تطوير الذات وجودة الحياة وطرق زيادة القوة العقلية

تقدير الذات وعلاقته بتحسين جودة الحياة، كيف تكون واثقاً بذاتك وتحقق المرونة في حياتك؟ وكيف تتوقف عن التفكير الزائد؟ وما هي علامات القوة العقلية؟
تطوير الذات وجودة الحياة وطرق زيادة القوة العقلية

تطوير الذات وجودة الحياة وطرق زيادة القوة العقلية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يرتبط تحسين جودة حياتك بنموك الشخصي، ويضعك الظرف الذي يمرّ به البشر اليوم؛ على المحك مع ذاتك، كما يختبر قدرتك على البقاء والاستمرار في العيش ومتابعة تحقيق أهدافك رغم كل شيء.
في مقالنا هذا؛ فرص تطوير الذات، وتعلم دروس تطوير الذات، وكيف يساهم الشك في تطوير الذات؟ وتأثير المرونة العقلية على جودة حياتك، بالإضافة إلى العادات التي تدل على القوة العقلية.

ما هي فرص تطوير الذات وتحقيق جودة الحياة؟
يعتمد تطوير الذات على خروجك من منطقة راحتك وجرأتك على التغيير، وبذلك تكون واثقاً في الأوقات التي لا ثقة فيها، ولأن جودة الحياة تتحقق من ازدهار الشخصية ونموها بفعل الصعوبات، يمكنك أن تستفيد من بعض الأمور كالفشل والخوف من المغامرة وغيرها من الإزعاجات في الحياة، التي تشكل دروساً مهمة لتطوير الذات وتحسين جودة الحياة [1]:

  • السعي للفشل! يعيق قلق الفشل مسار حياتك وقدرتك على ملاحقة شغفك وأهدافك، كما أن الخوف من الفشل يجعلك تخاف التغيير وتجربة شيء لم تجربه سابقاً، لكن أنت تعرف إن لم تفشل فلا يمكنك النجاح أيضاً، وعندما تجرب الفشل وتقبل وجود ومواجهة الفشل في مسار حياتك؛ أنت بذلك تفسح المجال لتطوير نفسك.
  • تعلم الدروس من الخوف: بدلاً من اختبار حالة الجمود والشلل الفكري التي يسببها الخوف، ما عليك إلا تحويلها لصالحك من خلال الحماس لمواجهة أسباب الخوف، بالتالي سيكون هذا الموقف اختباراً حقيقياً لقدرتك على التحدي.
  • القيود والمواعيد النهائية: ربما تماطل في خوض المرحلة الأخيرة من إطلاق مشروع حياتك، لذا عليك أن تحدد لنفسك موعداً نهائياً وقيود عمل وإنجاز لتحفيز نفسك، وعندما تكون تحت بعض الضغط لأداء مهمة ما؛ ستنفذ خطتك كما ستلمس نموك الذاتي خلال هذه العملية الصعبة من دون شك.
  • السعي لسماع الانتقادات: حدد لنفسك وقتاً في كل شهر أو كل أسبوع مثلاً؛ للحصول على تعليقات من الأشخاص الأقرب إليك (الأشخاص المهمين في حياتك)، بحيث يجب أن يكون لديك فكرة واضحة عما تريد أن تعرفه من خلال وجهات نظر الآخرين بك، وأن تستمع بفاعلية لملاحظاتهم، قد لا يكون ذلك مريحاً، لكن لا تدع الأمر يزعجك، وانزعاجك يعني أنها فرصة للنمو الذاتي، ودفع حياتك إلى الأمام.
animate

الآن.. ما هي الأمور الأقل إزعاجاً والتي يمكنك من خلالها تعلم دروس تطوير الذات؟

  • الوعي والوضوح والارتياح: عندما تعرف تماماً ما الذي يزعجك؛ ستعرف كيفية التعامل معه، لذا عليك أن تكون واضحاً حول كل الأمور التي تسبب لك الخوف أو الازعاج في حياتك، وتكون مرتاحاً للتعامل مع أي موقف مزعج، مع إدراكك أن ذلك صعب في البداية.
  • اتخاذ خطوات بسيطة: مهما كان هدفك كبيراً لا تتخذ خطوات التغيير الكبيرة، ابدأ خطوة بخطوة، مثلاً تريد أن تتقن الحديث أمام الناس، لذا ابدأ بالتدرب للحديث أمام المرأة ثم أمام أشخاص تعرفهم جيداً، ويستطيعون تقديم انتقاداتهم دون تجريحك.
  • المخاطرة: لن تطور ذاتك وتحسن جودة حياتك من دون المخاطرة، ولن تخرج من منقطة راحتك إذا لم تتقبل المخاطرة، وكلما قضيت وقتك مع أشخاص يحفزونك للتغير نحو الأفضل؛ كنت أقدر على تحمل نتائج المخاطرة.
  • الأمانة والصدق مع النفس: وذلك عندما تكون مستعداً لمواجهة نفسك، والخروج من حماقة التسويف وتأجيل تحقيق الأحلام.
  • تحديد الأهداف: عندما تعرف ما الذي تريده، ستحفز نفسك للخروج من منطقة راحتك، والسعي لتحقيق أهدافك.
  • روح الدعابة: لا ضير من الفشل والإحباطات التي يحملها، ففي النهاية هي دروس تتعلمها على الطريق لتحقيق جودة الحياة التي ترغب بعيشها، ولهذا عليك أن تضحك قليلاً وتتمتع بروح الدعابة لتخفف عن نفسك وطأة هذا الطريق الشاق.

كيف يمكنك تطوير ذاتك وأنت تشك بنفسك؟ إذا بدأ الشك لعبته في دماغك، فقد تتوهم أموراً تعيق ثقتك بذاتك وحياتك، ولكن عليك أن تستمر مهما كان ألم الشك، كما يمكنك التغلب على الشك بالذات من خلال الخطوات التالية [2]:

  • اكتشاف أدلة لنفي الشك عن ذاتك: فكيف استطعتَ الوصول إلى ما وصلت إليه؟ وكل تلك الإنجازات الصغيرة التي حققتها، ما هي إلا دليل ضد الشك بالذات.
  • الاستمرار في العمل: الشك بالذات يدفعك للتوقف والمماطلة والتسويف وتأجيل القيام بالمهام الأهم، وإذا استطعت الاستمرار بالعمل؛ فإنك ستحد من قدرة الشك على تدمير جهودك ودفعك للنظر بكآبة لمستقبلك.
  • كن لطيفاً مع نفسك: وأحب نفسك، لأن الشك بالذات سيكون بمثابة إجراء لإحباطك المستمر، وأنت تشك بنفسك لكنك تحاول قصارى جهدك أن تقوم بأفضل ما بوسعك.
  • توقف عن توقع ما سيحدث: يبدأ الشك بالذات مع هذه السيناريوهات التي تفكر فيها لما سيحدث عندما تفشل، أو تفقد هدفك أو تراقب عملك الذي أسسته ينهار أمامك، وكل ذلك ليس حقيقياً، وهو نتيجة للقلق الذي يحاول التنبؤ بالمستقبل، بالتالي لا تستطيع أن تجد الإجابات بدلاً من حالة الانزعاج التي تسيطر عليك، وكأنك أمام هوّة عميقة تمنعك من التحرك.
  • ستتعلم وتنمو: مهما كانت النتيجة ولو تحققت أسوء توقعاتك، فإنك ستتعلم منها وتحقق تطوراً ذاتياً، وتطور جودة الحياة التي ترغب بعيشها.

هل أنت شخص مرن؟ وما تأثير المرونة العقلية على جودة الحياة؟
تركز خلال حياتك على الالتزامات المتعلقة بعائلتك وأطفالك وزواجك، وغيرها من الواجبات التي تمنعك من الالتفات لأي التزامات خارجية تنافس على وقتك الثمين، ولا تعلم إذا ما كنت تركز على ذاتك أم على الآخرين! وعلى الرغم من شدة وقوة وسائل التواصل الحديثة، فانت تشعر بالوحدة كما لم تفعل من قبل.
في القديم لم يكن التركيز على الذات يقارب الغرور كما يحدث اليوم، حيث كان الفرد يحقق ذاته واستقلاليته من خلال تأثير أعماله والتزاماته في المجتمع، أما اليوم فضمن التمزق الاجتماعي والأنانية التي تنتشر بين الناس، فمن الصعب تحقيق تطوير الذات بالمعنى الصحي، إلا في حال كنت شخصاً واعياً بذاتك وتعلم ما الذي تريده بالضبط.

والبحث عن شيء أكثر معنى يحقق جودة الحياة، وللمفارقة لن تعثر على حريتك من الفردية التي تمردت من أجلها في عمر أصغر، إنما ستكون حريتك في فعل شيء من أجل الآخرين، ومهما كانت القيود سواء من أجل أشخاص أو عزف على آلة موسيقية؛ فإنها تتطلب منك جهوداً لتطوير الذات يمنحك تلك الحرية الأكبر وتحقق جودة في حياتك [3].

المرونة العقلية.. تتحقق عندما تهتم للآخرين في حياتك وبعمق، بحيث تتقمص مواقفهم عاطفياً لتفهمهم، ستحقق أكبر معنى في حياتك، ولن تستطع أن تقوم بذلك دون وعيك العميق بذاتك، وتطويرها من خلال سعيك لفهم الآخرين وفهم نفسك أيضاً، كذلك من خلال العثور على الشيء الذي تحب فعله (ليست فقط الوظيفة التي توفر لك الدخل المالي)، وأن تعرف بأنك تستمر بالنمو والتعلّم.

تُعتبر صلابة الشخص وقوته الذهنية صفة شخصية، وإطاراً يميز طريقته لرؤية نفسه والآخرين، ويمكن أن نتحدث عن النقاط التي تميزك كشخص مرن ويتمتع بقوة عقلية بما يلي [4]:

  1. الشخص القوي يتمتع بعلاقات ناجحة: وأنت تعرف أن الأشخاص الضعفاء لا يمتلكون الأمان، بالتالي لن يكون لديهم علاقات ناجحة، بينما يتمتع الأقوياء عقلياً بقدرة على تطوير الذات وتحقيق جودة الحياة من خلال أشخاص داعمين لهم.
  2. يعرف الشخص القوي أهمية النقد: فهو يبحث عن آراء الآخرين فيما يفعله، ويكون مرناً جداً مع سوء الفهم.
  3. الشخص القوي يعترف بعدم الكمال: تكون مشاعر الضعف غير مريحة أحياناً، لكن لا بد من التعبير عن ذلك من خلال مشاركة ما يزعجك مع الأشخاص القريبين وبصدق ووضوح، فالشخص القوي يحتضن هذا الضعف لديه ولدى الآخرين.
  4. الشخص القوي يتمتع بعقلية النمو: ومن خلال العمل الجاد والتعليم المثالي والبيئة المناسبة، يمكنه تحسين جودة حياته وتطوير ذاته، لأنه يمتلك التواضع والقدرة على تحمل المسئولية الشخصية.
  5. الشخص القوي يكرّم الآخرين ويهتم بنفسه: ولا يعتبر القوة إطاراً جسدياً مثالياً أو صوراً تعبر عن سعادة قصوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يكافح الشخص القوي لإثبات أن وجهة نظره هي الصحيحة فقط، وليس لديه الإدمان على قول الكلمة الأخيرة، بل يفسح المجال للآخرين كي يبرزوا ويشعرون بالتقدير.

بالنسبة للعادات اليومية التي تزيد من قوتك العقلية، وتساهم في تحقيق مرونتك الذهنية [5]:

  • اكتب المشاكل أو الأفكار التي تدفعك للانزعاج: بهذه الطريقة تخرجها من رأسك، مما يسمح لك بإعادة التركيز على النشاط الذي تقوم به دون نسيان أي شيء مهم لوقت لاحق.
  • التأمل: ستساعدك عادة التأمل اليومية على إمساك أفكارك غير المجدية؛ حول عملك أو مشاكلك مع مديرك أو شريك حياتك عند حدوثها.
  • كتابة اليوميات: ستساعدك هذه العادة على تطوير إدراكك للأفكار السلبية، التي من الممكن أن تؤثر على تركيزك وإنتاجيتك وعلاقاتك.
  • كن صادقاً مع نفسك: إذا لم تكن معتاداً على اتخاذ خطوات عملية باستمرار ويؤجلك التسويف وقلة التركيز؛ فاختر العناصر الثلاثة الأكثر أهمية في قائمة المهام، التي يتعين عليك تنفيذها غداً في نهاية كل يوم العمل لتبدأ بها أولاً في اليوم التالي.

تنصح خبيرة موقع حلوها لتطوير الذات الدكتورة سناء عبده، إحدى صديقات الموقع التي تسعى لتطوير شخصيتها: "من الجيد أن نظهر مشاعرنا ونكون صريحين ونعرف كيف نعبّر، فلا بأس وهو أمر غير معين، لكن تحتاجين للسيطرة على أفكارك؛ حتى لا يُساء فهمك ليس أكثر، كما أنه من الضروري تحقيق حب الذات واحترام النفس مع الحذر من الغرور والنرجسية من خلال التركيز على نقاط القوة لديك"، يمكنك أن تتابع كامل الاستشارة من خلال الضغط على الرابط التالي.

وتنصح الدكتورة سناء صديقة حلوها التي تبحث عن طريقة لتحسين ذاتها: "عليك تكرار النظرة الايجابية وقول الكلمات الايجابية عن نفسك، ليقتنع بها عقلك الباطن فتنعكس على تصرفاتك، ولا بد من الاهتمام بنفسك وأناقتك ونظافتك وهندامك العام وصحتك وتغذيتك ونومك، كذلك كتابة كل الصفات الايجابية والجيدة والمهارات التي تتقنينها وتحبينها وتجيدينها مهما كانت بسيطة، لإظهارها والتباهي بها لتشعري أنك تتقنين بعض الأمور"، يمكنك متابعة هذه الاستشارة كاملة مع مناقشة بعض من أصدقاء مجتمع حلوها على هذا الرابط.

في النهاية.. مهما كان الدرب الذي ستختاره في حياتك؛ تأكد أن يكون نتيجة خيار واعٍ وكلما احتضنت الأمور التي تزعجك في حياتك؛ أنت قادر على التعامل بمرونة عقلية وعاطفية مع أي صعوبات تواجهك، ولنأخذ مثالاً.. تفاعلك مع ما يحدث حول العالم وفي بلدك بسبب تفشي فيروس كورونا.. هل أنت شخص قادر على التعامل بمنطقية وهدوء مع المصاعب المستجدة كل يوم، أم أنك مجرد شخص انفعالي تقودك شائعات الرعب على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا أعتقد أن هناك مصاعب يمكنها أن تختبر نموك الذاتي؛ أكبر من انتشار وباء بين البشر، ما رأيك؟ شاركنا من خلال التعليقات.

  1. مقال George J. Ziogas "مفتاح النمو الحقيقي"، منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 18/03/2020
  2. مقال Tim Denning "كيف تمضي قدماً رغم الشك الذاتي"، منشور على موقع psiloveyou.xyz، تمت المراجعة في 18/03/2020
  3. مقال John P. Weiss "حياة ذات معنى"، منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 18/03/2020
  4. مقال MaryBeth Gronek "علامات على القوة العقلية"، منشور على موقع psiloveyou.xyz، تمت المراجعة في 18/03/2020
  5. مقال Bryan Collins "كيف تتغلب على التفكير الزائد"، منشور على موقع medium.com، تمت المراجعة في 18/03/2020