أعراض اضطراب الشخصية الحدية وعلاجه

ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ ما هي أعراض اضطراب الشخصية الحدية؟ كيف يمكن التعامل مع المصاب باطضراب الشخصية الحدي وما هو علاج اضطراب الشخصية الحدية؟
أعراض اضطراب الشخصية الحدية وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد نرى في أنفسنا والكثير ممن حولنا تقلبات مزاجية وهي أمر طبيعي، إذ إننا جميعاً نمتلك هذه السمة، ولكنها تتفاوت من حيث شدتها، وقد تعتبر في بعض الأحيان مؤشراً على الإصابة بـاضطراب الشخصية الحدية، فـما هو اضطراب الشخصية الحدية؟ وما أعراضه؟ وكيف يمكن التعامل معه وعلاجه؟

الشخصية الحدية هي شخصية مزاجية تعاني مشكلات في العلاقات الشخصية، واضطراب في صورة الذات، كما تمتلك مشاعر غضب يصعب التحكم بها، وعادةً ما تحاول إيذاء نفسها، وتتحدث  بذلك كثيراً.
ومن الأمثلة على إيذاء الذات والإفصاح عنه إيذاء الذات بالانتحار والتمهيد له عن طريق الكلام مسبقاً، أو إيذاء الذات بالضرب والخدوش، وإطفاء السجائر في الجسد، والإفراط في تناول الكحول.

ولتوضيح ما هو اضطراب الشخصية الحدية أكثر يمكننا الإشارة إلى أن مَن يعانونه يمتلكون سلوكيات اندفاعية، مثل دفع المبالغ الطائلة لشراء سلعة معينة، والتهور في قيادة المركبة، وغيرها من السلوكيات الاندفاعية التي تسبب الضرر لهم.
كما تعاني الشخصية الحدية من عدم تنظيم في الانفعالات الشخصية، فعلى سبيل المثال قد يتقرب صاحب الشخصية الحدية من إنسان معين حباً فيه، ثم يُغير موقفه منه ويشعر تجاهه بالكره الشديد، ويستبدله بشخصٍ آخر ويتقرب منه بقوة، ثم يتركه، وهكذا دواليك.

كما يُصاب أصحاب الشخصية الحدية بالخذلان بسبب خوفهم من الخذلان، وعادةً ما يخشون أن يتركهم الأشخاص الذين يحبونهم، وفي كثير من الأحيان يكون هذا الخوف وهمياً ومصنوعاً في مخيلتهم؛ نتيجةً لمواقف بسيطة جداً لا تستدعي هذه الحساسية الشديدة والشعور بالخوف.
وعادةً ما يُسقط أصحاب الشخصية الحدية الأشخاص الذين يحبونهم منذ أول خطأ يصدر منهم أو خيبة أمل يتلقّونها منهم، بعد أن كانوا بالنسبة لهم أُناساً مقدّسين، وفي أحيانٍ أخرى يهجر أصحاب الشخصية الحدية أحباءهم كخطوة استباقية لهجران أحبائهم لهم؛ كونهم يخافون من هجران أحبتهم لهم.

animate

تتفاوت درجة الإصابة باضطراب الشخصية الحدية بين البسيط والشديد، وتظهر أعراض اضطراب الشخصية الحدية البسيط في:

  • التقلب المزاجي.
  • القلق المستمر.
  • الخوف من الانفصال والتمسك الشديد بالحبيب.
  • انخفاض مستوى الثقة بالنفس.
  • الشعور الشديد بالذنب.
  • لوم الآخرين.
  • الحرص على لفت الانتباه.
  • السلوك العنيف.
  • إضافةً إلى إيذاء الذات الخفيف نوعاً ما.

أما أعراض اضطراب الشخصية الحدية الشديد فتتمثل بما يلي:

  • الهلوسة والأوهام.
  • التقلب المزاجي السريع.
  • الاكتئاب الشديد.
  • الإدمان.
  • فقدان الشعور بالذات.
  • الخوف الشديد من الانفصال والتمسك الشديد بالحبيب.
  • انخفاض مستوى الثقة بالنفس.
  • الشعور الشديد بالذنب.
  • لوم الآخرين.
  • الحرص على لفت الانتباه.
  • السلوك العنيف.
  • إضافةً إلى الإيذاء العنيف للنفس؛ بدافع الشعور بالذات.

والجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الشخصية الحدية عدا عن أنها تظهر في مرحلة المراهقة هي تبرز أكثر عند الزواج وتُعيق نجاحه.

عادةً ما تظهر أعراض اضطراب الشخصية الحدية عند الأطفال في مرحلة المراهقة المتأخرة في سن الرابعة عشرة، ويتميز اضطراب الشخصية الحدية بوضوح علاماته، فيلاحظه الأبوان والأقارب والمعلمون والمرشد المدرسي، خاصةً وأن المصاب يحرص على جذب الانتباه إليه بتصرفاته الملفتة.
ويعود سبب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية إلى عوامل وراثية، وأسباب أخرى تتعلق بالإهمال الشديد والمشاكل الأسرية، وفقدان الشعور بالأمان، وهو ما يحدث عند وفاة الأب أو سفره أو انفصال الأبوين أثناء مرحلة الطفولة على سبيل المثال.
وكذلك يمكن للإساءة النفسية والجسدية والتحرش الجنسي خلال الطفولة أن يسببا اضطراب الشخصية الحدية عند الأطفال  والذي تُصاب به الإناث أكثر مقارنةً مع الذكور.

  • التأثير السلبي على التحصيل الدراسي، فالمصاب باضطراب الشخصية الحدية لا يمكنه التركيز في أهدافه ومستقبله، ويتصف بأنه تائه وعاجز عن تحديد هويته.
  • التأثير السلبي على المستقبل المهني، فاضطراب القرارات العملية أمرٌ كافٍ لتعريض استقراره ومستقبله المهني إلى الخطر.
  • التأثير السلبي على العلاقات الاجتماعية، والذي يعد من أهم مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية، فقد يصل هذا التأثير إلى عدم القدرة على إقامة علاقة سليمة ومستقرة مع الطرف الآخر، وبالتالي تعدد العلاقات الاجتماعية والتنقل المستمر من علاقة لأخرى مع عدم الشعور بالأمان فيها.
  • تدهور الحالة الصحية والإصابة بالاكتئاب، السكري، قرحة المعدة، السرطان، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب بشكل عام.

وقد أثبتت الدراسات أن معظم حالات اضطراب الشخصية الحدية يختفي فيها الاضطراب عند أواخر سن الثلاثين وبداية الأربعين، ومن الممكن التخلص منه في سن مبكرة إذا ما خضع المصاب إلى العلاج النفسي والسلوكي والدوائي، وشعر بمساعدة ذويه له.
ويعد إدراك المصاب باضطراب الشخصية الحدية لحقيقة امتلاكه هذه الشخصية أولى خطوات العلاج النفسي وتجنب مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية.
فعندما يدرك المصاب نوع شخصيته ويقرأ ويعرف أكثر عن طبيعتها يعي أن كثيراً من المواقف السابقة كان مبالغاً في ردة فعله تجاهها، ثم يبدأ بإعطاء المواقف حجمها المناسب، ويتحكم في انفعلاته وقراراته بشكلٍ عام.
 

قد يصاحب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية اضطرابٌ وتقلب بالميول الجنسي، فـاضطراب الشخصية الحدية والجنس مرتبطان معاً، لا سيما وأن الجنس شعور نفسي وسلوك يُمارس.
وعلى سبيل المثال يمكن أن يميل صاحب الشخصية الحدية إلى أن يكون مثلياً في بعض الأحيان، بينما يرغب في أحيان اخرى أن يمارس العلاقة الحميمية الطبيعية مع جنسٍ مغاير وبهيئة ثنائية.
وتجدر الإشارة إلى أن السلوكيات الاندفاعية والمتهورة عند صاحب الشخصية الحدية تدخل في العلاقة الارتباطية بين اضطراب الشخصية الحدية والجنس وبالتالي تشمل السلوكيات الجنسية بالتهور والاندفاع.
ورغم صعوبة التعامل الأفراد الذين يعانون اضطراب الشخصية الحدية إلا أننا سنكتشف أن ذلك ممكناً من خلال تفهمهم وتقبلهم، والإنصات لهم وإشعارهم بوجودنا إلى جانبهم، بالإضافة إلى توفير الأجواء الهادئة والمستقرة لهم.