الشخصية السلبية في علم النفس وعلاج الشخصية السلبية

تعبت من شخصيتي السلبية! الشخصية السلبية في علم النفس، صفات الشخصية السلبية وتأثير الشخصية السلبية على جوانب الحياة، وطرق علاج الشخصية السلبية
الشخصية السلبية في علم النفس وعلاج الشخصية السلبية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعاني أصحاب الشخصية السلبية أنفسهم من سمات شخصيتهم أكثر من معاناة من حولهم، لذلك علينا معرفة أن الشخصية السلبية ليست خيار يقوم أصحابها باختياره، وإنما هي انعكاس لظروف سيئة تتعلق بحياتهم، وتفرز لديهم هذا النمط من الشخصية دون إرادة أو إدراك لسماتها وخصائصها، وبالتالي يعانون من نتائجها ويتحملون عواقبها، وسنتحدث في هذا المقال عن الشخصية السلبية ومسبباتها وكيفية علاجها.

الشخصية السلبية هي عبارة عن مزيج بين مجموعة من الصفات والسمات الإنسانية غير المرغوبة مثل التشاؤم والميل للتشكيك وعدم الرغبة في تطوير النفس أو العلاقات وتجنب الاختلاطات الاجتماعية، ومع هذه الصفات يترافق الشعور بفقدان المتعة بالحياة وطغيان شعور الحزن على الفرد معظم الوقت وغالباً ما يتداخل الاكتئاب والقلق لدى أصحاب الشخصية السلبية.[1]

animate
  1. الأنانية ولوم الآخرين: يقوم أصحاب الشخصية السلبية بالنظر للآخرين بسلبية أيضاً حيث يعتبروهم مصدر للأحداث السيئة في حياتهم ويضعون اللوم في الفشل عليهم، هذا التفكير يدفعهم للتصرف بأنانية في العلاقات الاجتماعية وعلى أن غايتهم وتحقيق المصالح الشخصية هي الأهم بالدرجة الأولى حتى لو كانت مبنية على مصالح الآخرين، وتعتبر سمة الأنانية أكثر سمة يجب التركيز عليها عند محاولة التخلص من الشخصية السلبية. [3]
  2. التوتر شبه الدائم: يرافق صاحب الشخصية السلبية شعور التوتر الذي ينتج عن عدم ثقة بالنفس والشك الدائم بكل شيء محيط به
  3. سرعة الغضب: تمتاز ردة الفعل لدى أصحاب الشخصية السلبية بحالة غضب دائماً وإلقاء اللوم على الآخرين في جميع المواقف التي تزعجه أو التي يشعر بها بالفشل.
  4. الغرور والسخرية: صاحب الشخصية السلبية يعتقد دائماً أنه أكثر معرفة من الآخرين ويجيد القيام بالأمور بشكل أفضل أيضاً.
  5. لا يتعترفون بالأخطاء: لا يستطيع أصحاب الشخصية السلبية تقبل الانتقاد أو الاعتراف بالخطأ حيث أنهم يشعرون وكأنهم يتنازلون عن شيء ما من ذاتهم عند الاعتراف بالخطأ، فمن وجهة نظرهم هم الأفضل دائماً، وينطبق هذا الأمر على جميع العلاقات الأسرية والعاطفية وعلاقات العمل.
  6. عدم اللطف: حيث يرى أصحاب هذه الشخصية أن الآخرين إما أقل منهم قدراً وأنهم يدبرون لهم المكائد ويجب الحرص منهم لهذا يتعاملون مع الآخرين بأفكار سيئة مسبقة عنهم، كما أنهم دائما يتكلمون عن الآخرين بشكل سلبي
  7. عدم الصدق: ليس بالضرورة أن يكون صاحب الشخصية السلبية شخص كاذب ولكنه لا يكون صادق مع نفسه، فهو يقلب جميع الأمور وما يتوافق مع أفكاره المسبقة عن أي شيء من أجل تدعيم وجهة نظره الضعيفة، ولهذا السبب أيضاً من الصعب أن يعترف بالخطأ.
  8. عدم الصفح: بسبب لوم الآخرين الدائم على اخطائهم وتعاميهم عن رؤية الأخطاء التي يرتكبونها، لذلك لا يقومون بالصفح أو محاولة تفهم موقف أي أحد ولا يقدمون له أي مبرر.
  9. محاولة لفت الانتباه بأي طريقة: يلجأ أصحاب الشخصية السلبية إلى طرق لا تبدو جيدة مثل التكلم على الغير والنقد الدائم لأي شيء والكثير من التصرفات الأخرى التي تهدف إلى لفت انتباه الآخرين لهم وجعل أنفسهم محور الجلسة أو مركز الحوار.
  10. عدم تقديم المساعد: ينظرون لأي مساعدة يمكن أن يقدموها على أنها استغلال لهم بالرغم من أنهم يطلبون المساعدة بالكثير من الأحيان، لكن دائماً لديهم ما يبرر تصرفهم والذي لا ينطبق على الآخرين.

تكون الأفكار السلبية مرتبطة بمجموعة متنوعة من الأشياء مثل قلة احترام الذات أو عدم الإنتاجية أو الحالة المالية الضعيفة أو العلاقات الاجتماعية الفاشلة أو ضغوط العمل، لكن الأسباب الرئيسية لنمط الشخصية السلبي تنتج غالباً من عوامل مختلفة فمثلاً [2]:

  1. عوامل صحية وراثية حيث يمكن أن يعاني الفرد من:
    • عدم انتظام في افرازات الغدد لديه، وبالتالي بعض الآثار الجانبية التي تعد بيئة خصبة لنمو الشخصية السلبية
    • اضطرابات في عمل أي نظام من أنظمة الجسم الفيزيولوجية، وما يرافق هذه الاضطرابات من أعراض نفسية يمكن أن تتطور لتصبح جزء من الشخصية يتصف بالسلبية.
    • مرض مزمن أو تشوه معين بجسد الفرد يؤدي لسلبية في أفكاره ووجهة نظره عن نفسه.
    • عوامل صحية تنتج عن حادث ما: مثل أن يتعرض الشخص لحادث سير أو الوقوع من مكان مرتفع والتسبب في حدوث عجز ما أو خلل في عمل أحد أعضاء الجسم.
  2. عوامل نفسية مكتسبة تساهم في تكوين الشخصية السلبية:
    • مثل أن ينشأ الفرد في جو أسري مضطرب وغير صحي من حيث طبيعة العلاقات فيه كانفصال الوالدين أو الخلافات والجو المشحون والمتوتر
    • ويمكن أن يتعرض الفرد في صغره إلى العنف أو التعرض لحادثة التحرش الطفولي، وغيرها من المواقف التي تسبب في اضطراب نفسي ينعكس على شكل شخصية سلبية.[1]
    • بعض الأسباب الاجتماعية تلعب دور في نمو شخصية سلبية حتى في مرحلة متأخرة من العمر من الصدمات العاطفية أو وفاة أحد المقربين.
    • الشعور بالوحدة والعزلة أو الرفض الاجتماعي والظلم.

الشخصية السلبية تصبح مرهقة لصاحبها مع الوقت حيث تتسبب له بالكثير من الأثار النفسية والاجتماعية والصحية المدمرة ويمكن أن نضع الآثار السيئة للشخصية السلبية في ثلاث محاور رئيسية وهي:

  1. الآثار السيئة للشخصية السلبية على الصحة الجسدية والنفسية للفرد:
    • التوتر والقلق الدائم يتسبب في إرهاق الدماغ والجسد ما يتسبب بحالة من التشنج للجسم شبه دائمة وآلام في الرأس والأعصاب بصورة رئيسية.
    • غالباً ما تترافق الشخصية السلبية مع أعراض اكتئاب أيضاً ما يتسبب بالكثير من الإرهاق والتعب والوهن على الصعيد النفسي لصاحب الشخصية السلبية.
  2. الآثار السيئة للشخصية السلبية على العلاقات الأسرية والاجتماعية:
    • تتسبب الشخصية السلبية في إضفاء التوتر الشبه دائم على العلاقة الأسرية ما ينعكس سلباً على العائلة بكامل أفرادها وغياب أجواء التفاهم بينهم.
    • والصداقات أيضاً ليست أفضل حالاً حيث أن الشخصية السلبية غالباً ما تكون غير محبوبة ويحاول الجميع تجنبها ما قد ينتهي بصاحب هذه الشخصية إلى العزلة عن محيطه.
  3. آثار الشخصية السلبية على العمل والإنتاجية: صعوبة التعامل مع صاحب هذه الشخصية يؤدي لقيام كل الزملاء بتجنب التعامل معه كما تساهم في زيادة الخلافات مع زملاء ورؤساء العمل ما يؤدي بالنهاية إلى خسارة العمل بالكامل.

الشخصية السلبية ليس من الضروري أن تكون وليدة مع الشخص حيث أنه من الممكن أن يكون ذو شخصية إيجابية وتحول لشخصية سلبية بسبب حادث عنيف تعرض له، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تحول الشخصية تساهم بشكل كبير في محاولة علاج هذه الشخصية وعودتها لحالتها الطبيعية ومن الطرق التي تساهم بتحقيق هذه الغاية:[2,4]

  1. زيادة الثقة بالنفس: يجب البحث دائماً عما يساعدك في زيادة الثقة بالنفس، فإذا كان شيء يتعلق بالشكل حاول تغيره، وإذا كان شيء يتعلق بالخجل أو الخوف، حاول التغلب عليهم، فالثقة بالنفس العامل الأهم للتغير الإيجابي.
  2. التحلي بالصبر ومحاولة التحكم بالنفس: من الأكيد أنك ستمر بتجارب تتسبب لك بالإرهاق والتعب والتوتر، تذكر أن كل انسان يمر بهذه التجارب وكل ما عليك هو التفكير بإيجابية ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشاكل والصبر حتى إيجاد هذا الحل، فالتذمر والشكوى فقط لن يجلب أي نتيجة جيدة.
  3. تفهم الآخرين واستيعابهم والتخلي عن الانانية: حتى لو كانوا يتسببون لك بالمشاعر السلبية وحتى في حال ترك مسافات بينك وبينهم، تذكر أن كل شخص يتصرف بسلبية لسبب قد تجهله، حاول استيعابهم ومسامحتهم قدر الإمكان مع ترك مسافة أمان بينك وبينهم.
  4. الاعتماد على الذات: لا تنتظر من أحد أن يقوم بشيء أنت تحتاجه، تذكر أن كل إنسان يسعى لتلبية احتياجاته بالدرجة الأولى وهذا أمر طبيعي وغير اناني، لذلك أعتمد على ذاتك في تلبية احتياجاتك ولا تعتمد على الآخرين.
  5. بذل الجهد وعدم الاستسلام: قد تتعرض للفشل في مرات ومواقف مختلفة، ليس عليك أن تستلم وتذكر أنه من الطبيعي أن تتعرض لهذه التجارب لأنها هي من يعلمك ويجنبك الفشل في المستقبل لذلك أبحث عن إيجابيات أي تجربة حتى لو لم تكن ناجحة.
  6. نسيان الماضي: الكثير من الأخطاء التي تتسبب في الشخصية السلبية هو التعلق بالماضي المؤلم للشخص، حاول تجاوز عقبات ذلك الماضي والبدء من جديد، فلا نستطيع تغير الماضي لكن نستطيع التحكم في المستقبل.
  7. الابتعاد عن التأثيرات السلبية: كثيراً ما تكون المشاعر السلبية للشخص ناتجة عن احتكاكه بمحيط سلبي أو بيئة سلبية يعيش بها ويجب التخلص من هذه المشاعر وترك مسافة كافية مع البيئات السلبية
    • البيئة الأسرية السلبية: لا أحد منا يختار الأسرة التي ينتمي لها، وللأسف الكثير من الأشخاص يولدون في عائلة تعاني الكثير من المشاكل الأسرية حيث أن التوتر الدائم هو ما يطغى عليها، وطبعاً يجب أن يسعى كل فرد لتحسين الأجواء الأسرية هذه ومحاولة التخلص من مسببات المشاكل التي تعاني منها الأسرة، وفي حال فشله في احداث تغير في العائلة فيفضل أن يترك مسافة بينه وبين العائلة ليتجنب أي مشاكل ومشاعر سلبية تنتج عن الاختلاط بهم.
    • الأصدقاء السلبين: ليست العائلة وحدها ما يتسبب بالمشاعر السلبية، فالأصدقاء أيضاً يمكن أن يكونوا أحد أهم مصادر هذه المشاعر، لذا وضع حدود مع الأصدقاء السلبين هام جداً للتخلص من هذه المشاعر، والابتعاد عن الأصدقاء السلبين هو أمر أسهل بكثير من ترك المسافات مع الأسرة.
    • زملاء العمل: يختلف الأمر في العمل قليلاً عن الأسرة والأصدقاء كون الفرد يجبر على التعامل دائماً معهم، لكن وضع حدود ومسافات مع زملاء العمل ليس بالأمر الصعب، وكل شخص بالنهاية يسعى للقيام بعمله.
    • تذكر أن الابتعاد عن الأشخاص الذين يتسببون بمشاكل نفسية لك ليس أمر تتحمل مسؤوليته أنت، حيث أنهم هم من يتحملون مسؤولية سلبيتهم ونتائجها، ومن حقك أن تبحث عن راحتك وما يبعدك عن المشاعر السلبية.
    • دائماً حاول البحث والتقرب من الأشخاص الايجابين فلا بد أنك قد سمعت أن الضحك هو أمر معدي، نعم هذه صحيح، والأجواء الإيجابية تساعدك في البقاء بحالة نفسية جيدة.
  8. سلوكيات إيجابية لتخفيف الطاقة السلبية
    • ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية تساعد في انتظام عمليات الجسم الحيوية ما يساهم في زيادة الراحة النفسية وتخفيف أعراض التوتر والاكتئاب وتساعد في عمليات الهضم وتنشيط الدورة الدموية.
    • الابتعاد عن العادات السيئة: كثيرة هي العادات السيئة التي تتسبب بالاكتئاب والتوتر والقلق والتي تساهم في نشأة الشخصية السلبية وخضوع الفرد لها، ومن هذه العادات النوم القليل الذي يتسبب بإرهاق الجسد والدماغ، والتدخين وشرب المخدرات والادمان الكحولي والسمنة المفرطة، جميعها عادات تساهم في تدمير الصحة النفسية والعقلية للفرد ما يتسبب بسيطرة الشخصية السلبية عليه.
    • التنظيم في الحياة: ما يجهله الكثير من الناس هو أهمية النظام وضبط الساعة البيولوجية للجسم مثل النوم في نفس الوقت يوميا والاستيقاظ نفسه وتحديد مواعيد شبه ثابتة للرياضة والطعام والعمل، حيث أن الجسد يعتاد على التأقلم مع هذه الأوضاع فمثلاً يفرز العصارات الهاضمة التي تتسبب في الشعور بالجوع عندما يحل موعد الغداء.
    • هوايات تتعلق بك: ممارسة الهوايات المفضلة للشخص سواء كانت تتعلق بالرياضة أو التصوير أو الموسيقى أو أي نوع منها يساهم في بناء شخصية إيجابية ويقلل شعور الملل للشخص ويجعل له هدف يسعى إليه من خلال التدريب على تنمية هذه المهارة.

المراجع