ما هو علم النفس الإكلينيكي وما هي تطبيقاته؟

مفهوم علم النفس السريري أو الإكلنيكي وتطبيقاته والعلاقة بينه وبين علم النفس العام والطب النفسي
ما هو علم النفس الإكلينيكي وما هي تطبيقاته؟

ما هو علم النفس الإكلينيكي وما هي تطبيقاته؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر علم النفس الإكلينيكي بمثابة الشق العلاجي من علم النفس العام، حيث يهتم علم النفس السريري أو العيادي بتشخيص الاضطرابات النفسية بالأعراض السريرية، وعلاج الأمراض النفسية وآثارها على الصحة أو التعامل أثر الصحة الجسدية على الحالة النفسية.

علم النفس الإكلينيكي أو السريري أو العيادي Clinical Psychology هو أحد فروع علم النفس الحديث والذي يمثل نقطة التقاء علم النفس بالطب (الطب النفسي) أو علم النفس العلاجي، حيث أنه ذلك الجزء من علم النفس المتعلق بدراسة المشاكل والاضطرابات العقلية والسلوكية والنفسية والعاطفية عند الأفراد، وهذا ما يستفيد منه الطب النفسي في تفسير الاضطرابات العقلية والنفسية، وذلك من أجل التوصل إلى أفضل طرق العلاج التي تساعد الأفراد للعودة إلى الاستقرار النفسي حيث يعالج هذه الاضطرابات باستخدام نظريات علم النفس وأدوات وتقنيات الطب النفسي. [1-3]


الفرق بين علم النفس وعلم النفس الإكلينيكي؟.

يكمن جوهر الفرق أن علم النفس الإكلينيكي بمثابة فرع من فروع علم النفس العام وهو يختص بجزء معين من تطبيقاته، حيث يقوم المختص بهذا المجال بتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية المتنوعة بينما يذهب علم النفس العام للتركيز على القضايا النفسية بشكل أكثر عمومية وتجرد بهدف انتاج النظريات التي تفسر السلوكيات الفردية ومشاكلها واضطراباتها.

animate

تكمن أهمية علم النفس الإكلينيكي في أنه يساعد بتطبيق نتائج أبحاث ونظريات علم النفس العام في مجال علاج وحل المشاكل الأمراض النفسية، ويمكن تلخيص هذه الأهمية بعدة نقاط: [1-2-4]

  • التفريق بين المشاكل النفسية والأمراض النفسية: من وظائف علم النفس الإكلينيكي فهم أسباب نشوء الاضطرابات النفسية من أجل التفرقة بين المشكلة النفسية العابرة التي قد تكون نتيجة صدمة أو تغيير مفاجئ، والمرض النفسي الذي قد يحتاج لخطة علاج على المدى الطويل.
  • ربط الاضطراب النفسي بالتأثيرات الجسدية: تساعد معرفة الآثار الجانبية الجسدية للمريض في تشخيص الاضطراب النفسي وهذه من الأشياء التي تبرز أهمية علم النفس الإكلينيكي أيضاً.
  • البحث في علاقة المشكلات العقلية والنفسية ببعضهما: إن الغوص في تفاصيل المشكلات النفسية للمريض قد يساعد الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي في معرفة السبب وراء الاضطراب العقلي ويكون الخطوة الأولى في بدء العلاج.
  • البحث عن أساليب العلاج الأكثر فعالية: يسعى علم النفس الإكلينيكي باستمرار لفهم أبعاد المشاكل النفسية على اختلاف أنواعها وفهم أسبابها والعوامل المؤدية لها، وهذا يساعد في تكوين قاعدة معرفية أوسع في علاج الاضطرابات النفسية.
  • القدرة على إجراء البحوث وجمع البيانات: تندرج ضمن مهام علم النفس الإكلينيكي إجراء البحوث وجمع البيانات التي تساعد في الوصول لتطورات في الحالة التي يتعامل معها.
  • إدارة الآثار الجانبية للاضطرابات النفسية والعقلية: من المهم أن يكون عالم النفس الإكلينيكي قادر على إدارة الآثار الجانبية التي قد تنتج كردود أفعال نفسية وهنا يجب عليه إعطاء النصائح اليومية حول الأكل والنوم والتمارين الرياضية وكل ما يتعلق بالروتين اليومي للمرضى.

تكمن ضرورة وجود أي علم أو اختصاص في نوع الوظائف التي يمارسها ومدى أهمية هذه الوظائف، ويمكن تحديد بعض وظائف علم النفس الإكلينيكي في النقاط التالية:

  • تشخيص الحالة النفسية ومعرفة الاضطراب: والمقصود هنا الحالات النفسية المرضية أو المشكلة النفسية، حيث يحدد علم النفس الإكلينيكي نوع هذه الحالة وسببها وآثاراها، وبالتالي تحديد ما هو الاضطراب الذي يعاني منه الشخص تمهداً لعلاجه.
  • وضع الفرضيات: وهي من الوظائف النظرية لعلم النفس الإكلينيكي حيث يضع الفرضيات لتفسير بعض المظاهر السلوكية أو الحالات النفسية المضطربة والغاية من هذا التفسير هو علاج الأسباب التي تؤدي لها أو الوقاية منها.
  • تطبيق العلاج: العلاج النفسي للحالات المختلفة يعتبر متشعب ومرتبط بعوامل كثيرة قد تدخل في المشكلة، ويقوم علم النفس الإكلينيكي بدمج الوسائل النفسية والتقنيات الطبية بالطريقة الأنسب لعلاج كل حالة بشكل منفرد.
  • التجريب: كون علم النفس الإكلينيكي يعد بمثابة الأساس النظري للطب النفسي، فأحد وظائفه هو اختبار الفرضيات التي توصل لها البحث وتسجيل نتائجها في العلاج النفسي.
  • العلاج السلوكي: العلاج السلوكي يعتبر وسيلة من وسائل العلاج النفسي التي تقوم على تعديل السلوك بهدف استبعاد سلوك خاطئ لدى الحالة أو ادخال سلوك جديد مرغوب أو حتى توجيه الفرد للسلوك المناسب الذي يساهم في علاج مشكلته.

هنالك بعض المعلومات التي يتم السؤال عنها حول مواضيع علم النفس الإكلينيكي وهنا سوف نوضح بعض من هذه الاستفسارات المتعلقة بعلاقة علم النفس السريري بعلم النفس العام والطب النفسي: [1-2-3]

من مؤسس علم النفس الإكلينيكي السريري؟

يعتبر العالم النمساوي سيغموند فرويد من أوائل العلماء الذين ركزوا على فكرة أن المرض النفسي يمكن علاجه من خلال التحدث مع المريض، وهو أول من عمل على تطوير منهج العلاج بالكلام من خلال منهج التحليل النفسي الذي يقوم على الغوص في أعماق نفسية الفرد لفهم أبعاد المشكلة النفسية التي يعاني منها وتلمس مؤشراتها من خلال أحلامه أو ذكرياته عن طفولته وأفكاره عن نفسه وما يجول في خاطره.
يعد هذا أول استخدام علمي لعلم النفس الإكلينيكي، وبعدها افتتح عالم النفس الأميركي لايتنر ويتمر أول عيادة نفسية في عام 1896 وهو يعتبر أول من أدخل مصطلح علم النفس الإكلينيكي لعلاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات التكلم، ثم تطور المجال خلال الحروب العالمية حيث زاد الاهتمام بهذا الاختصاص لعلاج المحاربين المحتاجين للرعاية النفسية.


علاقة علم النفس الإكلينيكي بالطب النفسي
يمكن القول أن الطب النفسي في علاجه للاضطرابات النفسية يستخدم تقنيات وأدوات الطب العام من جهة ونظريات وتفسيرات علم النفس من جهة أخرى، وعلم النفس الإكلينيكي هو الناحية النفسية النظرية التي تمثل الجزء الأهم من علم النفس في تطبيقات الطب النفسي.


مجال عمل علم النفس الإكلينيكي

قد يعمل الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي كجزء من فريق أخصائيين طبيين أو اجتماعيين، كما يمكن العمل ضمن مراكز استشارة نفسية ومدارس ومستشفيات بالإضافة إلى أنهم يمارسون المهنة في عيادات صحة المجتمع، ومراكز الأمراض النفسية.


من هو الطبيب النفسي الإكلينيكي؟

الطبيب النفسي السريري هو المختص المؤهل لمساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو نفسية أو سلوكية وقد يعمل مع المرضى بشكل فردي أو في بيئة جماعية لتشخيص وعلاج المرضى من مختلف الاضطرابات.

يتوجب على أخصائيين علم النفس الإكلينيكي القيام بعدة خطوات خلال التواصل مع المرضى تساعدهم في الوصول للتشخيص وتطبيق العلاج نذكر منها: [3،1-4]

  • إجراء مقابلات مع المرضى: كخطوة أولى من المهم لفهم متطلبات المرضى واحتياجاتهم أن يتم إجراء مقابلات قد تكون فردية أو جماعية ليستطيع عالم النفس الإكلينيكي أخذ انطباع أولي عن الحالة التي يتعامل معها وما هي درجة الاضطراب الموجودة لدى المريض.
  • تحديد المشكلة النفسية أو العاطفية أو السلوكية: من المهم أن يقوم عالم النفس الإكلينيكي بتحديد المشكلة التي يعاني منها المريض إن كانت نفسية أو عاطفية أو سلوكية فهذا يوجهه بشكل أولي نحو خطوات التشخيص الدقيق للمرض والعلاج، وتساعده الاختبارات النفسية في تقييم سلوك المريض وقدراته، كما يساعده أيضاً التواصل مع المقربين من المريض أو أولياء الأمور في حال كان يتعامل مع أطفال.
  •  تصميم برامج تعديل السلوك: بعد تشخيص المشكلة يبدأ عالم النفس الإكلينيكي بوضع خطة علاج طويلة الأمد لتعديل سلوك المريض ومحاولة استعادة استقراره النفسي مع مراقبة تنفيذ هذه الخطوات بالشكل الصحيح.
  • مرحلة ما بعد العلاج: مع بدء الشعور بتحسن المريض واستعادة استقراره النفسي يساعده عالم النفس الإكلينيكي في الخطوات الأخيرة على تحديد أهدافه والتخطيط لمسار عمل معين لتحقيق تلك الأهداف والعودة إلى الحالة الطبيعية.
  •  رصد تقدم المريض من خلال جلسات العلاج: الخطوة النهائية من واجبات عالم النفس الإكلينيكي تتمثل برصد تقدم المريض وتحسنه وقدرته على إدارة حياته الشخصية بنفسه دون توجيه سلوكي.
  • رعاية الاضطرابات التي لم تتماثل للشفاء: هنالك العديد من الاضطرابات العقلية والنفسية التي قد تستجيب للعلاج ولكنها لا تصل لدرجة الاستقرار النفسي الطبيعي ولا تؤهل المريض للعيش بمفرده، وقد تضطره لقضاء عمره في دور خاصة لرعاية مرضى الاضطرابات العقلية، وهنا يكون واجب عالم نفس الإكلينيكي مساعدة المريض بالحد من تطور المرض والتخفيف من حدة الأعراض.

علم النفس الإكلينيكي من فروع علم النفس التي يمكن الاختصاص بها بدرجة الماجستير بعد الانتهاء من بكالوريوس علم النفس العام، وسوف نوضح بعض المعلومات المتعلقة بالاختصاص: [6]

  • متطلبات القبول: يتطلب القبول في ماجستير علم النفس الإكلينيكي الحصول على معدل تراكمي معين في درجة البكالوريوس يختلف بين جامعة وأخرى، كما تتطلب العديد من الجامعات شهادة باللغة الإنكليزية بدرجات تحددها الجامعة أيضاً.
  • عدد السنوات: تستمر دراسة ماجستير علم النفس الإكلينيكي في معظم الجامعات إلى سنتين تنقسم غالباً إلى سنة دراسية وسنة عملية يتم فيها العمل على رسالة الماجستير.
  • المواضيع التي تتم دراستها: يتم التركيز خلال دراسة الماجستير على علم النفس المرضي وإعطاء المختصين في هذا المجال مفاتيح إتقان مهارات التقييم النفسي وعلاج الحالات النفسية والسلوكية والأمراض العقلية حيث تتم دراسة المهارات العلاجية ضمن إطار سلوكي معرفي.
  • الجامعات العربية التي تدرس الاختصاص: جامعة الأميرة نورة في الرياض، جامعة مؤتة الأردنية والعديد من الجامعات الأخرى.
  • مجال العمل: تفتح دراسة اختصاص علم النفس الإكلينيكي مجال عمل واسع أمام المختصين، حيث يمكنهم العمل ضمن مراكز علاج تعاطي المخدرات والإدمان، بالإضافة إلى مراكز علاج الأمراض النفسية والعقلية، كما يمكنهم العمل ضمن المدارس ودور رعاية الأيتام.

المراجع