أسباب ضيق التنفس النفسي أو الوهمي وطرق علاجه

كيف تفرق بين ضيق التنفس النفسي والعضوي؟ تعرف إلى أعراض ضيق التنفس الوهمي وكيفية علاجه
أسباب ضيق التنفس النفسي أو الوهمي وطرق علاجه

أسباب ضيق التنفس النفسي أو الوهمي وطرق علاجه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يستخدم جسم الإنسان غاز الأوكسجين كوقودٍ ضروريٍ لعمل كافة خلايا الجسم وجعل أعضائه قادرةً على أداء وظائفها الحيوية على مدار الساعة، ولتأمين هذا الوقود يعمل الجسم دون توقف عبر عملية التنفس حيث تقوم الرئتان باستخلاص الأوكسجين من هواء الشهيق ونقله إلى خلايا الجسم عبر الدم كما تعمل بشكلٍ مضاعف حتى عندما تقوم بأعمالٍ مجهدة كممارسة التمارين الرياضية.
قد يشعر الإنسان في بعض الحالات بعدم القدرة على التنفس بشكل جيد وصعوبةٍ في التقاط أنفاسه دون سبب عضوي، لكن قبل أن تشعر بالذعر عليك أن تعلم أنّ بعضاً من حالات ضيق التنفس قد تكون غير خطيرة وناتجة عن بعض الحالات النفسية.

الفرق الرئيسي بين ضيق التنفس النفسي والعضوي أن ضيق التنفس النفسي أو الوهمي يشعر به الفرد دون وجود أي أسباب عضوية، ويترافق مع حالات نفسية معينة ولا يستمر طويلاً كما يكون منخفض الخطورة.
أما ضيق التنفس العضوي يرتبط باضطراب جهازي حيوي في الجسم يعيق عمل الرئتين ووصول الأوكسجين أو إعادة توزيع الأكسجين في الجسم مثل ضيق التنفس الناتج عن الذبحة الصدرية والمشاكل القلبية.
من جهة أخرى غالباً ما تكون المشكلة في ضيق التنفس العضوي هي عدم وصول الأوكسجين إلى الرئة أو القلب كما يجب، فيما يواجه المريض في حالة ضيق التنفس النفسي حالة فرط التنفس أو فرط التهوية (Hyperventilation) وهي زيادة في وتيرة التنفس عن الحاجة الطبيعية.
ما يعني أن ضيق التنفس النفسي يسبب استنشاق كمية أكبر من الهواء دون الحاجة إليها ما يسبب أعراض القلو التنفسي مثل الصداع والدوخة وتشنج الأطراف، وعلى الرغم أن هذه الحالة تحصل لأسباب عضوية أيضاً لكنها غالباً ما تنتج عن سبب نفسي خصوصاً عندما يكون الفرد سليماً لا يعاني من مشاكل في القلب أو الرئة.

تعريف ضيق التنفس

تعريف ضيق التنفس أو ضيق النفس هو حالة تتميز بشعورٍ شديد من عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي ينتج عنها تسارع شديد بالشهيق والزفير قد تصل إلى الاختناق.
ويعتبر ضيق التنفس حالة شائعة يمكن أن تحدث لأسباب مختلفة مثل الجهد البدني أو مشاكل القلب والرئتين أو العدوى الفيروسية أو الاضطرابات والمشاكل النفسية، ولكل من هذه الحالات أعراض مميزة مستوى خطورة مختلف. [1]

تعريف ضيق التنفس النفسي

ضيق التنفس النفسي أو ضيق التنفس الوهمي (Pseudo-dyspnea) هو حالة من صعوبة التنفس لا ترتبط بأي سبب عضوي أو جهازي، وتظهر على الفرد رغم ذلك أعراض ضيق التنفس العضوي أو الحقيقي، لكن ضيق التنفس النفسي يكون أقل خطورة لأنه غالباً ما يتراجع من تلقاء نفسه بعد نهاية النوبة النفسية.
على عكس ضيق التنفس العضوي؛ تزداد حدة ضيق التنفس النفسي مع الراحة وتقل مع الحركة، ويكون النفس قابلاً للتنظيم بسهولة من خلال تهدئة تتابع الشهيق والزفير، وتعتبر اختبارات الجهد أفضل طريقة لتشخيص ضيق التنفس النفسي. [2]
مع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن ضيق التنفس النفسي أو الوهمي ليس ادعاءاً ولا فعلاً إرادياً يقوم به المريض، ويجب التعامل مع حالة ضيق التنفس النفسي بجدية واهتمام، لأن غياب الأسباب العضوية لا يعني أن الأعراض ليست حقيقية، لتعرف أكثر عن آلية الجسدنة أو الأعراض الجسدية النفسية انقر على هذا الرابط.

animate

على عكس ضيق التنفس الحقيقي الذي ينتج عن بعض العوامل البيئية مثل المواد المسببة للحساسية أو الأمراض فإن ضيق التنفس النفسي ينتج عن اضطرابات نفسية وعصبية تتسبب بظهور أعراض ضيق التنفس. عموماً فإنّ أبرز أسباب ضيق التنفس النفسي هي: [3]

  • ضيق التنفس الناتج عن التوتر والقلق: في الحقيقة يوجد رابطٌ وثيق بين ضيق النفس والقلق فعندما يُعاني الشخص من ضيق النفس يُصبح الشخص متوتراً وقلقاً والقلق يقود لسوء الحظ للمزيد من ضيق التنفس ليدور الشخص في حلقةٍ مفرغة من السبب والنتيجة، ضيق النفس الناتج عن القلق يمكن أن يحدث فجأة ويمكن أن يتطور أيضاً على مدى عدة أيام أو أسابيع.
    أهم أعراض ضيق التنفس الناتج عن التوتر والقلق:
    1. جفاف الفم
    2. تسارع في النبض
    3. دوار
    4. تعرق
    5. شعور بالبرد
    6. غثيان
    7. إسهال
    8. رجفة
    9. شد عضلي
    10. شعور بالاختناق
    11. شعور بالخوف من فقدان السيطرة
    12. ضعف في القدرة على التركيز
    13. أفكار مخيفة
    14. ارتباك
    15. صعوبة في التحدث [4]
  • ضيق التنفس النفسي ونوبات الهلع: عندما يُعاني الشخص من نوبات الهلع فإنّ الجسم يدخل في الحالة المسماة "استجابة الكر أو الفر (fight-or-flight response)" وهذه الاستجابة الجسدية تقود إلى ظهور العديد من الأعراض غير المريحة بما يتضمن ضيق التنفس، سواء كنت تُعاني من نوبات الهلع بشكلٍ متكرر أو عانيت منها مرةً واحدة فالمؤكد أنّ ضيق التنفس المرافق سيجعلك تشعر بالخوف بشكلٍ كبير.
    الخصائص المميزة لنوبات ضيق التنفس المرتبطة بنوبات الهلع قد تتضمن:
    1. اللهاث لمحاولة الحصول على الهواء
    2. الشعور بأن أنفاسك سطحية ومقيدة
    3. التنفس بسرعة أكبر من المعتاد
    4. عدم القدرة على التنفس ببطء
    5. الشعور وكأنك تختنق أو كأن أحداً ما يقوم بخنقك [5]
  • ضيق التنفس النفسي وارتجاع المريء: تتضمن المعدة مادةً حمضية قوية من أجل هضم الطعام كما يمتلك الجسم آلية معينة من أجل منع تسرب الحمض للمريء، لكن في بعض الأحيان قد تضعف هذه الألية فيخرج الحمض للمريء وقد يصل إلى الرئتين حتى. ارتجاع المريء قد يتسبب بحالةٍ من القلق والتوتر ولذلك من الممكن أن يُسبب في حال إهماله نوباتٍ من ضيق التنفس النفسي مع تكرر الأعراض. [6]

إن كنت تُعاني أو أحد أفراد أسرتك من ضيق التنفس النفسي فهناك عدة خيارات متاحة للعلاج ويتعلق اختيار العلاج المناسب بحالة الشخص جذور المشكلة المسببة للقلق أو نوبات الهلع تختلف بين شخصٍ وآخر، في بعض الأحيان يفضل الأطباء تطبيق عدة علاجات معاً حتى يعثروا على العلاج المناسب. تتضمن خيارات العلاج الأساسية:

  1. أدوية علاج ضيق التنفس الوهمي: قد تكون الأدوية مفيدةً في علاج بعض الأفراد الذي يُعانون من نوبات الهلع والذعر لأنّها تُساعد على تقليل القلق العام وتخفيض تكرار وشدة النوبات والقلق المرافق للنوبات. بعض الأدوية التي أثبتت فعاليتها وفائدتها تتضمن:
    • ترانيلسيبرومين
    • باروكستين
    • كلونازيبام
    • ألبرازولام
    • إسيتالوبرام
  2. العلاج النفسي: قد يُستخدم العلاج النفسي بالتزامن مع أخذ الأدوية وقد يعتمد مسار العلاج الذي يختاره الطبيب على شدة النوبات وتكرارها وعلى تفضيلات المريض الشخصية، قد يُستخدم العلاج النفسي من أجل علاج الأفراد والأزواج والأسر المتأثرة بنوبات الهلع أيضاً. من الخيارات المستخدمة في العلاج [5]:
    • العلاج المعرفي السلوكي
    • تعديل السلوك المعرفي
    • العلاج العقلاني والانفعالي السلوكي
    • ممارسة اليقظة الذهنية
    • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
  3. التنفس العميق: يعتبر التنفس العميق من الطرق المستخدمة لعلاج ضيق التنفس النفسي فحيث أنّ ضيق التنفس الذي تعاني منه ليس مرتبطاً بمرض أو عوامل خارجية يُساعدك التركيز على التنفس على إدخال المزيد من الأوكسجين إلى الرئتين والشعور بالتحسن. طريقة التنفس العميق تتضمن:
    • الجلوس بوضعية مريحة على كرسي أو الاستلقاء على مسطح مستوي مثل السرير مع وضع وسادة تحت الرأس
    • وضع إحدى اليدين أعلى الصدر والأخرى أسفل القفص الصدري فهذا يتيح لك الشعور بالحجاب الحاجز بشكل أفضل عند التنفس
    • التنفس ببطء عبر الأنف حتى تتحرك المعدة نحو اليدين
    • شد عضلات البطن وسحب البطن للداخل مع الزفير من خلال الأنف والفم أو أحدهما (من الممكن اختيار الأسهل)
    • الاستمرار بهذه التقنية لمدة 5 إلى 10 دقائق يومياً
  4. ممارسة الرياضة: قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى وخاصة أنّ الجميع يعلم أن التمارين الرياضية تجعلك تشعر بضيق التنفس ولكن ممارسة الرياضة مفيدة بشكل كبير من أجل علاج ضيق التنفس النفسي فعلى عكس ضيق التنفس الحقيقي يزداد ضيق التنفس النفسي سوءاً بالراحة ويتحسن عبر ممارسة الرياضة. [7]

إضافة للعلاج فقد تستفيد من إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي تعيشها لأن بعض الأشياء التي تقوم بها بشكل يومي يمكن أن تؤثر بشكلٍ غير مباشر على تعرضك لضيق التنفس النفسي، بعض التغييرات التي يمكن أن تساعدك تتضمن:

  • تجنب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين لأنه قد يزيد من مستويات القلق والتوتر
  • عدم اللجوء إلى شرب الكحول كرد فعل لأنه سيزيد الأمر سوءاً وحسب
  • محاولة الإقلاع عن التدخين لأن التدخين يؤثر على صحة الرئتين من ناحية ويزيد من مستويات التوتر والقلق
  • التعامل مع المشاكل الحياتية ومحاولة العثور على حلول لها، يمكن أن تقوم بهذا الأمر برفقة فرد من العائلة أو صديق مثلاً.

مع انتشار فيروس كورونا حول العالم وحيث أنّ الأعراض الأساسية للإصابة بالفيروس تتضمن الجهاز التنفسي والرئتين أصبح الكثيرون يخافون من أنّ ضيق التنفس قد يكون دليلاً على الإصابة بالفيروس، المشكلة هنا أن بعض الإجراءات الاحترازية الهادفة لتقليل انتشار الفيروس كان لها أثر كبير على الجانب النفسي لكثيرٍ من الأشخاص مما أدى لانتشار ضيق التنفس النفسي بشكل أكبر من المعتاد.

علامات تميز بين ضيق التنفس النفسي وكورونا

لحسن الحظ هناك بعض الاختلافات بين ضيق التنفس الناتج عن الكورونا وضيق التنفس النفسي والتي يمكن استخدامها من أجل التفريق بين الحالتين. ومن أهمها:

  • تدوم نوبات ضيق التنفس بين 10 دقائق و30 دقيقة عندما تكون ناتجة عن عوامل نفسية وتدوم لأكثر من ذلك عندما تكون بسبب الكورونا
  • تترافق النوبات الكورونا بحمى وارتفاع درجة حرارة
  • يُعاني الشخص المصاب بكورونا من سعال جاف
  • يشعر الشخص المصاب بالكورونا بضيق شديد في الصدر
  • يعاني المصاب بكورونا من رجفة متكررة
  • يترافق مرض الكورونا بألم عضلي
  • يشعر المصاب بألم في الحلق
  • فقدان حاستي الذوق والشم من مرض الكورونا [8]
  • بالطبع يؤكد الأطباء أنّه من غير المستغرب أن يعاني المصابون بكورونا من نوبات من الهلع أو القلق وذلك بسبب الحالة النفسية المجهدة التي قد يشعر بها المصاب نتيجة خوفه من مرض الكورونا.

ختاماً .. يجب أن تعلم أن استشارة الطبيب النفسي يلعب دوراً كبيراً في الحصول على العلاج المناسب والتخلص من نوبات ضيق التنفس النفسي، وفي كثيرٍ من الأحيان يمكن أن يكون للعائلة والأصدقاء دورٌ هام في تحسين مسار العلاج.

المراجع