طفلي لا ينام إلا في حضني! تعويد الرضيع على النوم لوحده
مشاكل الأمومة لا تنتهي خاصةً المترافقة مع قلة الخبرة عند الأم الجديدة، ومن المعاناة التي تعاني منها الأم تعلق الرضيع بها وعدم قدرته على النوم إلا في حضنها، وقد تستمر هذه الحالة حتى بعد الفطام لعدة سنوات، وهو أمر مجهد ومتعب للأم وأيضاً يؤثر على شخصية الطفل بالمستقبل وقدرته على بناء شخصية مستقلة، ومن خلال هذا المقال سنقدم بعض النصائح التي تساعدك في تعويد طفلك على اجتياز هذه المرحلة.
- تعويد الطفل على الحمل: أكثر الأسباب التي تجعل الطفل غير قادر على ترك حضن أمه هو تعويده على أسلوب الحمل الدائم، خاصةً الطفل الأول تجد الجميع يحمله بين يديه ليس فقط الأم بدافع الحب والفرح، لكن هذا مع الوقت سيجعل الرضيع يعتاد على هذا السلوك وينعكس ارتباط الرضيع بالأم خاصّةً فترات النوم في الليل ما يجعل من الصعب على الطفل الرضيع النوم لوحده.
- الاعتياد على بيئة الرحم في الفترة الجنينية: يبقى الطفل بوضعية محددة في بطن الأم يشعر خلالها بالدفء والراحة وعند خروجه من بطن أمه يبقى بحاجة للاحتضان لعدة أشهر ما يجعله يشعر بالاستياء والضيق عند ترك أمه له خاصةً وقت نوم الطفل، قد تختلف هذه المسألة من طفل إلى آخر فالبعض يتأخر في التأقلم والبعض يعتاد بسرعة أكبر على الوضع الجديد.
- الاعتياد على رائحة الأم: يحفظ الطفل الرضيع رائحة أمه جيداً في مرحلة الرضاعة ما يجعله شديد الملاحظة لتواجدها رغم صغر سنه وقلة وعيه، خاصةً إذا عودته أمه على الحمل باستمرار في الأشهر الأولى، وبالتالي يشعر بالحزن ويبدأ بالبكاء بمجرد ابتعاد هذه الرائحة عنه.
- الحاجة المستمرة للرضاعة: قد يكون من أسباب عدم رغبة الطفل بالابتعاد عن حضنك، هو بقائه لأوقات طويلة على صدرك للرضاعة خلال النوم، فبعض الأطفال تستيقظ كل ساعة في الليل لحاجتها للرضاعة والبعض يبقى لساعات متواصلة وما إن تبعده الأم عن ثديها يبدأ بالبكاء.
- الحاجة للحب: التعلق بالأم حاجة عاطفية للطفل لا تكون فقط بالأشهر الأولى بل أيضاً تستمر لسنوات طويلة، وقد يستمر أيضاً الطفل إلى عمر 5 سنوات وهو لا ينام إلا بين يدي أمه لتعلقه الزائد بها، وقد يصل لمرحلة متقدمة عمرياً ولا يمكنه النوم إلا بجوارك.
- العشور بالحنان: الشعور بدفء الأم وحنانها من الأسباب التي تجعل معظم الأطفال يشعرون بالضيق عند ابتعادهم عن مصدر هذا الحنان، فالعاطفة القوية بين الأم ورضيعها مثبتة علمياً، فحضن الأم ليس فقط شيء مريح لكنه يحمل المزيد من الطمأنينة التي تصل لطفلك.
في الواقع يجب فصل الطفل عن حضن أمه خلال النوم ليلاً منذ الولادة لكن في نفس الغرفة، ويفضل عدم تعويده على البقاء في حقن والدته لفترة طويلة وقت النوم، أما بالنسبة للانفصال عنها في الغرفة أو السرير يمكن من عمر الستة أشهر حيث يصبح بإمكان الأهل البدء بتنظيم نوم الطفل لوحده، مع ضرورة تأمين سريره وغرفته الخاصة.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأهمية نوم الطفل مع والدته في الأشهر الستة الأولى لحاجته للرضاعة في الليل، لذا يفضل عدم المحاولة فصل الرضيع نهائياً عن الأم وقت النوم في هذه الفترة، وتقول الأكاديمية أن العمر الأنسب لانفصال الطفل في النوم عن والديه في غرفة مستقلة هو عمر السنة للوقاية من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ، وهذا ما أكده طبيب الأطفال الأمريكي دانيال جانجيان.
في بعض الحالات قد يستمر الطفل بطلب النوم بجانب والدته وفي سريرها عدة سنوات، خاصةً إذا كان الطفل الأول وليس لديه أخوة يساعدونه ويشجعونه من خلال النوم معهم بعيداً عن أمه، وإذا تأخرت الأم في تعويد الطفل على غرفته وسريره الخاص وتأخرت في فطامه.
في المراحل العمرية المتقدمة عندما يتجاوز الطفل عمر أربعة سنوات وهو ما زال لا ينام إلا مع أمه وفي حضنها، يجب البدء بتعويده على الانفصال عنها عند النوم، يمكنك اتباع هذه الخطوات والنصائح لجعل طفلك قادراً على النوم لوحده:
- وضع وقت محدد للنوم: عندما يبلغ الطفل السن المناسب، عليه الالتزام بنظام نوم ثابت يجب تحديده بين الثامنة والتاسعة مساءً وإجبار الطفل على النوم خلالها، فإذا اعتاد على هذا يبدأ بالاتجاه نحو سريره لوحده في هذا الوقت.
- كوني حازمةً: على الأهل أن يكونوا حاسمين في موضوع نوم الطفل لوحده عندما يصبح قادراً على ذلك، لأن هذا قد يؤثر على شخصيته ويجعله أكثر اتكالية على الأهل ووجودهم في جميع الأوقات، فإذا وضعتيه في سريره وتبعك احمليه لسريره مرة أخرى ولا تسمحي له أن يقضي الليل معك إذا أصبح في سن كبير.
- ابقي هادئة: حاولي أن لا تكوني منفعلة عند رفض طفلك النوم لوحده، بل حاولي الاستماع لمخاوفه وتشجيعه وطمأنته، وقولي له أنه أصبح كبير بالقدر الكافي للبقاء لوحده في سريره، وإذا كان في سن أكبر يمكنك تشجيعه من خلال الحديث عن الاستقلالية وجمال أن يكون له غرفته الخاصة.
- جعل غرفة الطفل مكاناً مألوفاً: يجب أن يعتاد الطفل على التواجد في غرفته لوحده من خلال الجلوس معه للعب في غرفته الخاصة والتحدث معه يومياً لفترة قبل النوم في سريره، فهذا سيشعره بالراحة والطمأنينة وتصبح غرفته مألوفة له وقادر على قضاء وقتاً لوحده فيها.
- ضبط أجواء النوم: يجب الانتباه إلى أن تكون غرفة الطفل مناسبة لنومه براحة وهناء، مثل أن تكون بعيدة عن الضجيج والروائح المزعجة وإضاءتها هادئة تسمح للطفل بالنوم بعمق ولا يوجد فيها شيء مثير للإزعاج.
- البدء بشكل تدريجي: لا تتوقعي أن يتمكن طفلك من الاستغناء عن النوم في حضنك بشكل فوري، فالأمر يحتاج للصبر والمثابرة، فيجب البدء تدريجياً، فقد يعود الطفل للنوم معك في بعض الليالي وبعضها قد تحتاجين لبقائك معه في ليلته وبعدها يبدأ بالاعتياد شيئاً فشيئاً حتى يصبح قادراً على البقاء لوحده.
- استخدام القصص: تعد قصص الأطفال شيء مهم جداً في حياة الطفل، فقبل نوم الطفل كوني معه في سريره واروي له قصص تتناسب مع عمره، تساعده في الحصول على الراحة النفسية والاعتياد على البقاء في غرفته، وركزي على القصص التي تتحدث عن الأبطال الشجعان حتى يداهمه النعاس والنوم.
حاجة الطفل للأم في الأشهر الأولى كبيرة جداً وتربطه بها عاطفة قوية، لذا لا ينام إلا في حضنها وهذا أمر طبيعي، لكن ما هو ليس طبيعي أن يستيقظ أول ما تضعيه في سريره، ولكي ترتاحي من هذا الشيء عليك ببعض النصائح التي يجب اتباعها لتعويده على السرير:
- حاولي الابتعاد عنه لفترات: أكثر ما يجعل الرضيع في عمر صغير لا ينام إلا في حضنك هو التعلق الزائد بك وبتواجدك المستمر، حاولي في النهار الابتعاد عنه لفترات متقطعة، مثل جعله يلعب بألعابه المخصصة دون البقاء معه مع تأمين المكان من حوله، وأن يقوم أحد غيرك بالعناية به لفترات قليلة إذا أمكن ذلك، فبهذا تقل لديه عادة الحمل وأيضاً لا يعتاد أن تبقى رائحتك معلقه به.
- تجاهله حين يبكي بعيداً عنك: بعض الأطفال ما إن توضع في سريرها تبدأ البكاء، لكن يمكن أن تجعليه يعتاد من خلال تجاهل هذا البكاء فترة قصيرة وحاولي إطالة هذه الفترة قليلاً في كل مرة حتى يعتاد النوم في سريره.
- التوقف عن الإرضاع بالليل: اعطاء الرضيع وجبة قبل النوم وارضاعه بشكل مشبع سيساعدك بأن يغط الطفل بنوم عميق، وهو سبب من الأسباب التي تجعل الطفل لا ينام إلا في حضن أمه فحاولي إرضاعه قبل النوم مباشرةً، بالطبع هذه الطريقة يجب اتباعها بالعمر المناسب وغالباً بعمر الستة أشهر وفوق، حيث يمكن إضافة وجبات للرضيع تجعله قادر على النوم دون الشعور بالجوع في ساعات الليل.
- تهيئة الطفل جيداً قبل النوم: حاولي أن تساعدي طفلك على الدخول بنوم عميق من خلال تحضيره بشكل مناسب للنوم، كتغير الحفاض والحمام الدافئ وتخفيض الإضاءة والحفاظ على الهدوء، جميعها عوامل تساعد في نوم عميق للطفل، وبالتالي يمكنك وضعه في سريره دون أنا يستيقظ مباشرةً.
- تهيئة المكان بشكل جيد: يجب أن يشعر طفلك بالدفء والأمان في سريره قبل وضعه وكأنه مازال في حضنك، كدرجة حرارة الغرفة، وفي الأشهر الأولى يمكنك تقميط الطفل أو وضعه في كيس الأطفال المخصص لزيادة شعوره بالدفء.
- جعل أشخاص آخرين يهتمون به: قد يكون الطفل متعلق بك وبرائحتك وبحبك وحنانك وهذا ما يجعله لا ينام إلا في حضنك، يمكنك جعل أشخاص آخرين يهتمون به في بعض الأحيان، مثل الأب أو الخالة أو أحد الجدين أو الأخ الأكبر، هذا سيخفف قليلاً من تعلقه الزائد بك وبالتالي التخلص من هذه العادة.
- وضع بعض الملهيات: يوجد بعض الألعاب التي تدور وتتحرك وتصدر أصوات ألحان لطيفة تثبت على سرير الرضيع، يمكنك استخدامها كوسيلة تشعر الطفل بالحركة من حوله وتجعله يلتهي بها لفترات طويلة ويغفو من تلقاء نفسه وهو ينظر إليها.
من الأسئلة الواردة إلى موقع حلوها، تقول سيدة أنها تعاني من مشكلة نوم ابنتها في حضنها منذ الولادة وأصبحت في عمر 10 أشهر ومازالت على هذه العادة، وما إن تضعها من يدها ليلاً أو خلال النوم تبدأ بالبكاء والصراخ حتى تعود لحملانها، رغم اتباعها العديد من الأساليب من تجهيز الغرفة والطفلة لتتمكن من النوم لوحدها دون جدوى.
وأجابتها خبيرة تربية الطفل من موقع حلوها، أنها مخطئة بأنها جعلت طفلتها تعتاد على النوم في حضنها، حيث يجب عليها أن تعودها على النوم في سريرها المخصص منذ الولادة، ونصحتها بوضعها وعدم الاكتراث لبكائها وبعد فترة ستعتاد على ذلك، وأيضاً أنه يجب عليها الابتعاد عنها قليلاً في فترات النهار.
لمراجعة الاستشارة كاملة مع آراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنك في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلوها من خلال النقر على هذا الرابط.