتشغل تفكيرها، وقد يقود كبت هذه المشاعر والأفكار السلبية لحالة متقدمة من القلق والاكتئاب والشعور الدائم بالتوتر، كما أن تفكير الزوجة بصواب خيار السكوت والتجاهل سيظل مستمراً على أي حال، وتراجع نفسها في كل فرصة "لماذا اخترتُ الهروب من المواجهة؟".
  • جلد الذات: الشعور بالذنب وتحمّل مسؤولية الخيانة من المشاعر الطبيعية عند الشريك المخدوع، لكن السكوت عن الخيانة والهروب من المواجهة يضاعف مشاعر الذنب وجلد الذات، بل أن الهروب من المواجهة بحد ذاته سيكون سبباً إضافياً للشعور بالذنب وجلد الذات.
  • فقدان الثقة بالنفس: صدمة الخيانة تولّد شعوراً عميقاً بفقدان الثقة بالذات، لكن العجز عن المواجهة قد يتسبب بتشوّه الصورة الذاتية والشعور بعدم الاستحقاق، فهي لم تتعرض للخيانة فقط، وإنما عجزت عن المواجهة أيضاً!
  • فقدان الثقة بالزوج: أزمة الثقة بين الزوجين بعد الخيانة أزمة مفهومة ومبرّرة، لكن المصارحة والمواجهة قد تقود إلى أول طريق استعادة الثقة وتصحيح العلاقة، أما تجاهل الخيانة والهروب من المواجهة فسيقود لتعميق الفجوة بين الزوجين وزيادة أزمة الثقة.
  • يتحول الزوج الخائن لضحية! حتى إن تجنبت الزوجة المواجهة المباشرة مع الزوج الخائن، فهي لن تستطيع غالباً أن تكون زوجة مثالية، وستظهر عليها الكثير من التغيرات في المزاج وطريقة التعامل، ما يجعل الزوج ضحية لزوجة مهملة ومكتئبة وباردة، فيشكو هو من الزوجة قبل أن تشكو هي منه!
  • المواجهة بطريقة خاطئة: نعتقد أنّ حالاتٍ نادرة فقط التي تستطيع تجاهل الخيانة للأبد، وفي معظم الحالات لا تستطيع الزوجة الالتزام بالتجاهل والصمت على المدى الطويل، حتى وإن تأكدت من توبة الزوج، وقد تنفجر فجأة وتواجه الزوج بالخيانة بعد فوات الأوان وبطريقة خاطئة، تفسد كل ما حاولت إصلاحه. [1]

نظرياً نعتقد أن خيار مواجهة الزوج الخائن هو الخيار الصحيح، لكن عملياً تتحكم الكثير من الظروف بقرار الزوجة المواجهة أو الصمت والتجاهل، وربما يساعد فهم إيجابيات مواجهة الزوج بخيانته على اتخاذ القرار الصائب:

  • مواجهة الزوج بخيانته مواجه إصلاحية: مهما كان هدف الزوجة من المواجهة فهي مواجهة إصلاحية، تهدف إلى إصلاح العلاقة الزوجية، أو إنهائها وإصلاح ما كسرته الخيانة داخل الزوجة، أو حتى التنفيس عن الغضب والتخلص من التوتر والتفكير المفرط، لكن للمواجهة الإصلاحية شروط، اقرئي مقالنا عن كيفية مواجهة الزوج بخيانته من خلال النقر هنا.
  • تحديد سبب الخيانة: تساعد مواجهة الزوج بخيانته على إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه وتوضيح الأسباب من وجهة نظره، في كثير من الحالات يقدم الزوج مبررات وحجج واهية أكثر منها أسباباً مقنعة، لكن مع ذلك تساعد المواجهة على إدراك الخلل في العلاقة الزوجية، واتخاذ قرار حكيم بإصلاح هذا الخلل، أو الانفصال لاستحالة حل جذر المشكلة.
  • التخفيف من القلق والتوتر: مواجهة الأمر هي الطريق الأقصر للتخلص من التفكير به، واللجوء للمصارحة ومواجهة الزوج بخيانته يقطع الطريق أمام اجترار الأحزان المزمن واستمرار التوتر والقلق الذي قد يتحوّل لاضطراب نفسي خطير، لا نقول أن المواجهة بحد ذاتها علاج لألم وصدمة الخيانة، لكنها أهم خطوات تجاوز أزمة الخيانة الزوجية.
  • تحديد خيارات المستقبل: مهما كانت القرارات التي تتخذها الزوجة دون مواجهة ستكون سبباً للقلق والألم على الأمد الطويل، لأنها قرارات من طرف واحد لم تفسح المجال حتى لمعاتبة الطرف الآخر بشكل مباشر على الذنب الذي ارتكبه، وقد تشعر الزوجة بحاجة لمعاتبة زوجها على الخيانة حتى بعد الانفصال بسنوات، حيث لا ينفع العتب.
  • منح فرصة جديدة لإنقاذ الزواج: عندما نبحث عن أسباب الخلافات والنزعات الزوجية المزمنة غالباً ما نجدها مرتبطة بأسباب كامنة وخفية، منها مثلاً أن يكتم الشريك معرفته بالخيانة، ويعبّر عن غضبه بطريقة مختلفة، لذلك تعتبر المواجهة فرصة لإنقاذ الزواج من دوامة الخلافات المستمرة والمزمنة وجحيم التعاسة الزوجية، أو على الأقل خطوة نحو انفصال في مصلحة الطرفين.
  • التخفيف من لوم الذات: نكاد نجزم أن الزوجة ستشعر بالندم عاجلاً أم آجلاً على صمتها وتجاهلها للخيانة، فهي ستلوم نفسها باستمرار على الهروب من المواجهة، وربما لن تستطيع اتخاذ قرار المواجهة مرة أخرى سواءً بالخيانة أو في أي مشكلة زوجية أخرى، وهنا تكون المواجهة المباشرة مع الزوج الخائن وسيلة للنجاة من مشاعر لوم الذات والندم أو الشعور بالعجز والضعف.

المقصود بالتجاهل الإيجابي للخيانة الزوجية أن تعمل الزوجة على تصحيح الخلل في حياتها الزوجية وتدارك الأسباب التي دفعت زوجها للخيانة دون مواجهة، وتتصرف كأنها لا تعرف شيئاً عن الخيانة، لكنها في نفس الوقت تعمل على الاهتمام بأمور زوجها أكثر، والتفكير بما ينقصه ويبحث عنه عند امرأة أخرى، والعمل على توفيره للزوج في بيت الزوجية.
من أنصار هذه الطريقة أستاذ الصحة النفسية د. محمد زهران الذي أطلق مبادرة التجاهل الإيجابي للخيانة الزوجية عام 2011، لكن زهران أكد ألّا مفر من مواجهة الزوج بالخيانة حين تقوم الزوجة بكل ما عليها لاستعادته لبيته وأسرته دون أن تلاحظ استجابة من الزوج، فالزوج في هذه الحالة لا يلجأ للخيانة تعويضاً عن النقص وإنما لمرضٍ في نفسه وسوء في طباعه. [2]

نظرياً قد يكون التجاهل الإيجابي فكرة جيدة، لكن من خلال دراستنا لدوافع وأسباب الخيانة الزوجية النفسية والاجتماعية؛ يمكن القول أن الخيانة الزوجية أعقد بكثير من كونها هروباً من النكد الزوجي أو حتى تلبيةً لاحتياجات جنسية وعاطفية فقط، فالخيانة الزوجية ترتبط أولاً وأخيراً بطريقة تفكير الزوج ومدى التزامه بمبادئ الزواج الأخلاقية، والزوج الذي يخون زوجته لأنها "تنظف البيت في يوم الإجازة وتزعجه" لا يمكن علاجه بالتجاهل الإيجابي أو حتى بالمواجهة المباشرة!
يقول استشاري العلاج النفسي والتربوي د. عبد الرحمن ذاكر في حلقة على حِلّوها tv أن الخيانة الزوجية خيانة للذات قبل أن تكون خيانةً للشريك، والحري أن يراجع الشريك الخائن نفسه ويكتشف دوافعه الحقيقة للخيانة قبل أن يرمي اللوم على شريكه ويحمّله المسؤولية، شاهد حلقة الدكتور عبد الرحمن ذاكر عن التعامل مع الخيانة الزوجية على حِلّوها tv من خلال النقر على هذا الرابط.

تقول إحدى السيدات في مجتمع حِلّوها أنها اكتشفت خيانة زوجها بالصدفة وانصدمت بمحادثاته مع امرأة أخرى وبينهما صور إباحية ومحادثة خليعة، لكنها لم تستطع أن تتخذ قرار المواجهة لأنها تخشى من طباع زوجها العنيد، وتعتقد أنه قد يستمر بالخيانة من باب العناد إذا واجهته بالفعل! فهل سيكون التجاهل والصمت حلّاً أفضل؟
اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء من خلال النقر على هذا الرابط.

الخوف من رد الفعل غير المرغوب وغير المتوقع من الأسباب التي تمنع الزوجة من المواجهة بعد اكتشاف الخيانة، إحدى السيدات في مجتمع حِلّوها تقول أن زوجها خانها وتأكدت من ذلك، عندما واجهته أنكر في البداية، لكنه فاجأها باعتراف وقح بخيانته، وقال لها "كويس انتى عرفتى هتعملى ايه بقى".
المواجهة في هذه الحالة وضعت الزوجة أمام خيارين، الانتصار لكرامتها والانفصال عن زوجها الخائن، أو ابتلاع الألم والاستمرار مع زوج يخونها بمعرفتها، ويتحداها بخيانته!
اقرأ تعليقات الخبراء والقراء وشارك رأيك من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع