علاج اضطراب الوسواس القهري بالعلاج النفسي والأدوية

وكيف يتم علاج الوسواس القهري والتخلص من الوسواس نهائياً؟ كيف يتم تشخيص الوسواس القهري؟ وما هي مراحل علاج الوسواس القهري؟ علاج الوسواس القهري بالأدوية والعلاج النفسي
علاج اضطراب الوسواس القهري بالعلاج النفسي والأدوية

علاج اضطراب الوسواس القهري بالعلاج النفسي والأدوية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يتميز الوسواس القهري بنمط من الأفكار والمخاوف غير المعقولة (الهواجس) التي تقودك إلى القيام بسلوكيات متكررة، تتداخل هذه الهواجس مع الأنشطة وتسبب مشاكل كبيرة تؤثر على حياتك اليومية، وعلى الرغم أن علاج الوسواس القهري ليس علاجاً نهائياً وغالباً ما يستمر لفترة طويلة، لكنه بلا شك يساعد المريض على عيش حياة طبيعية وأداء مهامه اليومية بشكل جيد.

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب قلق يحدث مع الأفراد عن طريق أفكار متكررة غير مرغوب فيها، أو أحاسيس تجعلهم يشعرون بأنهم مجبرين لفعل شيء ما بشكل متكرر، أو السلوكيات المتكررة مثل غسل اليدين وفحص الأشياء أو التنظيف، وهذه التصرفات جميعها يمكن أن تتداخل بشكل كبير مع الأنشطة اليومية للشخص والعلاقات الاجتماعية. [1]
ويمكن القول بأنه مرض عقلي يتسبب في تكرار الأفكار أو الأحاسيس غير المرغوب فيها أو الرغبة في فعل شيء ما مرارًا وتكرارًا بالإكراه، ويتميز الوسواس القهري بتفاعل الهواجس القهرية مع السلوك، فالأفكار القهرية المتعلقة بالنظافة تقود إلى سلوك خارج عن السيطرة يجعل المريض يعيد غسل يديه عشرات المرات ويقوم بتنظيف الأرضية أثناء تواجد الضيوف مثلاً. [2]
كثيرٌ من الناس لديهم أفكار مركزة أو سلوكيات متكررة لكنها لا تعطّل حياتهم اليومية بل على العكس فهي تسهل حياتهم وتحل مشاكلهم ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري فتكون أفكارهم روتينًا مستمرًا غير مرغوب به وأفكارهم جامدة جداً ولا تزيد الأمور إلا تعقيداً وتشابكاً.

animate
  1. وسواس التنظيف لتقليل الخوف من أن "الجراثيم أو الأوساخ أو المواد الكيميائية" سوف "تلوث"، فيقضي الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري ساعات طويلة في غسل أنفسهم أو تنظيف محيطهم.
  2. وسواس التكرار لتبديد القلق، فينطق بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري باسم أو عبارة أو يكررون السلوك عدة مرات، فهم يقومون بهذه التكرارات وهم يعلمون فعلياً بأنها لا تحمي من الإصابة ولكن الخوف سيحدث ضررًا إذا لم يتم التكرار.
  3. وسواس التفقد المستمر للحد من الخوف من إيذاء نفسه أو غيره فعلى سبيل المثال، نسيان قفل الباب أو إيقاف تشغيل موقد الغاز، كما يتفقد  بعض الأشخاص المصابين طرق القيادة مرارًا وتكرارًا للتأكد من أنهم لن يصطدموا بأي أحد.
  4. وسواس الترتيب المبالغ به للحد من الانزعاج، يحب بعض الأشخاص المصابين بالوسواس القهري وضع أشياء مثل "الكتب" بترتيب معين، أو ترتيب الأدوات المنزلية بطريقة مثالية ومبالغ بها.
  5. وسواس الدوافع العقلية للاستجابة للأفكار الوسواسية المتطفلة، فيصلي بعض الناس بصمت أو يقولون عبارات لتقليل القلق أو منع وقوع حدث في المستقبل.[1]

يدرك مريض الوسواس القهري في معظم الحالات الطبيعة القهرية لأفكاره ودوافعه وأن أفكاره ليست منطقية ولا اعتيادية، لكنه لا يستطيع مواجهتها، وهذه أبرز سمات الوسواس القهري والأفكار الوسواسية:

  1. تشمل الأفكار الوسواسية:
    • مخاوف بشأن نفسك أو بشأن أشخاص آخرين من الإصابة بالأذى.
    • وعي مستمر بالعمليات الحيوية في الجسم مثل مراقبة التنفس.
    • الشك وعدم الثقة بالآخرين دون سبب.
  2. وتشمل العادات القهرية:
    • القيام بالمهام أو بترتيب شيء معين في كل مرة بنفس الطريقة أو عدد معين من المرات.
    • القيام بحساب وعد الأشياء باستمرار دون داعٍ.
    • الخوف من استخدام المرافق العامة أو التعامل القريب مع الأشخاص والملامسة.

لم يتوصل الطب النفسي والعصبي إلى أسباب أكيدة لاضطراب الوسواس القهري حتى الآن، ويعتبر الوسواس القهري أكثر شيوعاً عند الإناث، وتظهر أعراضه في مرحلة المراهقة بشكل أساسي كما تتزايد حدة الأعراض إذا ترافق مع اضطرابات نفسية أخرى.
وتشمل عوامل الإصابة بالوسواس القهري ما يلي:

  • إصابة أحد أحد الأقارب من الردجة الأولى ووجود تاريخ عائلي للوسواس القهري.
  • الاختلافات في أجزاء معينة من الدماغ.
  • الاكتئاب والقلق أو التشنجات اللاإرادية.
  • تجارب صعبة أو التعرض للصدمات.
  • التعرض للاعتداء الجسدي أو الجنسي في الطفولة.

في بعض الأحيان قد يصاب الطفل بالوسواس القهري؛ نتيجة الإصابة بالمكورات العقدية ويسمى هذا PANDAS الاضطرابات العصبية والنفسية الذاتية المناعة لدى الأطفال المرتبطة بالتهابات المكورات العقدية. [2]

قد تتضمن خطوات المساعدة في تشخيص الوسواس القهري ما يلي:

  1. الفحص البدني: يهدف إلى استبعاد الأمراض العضوية التي قد تسبب نفس الأعراض المصاحبة للوسواس القهري، وتتبع انعكاس أعراض الوسواس القهري على صحة الجسد.
  2. فحوصات مخبرية: تشمل فحوصات الدم والغدد والهرمونات بشكل رئيسي.
  3. التقييم النفسي: يتضمن ذلك مناقشة أفكارك ومشاعرك والأعراض وأنماط السلوك، والتواصل مع المحيطين بالمريض لتحليل الحالة بشكل دقيق.
  4. معايير تشخيص الوسواس القهري: يستخدم الطبيب معايير التشخيص الورادة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي تنشره الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

قد لا يكون علاج اضطراب الوسواس القهري علاجاً نهائياً وكاملاً،  بشكل لكنه يساعد في السيطرة على إعراض الوسواس والتحكم بالهواجش والسلوك لضمان حياة طبيعية للمريض، وقد تستمر فترة العلاج مدى الحياة.

  1. العلاج النفسي للوسواس القهري: يقوم العلاج النفسي للوسواس القهري على تقنيات العلاج السلوكي المعرفي (CBT) التي تتضمن التعرض والوقاية من الاستجابة (ERP)، وذلك من خلال تعريض المريض بشكل تدريجي لهواجسه، وإعادة بناء رد الفعل والسلوك من خلال التقنيات التي يتعلمها المريض لمواجهة هواجس الوسواس.
  2. علاج الوسواس القهري بالأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية النفسية في السيطرة على هواجس الوسواس القهري، ومن هذه الأدوية والأكثر شيوعًا والتي يستخدمها الأطباء أولاً هي مضادات الاكتئاب.
  3. مضادات الاكتئاب التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج الوسواس القهري تتضمن:
    • كلوميبرامين (Anafranil) للبالغين والأطفال 10 سنوات وما فوق.
    • فلوكستين (بروزاك) للبالغين والأطفال 7 سنوات فما فوق.
    • فلوفوكسامين للبالغين والأطفال 8 سنوات فما فوق.
    • الباروكستين (Paxil ، Pexeva) للبالغين فقط.
    • سيرترالين (Zoloft) للبالغين والأطفال 6 سنوات فأكثر.

ما الذي يجب مراعاته عند تناول الأدوية؟... فيما يلي بعض المشكلات التي يتعين عليك مناقشتها مع طبيبك حول الأدوية الخاصة بـ الوسواس القهري:

  1. اختيار الدواء: يستغرق احتبار الدواء المناسب للوسواس القهري عدة أسابيع وربما بضعة أشهر، حيث يحاول الطبيب تجربة عدد من الأدوية وتتبع الاستجابة للوصول إلى الدواء الأنسب والجرعة الأجدى.
  2. الآثار الجانبية لأدوية الوسواس القهري: اقرأ نشرة الدواء جيداً وتحدث مع الطبيب حول الآثار الجانبية المحتلمة لعلاج الوسواس القهري. 
  3. خطر الانتحار بسبب أدوية الوسواس: قد ترتبط أدوية الوسواس القهرية بزيادة الأفكار الانتحارية وأفكار إيذاء الذات، عليك أن تطلب المساعدة من الطبيب إذا عانيت من أفكار سلبية أو ميل لإيذاء الذات.
  4. التفاعلات مع المواد الأخرى: تأكد أن تبلغ الطبيب عن أي نوع من الأدوي التي تتعاطها بشكل منتظم خصوصاً الأدوية النفسية والمهدئات، وتأكد من مراجعة الطبيب بمجرد ظهور أعراض غير طبيعية عند البدء بدواء الوسواس القهري.

لا تعتبر معظم مضادات الاكتئاب من المواد التي تجعل الشخص مدمناً عليها، لكن في بعض الأحيان قد يحدث الاعتماد الجسدي (الذي يختلف عن الإدمان)، لذا فإن إيقاف العلاج فجأة أو فقدان عدة جرعات يمكن أن يسبب أعراض شبيهة بالانسحاب، تسمى أحيانًا متلازمة التوقف، لذلك لا تتوقف عن تناول الدواء دون التحدث إلى طبيبك وحتى لو كنت تشعر بتحسن فقد تعاني من أعراض الانتكاس. [3]
وقد قدمت الأخصائية النفسية ميساء النحلاوي في موقع حِلّوها نصيحة حول أضرار ترك الدواء الخاص بعلاج الوسواس القهري فجأه دون استشارة طبيب، حيث قام شخص بتناول الدواء وتركه مرات عديدة وسبب الأذى وعودة المرض كالسابق ويسأل عن كيفية ترك دواء الوسواس دون إلحاق أي أذى بنفسه لأن طبيبه قد سافر خارج البلاد، وكانت النصيحة كالتالي:
" من الضروري أن تجد طبيباً آخر وتكمل علاجك معه حتى تضمن أفضل النتائج. لا تغير وتوقف الأدوية من جراء نفسك أو من خلال نصائح الآخرين فقد يؤذيك ذلك. من المهم جداً أن تتابع أمورك مع طبيب مختص فهو يعرف الأدوية التي تناسب حالتك ولا تتعارض مع أدوية أخرى."

وفي النهاية نكون قد قدمنا لكم بحثاً مفصلاً عن علاج اضطراب الوسواس القهري، ولا يسعنا إلا أن نقول أن طبيبك المختص هو الأجدر في تشخيص حالتك ووصف الدواء المناسب لك، لذلك لا تعتمد على المقالات ومواقع البحث فقط.

المراجع