كيف أتعامل مع ابنتي في مرحلة ما قبل المراهقة؟

كيفية التعامل مع البنات في مرحلة ما قبل المراهقة ونصائح لتربية البنات في بداية المراهقة
كيف أتعامل مع ابنتي في مرحلة ما قبل المراهقة؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر سن ما قبل المراهقة من المراحل العمرية الحرجة تماماً كمرحلة المراهقة، فرغم صعوبة هذه المرحلة على الأهل والبنات فإنها تساعد في بناء شخصية متكاملة قادرة على تمييز الصح من الخطأ، سوف نتحدث من خلال هذا المقال عن مرحلة ما قبل المراهقة، وكيفية التقرب من البنات لتنمية قدرتها على فهم الحياة والقدرة على التصرف بشكل مستقل.

ما قبل المراهقة أو اليفاع (بالإنجليزية: Preadolescence) هي المرحلة التي تنتقل فيها البنت من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة التي تترافق مع مرحلة البلوغ، تبدأ من عمر 9 إلى 12 عاماً، وتمر البنات في هذه المرحلة العمرية بمجموعة من التغيرات الشكلية والسلوكية والعاطفية.
تعرف هذه المرحلة ببداية تقلب الفتاة وتأثرها بالمجتمع المحيط أكثر من العائلة في محاولة الاستقلال بالذات، ويلاحظ الأهل التغيرات المفاجئة من خلال المواقف والتعامل معهم بالدرجة الأولى.

تعتبر مرحلة ما قبل المراهقة عند البنات من المراحل الحساسة والصعبة بالنسبة للأهل، فعند تغير سلوك البنت يحاولون السيطرة عليه بشكل مباشر كما اعتادوا عندما كانت طفلة، وتبدأ الابنة فيها في الابتعاد عن والديها إلى حد ما، يجب على الأهل فهم التغيرات الطبيعية التي قد تظهر على البنات في هذه المرحلة وإن كانت مزعجة بعض الشيء، والتعامل معها بعقلانية لزيادة قدرتهم على استيعاب البنت، فتواجد الأهل في هذه المرحلة يعتبر أهم من أي وقت مضى.​​​​​​​

animate

تبدأ بعض سلوكيات البنات في مرحلة ما قبل المراهقة بالتغير بشكل مفاجئ، ومن السلوكيات الطبيعية المتوقعة من الفتاة في مرحلة ما قبل المراهقة:

  1. السلوكيات الهجومية والتمرد: الهجومية عند الأبناء بشكل عام في مرحلة ما قبل المراهقة هي ظاهرة طبيعية كطريقة للتعبير عن الصراعات النفسية والعاطفية التي يمرون بها، فالبنت هنا تكون منغمسة في التفكير بالبصمة التي تتركها عند الآخرين من أقرانها وقدرتها على الجذب، والرغبة الكبيرة في التفكير بالاستقلالية واثبات الذات التي تدفع البنت إلى التمرد على الأهل في بعض الحالات، فتبدأ بالمعاملة السيئة مع والديها برفع صوتها وتصبح مناقشتها صعبة وحادة في محاولة منها لفرض الرأي ولأفكار.
  2. سلوكيات فيها انتقاص من احترام الكبار: تبدأ البنت ببناء هويتها الخاصة التي تحمل قناعاتها وقد تخالف معتقدات الأهل وغيرهم، فهي خطوة من خطوات الاستقلال الذي يعتبر من الخطوات الإيجابية في حياة البنت لتفكيرها في تحمل المسؤولية، لكن تظهر قلة الاحترام لعدم المعرفة الكافية بكيفية التعامل مع الآخرين بما فيهم الوالدين، فتشعر بالرفض عند تقديم نصيحة على اعتبارها نوع من أنواع التدخل، والجدير بالذكر أن قلة الاحترام من الأمور النسبية المختلفة من طفل إلى طفل، فقد تكون بدراجات متفاوتة أو قد لا تكون أساساً.
  3. تقلبات في المزاج: تترافق مرحلة ما قبل المراهقة مع مجموعة من التغيرات الهرمونية وبالتالي التقلبات المزاجية التي تؤثر على السلوك بشكل كبير، فسوف يلاحظ كل من الوالدين وحتى المجتمع المحيط هذه التقلبات المزاجية في هذه المرحلة الحرجة ويجب التنويه إلى أهمية تقبل الأهل هذه التغيرات.
  4. تغيير في الاهتمامات: قد يلاحظ الأهل تراجع الاهتمام بالهوايات التي كانت تستمتع بها البنت، فقد تجدها تميل إلى ممارسة الرياضة والفنون وغيرها من الاهتمامات التي تجدها مناسبة للمرحلة التي تمر بها، كما أصبحت تهتم بإبراز جمالها وجاذبيتها، وقراءة الروايات الرومنسية، والذهاب في رحلاتها الخاصة مع أصدقائها وحضور الحفلات.
  5. الحساسية والعاطفة بشكل مفرط: لا تستطيع البنت في هذا السن الصغير التعامل مع المشاعر المتغيرة ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحساسية المفرطة في مرحلة ما قبل المراهقة وتتحكم بها عواطفها المتقلبة، تحتاج البنت لفترة حتى تفهم طبيعة هذه المشاعر بمساعدة الأم والأب.
  6. فقدان الشغف: قد يحدث فقدان الشغف عند البنت نتيجة الملل وعدم القدرة على الاستمرار في المحاولات لكسب المزيد من النجاحات والعلاقات خاصةً أنها تتعرض للكثير من التغيرات النفسية والعاطفية ما يغير من طموحاتها وبالتالي فقدان الشغف للأشياء التي كانت تسعى لتحقيقها، ويجب التعامل معها بحذر في هذه المرحلة لتجنب وقوعها في الاكتئاب.
  7. الانسحاب الاجتماعي: يحدث عند بعض البنات في مرحلة ما قبل المراهقة نتيجة الخجل أو بسبب التعليقات السلبية التي توجه لها ما يجعلها ترغب في البقاء في المنزل لفترات أطول ويزداد البعد عن الأهل وحتى بعض الأقارب وتصبح أكثر الرغبة في الاندماج مع أصدقاء جدد أو مجموعات معينة من الأصدقاء ممن يبادلها نفس الاهتمامات أو المشاعر.

يساعد تشجيع السلوك الجيد في سن ما قبل المراهقة في تشكيل هوية خاصة للبنت بشكل صحيح، ودور الأهل يكون هاماً حيث لاتزال البنت تحت سيطرة الوالدين وأكثر قرباً منهما، ومن الطرق التي تشجع بها ابنتك على السلوك الجيد:

  1. تعليم الفتاة معنى الحرية وحدودها: تعد الحرية الشخصية التي يمنحها الوالدين للبنت سلاح ذو حدين، فمن الضروري منح بعض الحرية للبنت في مرحلة ما قبل المراهقة مع بعض القيود التي يضعها الأهل للتمكن من تكوين شخصيتها الخاصة ونموها بشكل صحيح، ما يشعرها بالانتماء للعائلة والحكمة في اتخاذ القرارات الصائبة في المراحل العمرية المقبلة.
  2. شرح أهمية احترام الآخرين والمجتمع المحيط: قد يجد الأهل بعض المعاناة مع البنت في مرحلة ما قبل المراهقة، حيث تبدأ ببعض التصرفات التي تقلل من احترام الأهل وغيرهم من أفراد المجتمع، فشرح أهمية الاحترام المتبادل للبنت يساعدها إلى حد كبير في تقييم تعاملها ومراجعة نفسها عند الخطأ مع أي شخص كان، وحتى احترام ذاتها.
  3. التشجيع على التفكير الذاتي: يساعد التفكير الذاتي عند الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة في أن تكون مرحلة المراهقة أكثر سلاسة، فيجب منح البنت الوقت والمساحة الكافيين لمعرفة اهتماماتها الخاصة، والتفكير بها حسب ميولها ما يجعلها في المستقبل تعرف مسؤولياتها وقدراتها الخاصة بعيداً عن تدخل الأهل والضغط عليها.
  4. تعزيز علاقاتها الاجتماعية: قد تجد بعض البنات صعوبة في تكون العلاقات مع الآخرين في مرحلة ما قبل المراهقة، هناك الكثير من الأساليب التي تمكن لأهل من تشجيع ابنتهم على تكوين علاقات اجتماعية جديدة، مثل مشاركتها في بعض النشاطات الاجتماعية التي تمنحها فرصة لمقابلة مجموعة من الأشخاص وممارسة المهارات الاجتماعية، حيث تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً كبيراً في هذه المرحلة في بناء شخصية اجتماعية قوية.
  5. حث الفتاة على تحمل المسؤولية: كما تحدثنا في السابق تبدأ البنت في مرحلة ما قبل المراهقة بالاستقلال عن العائلة، فيجب أن تكون على دراية كافية حول مسؤولياتها وحقوقها وكيفية الحصول عليها، فعندما تظهر البنت رغبة في شيء لا يتوافق مع رغبة الأهل يجب مناقشتها بالنتائج وأهمية الاعتراف بالأخطاء التي ترتكبها، فإذا لجأت للكذب فيكون من السهل اقناعها بأنها ليست قادرة على تحمل مسؤولية ما تقوم به.
  6. خلق بيئة عائلية محبة ومتقبلة: قد تساهم الأسرة في تفاقم الوضع سوءً بالنسبة لسلوك البنت في مرحلة ما قبل المراهقة كما تساهم أيضاً في تهدئتها، ففي الأسرة المفككة غالباً ما تكون البنت أكثر عرضة للاضطرابات العاطفية والنفسية، أما خلق بيئة أسرية مبنية على التفاهم والحوار المستمر يجعل هذه المرحلة أكثر سلاسة لتوافر الاستقرار العاطفي بين أفرادها.
  7. الاتفاق مع الأبناء على حدود الاحترام: قد تبدأ البنت في مرحلة ما قبل المراهقة بفقدان البعض من احترامها للوالدين، ما يجعل الأهل يتصرفون بشكل خاطئ فبدلاً من التأديب بحدة يجب وضع الحدود التي يجب على البنت عدم تجاوزها بطريقة غير مباشرة، فإظهار الاحترام والتعاطف مع الآخرين من قبل الأهل يجعلهم قدوة للبنت فهي في هذه المرحلة شديدة الملاحظة لما يقوم به الأهل.

يسعى الأهل وخاصةً الأم إلى معرفة الطريقة التي تتمكن بها من التقرب من ابنتها في مرحلة ما قبل المراهقة لتعلم المصاعب والمشاكل التي تتعرض لها البنت في هذه المرحلة:

  1. تخصيص بعض الوقت للبنت: من الضروري تخصيص بعض الوقت لقضائه مع البنت، وخاصةً الأم، لسماع البنت ومشاكلها ما يساعد في التدخل بالوقت المناسب والتقرب من البنت وكسب ثقتها ومساعدتها في احترام عائلتها واللجوء إليهم.
  2. تعزيز العلاقة مع الوالدين: رغم أن البنت في سنوات المراهقة وما قبل المراهقة تقضي معظم وقتها مع أصدقائها إلا أنها تبقى بحاجة كبيرة لوجود أبويها، فيجب أن تعرف البنت أنها متى احتاجت اللجوء إلى عائلتها سوف تلقى الاهتمام والوقت الكافي لها إذا لزم الأمر.
  3. مشاركتها في اهتماماتها: يمكن للأم احتواء ابنتها بشكل كبير عن طريق مشاركتها بعض الاهتمامات كممارسة الرياضة ومشاهدة الأفلام الرومنسية وحتى بعض الهوايات مثل الركض في الصباح الباكر أو الرقص، فهي ليست فقط طريقة لاحتواء البنت وحسب، بل أيضاً تتيح الفرصة لزيادة الثقة بينهما ما يجعل للبنت رغبة أكبر للحديث مع والدتها في بعض الأسرار الخاصة بها.
  4. احترام الخصوصية: لكل بنت في مرحلة ما قبل المراهقة أسرارها الخاصة التي ترغب في الاحتفاظ بها، فهي بحاجة إلى مزيد من الخصوصية التي يجب أن يمنحها الأهل بتقديم بعض المساحة في التفكير والاستكشاف لدعم استقلاليتها وتحمل مسؤولياتها التي تساعد في بناء شخصيتها.
  5. المشاركة في صنع القرار: عندما تبلغ البنت مرحلة ما قبل المراهقة تشعر بأنها قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة رغم صغر سنها، وهذا الأمر طبيعي ويجب على الأهل تشجيعه ودعمه لتستطيع البنت فعلاً معرفة اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتها الخاصة، ويتم تشجيع البنت من خلال مشاركتها في اتخاذ بعض القرارات البسيطة في المنزل ما يجعلها تشعر بأهميتها ضمن أسرتها وتعتاد على اتخاذ قراراتها في مرحلة المراهقة.
  1. عدم اتخاذ سلوك البنت على محمل شخصي: قد يلاحظ الأهل أن البنت في سن ما قبل المراهقة أًصبح لديها تغيرات واضحة في الكثير من سلوكياتها، ومن هذه السلوكيات الجديدة الرغبة في اتخاذ القرارات الشخصية والتعامل معها كشخص ناضج له شخصية مستقلة، وقد تتطور هذه الرغبة في بعض الأحيان لسلوكيات فيها تمرد أو وقاحة إلى حد معين في التعامل مع الوالدين، وهنا على الأهل تفهم منبع هذه الرغبة والتعامل معها على هذا الأساس وليس التعامل مع البنت كند لهم ويجب معاقبتها على سلوكياتها أو احراجها أو إجبارها على أي شيء.
  2. مساعدة ابنتك في التعامل مع عواطفها: كما ذكرنا فالكثير من التغيرات النفسية والجسدية تطرأ على الفتاة في هذه المرحلة، إما بسبب البلوغ الجنسي وما يرافقه من اضطرابات هرمونية وتغيرات جسدية أو بسبب الانتقال لمرحلة عمرية جديدة والبدء بالتفكير بالكثير من الأشياء الجديدة التي كانت لا تعيرها اهتمام وهي طفلة، وهنا بحكم قلة الإدراك لا تستطيع البنت التعامل مع عواطفها أو فهما، ويأتي هنا دور الأهل وخاصة الأم في شرح هذه التغيرات وطبيعة هذه العواطف وكيف يجب التعامل معها.
  3. تجاهل بعض السلوكيات: قد يعتبر هذا الأمر صعباً بعض الشيء على الوالدين، لكن يمكن تجاهل بعض السلوكيات التي لا تعبر عن مشكلة قد تتطور إلى ما هو أسوأ، مثل البنت العصبية التي تعتبر شيء طبيعي في مرحلة ما قبل المراهقة، وكذلك حدة الجدال، في حال عدم التجاهل سوف تندفع البنت لتكرار العمل المسيء لكونها تجذب بهذا انتباه الوالدين.
  4. معرفة ما تمر به ابنتك بطريقة غير مباشرة: إن طرح الأسئلة على البنت في مرحلة ما قبل المراهقة يعطيها شعور بعدم الراحة، ومن الأفضل استبدال ذلك بجلسات المحاورة والنقاش تفيد بشكل كبير في معرفة ما تمر به، فينصح بالاستماع دون طرح الكثير من الأسئلة حتى تشعر بأن لديها الرغبة في التحدث عما تفكر وتشعر به.
  5. الإجابة على الأسئلة المحرجة: من أكثر الطرق التي تساعد في التقرب من الطفل في عمر 12 سنة هو الإجابة عن بعض الأسئلة المحرجة التي غالباً يتهرب منها الأهل، يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة التي قد تتعلق بالحب والجنس بحسب ما يتناسب مع عمرهم والمرحلة التي يمرون بها.
  6. مساعدة ابنتك في علاقاتها الاجتماعية: من الطبيعي أن تمر الفتاة في مرحلة ما قبل المراهقة بالكثير من الصداقات وتتعرف على العديد من الشخصيات والأقران في المجتمع، لا يمكن إغفال أن بعض هذه العلاقات قد تكون سلبية ومؤذية ويجب الانتباه وتوعية الفتاة بالإقناع وعدم الإجبار على الطرق الصحيحة لاختيار الأصدقاء والابتعاد عن النماذج السلبية التي قد تتعلم منها بعض القناعات والسلوكيات الخاطئة والتي قد لا تتناسب مع المعاير الأخلاقية والثقافية والاجتماعية.

المراجع