دور الأسرة في بناء المجتمع وتقوية الترابط الاجتماعي

تعرف إلى دور الأسرة في بناء المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية وأهمية صلاح الأسرة لإصلاح المجتمع
دور الأسرة في بناء المجتمع وتقوية الترابط الاجتماعي

دور الأسرة في بناء المجتمع وتقوية الترابط الاجتماعي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تقول الدكتورة عفاف أحمد الأمين العام للاتحاد النسائي الإسلامي العالمي عن دور الأسرة في بناء المجتمع:
"تعتبر الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله، في كنفها يتعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه، إذ فيها ينشأ الفرد وفيها، تنطبع سلوكياته، وتبقى أثارها منقوشة فيه يحملها معه، ويورثها ذريته من بعده". لنتعرف أكثر إلى دور الأسرة في بناء المجتمع وتعزيز الروابط الاجتماعية.

تلعب الأسرة دوراً حيوياً في بناء المجتمع، فهي الوحدة الأساسية في الحياة الاجتماعية والتي تتكون من الأب والأم والأطفال، وتتمثل أهمية دور الأسرة في بناء المجتمع في النقاط التالية:

  1. الحفاظ على استمرار المجتمع: تعتبر الأسرة الخلية الأولى التي يتكون منها أي مجتمع وحجر الأساس التي يبنى عليه، ولذلك فإن أول أدوار الأسرة هي الحفاظ على استمرارية المجتمع وتوازنه من خلال فهم حاجاته والتأقلم معها، مثل التشجيع على الزوج ولكن في نفس الوقت محاربة زواج القاصرات، التشجيع على الإنجاب بالتزامن مع التوعية بأهمية تنظيم الأسرة وتحديد النسل للوصول إلى مجتمع سوي ومتنوع.
  2. تربية الأجيال الجديدة: من أهم أدوار الأسرة في عملية بناء المجتمع أنها المسؤول الأول عن تربية الأجيال الجديدة، حيث تكفل الأسرة الصالحة خروج أطفال صالحين وقادرين على ممارسة دورهم الاجتماعي بكفاءة منذ الصغر، وهم حجر الأساس لبناء مستقبل أي مجتمع.
  3. تعزيز القيم والتقاليد: تعمل الأسرة على نقل القيم والعادات والتقاليد إلى الأجيال الجديدة وتعزيزها، كما تتحمل الأسرة مسؤولية القضاء على الآفات الاجتماعية التي شهدتها الأجيال السابقة من خلال التصدي للعادات والتقاليد البالية وغير المناسبة ومنع انتقالها إلى الأجيال الجديدة.
  4. الحفاظ على الهوية الثقافية: لكل مجتمع هوية ثقافية تميزه عن غيره من المجتمعات والأسرة هي الأقدر على الحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع، التي تتكون من النظم الأخلاقية والدينية والثقافية وحتى السياسية.
  5. دعم الأفراد: لا يعيش الفرد بعيداً عن مجتمعه، بل يعيش في إطار مجتمع يساعده على القيام بمهامه والوصول إلى أهدافه وإشباع حاجاته المادية والنفسية، وفي هذا الإطار تقدم الأسرة الدعم النفسي والمعنوي والمادي لأفرادها، مما يجعلهم أكثر قدرة على المساهمة في بناء المجتمع، وبذلك تحقق الأسرة النجاح المجتمعي.
  6. تعزيز الانتماء للمجتمع: يشعر الفرد ضمن الأسرة بالانتماء إليها والانتماء إلى العائلة الكبيرة التي تنحدر منها الأِسرة، ومنها ينتقل الشعور بالانتماء إلى المدينة ثم البلد والمجتمع بأسره، يعتبر الإحساس بالانتماء للمجتمع من الأدوار الرئيسية التي تلعبها الأٍسرة في عملية تقوية الروابط الاجتماعية.
animate

يقصد بمصطلح الروابط الاجتماعية مجموعة العلاقات التي تربط بين الأفراد في المجتمع، وتتضمن العلاقات الأسرية والقرابة والصداقة والجيرة والزمالة في العمل أو الدراسة أو المهنة وغيرها، أيضاً تشمل الروابط الاجتماعية العلاقات التي تربط بين الأشخاص على أساس المصالح المشتركة، بالإضافة للانتماءات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها.

وتشكل هذه الروابط جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد وتساعد على تحقيق الاندماج الاجتماعي والشعور بالانتماء والتواصل الإنساني، وتعتبر الروابط الاجتماعية أحد عوامل الاستقرار الاجتماعي والنفسي، حيث تساعد على تحسين الصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية للأفراد.

  1. تعزيز الصلة بين أفراد الأسرة: يمكن القول أن تعزيز الصلة بين أفراد الأسرة أمراً هاماً لتقوية الروابط الاجتماعية، وذلك لأن العلاقات داخل الأسرة حين تكون قوية ومتينة، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على العلاقات الاجتماعية خارجها، حيث يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع الآخرين وتكوين الصداقات والعلاقات الإيجابية.
  2. تعلم قيمة التعاون والتضامن: تشجع الأسرة قيمة التعاون والتضامن بين أفرادها، وهذا يساعد على تقوية الروابط الاجتماعية، فعندما يتعاون الأفراد في الأسرة سوياً على بعض المهام والمسؤوليات المناطة بالأسرة، يفهم الطفل معنى التعاون وفائدته، ويتم تعزيز الروابط الاجتماعية خارج الأسرة بسبب فهم الفرد لأهمية هذا التعاون وبالتالي تشكيل روابط اجتماعية يتم فيها التعاون.
  3. تنمية حسّ التكافل: يمكن للأسرة أن تساعد في تشجع العمل التطوعي والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وهذا ينعكس إيجابًا على المجتمع، حيث يساعد العمل التطوعي على تحقيق التضامن والتعاون الاجتماعي وتقديم الخدمات الضرورية للمجتمع من جهة، ومن جهة أخرى فإن العمل التطوعي يساعد في بناء علاقات عديدة وإنشاء روابط اجتماعية بين أفراد المجتمع.
  4. المشاركة في الحياة الاجتماعية: وتعتبر المشاركة الاجتماعية أحد أسس بناء المجتمع، وعن طريق العلاقات التي يختبرها الطفل في إطار الأسرة منها علاقات العمل لدى الأسرة والعلاقات مع العائلة الكبيرة لناحية الأم أو الاب والعلاقات بالجيران وغيرهم، وايضاً عن طريق ملاحظة الطفل للواجبات الاجتماعية التي يقوم بها أهله ويهتم بها المجتمع، يتعلم فكرة المشاركة الاجتماعية وكيف يقوم بها وما هو دورها في المجتمع.
  5. تشجيع التواصل والتفاعل الإيجابي: عندما تساعد الأسرة أفرادها على تعلم كيفية التواصل والتفاعل الإيجابي مع المحيط وباقي أفراد المجتمع، فهي بذلك تعزيز قيمة العلاقات والروابط الاجتماعية لدى أبنائها، وهذه الخطوة من أهم خطوات تعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع.
  6. تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية: قد يغرق الإنسان في العمل إلى حد كبير ينسى فيه أحياناً نفسه وعلاقاته الاجتماعية وصلة الرحم، وهنا يأتي دور الأسرة في تحقيق التوازن بين العمل والأسرة وواجباتها وعلاقتها الاجتماعية بما يدعم الروابط الاجتماعية بين أفرادها وأفراد المجتمع.

تلعب الأسرة دوراً حاسماً في صلاح المجتمع، فصلاح الأسرة ينعكس على صلاح المجتمع بشكل عام، ويمكن التعرف على أهمية صلاح الأسرة في صلاح المجتمع من خلال عدة نقاط:

  1. تعزيز القيم الأخلاقية: تعمل الأسرة على تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية لدى أفرادها، من خلال التربية والتعليم وبناء شخصية الطفل على الأسس الاجتماعية والأخلاقية التي يرضى عنها المجتمع، وبهذا يتم تحويل هذه القيم إلى سلوكيات إيجابية في المجتمع.
  2. تعزيز الروابط الاجتماعية: التربية الأسرية لها أهمية كبيرة في تعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية، وهذه الرابط بدورها تساهم في تحقيق التضامن والتعاون والاستقرار الاجتماعي، والذي ينعكس على شكل إنشاء شخصية ملتزمة تتمتع بأخلاق جيدة وسلوكيات مرغوبة على مستوى المجتمع.
  3. توفير الأمن النفسي والمادي: عندما يشعر أفراد المجتمع بالأمن النفسي والمادي، فإن ذلك سوف ينعكس على سلوكهم ضمن دوائرهم الاجتماعية، فأغلب المشاكل الاجتماعية تنتج عن عدم الشعور بالأمن المادي أو النفسي أو الاجتماعي، فالسارق مثلاً يشعر بالحاجة وعدم الأمان المادي لذا يلجأ للسرقة لتعويض الشعور بالأمان لديه.
  4. العناية بالصحة النفسية: الأسرة عن طريق التربية والاهتمام بحاجات ومشاكل أفرادها تقدم الدعم النفسي الهام لهؤلاء الأفراد حتى يكنوا أفراد أصحاء من الناحية النفسية، وبالتالي تقليل المشكلات أو التصرفات الخاطئة التي قد تنتج عن اضرابهم النفسي.
  5. منح الشعور بالانتماء: يشعر الفرد داخل الأسرة بالانتماء لهذه الأسرة والمجتمع الذي تعيش فيه، وأن هناك من يهتم لأمره ويراقب سلوكه ويعمل على ضبطه، وهذا الشعور بدوره له دور في تحقيق الاستقرار النفسي لدى الفرد من جهة والانضباط الاجتماعي من جهة أخرى، ما يعزز الصلاح الاجتماعي بشكل عام.

المراجع