مراحل المراهقة وخصائص كل مرحلة

اكتشف مراحل المراهقة الثلاثة وخصائص كل مرحلة يمر بها طفلك المراهق وكيف يجب أن تتعامل معها
مراحل المراهقة وخصائص كل مرحلة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المراهقة هي فترة تغيير كبير بالنسبة للشباب يحدث فيها تغيرات جسدية بمعدل متسارع، والأمر لا يتوقف عند التغيرات الجسدية بل يتبعه تغيرات اجتماعية، عاطفية، معرفية، وشخصية، حيث يتأثر المراهق بالمحيط من حوله، وتنقسم المراهقة إلى ثلاث فترات تتميز كل فترة منها بخصائص معينة، فما هي المراهقة من وجهة نظر علم النفس؟ وما خصائص كل مرحلة من مراحلها؟ وكيف يمكن للأهل التعامل مع ابنهم المراهق وحمايته في هذه المرحلة؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.

من وجهة نظر علم النفس مرحلة المرهقة هي المرحلة التي ينتقل فيها الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب الناضج والواعي، وهي مرحلة التغيرات العديدة التي تطرأ على المراهق جسدياً، ونفسياً، وعقلياً، وحتى اجتماعياً، فهي المرحلة التي يصل فيها الإنسان إلى النمو الجنسي ويبدأ باكتشاف عالم الكبار، وتحدث التغيرات في هذه المرحلة بشكل سريع جداً خاصة التغيرات الجسدية وعلامات البلوغ الجنسي وما يرافقها من تغيرات نفسية. [2،4]

ويتم تقسيم فترة المراهقة إلى ثلاثة مراحل رئيسية:

  1. المراهق المبكرة: من 11 إلى 14 عاماً وتعتبر أولى خطوات الطفل نحو عالم الكبار.
  2. المراهقة المتوسطة أو الوسطى: من 14 إلى 17 عاماً وتشكل نقلة نوعية في حياة المراهق من جميع النواحي.
  3. المراهقة المتأخرة: من 18 إلى 21 عاماً وتعتبر مرحلة إعادة تكوين الشخصية في ضوء ما مر به المراهق في المرحلتين السابقتين.

شاهد أيضاً فيديو المدربة هيلينا صايغ عن التغيرات التي يمر بها دماغ المراهق وكيفية التعامل معها، من خلال النقر هنا.

animate

مرحلة المراهقة المبكرة هي المرحلة التي تتميز بالنمو المتسارع والمفاجئ نوعاً ما، وتبدأ في هذه المرحلة علامات انتهاء مرحلة الطفولة والبدء في مرحلة جديدة، حيث تمتد هذه المرحلة بين 11 إلى 14 عام تقريباً، وهنا أهم المعلومات حول مرحلة المراهقة المبكرة: [1،3]

  • التغيرات الجسدية لدى الذكور: تبدأ التغيرات الجسدية تظهر على الذكر في هذه المرحلة مثل زيادة في الطول، ويصبح الشعر والجلد أكثر دهنية، بالإضافة إلى بدء ظهور حب الشباب نتيجة التغيرات الهرمونية، مع تزايد نمو الشعر في الوجه ومناطق الجسم الأخرى، وتضخم الخصيتين والقضيب.
  • التغيرات الجسدية لدى الإناث: تبدأ التغيرات الأنثوية على شكل زيادة في الطول، وتطور الثديين وزيادة في نمو الشعر أيضاً، وبدء ظهور حب الشباب في الوجه والجسم، وقد تبدأ الدورة الشهرية في نهاية هذه المرحلة وقد تتأجل للمرحلة الثانية وهذا أمر طبيعي نوعاً ما فغالباً ما تبدأ الدورة الشهرية بعد نمو الثدي بحوالي 2 إلى 3 سنوات.
  • التغيرات النفسية: عادةً في مرحلة المراهقة المبكرة يبدأ المراهق بالشعور بحاجته إلى مزيد من الخصوصية والتعرف على الذات بعيداً عن تأثير المحيط، فيحاول إبراز شخصيته وآراؤه من خلال القيام بأفعال قد لا تكون مرغوبة من قبل الأهل، ولكن نوعاً من إثبات الذات وهو ما يسميه بعض علماء النفس بالتمركز حول الذات، ولإعطاء نفسه الخصوصية الكاملة بالتفكير والتصرف، بالإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر والعصبية التي تسيطر على المراهق، في هذه المرحلة نتيجة التغيرات الهرمونية.
  • التغيرات الاجتماعية: تتغير العادات الاجتماعية للمراهق مع بداية هذه المرحلة نتيجة انتقاله من مرحل الطفولة إلى مرحلة تكوين الذات، فيصبح اهتمامه أقل بالوالدين مع فظاظة في الكلام، وقد يبدأ بتصيد أخطاء للآباء، ويتأثر المراهق في هذه المرحلة جداً بالرفاق وتظهر هذه التغيرات من خلال اهتماماته ونمط لباسه، والتغيرات المزاجية المتكررة بالتعامل مع المحيط، كالعصبية والعدوانية والعناد الشديد والرأي المخالف لأي شيء قد يواجهه وقد يبدأ بالكذب والمخادعة، على عكس بعض المراهقين الذين تتمثل هذه المرحلة لديهم بالانطواء على الأهل والخجل والخوف خاصة عند الفتيات.
  • التغيرات العاطفية: يبدأ المراهق بهذه المرحلة بالشعور بالحاجة للحياة العاطفية وقد يدخل في هذه الحياة كنوع من إثبات الذات، أو التسلية التي يريد من خلالها توصيل رسالة للأهل بأنه قد كبر، خاصة بأنه غير قادر على الاختيار الصحيح وغالباً ما تكون علاقات عابرة يكتسب من خلالها الخبرة في التعامل ضمن الأوقات المتعبة.

مرحلة المراهقة المتوسطة هي المرحلة التي تبدأ فيها التغيرات البيولوجية بالاكتمال حيث يتطور المراهقون اجتماعياً وعاطفياً وجسدياً، وتمتد هذه المرحلة بين 14 إلى 17 عام، ومن ميزات هذه المرحلة نذكر: [1،3]

  • التغيرات الجسدية لدى الذكور: في هذه المرحلة تتقدم الخصائص الجنسية الثانوية ويصل إلى 95% من اكتمال النمو، وبعدها يبدأ النمو بالتباطؤ، وتصل الأعضاء التناسلية إلى النضج الكامل، ويتبعه آثار واضحة على الجسد كخشونة الصوت، ونمو اللحية، وزيادة الكتلة العضلية، مع البدء باكتشاف هويته الجنسية، وقد يصل التحفيز الجنسي إلى ممارسة العادة السرية.
  • التغيرات الجسدية لدى الإناث: تبدأ التغيرات الجسدية عند الأنثى مع زيادة الطول ونمو الثديين بشكل مكتمل تقريباً، بالإضافة إلى بدء الدورة الشهرية بشكل منتظم والتي من المفترض ألا تتأخر إلى بعد هذه المرحلة دون سبب مرضي، وفي هذا العمر تبدأ بالشعور بالتغيرات الجنسية فقد تميل لاكتشاف الجنس الآخر وتكون بحاجة لمن يفهم ويحتوي هذه التغيرات من أجل توعيتها وعدم وقوعها في الأخطاء.
  • التغيرات النفسية: المراهق في هذه المرحلة يكون لديه قدرة أكبر على تحديد الأفكار وقد يسعى لتحقيق أهدافه، مع بدء شعوره بأن أهله لا يفهمونه أو أنهم يقفوا ضده، ويكون على قناعة بأنه هو من يتصرف بشكل صحيح، والآخرين يتصرفون بشكل خاطئ، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالمظهر الخارجي ومحاولة لفت الانتباه من خلال التصرفات والصوت المرتفع، ومع الوقت في نهاية هذه المرحلة تبدأ علامات النضج والوعي بالظهور، وتتمثل على شكل هدوء بالتصرفات وفهم أكثر لنتائج أفعالهم، مع استقرار العلاقة مع الأهل نوعاً ما.
  • التغيرات الاجتماعية: يزداد في هذه المرحلة الانجذاب نحو الأصدقاء وزيادة العلاقات الاجتماعية وقد يبدأ المراهقين بالتدخين أو حتى قد يجربوا الكحول أو المخدرات في حال تم الاحتكاك مع رفاق سيئين، ومع تصاعد المشكلات مع الأهل قد يبدأ المراهق بالنفور من المنزل لذلك تعتبر هذه الفترة من الفترات الحساسة جداً والتي تتطلب من الأهل الوعي الكافي لإدارة أبنائهم في هذه المرحلة وتفهمهم ومساعدتهم.
  • التغيرات العاطفية: قد يدخل المراهق في هذه المرحلة في علاقات عاطفية عديدة نتيجة حاجته للاهتمام والتجربة الخاصة بالإضافة إلى انجذابه بشكل خاص نحو الجنس الآخر لإشباع الرغبة بالحب، وقد تكون من تقليد الأصدقاء، بالوقت نفسه قد تبدأ علاقة عاطفية في هذه المرحلة وتستمر لسنوات ولكنها حالات قليلة جداً بالمقارنة مع العلاقات التي تمر دون أن تترك أثر في هذه المرحلة.

في هذه المرحلة التي تمتد بين 18 إلى 21 عام تبدأ فيها علامات النضج والوعي والخروج من المراهقة باتجاه تكوين الشخصية الحقيقية بوضوح حيث تتسم هذه المرحلة بالخصائص التالية: [1،3]

  • التغيرات الجسدية لدى الذكور: قد يستمر الذكر بشكل خاص بهذه المرحلة بزيادة الطول والكتلة العضلية قبل تعظم غضاريف النمو، ويكتسب الشاب في هذا العمر النضج الجسدي الكامل في كافة مظاهره.
  • التغيرات الجسدية لدى الإناث: الأنثى في هذه المرحلة قد أنهت مراحل النمو جميعها ولا يتغير طولها بعد هذه الفترة وتكون قد وصلت لمرحلة النضج الجسدي بشكل كامل أيضاً.
  • التغيرات النفسية: البدء بالتحضير للمستقبل يعطي المراهق مشاعر نفسية إيجابية حيث يكون قادر على تحديد هدف واضح والسعي نحو تحقيقه بشغف، وقادر على التحكم بالانفعالات مع عمله الدائم للاعتماد على الذات، بالإضافة إلى روح الدعابة التي ترافقه، والقدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح.
  • التغيرات الاجتماعية: تبدأ العلاقات الاجتماعية في هذه المرحلة بالاستقرار سواءً كانت على سبيل العائلة أو الأصدقاء، حيث يبدأ بتفهم موقف الأهل تجاهه، وخوفهم عليه، ويشعر بأهمية هذا الخوف، مع القدرة على انتقاء الأصدقاء الجيدين دون تأثير المحيط.
  • التغيرات العاطفية: تبدأ هذه المرحلة مع استقرار عاطفي أكبر، وقد تنشأ علاقة في هذا العمر وتنتهي بالزواج، وذلك يعود لمدى النضج والوعي الذي اكتسبه المراهق خلال هذه الفترة وسرعة الذهاب نحو المرحلة الجديدة والتخلص من آثار وأفكار المراهقة، بالوقت نفسه قد تنتهي هذه المرحلة دون أن يكون المراهق قد اكتسب الوعي الذي يؤهله للاستقرار بعلاقة عاطفية وهذا الاختلاف يعود للجو المحيط بالمراهق وطريقة تفهمه لمن حوله بشكل صحيح.

نظراً لصعوبة تفكير المراهقين في هذه المرحلة يكون دور الأهل مهم جداً في التأثير على بناء شخصيتهم بالشكل السليم بعيداً عن العقد النفسية التي يمكن أن تصيبهم في حال تم التعامل معهم بطريقة خاطئة، وهنا سوف نذكر بعض النصائح لتعامل الأهل مع المراهقين: [2،4]

  • مساعدة الابناء في التعرف على علامات النضج الجسدي: تحدث التغييرات الجنسية بشكل متسارع كما ذكرنا، لذلك من المهم أن يقوم الأهل والأم بشكل خاص بتوعية أطفالهم إلى التغيرات التي سوف تحصل لديهم، وأنها أمر طبيعي يجب أن يحصل مع الجميع، حيث يساعدهم هذا في كسب ثقة أبنائهم ودفعهم إلى مصارحتهم بجميع الأشياء الخاصة.
  • مناقشة السلوكيات السلبية مع المراهق: يكون المراهق حاد الطباع بشكل عام لذلك لا ينفع معه العناد والغضب والعقاب، ولابد من مناقشة أخطاءه ومحاولة إقناعه بالتصرفات الصحيحة، هذا النقاش يخفف من نفور المراهق من أهله، ويساعد الأهل على معرفة يوميات ابنهم وبالتالي حمايته في حال وقع في خطأ.
  • دعم المراهق للوصول للاستقرار: يبحث المراهق عن الخصوصية والاستقرار وفي حال تم تأمين هذه المتطلبات من قبل الأهل سوف يُبنى جسر من الثقة بين الأهل والمراهق بلا وعي، وهذا يدعم تكون شخصيته بالشكل الصحيح.
  • دعم طموحات المراهق: في حال تم اكتشاف مواهب عند المراهق في المرحلة المبكرة يجب على الأهل تنمية هذه المواهب ودعمها وتشجيعها للوصول إلى حد إتقانها، فقد تغير مسار حياته فيما بعد.
  • محاولة تنمية الوعي للمراهق: يتوجب على الأهل زيادة وعي أبنائهم من خلال إرشادهم للمطالعة والأفلام التي تزيد من ثقافتهم، وإبعادهم عن الأفلام التي قد توصلهم للانحراف، بالإضافة إلى النقاش معهم في الأفكار التي يقرأونها ويتساءلون عن تفاصيلها، مما يزيد من الوعي لديهم ويساعدهم على التخلص من الشخصية العشوائية بشكل أسرع.
  • الابتعاد عن العنف: في حال عدم استجابة المراهق لا يجب التعامل معه بعنف أو حرمانه من الأشياء التي يحبها أو حتى إدخال طرف آخر في العلاقة بينهم، بل يتوجب عليهم محاولة فهم أبنائهم وتقديم المشورة اللازمة وفي حال تجريب كل الطرق والفشل فيها يمكن استشارة أخصائي اجتماعي للتأثير في سلوك المراهق.

المراجع