وسائل النجاح في الحياة (ابدأ نهارك بقوة.. وتحكّم بمزاجك)

ما هي أهم وسائل النجاح في الحياة؟ كيف تبدأ نهارك نشيطاً ومفعماً بالحيوية؟ وكيف يمكن لك تعديل مزاجك؟ ما هو أفضل تمرين لتحسين المزاج وتغيير نظرتك في الحياة إلى الأفضل؟
وسائل النجاح في الحياة (ابدأ نهارك بقوة.. وتحكّم بمزاجك)

وسائل النجاح في الحياة (ابدأ نهارك بقوة.. وتحكّم بمزاجك)

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التحكم ببداية كل يوم في حياتك هو وسيلة من وسائل النجاح في الحياة لا بد أن تدرك أهميتها، فماذا لو كان كل يوم في حياتك أفضل من السابق والآتي حتى؟! كيف يمكن لك أن تبدأ نهارك بقوة؟ وكيف تعمل على تحسين مزاجك من خلال تمارين بسيطة يمكن أن تشكل كل الفرق؟ كيف تبدأ يوم عملك بقوة؟ هذا ما سيدور حوه مقالنا.

ابدأ نهارك بقوة.. واحدة من وسائل النجاح في الحياة
ما هي وسائل النجاح في الحياة؟
ببساطة.. نقول كم مرة سمعت أنه يمكنك تغيير حياتك بأكملها في أول 60 دقيقة من كل يوم، لكن يمكنك ذلك من اللحظة التي تفتح فيها عينيك وتستيقظ في الصباح، فنظرتنا هي التي تحسم كل ما يجري في حياتنا، كذلك كيفية تعاطينا مع الأمور هي ما يغير معظم حياتنا بالطريقة التي نفكر بها، ففي أحد خطاباته التحفيزية حول ضرورة التوقف عن الحديث السلبي مع الذات؛ يصف المتحدث المُلهم والإعلامي الأمريكي ستيف هارفي الدماغ البشري بالمعمل المقسوم إلى جزأين: سلبي وإيجابي.. شرير وخيّر! ونحن من نوجه العمال في المعمل، فإذا بدأت نهارك بكلام سلبي مع نفسك، فسيعمل دماغك على أساس هذا النداء الأول منذ استيقاظك، بينما البدء بقول كلام إيجابي ومحفّز لنفسك منذ لحظة استيقاظك في الصباح؛ سيجلب معه قوة دفع لطاقة عقلك في العمل على الأمور الإيجابية، التي تثق بأنها ستحصل لك خلال يومك، لذا عليك أن تعمل على تغيير طريقة تفكيرك [1].

بالطبع.. ستكون منطقياً وتعلم أن الأمور السلبية ستحدث والظروف المحيطة بك لن تتغير، لكنك على الأقل ستكون قادراً على التحكم بسرعة تأثرك بالأمور السلبية، مما سيحصل معك خلال اليوم، إذاً:
1- ستبدأ نهارك بمزاجية عالية وبقوة.
2- ثم تستمر حتى نهاية يومك ضمن الحالة الذهنية العالية.

هل أن قادر على ذلك؟!.. بحيث يسحب معظم الناس أنفسهم من السرير في الصباح، ثم يستمرون بجرّ أنفسهم خلال يومهم، بكلمات أخرى معظم الناس يبدؤون مع الزخم السلبي من التفكير، ويستمرون مع هذا الزخم السلبي طوال يومهم وهكذا ومن الدارج أن يقول البعض مثلاً: "بوجه مين متصبح أنا؟؟!"، أنصحك أن تنظر في المرأة فور استيقاظك إذا كنت من هؤلاء المتفائلين يا صديقي!
نعم لن تستطيع التحكم بالحياة والأشخاص من حولك، لكن وبكل تأكيد.. يمكنك التحكم بنفسك وبطريقة تفكيرك.

قد يكون لديك أهداف تريد تحقيقها، لكن أنظر إلى أفعلاك اليومية، وكيفية تفاعلك مع الأمور من حولك! حتى باتت قدرة أشخاص من حولك.. على التنبؤ بأفعالك؛ أمراً في غاية البساطة! هل أنا محقّة؟ اعتقد ذلك، لأنني مررت بذات التجربة يوماً، لذا تابع معي القراءة لتتعرف على كيفية تمرين عقلك وتحسين مزاجك لتملك نهارك بقوة منذ بدايته، وبالضرورة تحصل على أحد وسائل النجاح في الحياة وأكثرها أهمية، خاصة في العمل لما له من قيمة كبرى في حياة كل فرد.
 

animate

كيف تمرن عقلك للحصول على ما تريد؟
هناك مفهوم نفسي يُعرف بالانتباه الانتقائي (Selective Attention)،
بمعنى أن عيوننا ترى فقط وأذاننا تسمع فقط؛ ما يبحث عنه دماغنا.. حيث نولي اهتماماً (فقط) لأشياء ذات معنى بالنسبة لنا، أو التي نبحث عنها فعلاً، نعم.. فنحن نهتم واهتمامنا يكون بشكل انتقائي، وكل ما عدا ذلك يمرّ دون أن نلاحظه حتى.
وهنا يمكنك تعزيز حالتك العاطفية من زاويتين؛ أولاً.. بأن تتصرف عن قصد (بشكل انتقائي.. مسبق) وثانياً.. تتصرف بناء على حالتك العاطفية هذه بقوة، وتقوم بمتابعة يومك بالتفكير بمستقبلك وليس ماضيك.

هذه المعرفة المسبقة التي يمثلها (الانتباه الانتقائي)، تعني إذاً أنك ستسلك وتتصرف خلال يومك بقوة، بالتالي سيتبع ذلك مشاعر إيجابية، لذا إضافة لنظرية توجيهك لدماغك بالحديث الإيجابي مع نفسك، فإن الخطوات البسيطة التالية، ستساعدك على بدء يومك بقوة [3]:

- استعد للنجاح في الليلة السابقة: لا تنظر لشاشة الموبايل أو المحمول أو الكمبيوتر؛ قبل ساعة من موعد نومك ليلاً، أغلق هاتفك الجوال وابتعد نفسياً عن كل ما يتعلق بعملك، واقضي وقتاً مع أهلك أو شريك الحياة أو أطفالك قبل نومهم.

- الحصول على ساعات نوم كافية: احصل على 7 ساعات وما يزيد حسب حاجة جسمك للنوم، فمن أهم فوائد النوم: تحسين الذاكرة وزيادة الإبداع، وانخفاض الدهون المتراكمة في الجسم وزيادة التركيز بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب وغيرها من الفوائد، ويساعدك على بدء يومك التالي، وفقاً لهدف ومعنى.

- استيقظ فوراً عندما تفتح عينيك صباحاً: إ أول سرّ للنجاح هو الثقة.. قد تقول وما علاقة ذلك بالاستيقاظ باكراً؟! لأن الثقة هي نتيجة ثانوية لفعل ما تقوله، وإن لم تكن واثقاً بنفسك.. فلا يمكن أن تثق بما تقوله وتقرر فعله، كما أن الثقة هي شيء يجب كسبه كل يوم، والقرار الأول الذي تتخذه (وهو قرار الاستيقاظ)، يبدأ في دفع زخم يومك وحياتك في اتجاه إيجابي أو سلبي.. فماذا تختار؟

- ادخل بيئة جديدة: خلال (5-10 دقائق) فور استيقاظك إذا لم تخلق جواً وبيئة مناسبة لك وأنت تتحكم بها؛ سيتحكم بك محيطك، مثلاً أحب الاستيقاظ مع نور الشمس وأتفاءل في أيام الخريف والشتاء المشمسة، لكن ماذا عن الأيام الغائمة؟ ببساطة أحاول الاستمتاع وأتصور الغيم في أشكال تبعث الراحة في النفس، مهما كانت هذه الغيوم سوداء! لذا فإن التحكم بالجو المحيط بك (تخيل أن تتحكم بالطقس بمجرد الاستمتاع به مهما كان قاسياً!)، هذا التحول في نظرتك لمحيطك وبيئتك (جارتك التي تصرخ أو ضجيج الشارع وغيرها من الأمور المزعجة في حياتك اليومية)، هو تحول في طاقتك، وعندما تنهض صباحاً وتغير نظرتك لما يحيط بك؛ فأنت تزيد من مستويات الطاقة الإيجابية لديك، حيث تزداد مستويات طاقتنا، لأن الدماغ يحب كل جديد وتجديد (Novelty)، والحداثة تحفز الدماغ على الاستكشاف والسعي للحصول على مكافأة وفقاً للبحث العلمي [4].

- التأمل والصلاة والكتابة: مع افتراضك بعمق عاطفي أن كل ما تتمناه سيتحقق، كل يوم افعل ذلك من 5- 10 دقائق، من خلال بدء يومك بالصلاة والتأمل وكتابة أهدافك وقراءتها أيضاً، وعقلك هو أول أداة خلاقة تبدأ في تفعيل عملها عند استيقاظك في الصباح، "عش من خيالك وليس من ماضيك"، كما قال ألبرت أينشتاين أيضاً: "الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فهي تقتصر على كل ما نعرفه ونفهمه الآن، بينما الخيال يشمل العالم بأسره، بالتالي كل ما يمكن فهمه ومعرفته"، وفي اللحظة التي تتخيل فيها وتبدأ الشعور بأنك مختلف؛ ستغير حياتك وعالمك بشكل لم تفعله في الماضي.

- استمع إلى معلومات جيدة أثناء التمرين: خلال وقت تمارينك الصباحية بين (20-40 دقيقة) مثلاً، يمكنك تعلم لغة جديدة، حيث تحفز اللياقة البدنية قدرة الدماغ وتصل به إلى حالة وقدرة عالية على التعلّم.

- الاعتناء بنظامك الغذائي: سواء كنت تتبع نظام حمية أو تتناول وجباتك النظامية بدءاً بالفطور الصباحي، فعليك الاهتمام بالأطعمة التي تحفز طاقة الدماغ والجسم والعواطف الإيجابية، بالتركيز على أطعمة هامة كالأفوكادو والمكسرات والكركم والفاكهة والبيض...الخ.

- العمل على أهم مهامك أثناء فترة الذروة: فخلال (30-90 دقيقة) من يوم عملك أنت تصنع ثروة، لأنه يمكنك خلق نجاحك كل يوم، كذلك الدخول في حالة إبداعية وإنتاج أعمال مهمة.
 

كيف يمكن أن تغير نظرتك للأفضل وتكتشف جودة حياتك؟
عندما تقضي وقتك في التذمر حول موضوع ما؛ في العمل أو في علاقتك مع الشريك أو كيف تجري الأمور مع الأصدقاء وغيرها، فإن فكرة خسارتك كل ما تتذمر حوله ستكون صعبة، وستكون سريع التأثر بهذه الأفكار السلبية، وتدوم الحلقة المفرغة من طريقة تفكيرك السامّة، فلا تستطيع طالما تتبناها؛ أن تفكر وتستكشف الأشياء الجيدة والجميلة في حياتك.
وكما قال الكاتب والمتحدث التحفيزي زاك زيغلر (Zig Ziglar): "إن أكثر المشاعر الإنسانية صحة هو الامتنان" وبناء على عمق وقوة هذه الجملة، لا بد ان تدرك في النهاية أن تغيير موقفك وطريقة رؤيتك للأمور هو ما سيحسّن مزاجك أولاً وكامل حياتك في النهاية، والأهم هو أن تدرك أنه لا يمكنك أن تغير أي شخص ما عدا نفسك [5].
والتمرين البسيط الذي يمكن أن تتعلمه من خطاب زيغلر التحفيزي المشار إليه في المصادر التي اعتمدها لهذا المقال؛ يتلخص في سؤال بسيط ما الذي تحبه في عملك؟  

إن تمرين تحسين المزاج وتغيير نظرتك إلى عملك وحياتك بشكل عام، يبدأ بإنجاز قائمة بالأمور التي تحبها فعلياً، ابدأ بكتابة القائمة للأشياء التي تحبها في وظيفتك وليس الأشياء التي تعجبك في عملك بل الأشياء التي تحبها فعلياً، وهو أمر بسيط تستطيع فعله، كلنا نستطيع والسبب أنه فعّال!

قد تبدأ الأمر بشيء بسيط، هو عبارة عن أمر يبعث ابتسامة طفيفة على وجهك مثل، أحب عملي لأنني أتقاضى مقابله ما يجعلني مستقر مادياً، وأضمن لك أنك ستستمر طوال اليوم الذي تبدأ فيه بإنجاز هذه القائمة؛ بقطف الابتسامات حول الإيجابيات التي تكتشفها في عملك.
ثم تقوم في نهاية يومك بالوقوف أمام المرأة وتكرار هذه الأمور التي تحبها من كل قلبك وأنت تنظر في عينيك بقوة، وبالضرورة.. ستتأثر وتتفاعل مع العواطف التي يولدها الامتنان لكل هذه الأمور التي تحبها، وهنا تبدأ بمعرفة الفرق بين بساطة.. التحول من اكتشاف السيء إلى اكتشاف الجيد والجميل في حياتك.

في المحصلة.. إن ما يتعلق بتحسين مزاجك، هو تغيير موقفك ووجهة نظرك للأمور من حولك، بالتالي يومك منذ بدايته وبالضرورة حياتك كاملة.

ولو اعتبرت أن مثل هذا التمرين التحفيزي.. (شيء تافه وسخيف)، لا سيما عندما تكون حياتك عبارة عن سلسلة انتكاسات ومصائب، لكنك باختيار التفكير بكل الجمال والأشياء والتفاصيل الجيدة.. الموجود في حياتك، بدلاً من السماح للتفكير بالجوانب السلبية بالسيطرة على عقلك طوال اليوم؛ لهو خطوة جبارة في تحسين الحالة المزاجية وتحسين نوعية حياتك، وصدقني سيكون من المهم الحصول على المساعدة الذاتية والقراءة حولها، لكن التمارين القليلة التي حملتها لنا خطابات تحفيزية مهمة ومؤثرة قيلت منذ عقود كخطاب زيغلر؛ من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

لذا تذكر القيام بهذا التمرين البسيط لتحفيز مزاجك في كل يوم: 
1- ابدأ بإنجاز قائمة بالأمور التي تحبها من كل قلبك في عملك مثلاً.
2- خذ معك هذه القائمة إلى العمل.
3- تابع تدوين كل الأشياء التي تحبها.
4- ثم قم بتكرار ما كتبته في القائمة عند نهاية نهارك أمام المرأة.
انظر في عينيك أثناء ذلك وتأكد من صدق مشاعرك حول ما تحبه في عملك وعلاقاتك وشريك حياتك، وكل ما يحتاج إلى تعزيز امتنانك حول وجوده في حياتك.

في النهاية.. أنت من تصنع يومك أو تقضي عليه قبل الساعة الثامنة صباحاً!  وقرر منذ هذه اللحظة أن تسلك وتتصرف وتعيش مستمداً زخم حياتك اليومية من المستقبل الذي تريد إنشاؤه وترغب العيش فيه، وليس من ماضيك، هل أنت مستعد؟ شاركنا رأيك وناقشنا؛ على ورد في هذا المقال من خلال التعليقات.
 

[1] خطاب Steve Harvey "توقف عن الحديث السلبي مع نفسك" منشور على موقع youtube.com، تمت المراجعة في 1/12/2019
[2] فيديو "لماذا نحن سريعو التأثر؟" منشور على موقع youtube.com، تمت المراجعة في 1/12/2019
[3] مقال Benjamin Hardy، "كيف تبدأ نهارك بصورة مذهلة" منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 1/12/2019
[4] دراسة "الحداثة تحفز الدماغ 2006" منشورة على موقع sciencedaily.com، تمت المراجعة في 1/12/2019
[5] خطاب Zig Ziglar "تغير الموقف يشكل كل الفرق" منشور على موقع youtube.com، تمت المراجعة في 1/12/2019