الأم المتسلطة وتأثيرها على تربية الأبناء ومستقبلهم

أسباب تسلط الأم وعلامات الأم المتسلطة، تأثير الأم المتحكمة والمتسلطة على الأبناء ومستقبلهم، وكيف يتعامل المراهقون مع الأم المتسلطة
الأم المتسلطة وتأثيرها على تربية الأبناء ومستقبلهم

الأم المتسلطة وتأثيرها على تربية الأبناء ومستقبلهم

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بين رغبة الأم أن تربي أبناءها تربية مميزة وبين كثرة المسؤوليات التي عليها، تجد الأمهات أنفسهن في حيرة لاختيار الطريقة الأمثل للتربية، فتقع الكثيرات في فخ التسلط ليربين برأيهن طفلاً مطيعاً ليس على لسانه إلا كلمة "حاضر".

لا بد أن كل أم تبحث عن علاقة صحية ومستقرة تجمع بينها وبين أبنائها، وكذلك الأم المتسلطة، ولكن أسباب عديدة منعتها من التمتع بهذه العلاقة مع أبنائها، أهمها: [2،3]

  1. الانشغال: فانشغال الأم يحولها لأم متسلطة أحياناً؛ فلا وقت لها للجدال والنقاش، كما أن شرحها لأبنائها أمور معينة أسهل وأسرع بالنسبة لها من إضاعة الوقت بالتجربة والخطأ والتوبيخ... كما تفتقر بعض الأمهات المسيطرات إلى التعاطف مع أطفالهن نتيجة لانشغالهن عنهم بحيث لا يتمتعن بالقدرة أو الطاقة للتفكير في مشاعرهم ومستقبلهم وتأثير السيطرة هذه عليهم.
  2. الخوف على الأبناء: فكثير من الأمهات يجرهن حبهن لأبنائهن وخوفهن عليهم للسيطرة عليهم وعلى حياتهم ومستقبلهم، اعتقاداً منهن أنهم بهذه الطريقة يحمونهم من العالم.
  3. أنهن ينظرن دائما للابن انه ما زال طفلاً صغيراً: فالأم هي الوحيدة التي رأت أبناءها في كل مراحل حياتهم؛ وكما نعرف أن التجارب السيئة تطبع في الذاكرة أكثر من التجارب الجيدة؛ فهي تتذكرك وأنت تتعثر في المشي وكذلك وأنت تخطئ في اختياراتك، وتود مساعدتك.
  4. أسلوب التربية: فقد تكون أمك قد تربت على السيطرة، فطبع هذا الأسلوب في مخها فأصبحت تعاملك به.
  5. الصورة النمطية في المجتمع: مثل صورة ان الطفل المطيع الذي ينفذ الأوامر دون نقاش هو الطفل مؤدبفهي تود أن تنشئ أبناءً يطيعونها فتتفاخر بهم أمام الناس، وكذلك تجدهم في كبرها.
  6. حب السيطرة: فقد تكون الأم محبة للسيطرة وهذا أمر متأصل في شخصيتها، وتتعامل بهذه الطريقة مع معظم الناس.
  7. مشكلة الأنا: يعاني الكثيرون من مشكلة "الأنا"، فتجدهم يبحثون عن السيطرة على الآخرين لإشباع هذه الأنا.
  8. الاهتمام الزائد: فهناك من الناس من يهتمون بن حولهم بشكل مبالغ فيه، فتجدهم يسألون عن تفاصيل التفاصيل ويقدمون الاقتراحات والمساعدات دون أن يشعروا أن اهتمامهم هذا قد يضايق من حولهم، فهم يفعلون هذا بحسن نية.
  9. الوحدة: فقد تكون هذه الأم وحيدة وتجد ونسها مع أبنائها وتفعل ما تفعل حتى لا يبتعدوا عنها يوماً ما.
  10. المشاكل النفسية: ربما تعاني من القلق او التوتر أو اضطرابات معينة، هنا على الأبناء مساعدتها في إيجاد السبب وحله.
animate

تقع على عاتق كل أم مسؤولية تأديب أبنائها ومساعدتهم في حياتهم بشكل عام، لكن هنالك خيط رفيع جداً بين هذه المسؤولية وبين التسلط على الأبناء... فما هي العلامات والإشارات التي تدل أن الأم متسلطة على أبنائها؟ [2]

  1. لا تسمح لأبناها بنقاشها: إنما تجعل من الواجب عليهم قول كلمة "حاضر" دائماً، حتى لو لم يكن كلامها مقنعاً أو مفهوماً.
  2. قد تمنع أبناءها كذلك من الاستفسار: فعليهم تنفيذ ما تريد هي حرفياً دون نقاش أو جدال مما يؤثر سلباً على فهمهم للعالم من حولهم، وعلى مهاراتهم في التواصل والاتصال أيضاً.
  3. تكون أكثر ميلاً لاستخدام العنف: عادةً ما تميل الأم المتسلطة للتعبير عن سلطتها بالعنف اللفظي أو الجسدي أو النفسي، كتوبيخهم لو لم يمتثلوا لأوامرها، وعدم مسامحتهم إذا أخطأوا.
  4. الاتكالية على الأبناء: قد تعتمد الأم المتسلطة على أبنائها كثيراً في تلبية احتياجاتها المختلفة أكثر مما يجب وبشكل غير ملائم، ومع ذلك هي لا تمنحهم الثقة.
  5. تغذية الشعور بالذنب لدى الأبناء: ما يحرك الأبناء نحو الانصياع للأم المتحكمة هو الشعور بالذنب، فقد تلجأ الأمهات المتسلطات إلى لعب دور الضحية والابتزاز العاطفي كلّما شعرن بانخفاض حدود سلطتهن.

لا شك أن هناك تأثير كبير للأم المتسلطة على الأبناء ومستقبلهم، ولا بد أنها كأم لا تدرك هذا غالباً، فهي تعتقد أنها عندما تقرر عن أبنائها وتتحكم بحياتهم ومستقبلهم واختياراتهم، تكون بذلك قد تحميهم وتساعدهم وتقوم بواجبها تجاههم... فمن تأثير الأم المتسلطة على الأبناء ومستقبلهم: [1،2]

  • ينشؤون غير واثقين من أنفسهم ومن قدراتهم: فعندما تتحكم الأم بالأبناء وتلزمهم على الخضوع لها ولقراراتها رغماً عنهم فإنهم ينشؤون مفتقدين للثقة بأنفسهم وبقدراتهم، لأنها لم تترك لهم مجالاً لإثبات أنفسهم.
  • يفتقرون لمهارات التواصل الاجتماعي: فهذه الأم تكبح مهارات التواصل الفعال لدى أبنائها عندما لا تسمح لهم بنقاشها أو طرح الأسئلة عليها، وتعودهم على الخضوع لأوامرها فقط وترديد كلمة "حاضر" كرد فعل لأي أمر تصدره.
  • يصبحون ضعيفي الشخصية: ويتبنون أي رأي أو وجهة نظر دون اقتناع تام بها، فقد اعتاد هؤلاء الأبناء على أن تتخذ الأم القرارات عنهم وتسوقهم لوجهة نظرها ولرأيها، فلا يكوّنون رأيهم الخاص، وعندما يكبرون تراهم ضعيفي الشخصية ومتساقون لمن حولهم، فحتى لو استطاعوا الانفصال عن الأم تراهم تابعين للشريك أو لأحد الأصدقاء...
  • تتعكر العلاقة بينها وبين الأبناء: فغالباً تبدأ العلاقة بالتعكر بينها وبين أبنائها عندما يكبرون ويصبحون أوعى بما يحدث معهم، فيكتشفون أن أصدقاءهم وأققرانهم يقررون ويناقشون ويعيشون حياتهم دون قيود كثيرة ومعقدة من أهلهم، فيريدون أن يكونوا مثلهم، كما قد يتعرض هؤلاء للانتقاد والتنمر من قبل الأقران بسبب تبعيتهم للأم وضعفهم وخاصة في فترة المراهقة.
  • عدم الرضى الأبناء عن حياتهم: فعندما تتحكم الأم بأبنائها وتتسلط عليهم وتتخذ قرارات تخصهم كاختيار تخصصاتهم الجامعية مثلاً أو شركاء حياتهم... فإنهم لن يكونوا راضين عن هذه القرارات التي لم يختاروها بأنفسهم، وربما لا ينجحوا في الجامعة أو لا يتوفقوا في الحياة مع الشريك، وعندما يستيقظون من غفلتهم يكون قد فات الأوان.
  • تتعكر العلاقة بينها وبين شركاء أبنائها في المستقبل: فهي ترفض تماماً أن يرتبط أبناءها عاطفياً بأحد غيرها، أو أن يستقلوا عنها. كما أنها ستفتعل المشكلات حتى لو كان الشريك مثالياً، وستتدخل في حياة الأبناء وبتفاصيل التفاصيل في حياتهم حتى بعد الزواج. شاهد أيضاً فيدو الدكتور هاني الغامدي عن الأم المتسلطة وتأثيرها على علاقة أبنائها بشركائهم وأسرهم من خلال النقر هنا.

إذا كنت تعاني من أم متسلطة، فلا بد أنك تسأل عن كيفية التعامل معها حتى تقلل من تأثير هذا عليك وعلى مستقبلك، وحتى تحسن علاقتك معها فتصبح صحية أكثر... سنساعدك ببعض الطرق منها: [1،2،3]

  • الاحترام والصبر: الأساس في علاقة الابن بوالدته هو الاحترام، وعليك أن تقدّر أنها كانت هي الشخص المسؤول عنك في طفولتك مسؤولية كاملة، والانفصال التدرجي أو تقييد هذه المسؤولية لن يكون بلمح البصر، لذلك عليك أن تصبر على الأمر كثيراً.
  • اعرف سبب تسلطها: فهم الأسباب التي تدفع الأم لتكون متحكمة ومتسلطة على أبنائها سواء في مرحلة المراهقة أم بعدها؛ هو المفتاح الأساسي للتعامل مع هذه المشكلة، فالأم المتسلطة من شدة خوفها على أبنائها غير الأم المتسلطة بسبب حب التملك أو السيطرة.
  • قلل من اعتمادك عليها قدر المستطاع بالتدريج: فعندما تعتمد عليها كثيراً فإنك بذلك تغذي حاجتها ورغبتها في التسلط عيها، ولا تنس قطع الاعتماد المالي عليها أيضاً حتى لا يكون هناك ثغرة؛ فالشخص الذي يعطيك غالباً يمتلك سلطة عليك.
  • الحوار: اشرح لها كم يضايقك أمر تسلطها هذا، وكم يؤثر على حياتك الشخصية وعلى علاقاتك مع كل من حولك صورتك الاجتماعية التي بدأت تتشكل للتو، افعل هذا بلطف وأدب.
  • مارسا تمرينات الاسترخاء والتمرينات الرياضية معاً: أحياناً يتبنى الشخص عادات وتصرفات معينة تضايق من حوله بداعي القلق أو الضغط النفسي، لذلك عليك أن تساعدها أن تهدأ، وأن تهدئ نفسك أنت أيضاً.
  • لا تدعها تبتزك عاطفياً: فالأم تمتلك سلاحاً قوياً تستخدمه ضد أبنائها كلما أرادت ذلك، وهو أنها تشعرهم بالذنب وأنها تفعل ما تفعل بداعي أنها أم وأن عليهم الامتثال لها ولما تريد دون نقاش لأن طاعتها ونيل رضاها واجب عليك... ففرّق بين رضاها وطاعتها العمياء ولا تستسلم للشعور بالذنب.
  • تعلم أن تقول لها "لا" بأدب: ويمكنك أن تستخدم أنت كذلك سلاحك كابن وأن تشرح لها سبب رفضك بأدب ومع بيان حبك واحترامك لها، وكيف تؤثر طريقتها في التربية عليك سلبياً وعلى شخصيتك ومستقبلك، لكن انتبه أن تستفزها.
  • قل لها "حاضر" دون أن تعنيها أحيانا: من المفاجئ أن تعرف أن الكثير من الناس يبحثون أثناء تعاملهم مع الآخرين عن الموافقة فقط ليشبعوا حاجتهم بالسيطرة، بالرغم من أنهم يعرفون أن الآخر يقول لهم "نعم" و"حاضر" و"إن شاء الله"، ولكنه لا يطيعهم، فيمكنك أن تفعل هذا معها.
  • أثبت لها أنك قد كبرت الآن: اثبت لها قدراتك وأنك تستطيع الاعتماد على نفسك في قراراتك وأمور حياتك، لكن استشرها وناقشها برأيك وخذ برأيها أحياناً، ودعها أول من يعرف بقراراتك التي اتخذتها وانتهيت منها حتى لا تشعر أنك قد استغنيت عنها تماماً، ودعها تحتفل بنجاحاتك.

نتمنى أن يكون هذا المقال مفيداً في التعرف على الأم المتسلطة وتأثيرها على أبنائها ومستقبلهم، وكيفية التعامل معها

المراجع