ظاهرة التحرش بالرجال وتأثير التحرش على الرجل

مفهوم التحرش بالرجال، أشكال التحرش الجنسي بالرجال، تحرش الرجال بالرجال وتحرش المرأة بالرجل، تأثير التحرش على الرجل، نصائح للرجال للتعامل مع التحرش والمتحرشين
ظاهرة التحرش بالرجال وتأثير التحرش على الرجل

ظاهرة التحرش بالرجال وتأثير التحرش على الرجل

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التحرش الجنسي بكافة أشكاله ظاهرة موجودة ومعروفة وكثيراً ما نسمع عنها سواء في وسائل الإعلام أو الصحافة أو ندوات الشأن الاجتماعي كمشكلة اجتماعية تعتبر مصدر قلق وتسبب الكثير من الأذى النفسي والجسدي لضحاياها، ولكن عادةً ما يكون ضحايا التحرش الجنسي من النساء أو الأطفال حيث يقع عليهم هذا التحرش من قبل رجال يعانون من شذوذ جنسي أو مشاكل نفسية ينتج عنها هذا السلوك المرفوض، أما مسألة التحرش بالرجال فتعتبر مسألة غريبة وربما لا تصدق، ولكنها مشكلة موجودة مع الأسف، وفي هذا المقال سوف نضيء على هذه الظاهرة من حيث أشكالها ومفهومها وأسبابها.

في حين يأخذ التحرش الجنسي بالنساء والأطفال شكلاً يتميز باستغلال ضعفهم الجسدي من قبل الشخص المتحرش، فالتحرش بالرجال يأخذ أشكالاً أخرى كون الضحية هنا يمكن أن تكون أقوى جسدياً أو متساوية على الأقل، والتحرش بالرجال كمفهوم هو اعتداء ذو دافع جنسي بأشكال وطرق مختلفة على رجل سواء من قبل رجل آخر أو من قبل امرأة في محيط هذا الرجل وترغب بإقامة علاقة جنسية معه.
ولا بد هنا من الإشارة إلى الفرق بين التحرش والإغواء، فالإغواء هو محاولة شخص استدراج شخص آخر إلى علاقة عاطفية أو جنسية برضاه وموافقته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والرجل الذي يتعرض للإغواء من امرأة أو رجل يكون لديه خيار مسايرة الإغواء والانصياع له أو رفضه، أما التحرش فهو نوع من الإرغام المتعمد والاستدراج بالابتزاز، ويكون الرجل ضحية التحرش غير موافق على ممارسات المتحرش سوءاً استطاع رفضها أم لم يستطع.

animate

غالباً ما تقابل فكرة الحديث حول التحرش الجنسي بالرجال كمشكلة اجتماعية بالرفض والاستنكار واعتبارها مسألة مبالغ فيها وغير واقعية أو فعلية وأنها تبقى في حدود الحالات الفردية، ولكن عند معرفة من قد يقوم بهذا السلوك ومن هم ضحاياه ربما يعطي نظرة أعمق تجعل الفكرة أكثر واقعية ويمكن التعرف إليها في الأحداث اليومية للشخص، ومن هنا نتساءل من قد يتحرش بالرجال؟ [1]

  • التحرش من قبل ربات العمل: حيث أن بعض الأعمال قد تقوم على إدارتها أو تمتلكها امرأة وتمارس سلطتها الإدارية على جميع الموظفين بهذا العمل، وفي بعض الأحيان قد تلجأ ربة العمل هذه للتحرش بأحد موظفيها الرجال أو الشبان بسبب إعجابها به أو بسبب مشاكل عاطفية تعاني منها مثل العنوسة أو الترمل أو الطلاق.
  • التحرش من قبل بعض الأقارب: قد يتمتع الرجل بصفات جسدية أو شكلية جمالية جذابة ومرغبة من قبل النساء، وقد تسبب هذه المسألة إعجاب إحدى قريباته به ورغبتها في إقامة علاقة معه حتى ولو كان لا يرغب هو بهذه العلاقة أو ربما يكون متزوج، وقد يتعرض جراء هذا في بعض الظروف الخاصة للتحرش اللفظي أو الجسدي في بعض الأحيان من قبل هذه المعجبة.
  • التحرش من زملاء وزميلات العمل: جميع المجالات المهنية تجمع العديد من الأشخاص من كلا الجنسين ومن ثقافات مختلفة ومرجعيات اجتماعية مختلفة وطباع وطرق تفكير مختلفة، ولهذا السبب قد يوجد في الوسط المهني رجال شاذون جنسياً أو نساء يعانون من مشاكل عاطفية ونفسية وقد يقومون بسلوكيات التحرش ببعض زملائهم الرجال.
  • التحرش من قبل أصحاب السلطة: من يمارسون سلطة معينة ولديهم القدرة على ممارسة ضغط معين على الرجل من الفئات التي قد تتحرش بالرجل، وقد تنتشر هذه المسألة في السجون والمعتقلات من قبل سجناء آخرين أكثر قوة ونفوذ أو من قبل القائمين على فرض النظام في السجن أيضاً، وتنشر أيضاً في المشافي سواء بين المرضى أو بين أحد أفراد طاقم العمل الذي يستغل ضعف المريض ويتحرش به سواء كان رجل أو امرأة.
  • تحرش الرجال بالرجال بسبب الشذوذ: حيث يكون دافع المتحرش إرضاء رغبة جنسية شاذة سواء كان يعاني من الشذوذ الجنسي السالب أو الموجب، وقد يأخذ التحرش شكل عرض العلاقة أو محاولة فرضها حسب الأدوار الاجتماعية التي يلعبها المتحرش والضحية.

إذاً التحرش الجنسي بالرجال غالباً لا يأخذ شكل استغلال الضعف الجسدي له كما في حالات التحرش ضد النساء والأطفال نظراً لعدم ضعف القوة البدنية للرجل في هذه الحالة، ومن هنا فالتحرش بالرجال يأخذ أشكال أكثر خصوصية بحسب هوية المتحرش في حياة الرجل وجنس المتحرش والسلطة أو الضغط التي يمكنه ممارستها على الضحية، وهنا بعض أشكال التحرش التي قد يتعرض لها بعض الرجال:

  • الضغط والإرغام: مثل أن يكون للمتحرش سلطة معينة على الضحية كأن يكون رئيسه في العمل أو كما يحدث أحياناً في السجون والمعتقلات أو المشافي التي لا توجد عليها رقابة كافية.
  • التحرش اللفظي بالرجل: مثل التفوه ببعض الكلمات الجنسية تعبيراً عن الإعجاب بصفات الضحية أو محاولة فتح الأحاديث الإباحية والجنسية معه.
  • التهديد: مثل توجيه التهم والتهديد بالفضائح في حال لم ينصاع الرجل الضحية لرغبات المتحرش وكمثال على ذلك إسقاط تهمة التحرش مثل حالات ادعاء المرأة بأن الرجل (الضحية) حاول أن يتحرش بها وفي الحقيقة أنها هي من ترغب بالتحرش به.
  • التوريط: اختلاق الأكاذيب التي قد تتسبب بمشاكل للضحية سواء في العمل أو العائلة أو مع زوجته في حال كان متزوج.
  • المزاح: وهنا تأتي سلوكيات التحرش على كل مزاح مثل فتح أحاديث جنسية بدافع جث النبض أو التقرب الجسدي من الضحية وقد يقوم بهذا الطريقة المتحرش من الجنسين.
  • التقرب الجسدي في الأماكن المنعزلة: في حال تواجد الرجل الضحية مع الشخص المتحرش مهما كان جنسه في مكان منعزل أو مزدحم فقد يستغل المتحرش هذه الظروف للقيام ببعض التصرفات مثل التقرب الجسدي أو ملامسة الأعضاء الجنسية للرجل الضحية.
  • الاتصال الهاتفي أو وسائل التواصل: وهي من الوسائل المنتشرة حديثاً والتي تتيح للمتحرش ألا يفصح عن هويته قبل أن يعرف ردة فعل الرجل الضحية حيال رغباته، وقد يسبب هذا الموضوع الكثير من المشاكل الاجتماعية للضحية.

فكرة التحرش الجنسي بشكل عام تعتبر مسألة شاذة وسلوك مرفوض له آثاره السلبية بشكل عام على المجتمع برمته وعلى الضحية وربما على المعتدي أو المتحرش أيضاً، وظاهرة التحرش بالرجال بشكل خاص تحمل العديد من المخاطر التي يمكن أن تصل إلى حدود وصفها بالكارثية في بعض الحالات ومن هذه المخاطر: [4]

  • الأذى النفسي للرجل: فظاهرة التحرش بالرجال قد تسبب له الكثير من أشكال الضغط سواء في العمل أو في العائلة والتعبير عن استيائه من هذه المسائل قد يسبب بالنسبة له انتقاص الرجولة وبالتالي يشعر بأذى وضغط نفسي.
  • التسبب بمشاكل عائلية: وخاصة في حالات أن يكون التحرش من قبل امرأة من العائلة نفسها فقد يسبب مشاكل مع أهل هذه الامرأة بالنسبة للرجل أو تسبب له مشاكل مع زوجته التي قد لا تتفهم أن المشكلة ليس له ذنب بها.
  • مشاكل في العمل: مثل الحالات التي يكون المتحرش فيها زميل أو رئيس في العمل فهذه المسألة قد تسبب له إحراج شديد وضغط في عمله وقد يصبح مكان عمله مصدر قلق وتوتر بالنسبة له بسبب هذه المشكلة.
  • التعرض للفضائح: والخوف من التورط في بعض الأشياء حتى أنه قد يساير المتحرش خوفاً من هذه العواقب، فكما ذكرنا فقد يمارس المتحرش أنواع مختلفة من الضغط والتهديد والتسبب بمشاكل للرجل الضحية.
  • نتائج خطير للتحرش بالرجل: قد تسبب مشكلة التحرش بالرجال ارتكاب الجرائم مثل جرائم الشرف في حال كانت المتحرشة امرأة ومن محيط الرجل نفسه أو جرائم الدفاع عن النفس من قبل الرجل الضحية.

إذاً فظاهرة التحرش الجنسي بالرجال تنطوي على الكثير من المخاطر الاجتماعية والضغط النفسي على الرجل ضحية هذا التحرش، وخصوصية مسألة إمكانية افصاح الرجل عن تعرضه للتحرش تستلزم وسائل خاصة من قبله للتعامل مع هذه المشكلة، ومن النصائح التي قد تساعد الرجل على الوقاية من حالات التحرش يمكن ذكر:

  • الصلابة والصرامة: فأي كان المتحرش وأي كان جنسه ومهما كان الأسلوب الذي استخدمه يجب أن يتعامل الرجل الضحية بصرامة مع هذا الموضوع وعدم مسايرته نهائياً مهما كانت العواقب.
  • تجنب التواجد مع الشخص المتحرش: فإذا كان المتحرش يتقصد هذا الرجل بشكل خاص وليس يتحرش بأي أحد فالابتعاد عنه خاصة في حال لم يكن يوجد ضرورة للقاء به يعتبر حل مناسب.
  • الدفاع عن النفس: فيجب عدم التهاون من قبل الرجل الضحية مع من يتحرش به وأن يدافع عن نفسه بجميع الطرق وبأسلوب صارم قادر على ردع المتحرش.
  • التجاهل واللامبالاة: يعتبر من الأساليب التي يمكن استخدامها في حال كانت المتحرشة امرأة فأسلوب التجاهل كفيل في جعلها تشعر بالملل واليأس وتكف عن سلوكيات التحرش مع الوقت.
  • الابتعاد عن مصادر التحرش: مثل عدم التواجد في أماكن منعزلة مع المتحرش ويمكن ترك العمل الذي يكون القائم عليه متحرش.
  • الإبلاغ عن الحلات التي يكون فيها سلطة للمتحرش: مثل ما ذكرنا فقد تحدث مسألة التحرش بالرجل من قبل أشخاص يمارسون نوع من السلطة عليه مثل المشافي أو السجون وهنا يجب عدم التهاون في الإبلاغ عن هذه المشكلة.
  • تجنب التورط مع الشخص المتحرش: فقد يضطر الضحية للمسايرة في بعض الأحيان خوفاً من عواقب الامتناع أو بسبب سلطة المتحرش أو للوصول لمكاسب معينة، وهذا يعتبر خطاً كبير فالتورط في هذه المسايرة قد تشجع المتحرش على المتابعة في تصرفاته.

لا شك أن ظاهرة التحرش بالرجال تنطوي على خصوصية معينة تجعلها مختلفة وأكثر حساسية من التحرش بالنساء أو الأطفال بناء على افتراض أن الرجال يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وبالتالي هذه الخصوصية تفرض عليهم نوع معين من الاستجابة والتعامل مع هذه الموضوع، وتكمن خصوصية ظاهرة التحرش بالرجال بعدة نواحي: [2]

  • الرجال لا يبلغون عن تعرضهم للتحرش: فقد يقابلون بالسخرية وانتقاص الذكورة وهذه المسائل تسبب الكثير من الإحراج للرجل ويفضل أن يخفي هذه المسألة لهذه الأسباب.
  • الرجال يجب أن يدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم: وهذه مسألة تسبب المزيد من الضغط كون حالات التحرش بالرجال لا تأخذ بالضرورة شكل الإجبار أو استخدام القوة في التحرش بهم.
  • لا يصدق الرجال بأن نساء يتحرشن بهم: وهذا ما يقد يسبب لهم مشاكل في عملهم أو مع زوجاتهم أو عائلاتهم، فالجميع يتهمه بأنه يختلق أعذار يبرر من خلالها تصرفاته وعلاقاته مع النساء.

تختلف دوافع وأسباب ظاهرة التحرش بالرجال باختلاف شخصية المتحرش أو المعتدي من حيث الحالة النفسية والجنس وعلاقته بالضحية، كما تختلف أساليب هذا التحرش باختلاف هذه العوامل، ومن الدوافع التي تؤدي للتحرش بالرجال نذكر: [3]

  • الشذوذ الجنسي لدى المتحرش الرجل فمن يعاني من الشذوذ الجنسي قد يتحرش بالعديد من الرجال وليس شخص محدد نظراً لمشاكل نفسية أو اجتماعية أو عاطفية يعاني منها هو.
  • الإعجاب الشديد بشخصية الرجل من قبل امرأة في محيطه مثل حالات التحرش من قبل زميلات العمل أو بعض القريبات.
  • دوافع نفسية عند الشخص المتحرش مثل المعاناة من بعض الاضطرابات والأمراض النفسية.
  • ضعف الوازع الأخلاقي والتربوي والديني فيمكن أن يؤدي هذا العامل للعديد من المشاكل ليس بالضرورة فقط مشكلة التحرش.

المراجع