دراسة تخصص العلاقات الدولية ومستقبله المهني

تعرف أكثر إلى دراسة تخصص العلاقات الدولية ومستقبله في الوظائف وسوق العمل
دراسة تخصص العلاقات الدولية ومستقبله المهني

دراسة تخصص العلاقات الدولية ومستقبله المهني

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر دراسة الاختصاصات السياسية من الاختصاصات الممتعة جداً، والتي يرغب فيها العديد من الشباب بها، فالعمل في المجال الدبلوماسي من الأعمال المرغوبة والمطلوبة، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تخصص العلاقات الدولية، ماذا يدرس، وما هي مواد الاختصاص فيه، وما هي أهدافه ومجالات عمله والصعوبات التي يواجهها الطلبة في دراسة هذا التخصص؟

تخصص العلاقات الدولية هو فرع من فروع العلوم السياسية، يدرس بشكل رئيسي العلاقات السياسية بين البلدان، وتأتي أهمية ومتعة الاختصاص من أنه يجمع بين العلوم السياسة والقانون مع الاقتصاد والتجارة الدولية، ومن خلال هذه الدراسة يكون المختصين في هذا المجال قادرين على تحليل أسباب الحروب وطرق الوصول للسلام وأهمية حقوق الإنسان والدفاع عنها.
بالإضافة إلى دراسة كل ما يتعلق بالدولة وأركانها، وفي نهاية السنوات الدراسية يجب أن يكون لدى الطلاب فهم كافي للعوامل الاقتصادية والسياسية والتاريخية والثقافية والقانونية التي تؤثر على الشؤون الدولية ويجب أن يكونوا قادرين على رؤية الأحداث الدولية بعين استراتيجية من أجل تحليل الأحداث الجارية وإيصال تحليلاتهم بطرق شفهية وكتابية.
يكون الاختصاص في معظم الدول العربية كماجستير بعد بكالوريوس العلوم السياسية أو الحقوق، ولكن مؤخراً في بعض الدول الأوروبية أصبح يدرس الاختصاص بدءً من درجة البكالوريوس ويتفرع فيما بعد لعدة اختصاصات. [1-2]

animate

تتشابه مواد العلاقات الدولية مع مواد العلوم السياسية كونها جزء منها، ولكن تكون هذه المواد أشمل وأكثر عمقاً بدراسة العلاقات التي تدور بين البلدان، ومن مواد هذا الاختصاص نذكر: [2]

إن دراسة العلاقات الدولية تحمل في طياتها العديد من الأهداف والتي يتم العمل خلال سنوات الدراسة على توصيل هذه الأهداف للطلبة، ومن أهداف اختصاص العلاقات الدولية نذكر: [4-5]

  • فهم المشاكل العالمية للصراع والاقتصاد السياسي: من أهداف دراسة اختصاص العلاقات الدولية هي العمل على توسيع معلومات الطلبة بالاقتصاد السياسي ومساعدتهم في فهم الصراعات العالمية الاقتصادية والسياسية من خلال المقررات التي توضح تاريخ الصراعات وتعمل على تفسيرها وتساعدهم على التنبؤ بمستقبلها.
  • تحليل الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية: لعل أبرز أهداف دراسة اختصاص العلاقات الدولية هو قدرة الطلبة في نهاية الاختصاص على تحليل جميع الجوانب التي تتعلق باقتصاد الدول وثقافتهم والسياسة التي تتعامل فيها هذه الدول مع بعضها تبعاً لمصالح كل دولة.
  • التعريف بقضايا العالم وكيفية التفاعل معها: تعتبر دراسة العلاقات الدولية من الاختصاصات التي تهدف لتعريف الطلبة بالقضايا العالمية المزمنة ودراسة تفاصيل هذه القضايا ومحاولة تفسيرها مع المختصين في هذا المجال مما يعطي القدرة للطلبة بكيفية التعامل معها وإعطاء الاستشارات الصحيحة التي تطلب منهم فيما بعد.
  • تهيئة الطلبة للعمل في وظائف دولية: من أهداف دراسة اختصاص العلاقات الدولية أيضاً هو تهيئة الطلبة بشكل أو بآخر للعمل ضمن الوظائف الدولية والسلك الدبلوماسي، هذا العمل الذي من شأنه أن يساعد الطلبة في تطبيق المعلومات التي تمت دراستها على أرض الواقع، وهذا المجال مرغوب جداً في الدول الخارجية التي تحتاج لعاملين في السلك الدبلوماسي من أجل تفسير كل ما يجري في المحافل الدولية السياسية التي تتم إقامتها بشكل دوري.
  • فهم أهمية الأعلام الحديث في نشر سياسة العلاقات الدولية: تهدف دراسة العلاقات الدولية الحديثة إلى توعية الطلبة حول أهمية الإعلام الحديث في نقل الصور الواقعية للسياسات الخارجية والعمل على تفسيرها على الملأ ومدى تأثير الإعلام الحديث في الأشخاص خارج السلك الدبلوماسي، وكيف يمكن الاستفادة من هذا الإعلام في نشر المعلومات التي تصب في مصالح الدول وتلبي رغباتهم.

تخصص العلاقات الدولية يملك مجال عمل متنوع، وذلك يعود لأن الاختصاصيين في هذا المجال قد درسوا العديد من الأفرع في اختصاص واحد، وهذه الدراسة بدورها تؤهلهم للعمل في إحدى هذه المجالات: [1-2-3-4]

  • العمل في السلك الدبلوماسي: إن العمل ضمن السلك الدبلوماسي من أهم المجالات التي يمكن العمل فيها بعد الانتهاء من دراسة تخصص العلاقات الدولية، وهو من أكثر مجالات العمل متعة حيث أنه يناسب الأشخاص المحبين للسفر والتجول واكتشاف الدول الجديدة والتعرف على سياساتها وثقافتها، ويمكن أن يكون العمل ضمن وزارة الخارجية في الأعمال المكتبية أو في السفارات ضمن الدول الأخرى، أو يتم اختيارهم ليكونوا ممثلين عن دولهم في المنظمات والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها.
  • محلل سياسي: تؤهل دراسة تخصص العلاقات الدولية إلى العمل ضمن مجال التحليل السياسي وهو ما يتطلب من المختص في هذا المجال الاطلاع بشكل دائم على أدق التفاصيل السياسية التي تجري في العالم، ومحاولة تفسير كل ما تقوم به الحكومات من خلال تعاملها مع شعبها ومع الدول الأخرى.
  • محلل اقتصادي: يمكن العمل أيضاً بعد الانتهاء من تخصص العلاقات الدولية في مجال التحليل الاقتصادي للدول، حيث يتم استشارة المختصين في هذا المجال للتنبؤ عن اتجاهات عالم الأعمال والتجارة وحالة الاقتصاد العالمي.
  • الإعلام السياسي: إن مجال الإعلام السياسي من المجالات الممتعة التي يمكن العمل فيها بعد الانتهاء من تخصص العلاقات الدولية، ففي حال تم لقاء شخصيات سياسية مرموقة يتم استدعاء المتخصصين في الإعلام السياسي لمناقشتهم، حيث أنهم يملكون القاعدة الأساسية التي يمكن من خلالها مناقشة وتفسير التصرفات والقرارات السياسية التي تحدث مع هذه الشخصيات، بالإضافة إلى أنهم يعملون ضمن الصحافة السياسية ويمكنهم كتابة المقالات السياسية والاقتصادية ضمن المجلات والصحف الكتابية والالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • البنوك والمصارف الدولية: من مجالات العمل الخارجية التي يمكن أن يعمل فيها المختصين في العلاقات الدولية هي البنوك والمصارف الدولية، فهذا المجال يحتاج لمختصين في العلاقات الدولية الاقتصادية حيث أنهم يعملون على الاستثمار وتطوير الاستراتيجيات المالية، كما يقدم المختصين في هذا المجال الاستشارات للعملاء من الشركات أو الحكومات لإيجاد عدة طرق من أجل زيادة رأس المال.

تخصص العلاقات الدولية من التخصصات التي يواجه فيها الطلبة العديد من الصعوبات فعلى سبيل المثال:

  • الحاجة الدائمة للقراءة: يحتاج المتخصص في العلاقات الدولية أن يكونوا على اطلاع دائم بكافة الأخبار الجديدة على الساحة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهذا ما يجعلهم بحاجة دائمة إلى القراءة وسماع الأخبار العامة والبحث عما هو جديد بأدق التفاصيل الممكنة وهذا يستغرق منهم وقت طويل.
  • تخصص حفظي: من الصعوبات التي يواجهها الطلبة في هذا المجال أيضاً أنه تخصص حفظي يجبر المتخصص فيه بالغوص في أعماق التاريخ والاقتصاد والسياسة وهذا يتطلب منهم حفظ كم كبير من المعلومات والبحث عنها بمراجع كبيرة قد تتطلب منهم دراسة حقب تاريخية كاملة، من أجل بناء خبرة قوية في البحث وذلك يمكنهم من تفسير الظواهر السياسية والاقتصادية وهو ما يجده العديد من الطلاب صعب ومتعب.
  • الخوض بقانون الدول المختلفة: إن دراسة اختصاص العلاقات الدولية لا يفرض على الشخص دراسة قانون البلد الأم فقط، وإنما يجبره على فهم ودراسة القوانين العالمية الخاصة بكل دولة، وهو أمر يحتاج لوقت طويل ويعتبر مرهق بالنسبة للطلاب في حال لم يكون هنالك المرجع الصحيح والمرشد الأكاديمي الذي يرسم طريق البداية لهم حتى الوصول لأدق التفاصيل المطلوبة، ويكون الأمر صعب جداً بشكل خاص في حال لم يكن اختيار الاختصاص برغبة مطلقة من الطالب.
  • تخصص قد يعرض صاحبه للخطر: من التخصصات التي قد تعرض صاحبها للخطر هو تخصص العلاقات الدولية، لأن هذا الاختصاص يعتبر من الاختصاصات العميقة والتي تحتاج إلى دراسة مطولة، وكلما كان الشخص ناجح أكثر في هذا المجال كلما تعرض للخطر بشكل أكبر نتيجة قدرته على تحليل سياسات الدول بشكل عميق وفهمها، وهذه الخبرة التي تعطيه مفاتيح لحل المشكلات السياسية والاقتصادية هي بحد ذاتها قد لا تكون مريحة بالنسبة للدول الأخرى المنافسة مما يعرض الشخص للخطر خاصة عند العمل في المجال الدبلوماسي.
  • قلة فرص العمل بعد التخرج: من الصعوبات الهامة التي يجب أن يفكر فيها كل شخص مقبل على اختصاص العلاقات الدولية بأنه يملك فرص عمل قليلة جداً، فعلى الرغم من التنوع الكبير لمجالات العمل إلا أن الاختصاص يعتبر من الاختصاصات الراكدة، فالعمل في السلك السياسي الخارجي يحتاج إلى ثقة من المحيطين كما يحتاج لأحد أن يقدم فرصة للوصول، فيمكن أن تتخرج دفعة كاملة بمئات الأشخاص من هذا الاختصاص وبعد فترة تجد أعداد قليلة جداً من هؤلاء الخريجين الذين نجحوا في العمل ضمن مجالهم ووجدوا الفرصة المناسبة التي يثبتون أنفسهم من خلالها.

المراجع