أسباب وأعراض مقاومة الأنسولين وطرق العلاج

ما هي مقاومة الأنسولين؟ تعرّف إلى أعراض مقاومة الأنسولين وأسبابها وكيفية علاج مقاومة الأنسولين
أسباب وأعراض مقاومة الأنسولين وطرق العلاج

أسباب وأعراض مقاومة الأنسولين وطرق العلاج

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عندما تعود إلى منزلك وتتناول قطعة الشوكولا التي خبأتها لتتناولها بعد يومك الشاق في العمل ستقوم معدتك بهضمها وتحويلها إلى غلوكوز يدخل مجرى الدم، يستخدم جسمك هذا الغلوكوز لتزويد خلاياه بالطاقة اللازمة للعمل، ولكن من أجل الاستفادة من هذا الغلوكوز فإنّك بحاجة إلى هرمون الأنسولين الذي يعمل على إدخال الغلوكوز إلى خلايا الجسم.
هذه العملية ضرورية في الجسم من أجل تنظيم سكر الدم والحصول على الطاقة من الغذاء ولكن البعض قد يُعانون ويظهر لديهم ما يُسمى "مقاومة الأنسولين" والتي يمكن أن تؤدي إلى بعض المشاكل الصحية.

مقاومة الأنسولين Insulin Resistance هي الحالة التي لا تستجيب فيها خلايا العضلات والكبد والخلايا الدهنية بشكلٍ جيد لإطلاق البنكرياس للأنسولين، أو بكلماتٍ أخرى هي الحالة التي تقل فيها حساسية خلايا الجسم للاستجابة للأنسولين الذي يفرزه البنكرياس الأمر الذي يدفعه لإفراز المزيد وزيادة كميات الأنسولين في الدم حتى يتمكن من خفض مستويات الغلوكوز في الدم. [1]

animate

من الضروري أن تعلم أنّ أعراض مقاومة الأنسولين لا تكون عادةً واضحةً للمصابين وخاصةً في الحالات التي لا يكون فيها المريض قد طوّر مرض السكري، وقد وجدت التقارير أنّ نسبةً كبيرةً من المصابين بمقدمات مرض السكري الناتج عن مقاومة الأنسولين لا يمتلكون أي فكرة عما يُعانون منه.

  1. ارتفاع مستويات سكر الدم: وهو العرض الأساسي فعلياً لمقاومة الأنسولين وذلك لأنّ الجسم يُصبح عاجزاً عن امتصاص الجلوكوز وتراكمه بالتالي في الدم، مستوى السكر في الدم يمكن أن يُعتبر مرتفعاً في حال وصل لما يزيد عن 180 ملغ/دسي لتر وفي حال تجاوز الرقم 300 فيمكن أن يكون الوضع خطيراً
  2. تصبغات الجلد ومشاكل البشرة: إضافةً إلى حالة الإصابة بالشواك الأسود والتي تظهر بسبب تكاثر خلايا الجلد بشكل متسارع نتيجة ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم تؤدي لظهور بقع داكنة على الجلد فإنّ مقاومة الأنسولين يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض أخرى على الجلد.
    من هذه الأعراض لدينا زيادة حجم المسام لأنّ مقاومة الأنسولين تزيد من إفراز الزهم وهو الزيت الذي يرطب الجلد ويلينه، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى زيادة ظهور حب الشباب.
  3. مقاومة الأنسولين والكرش: قد تكون السمنة من أهم الأعراض التي تدل على إمكانية معاناتك من مقاومة الأنسولين وخاصة في منطقة البطن والخصر ولهذا يُقال أنّ شريط القياس هو أفضل طريقة لمعرفة ما إن كنت مصاباً بمقاومة الأنسولين.
    يعود السبب في ذلك لكون مقاومة الأنسولين يؤثر بشكل سلبي على الاستقلاب ودهون البطن أكثر منطقةٍ تتأثر بذلك.
  4. تورم الكاحلين: يلعب الأنسولين دوراً في تنظيم عمل الكلى وإخبارها متى عليها أن تحتفظ بالماء ومتى تقوم بطرحه ولذلك من الشائع أن تُعاني من تورم الكاحلين.
  5. اشتهاء الكاربوهيدرات: يمكن أن تؤدي المستويات غير المستقرة من الجلوكوز إلى الشعور بالرغبة الشديدة بتناول السكريات والكربوهيدرات. [4]

أعراض مقاومة الأنسولين لدى الأطفال

من الشائع ألا تظهر أية أعراض لدى الأطفال المصابين، ولكن في بعض الحالات قد تظهر علامات لدى الطفل مثل: حلقة داكنة اللون وسميكة على الجلد عند مناطق انثناء الجلد مثل الرقبة أو الإبط. [3]

وجد بعض الباحثين علاقة متبادلة بين مقاومة الأنسولين وملازمة تكيس المبايض (PCOS)، حيث أنّ مقاومة الأنسولين تزيد من إفراز البنكرياس للأنسولين وبدورها تحفز هذه المستويات العالية من الأنسولين المبايض على إفراز المزيد من الهرمونات الجنسية الذكرية وبالتالي زيادة أعراض تكيس المبايض سوءاً.
إضافةً لذلك يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر لدى النساء وذلك لأنّ الأنسولين يلعب دوراً في تنظيم نمو الشعر والنتيجة تكون أنّ العديد من النساء المصابات بمقاومة الأنسولين يُعانين من الصلع الأنثوي. [2]

حتى اليوم ما زالت أسباب مقاومة الأنسولين غير معروفة بشكلٍ كامل وما زالت بحاجة للمزيد من الدراسات، ولكننا اليوم نعلم بوجود بعض العوامل الصحية والتي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تحفيز ظهور مقاومة الأنسولين في الجسم، ومن أهمها: [8،9]

  1. متلازمة تكيس المبايض (PCOs): هذه الحالة تصيب المبايض وتتسبب في خلل في إفراز الهرمونات الجنسية، هذه المتلازمة تُصنف كأحد المسببات لمقاومة الأنسولين وكنتيجة له في نفس الوقت لأنّ التأثير بينهما متبادل.
  2. جرعات عالية من المنشطات لمدة تتجاوز عدة أسابيع: تناول المنشطات الستيرويدية يمكن أن يحمل معه بعض الآثار السلبية والتي تتضمن ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم بشكل مستمر، عند تناولها لفترات طويلة يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع إلى الإصابة بمقاومة الأنسولين.
  3. الإجهاد المزمن: التعرض للإجهاد يمكن أن يحمل تأثيراً مكافئاً لتأثير تناول جرعات عالية من الستيرويدات لأنّ الإجهاد يدفع الجسم إلى إطلاق منشطات الإجهاد الخاصة به مثل الكورتيزول.
  4. السمنة المفرطة أو الوزن الزائد: رغم أنّنا لا نعلم بالضبط كيف يتسبب الوزن الزائد أو السمنة المفرطة بزيادة مقاومة الأنسولين إلا أنّها تُشكل أحد العوامل المسببة لها.
  5. نمط الحياة الخامل: يعتبر نمط الحياة قليلة الحركة من العوامل التي يمكن أن تُساهم أو أن تزيد من احتمال الإصابة بمقاومة الأنسولين
  6. الحمية السيئة: يمكن لتناول أطعمة معينة غير صحية مع التركيز على الأطعمة عالية السكريات والكربوهيدرات يمكن أن تتسبب برفع مستويات السكر بشكل كبير.
  7. عوامل مؤهلة لمقاومة الأنسولين: إضافة لذلك يوجد بعض عوامل الخطورة التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة ومنها:
    • عوامل جينية: يزيد احتمال الإصابة لدى الأشخاص الذين يمتلكون أقارب مصابين بمقاومة الأنسولين
    • العمر: الأفراد فوق عمر الـ45 أكثر عرضةً للإصابة
    • بعض الأدوية: مثل الهرمونات القشرية السكرية والأدوية النفسية

مقاومة الأنسولين يمكن أن تكون حالةً خطيرةً تؤدي إلى تدهور صحتك بصمتٍ على المدى البعيد فهي يمكن أن تزيد من إمكانية إصابتك بأمراض مزمنة معينة، من أهم الحالات الصحية التي يمكن أن تُصاب بها إن كنت مصاباً بمقاومة الأنسولين:

  • السمنة: تُعتبر السمنة من أبرز المضاعفات الممكنة لمقاومة الأنسولين وهي شائعة للغاية بشكلٍ أساسي لأنّ زيادة إفراز الأنسولين الناتج عن عدم حساسية الخلايا له يؤدي إلى الشعور المتزايد بالجوع وبالتالي تناول كميات أكبر من الطعام وخاصة مع اشتهاء الشخص للسكريات بشكل أكبر مع كونها غنيةً بالطاقة والسعرات الحرارية. إضافةً لذلك فإنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم يجعل الكبد يُحولها إلى خلايا دهنية ويطلقها للدم وهذه الدهون تتسبب في زيادة الوزن والسمنة. [5]
  • الإصابة بالسكري: مقاومة الأنسولين تدفع الجسم إلى حثّ البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين للتعامل مع ارتفاع معدل السكر في الدم، على مدى الشهور أو السنوات التالية للإصابة تبدأ خلايا البنكرياس بالعمل بشكل مضاعف لتلبية حاجة الجسم من الأنسولين إلى تصل لمرحلةٍ تُصبح فيها قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين الكافي وقد يبدأ معدل سكر الدم الطبيعي بالارتفاع لدرجاتٍ تؤدي إلى الإصابة بالسكري أو مقدمات السكري. [6]
  • أمراض القلب: أفادت الدراسات لوجود ارتباط قوي بين مقاومة الأنسولين ومشاكل القلب التي تُعتبر أحد الأسباب الأساسية للوفاة حول العالم، في الحقيقة يمكن أن يصل خطر إصابة الأشخاص الذين يُعانون من مقاومة الأنسولين بأمراض ومشاكل القلب إلى نسبة 93%، كما يؤكد الأطباء أنّ الخطر هذا يكون قائماً حتى دون أن يتطور الأمر للإصابة بالسكري. [7]

إن كنت تُعاني من مقاومة الأنسولين فسيهدف العلاج إلى زيادة حساسية الخلايا للأنسولين وتعزيز قدرتها على امتصاص الغلوكوز بوجود مستويات أقل من الأنسولين، الخيارات المتاحة لتحقيق ذلك تتضمن علاجاتٍ دوائية وأخرى طبيعية. وتكون الطرق الطبيعية الخيار الأول للعلاج ويمكن أن تكون فعالةً للغاية، من أهم الطرق العلاجات المستخدمة:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: بينت بعض الدراسات أنّ قلة النوم يمكن أن ترتبط بزيادة مقاومة الأنسولين وفي المقابل يمكن للحصول على نومٍ مريح لساعاتٍ كافية أن يزيد من حساسية الخلايا للغلوكوز.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تعتبر الرياضة من العوامل المهمة لعلاج مقاومة الأنسولين لأنّها تُساعد على نقل السكر إلى خلايا الجسم وزيادة حساسية الخلايا بشكلٍ أفضل.
  • تقليل الإجهاد: التعرض للإجهاد والقلق يمكن أن يؤثر على القدرة على تنظيم السكر ولذلك من الضروري أن تُحاول خلق جو هادئ ومريح
  • فقدان الوزن: بما أنّ السمنة تُضر فمن الطبيعي أن يكون فقدان الوزن من الخيارات الأساسية للعلاج، خسارة بعض الدهون المتراكمة على الجسد يمكن أن تكون طريقةً فعالةً لزيادة حساسية الخلايا للأنسولين وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
  • تغييرات في الحمية: ما تتناوله يمكن أن يلعب دوراً هاماً في خطة العلاج لأنّ كميةً كبيرةً من الغلوكوز تأتي من الطعام الذي تتناوله، تغييرات الحمية لزيادة الحساسية يجب أن تتضمن:
    1. تناول المزيد من الألياف
    2. تناول المزيد من الخضروات والفواكه الملونة
    3. تقليل كمية الكربوهيدرات
    4. تقليل كمية السكريات التي تتناولها
  • يمكن لتناول بعض الأعشاب والبهارات عبر إضافتها للأطعمة أو شربها أن يُساعد على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، ومن أهم هذه الأعشاب: [11]
  • بذور الحلبة: وهي غنية بالألياف ومفيدة، يمكنك تناولها كاملةً أو تناول المستخلص أو وضعها في أثناء خبز المعجنات حتى
  • الكركم: مادة الكركمين الموجودة في الكركم من مضادات الأكسدة الهامة، تُساعد على تقليل سكر الدم وزيادة حساسية الخلايا، يمكن إضافتها للطعام أثناء الطهي.
  • الزنجبيل: وهو من النباتات الهامة في الطب التقليدي، يمكن وضعه في الطعام أثناء الطهي أو شرب منقوع الزنجبيل.
  • الشاي الأخضر: شرب كأس من الشاي الأخضر مفيدٌ لكل من مقاومة الأنسولين والسكري فهو يزيد من حساسية الخلايا ويقلل من مستويات سكر الدم.

رغم أنّ إدارة الدواء والغذاء لم تُوافق على استخدام أي دواء من أجل علاج مقاومة الأنسولين بعد إلا أنّ بعض الدراسات بينت فعاليتها في العلاج، قد لا يكون العلاج بالأدوية الخيار الأول ويُستخدم عادةً عند فشل الخيارات الأخرى أو كعلاج داعم لها تتضمن الأدوية المستخدمة عادةً: [10]

  • ميتفورمين: وهو الخيار الأول عادةً لدى الأطباء وهو يعمل على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين ويقمع إنتاج الكبد للغلوكوز.
  • جليتازون: يمكن استخدامه عادةً لوحده أو بالتزامن مع استخدام الميتفورمين ويزيد هذا الدواء أيضاً من حساسية الخلايا للأنسولين

في النهاية.. بما أنّ مقاومة الأنسولين يمكن أن تكون مرضاً صامتاً لا يتضمن أعراض واضحة فإنّ الانتباه للإشارات التي يمكن أن تدل على وجوده ضروري للغاية، وفي حال كنت تشك بإصابتك بمقاومة الأنسولين من المهم ان تقوم باستشارة الطبيب وخاصة إن كان المرض موجوداً لدى أحد أفراد عائلتك.

المراجع