تأثير خوف الأهل الزائد على الأبناء وعلاج القلق المفرط

الخوف الزائد على الأبناء والمبالغة في حماية الطفل، أسباب القلق والخوف الزائد على الأبناء وعلاقته بالوسواس القهري، طرق التخلص من الخوف الزائد على الأطفال
تأثير خوف الأهل الزائد على الأبناء وعلاج القلق المفرط

تأثير خوف الأهل الزائد على الأبناء وعلاج القلق المفرط

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

خوف الأهل على أطفالهم الصغار أمر مُبرر وطبيعي، إلا أن الخوف الهستيري أو القلق الشديد على سلامة الطفل سيمنعه من تجربة أشياء جديدة واستكشاف قدراته الفطرية على حل المشاكل وتطوير هذه القدرات، في هذا المقال سنناقش تأثيرات الخوف الزائد على الطفل وكيفية حل مشكلة خوف الأهل المُبَالغ على أبنائهم.

يُظهر الأهل المفرط,ن في حماية طفلهم؛ سلوكَ الحذر والحيطة المفرط بالنظر لمرحلة نمو الطفل ومستوى الخطر الفعلي في بيئته المحيطة وطبيعة المجتمع، ولا يكون التركيز المفرط للوالدين في الحفاظ على أمان أطفالهم جسدياً فقط، ولكن عاطفياً أيضاً، فكثيرة هي الأمثلة المحيطة بنا يومياً على محاولة أحد الوالدين أو كلاهما إزالةَ جميع العقبات مهما كانت بسيطة على الطفل (مثل إعطاء الطفل جهاز الموبايل لتشجيعه على تناول طعامه أو منعه من البكاء لغياب والدته في المطبخ).
لكن.. لماذا يبالغ الوالدين في الخوف على الطفل؟ لأنهم ببساطة يريدون بذل كل ما في وسعهم لحماية طفلهم من الأذى ومساعدته على النجاح في الحياة.. وهذا المبرر منطقي لأنك غريزياً وعندما تصبح أباً أو أماً ستسعى لحماية أبنائك لإنك تحبهم وتهتم بهم، وتريد تربيتهم تربية صالحة تقودهم لحياة صحية وسعيدة وناجحة، بالتالي تبذل الجهد في حماية رفاهية الطفل من خلال منع إصابته بالأمراض وإثارة المشاعر المؤذية لديه ومنعه من الفشل وهذا طموح كل والدين تقريباً.

animate

وبطبيعة الحال.. عندما تساعد الأم أو الأب الطفل بشكل مبالغ فيه، ويكون الوالدين (أبطالاً خارقين) يتدخلون طوال اليوم في كل مرة يحتاج فيها الطفل شيئاً مهما كان بسيطاً، أو يحميان الطفل من كل سلبيات العالم وما أكثرها اليوم؛ فإنهما بذلك يصبحان آباء مفرطين في الحماية، لأسباب كثيرة منها: [1]

  1. القلق المفرط لدى الوالدين: حيث أن الآباء والأمهات الذين يعانون من القلق أو اضطراب الهلع معرضين لإظهار سلوك الأبوة والأمومة مفرطة الحماية.
  2. الأخبار والقصص: التي تدفع الآباء إلى الاعتقاد بأن العالم من حولهم أخطر بكثير مما هو عليه في الواقع، كما تجعل كل اعتداء على طفل حول العالم؛ يبدو وكأنه تهديد شخصي.
  3. ضعف الطفل بسبب مرض أو إعاقة: بحيث يظهر آباء الأطفال الذين يعانون من مرض مزمن أو إعاقات جسدية؛ سلوكاً مفرطاً في الحماية والسيطرة، ويعتقد هؤلاء الآباء وخاصة الأمهات، أن أطفالهم أكثر عرضة للخطر، ويحتاجون إلى مزيد من الحماية.
  4. الصدمة بعد حادثة معينة: تنشأ الحماية المفرطة لدى الوالدين في أعقاب الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان كالحروب، أو حتى التعرض لحادثة على المستوى الشخصي تخلق لديهم خوفاً مزمناً.
  5. عدم ثقة الأهل بأطفالهم: من الأسباب الأساسية لخوف الأطفال الزائد على أبنائهم شعورهم الدائم أن الأبناء غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم أو غير قادرين على اتخاذ القرار المناسب، وعادةً ما يكتسب الأبناء ثقتهم بأنفسهم من ثقة الآباء بهم، ما يعني أن عدم ثقة الآباء بالأبناء -والتي تتجلى في الخوف المفرط- تنعكس على ثقة الطفل بنفسه وتجعله فعلاً غير قادرٍ على الدفاع عن نفسه أو اتخاذ القرارات المناسبة.
  6. عدم ثقة الأهل بأنفسهم: في بعض الحالات يخشى الأهل على أبنائهم من التورط في مشاكل لا يستطيع الأهل أنفسهم مواجهتها، ما يجعل خوفهم على الأطفال هو خوف من عجز الأهل عن حل مشاكلهم أو الوقوف إلى جانبهم في الظروف الاستثنائية!
  7. الوسواس القهري والخوف على الأبناء: هناك العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية التي قد يعاني منها الأهل ويكون الخوف الزائد والحماية المفرطة من تجلياتها، وربما أبرزها الوسواس القهري الذي سنتطرق إليه في فقرة مستقلة.
  8. ظروف خاصّة أخرى: من الحالات الخاصة التي قد تعزّز الخوف الزائد على الأبناء أيضاً:
    • العيش في الغربة بعيداً عن وطنهم أو مدنهم أو بيئتهم الاجتماعية.
    • أن يكون الطفل وحيداً ولا يوجد فرصة أو مخطط لحمل جديد وطفل آخر، أو أن يكون الحمل متعثراً لفترة طويلة قبل إنجاب أول طفل.
    • فارق السن الكبير بين الأهل والأبناء، حيث يعاني الأهل الكبار في السن من مخاوف أكبر على سلامة ومستقبل أبنائهم.
    • انتماء الأهل لفئة اجتماعية من الأقليات أو اعتناقهم مذاهب فكرية أو دينية مختلفة عن محيطهم الاجتماعي.
    • طبيعة عمل الأبوين في مهن خطيرة مثل السياسة والأمن.

هناك علامات كثيرة على مبالغة الأهل في حماية الطفل نذكر منها:

  1. ينظفون غرفة أطفالهم الفوضوية ويلتقطون كل شيء من بعدهم.
  2. يحزمون حقيبة المدرسة للطفل كل ليلة للتأكد من عدم نسيان أي شيء.
  3. يؤدون واجبات أطفالهم المدرسية أو مشروعاتهم العلمية للتأكد من حصولهم على أعلى الدرجات.
  4. يفعلون أي شيء لمنع طفلهم من الفشل، حتى لو كان ذلك يعني خرق القواعد أو القوانين.
  5. يقررون ما هي الأنشطة اللامنهجية التي يمارسها طفلهم لأنهم يعرفونه بشكل أفضل.
  6. لا يسمحون لأطفالهم بالسعي وراء اهتمامات يرونها محفوفة بالمخاطر مثل بعض الرياضات القوية كالتسلق والسباحة أو الرحلات المدرسية.
  7. بالتالي هم أهل شديدو الحذر بشأن الأنشطة التي يمارسها أطفالهم، فيذكرون الطفل بقواعد السلامة والخطر باستمرار.
  8. يخططون لجدول أطفالهم اليومي ويشرفون على جميع الأنشطة.
  9. يتخذون جميع القرارات للطفل دون السماح له بالتفكير في الخيارات بنفسه.
  10. نادراً ما يأخذون وجهة نظر الطفل أو تفضيلاته بعين الاعتبار، كالوجبة الجاهزة التي يفضلها أو لون الثياب التي سيشتريها الوالدين.
  11. يسمح الأهل المبالغين في الحماية لأطفالهم بالتسكع مع الأصدقاء (المناسبين) فقط.
  12. الآباء والأمهات شديدو الحماية مفرطو الحساسية أيضاً، وغالباً ما يبالغون في ردّ فعلهم تجاه أي شيء يتعلق بأطفالهم.
  13. يشتكون من سوء درجات طفلهم ويتشاجرون مع المعلمين والمدرسة لتغييرها.
  14. يتدخلون إذا كان طفلهم لا يتلقى المعاملة الخاصة التي يشعرون بأنه يستحقها.

أو ما يُعرف بالوسواس القهري الأبوي، عادةً ما يشترك اضطراب الوسواس القهري لدى الوالدين مع نفس أعراض الوسواس القهري العادي، ولكن ترتبط الهواجس بالطفل في هذه الحال.
يمكن أن يتطور وسواس الخوف على الطفل قبل الولادة أو بعدها مباشرة، ولكنه يحدث عادة في غضون ستة أسابيع من ولادة الطفل، وقد تظهر بعض الأعراض لدى الأم أثناء الحمل، وذلك مرتبط بتغيرات جسدية بالإضافة إلى عوامل الإجهاد والتعب بعد ولادة الطفل وغيرها.
قد يتطور اضطراب الوسواس القهري لدى الوالدين عندما يكون الطفل أكبر سناً قليلاً وأكثر استقلالية، مثل عندما يحين موعد بدء الحضانة أو الروضة أو المدرسة. قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يبتعد فيها الطفل عن المنزل ولا يكون تحت إشراف الوالدين، مما قد يؤدي إلى القلق والشعور بفقدان السيطرة بأن الطفل قد لا يلبي احتياجاته أو أنه غير آمن، أو يتعرض بسهولة للجراثيم والأمراض.
يمكن أن يكون لوسواس الخوف لدى الوالدين تأثير كبير على الحياة الأسرية. بحيث قد يؤثر على الترابط الطبيعي بين الوالدين والطفل، بالإضافة إلى عدة تأثيرات لخوف الأهل المفرط على الطفل سنأتي على ذكرها تالياً. [2]

يضر الخوف المفرط والحماية المبالغة الطفل خلال نموه، مما يمنعه من تطوير شخصية متكيفة مرنة ومستقلة وتشمل تأثيرات المبالغة في الخوف على الطفل وحمايته: [1]

  1. القلق والجزع: أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتمتعون بحماية زائدة هم أكثر عرضة للقلق وعوامل الجزع والرهاب، قد يفرط الآباء في حماية أبنائهم بسبب قلقهم الشخصي تجاه التهديدات وزيادة إدراكهم للخطر، وزيادة الحساسية تجاه ضائقة أطفالهم أيّاً كانت، هذه المستويات المرتفعة من التوتر وباستمرار لدى الوالدين تُشعر الطفل كأنه محاط بالخطر دوماً، بالتالي تسبب له القلق.
  2. نقص مهارات التأقلم: يسمح بعض التعرض للمخاطر والتجارب الصعبة بنمو ونضوج آليات التكيف لدى الطفل، وهذه هي المهارات الحياتية المرنة التي ستساعد في التغلب على التعاسة والمحن والفشل وحل المشكلات مستقبلاً، لكن مع الخوف المفرط على الأطفال فأنت لا تمنحهم هذه الفرص، بل تضعهم في فقاعة بعيداً عن العالم الحقيقي وتحميهم من الحقائق المؤلمة، ولن يكون طفلك مستعداً للتعامل مع ما قد يحدث معه من مشكلات والمصاعب التي سترميها الحياة في طريقه. بل سينهار بسهولة تحت ضغط التحديات الصغيرة والعقبات التي لا بد منها لعيش الحياة!
  3. القلق الاجتماعي والرهاب: ينقل الخوف المفرط إحساساً للطفل، بأن العالم خطير.. مما يعزز لديه التجنب ويمنعه من الانخراط في المواقف الاجتماعية بالتالي يحد من فرص الطفل لبناء الصداقة وتعلم المهارات الاجتماعية. ثم يكون الطفل أكثر عرضة للمعاناة من القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، والذي يتميز بالخوف وتجنب المواقف الاجتماعي؛ خوفاً من الرفض أو النقد أو الإحراج وخاصة لدى الفتيات اللاتي ينشأن في ظل أسرة تبالغ في الحماية والخوف على أطفالها.
  4. الخوف من الفشل: ينشأ الطفل اتكالياً بسبب والدين خائفين من تعرضه للأذى والخسارة ويسارعان لإنقاذه مما يجعله خائفاً من تجربة شيء جديد، وخجلاً من الفرص، يجد صعوبة في حل المشكلات بنفسه، بالمحصلة يتحول الطفل لشخص غير مستعد (لفرد أجنحته والطيران) واتكالي معتمد على الآخرين.
  5. الاكتئاب والمشكلات النفسية: وهي إحدى التأثيرات الخطيرة لخوف الأهل المفرط على الطفل، فالطفل الخاضع لحماية أهله المفرطة؛ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة.
  6. انخفاض تقدير الذات: تصبح لدى الطفل ثقة أقل بالذات وقدرته على حل المشكلات اليومية، بحيث يعتمد تقدير الذات إلى حد كبير على كيفية تعامل الآخرين معك، ورسالة الأهل الخائفين بشكل مفرط للطفل هي: أنك غير قادر ولست جيد بما يكفي لإدارة حياتك بنفسك، دون أن يأخذ الطفل فرصة لإثبات أنه يستطيع تحمل المسؤولية، بالتالي تنمية شعوره بالاستقلالية والكفاءة، التي تغني لديه المرونة والتحفيز الذاتي، وهي أمور ضرورية لمواجهة العالم عندما يصبح الطفل شخصاً بالغاً.
  7. سيكون الطفل هدفاً للتنمر: ترتبط التربية مفرطة الخوف والحماية بتعرض الطفل للتنمر المدرسي، لأن الأهل يتعاملون معه على أساس أنه أصغر من عمره، فلا يُسمح له بالمشاركة في اللعب الخشن أو الاستكشاف أو القيام بأنشطة المخاطرة اللازمة لتطوير مهارات إدارة الخلافات أو الدفاع عن النفس.
  8. ينشأ الطفل متردداً وغير حازم: يحتاج الأطفال إلى فرص لممارسة صنع القرار، ولكن لا يُسمح للأطفال الذين يتربون في ظل والدين مفرطي الخوف والحماية باتخاذ قراراتهم بأنفسهم. ثم يكبرون وهم لا يعرفون كيفية اتخاذ قرارات مهمة مهما كانت بسيطة. وهؤلاء الأطفال إما لا يعرفون كيفية اتخاذ قرار أو أنهم يخشون اتخاذ قرار خاطئ. لقد تعلموا أن يكونوا معتمدين على والديهم لاتخاذ جميع الخيارات نيابة عنهم.
  9. خطر اضطراب النرجسية: لأن الطفل يكبر مع شعور باستحقاق دائم.. للعناية المركزة والاهتمام من الآخرين، لذلك قد يشعر بأنه مؤهل لأشياء لم يكسبها.
  10. المرض والعلل الجسدية: مثل الألم والإرهاق ومشاكل الجهاز الهضمي، بعد أن يكبر الطفل ومنذ مرحلة المراهقة سيبدأ بتطوير أعراض جسدية مترافقة مع انعدام تلبية رغباته التي عمل الوالدين مفرطي الخوف والحماية على تلبيتها دون إبطاء في السابق.
  11. الجنوح واضطرابات الشخصية: إذا ترافق الخوف المفرط للوالدين مع الإهمال العاطفي للطفل فإنه يكبر في ظل فقر مشاعر تقوده لخيارات خاطئة في مراهقته وشبابه.

ما هو علاج الخوف الزائد على الأطفال؟ تخلى عن الشعور بالذنب وعن الخوف المفرط في تربية طفلك، سيكون إغراء سلوك الحماية المفرطة سهلاً لممارسة السيطرة نوعاً ما وسيُشعرك بأن تربيتك لطفلك مثالية، لكنك لا تساعده على التكيف وتؤثر عليه بشكل سلبي وخطير على المدى القريب والبعيد، لذا إليك حلول بسيطة للخوف الأبوي من خلال هذه الطرق التي تساعدك على إدارة وضبط خوفك الزائد على الطفل: [3]

  1. لا تُظهر خوفك للطفل: سيتعلم طفلك العديد من الأشياء الجديدة عن طريق المحاولة والفشل، وسيخضع لتجارب تعليمية واستكشافية مع كل خطوة منذ يتعلم المشي، وبما أن أطفالك يتعلمون ويفكرون بشكل مختلف، هذا لا يعني أنك يجب أن تخاف عليهم من تجربة شيء جديد ومثير.
  2. حاول.. ولا تدع مخاوفك تؤجج أو تثير أي مخاوف لدى طفلك: عالج قلقك وخوفك المفرط دون إعاقة طفلك عن التجربة بدءاً من تعلمه المشي، ومثلاً إذا كنت تشعر بالضيق والخوف الشديد حيال اليوم الأول لذهاب طفلك إلى المدرسة في الحافلة المخصصة للأطفال؛ إياك أن تُوصل طفلك بنفسك، تأكد أولاً من قدرة طفلك على التكيف منذ اللحظة الأولى لخروجه من المنزل، إذا كان طفلك خائف جداً، عندها يمكنك أن تجد الحل المناسب للموقف.
  3. تحدّث مع الطفل عن مخاوفك: لا بأس بالخوف فهو شعور غريزي طبيعي، وعندما تتحدث مع الطفل عن قلقك من لعبه في الخارج مع أطفال الحي، يساعده ذلك على فهم أنه لا بأس من الشعور بالقلق، لكن لا ينبغي أن يمنعه من تجربة أشياء جديدة، ثم اكتشف طرقاً لحل مشكلة ابتعاده مع أطفال الحي عن المساحة المخصصة للعب الكرة مثلاً والتوصل مع الطفل لخطط بديلة تخفف قلقك عليه وتساعده على الاستمتاع باللعب مع الأطفال الآخرين، بالتالي أنت تسمح لطفلك بأن يبتكر طرقاً تجعله أكثر راحة عند تجربة أنشطة جديدة دون أن تفرض عليه قواعد صارمة بداعي الخوف المفرط عليه، وبذلك يتعلم الطفل بأنه قادر وأنه قوي ويُعتمد عليه.
  4. وضع قواعد للطفل والالتزام بها: يساعد الوضوح بشأن التوقعات اليومية في جعل الأطفال مسؤولين عن أفعالهم، كما تُوضح للطفل إيمانك بأنه يستطيع التصرف بشكل مناسب. وهذا يمهد الطريق للقواعد والحدود التي تأتي مع مسؤوليات أكبر، مثل امتلاك هاتف محمول، لذا ابدأ بوضع بعض القواعد والقيود المعقولة مع طفلك. فكر في الموضوع كشراكة عمل، من خلال شرح ما تتوقعه من طفلك، في المقابل يمكن للطفل أن يسأل عما ستفعله، واكتب كل شيء حتى لا يكون لديه شك بشأن ما تقوله، وإذا كنت بحاجة إلى العمل على سلوك واحد محدد مثل نوبات الغضب الهستيرية التي قد ينفجر بها طفلك وأنت في العادة تتجاهلها؛ يمكنك بناء نوع من عقد السلوك كي يعرف الطفل أن هناك قواعد جيدة وعليه اتباعها لأنك تتوقع منه ذلك، في المحصلة.. إن وضع القواعد والالتزام بها يمنعك من فعل كل شيء لطفلك، كذلك من المبالغة في حمايته والخوف عليه.
  5. اسمح لطفلك بأن يخطئ ويعاني قليلاً: عندما يعاني الأطفال في الصداقات، أو يواجهون مشاكل في المدرسة، أو يواجهون صعوبة في حل الوظيفة الأولى؛ قد يرغب الأهل في القفز والمساعدة فوراً. هذا مهم وصحيح في حال كان سيقود لخطأ في سلوك الطفل كأن يضرب صديقاً، لكن ما لم يكن طفلك في خطر أو سيرتكب خطأ سيكون له نتائج (مدمرة) خطيرة عليه، فكر في التنحي جانباً... واسمح للطفل بارتكاب الأخطاء، وهذا لا يعني أبداً أنك تهيئه للفشل. بل أنت تقوم بإعداده لحل المشكلات وتعلم مهارة وعي الذات.
  6. تخلى عن الشعور بالذنب: الذي تمتلكه خاصة عندما يكون طفلك مفرط الحركة أو يتصرف بشكل عشوائي ويجلب لك الشعور بالعار بين الأصدقاء والعائلة لأنه ليس طفلاً (مهذباً).. هذا سيقود الطفل للشعور أنه بحاجة للمزيد من الحماية والخوف المفرط سيكون مبرراً لنموه ضعيف الشخصية، بينما تخليك عن الذنب اتجاه هذا الطفل سيجعلك مرتاحاً والأهم أنه يمنح طفلك فرصة استكشاف نقاط القوة التي تأتي من مواجهته للتحديات مهما كانت بسيطة، كما تسمح له بمواجهة نتائج أخطائه الصغيرة وتحمل المسئولية.

في النهاية.. لتربية أطفال مرنين عليك أن تكون مرناً، وهذا لا يعني أن ترمي طفلك في المخاطر! على العكس كن ملاذاً لطفلك في حالات التوتر وكذلك أثناء فترات الهدوء.. ضع حدوداً وقواعد، ولكن اسمح لطفلك ببناء القدرة على التكيف، وذلك عندما تتاح للأطفال فرص التفاعل الفعال مع العالم الخارجي.

المراجع