تعريف مفهوم البطالة وحلول حديثة للبطالة

تعرّف أكثر إلى مفهوم البطالة وأفضل الحلول لمشكلة البطالة ودور الأفراد والحكومات في مكافحة البطالة
تعريف مفهوم البطالة وحلول حديثة للبطالة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعاني من مشكلة البطالة معظم دول العالم، وأصبح لا بد من وجود حلول عملية للحد من منها سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الحكومات، فما المقصود بالبطالة وما تأثيرها على المجتمع والأشخاص؟ وكيف يمكن أن يتخلص الشباب من عقدة البطالة؟ وما الحلول التي يجب أن تقوم بها الدول للحد من مشكلة البطالة؟

البطالة (بالإنجليزية: Unemployment) اصطلاحاً تشير إلى عدد أو نسبة الأشخاص الذين لديهم القدرة على العمل ويحتاجون إليه لكنهم لم يستطيعوا الحصول على وظيفة مستمرة لفترة تزيد عن 6 أشهر، ولا يشمل مصطلح البطالة المتقاعدين أو من لديهم يملكون عجز يمنعهم عن العمل، ومعدل البطالة هو النسبة المئوية التي تشكلها القوة العاملة المعطّلة من مجموع القوة العاملة في الدولة.
والبطالة في اللغة مأخوذة من فعل بَطَلَ أو بَطُلَ، وتعني توقف مفعولة أو تعطّل.

animate

مشكلة البطالة من أخطر المشاكل التي تهدد العالم بسبب تزايدها سواءً في البلدان النامية أو المتقدمة وتهدد استقرارها الاقتصادي والاجتماعي، ولها الكثير من التأثيرات على الفرد والمجتمع ومن تأثيرات البطالة:

  • مشاكل اقتصادية تهدد المجتمعات: تعتبر البطالة مقياس لقوة اقتصاد الدولة فكلما ازداد معدل البطالة ضعف اقتصاد البلد، كما يشير ارتفاع معدلات البطالة إلى عجز الدولة عن تحقيق التنمية وتلبية متطلبات النمو الاقتصادي، كما تسبب البطالة بانخفاض القوة الشرائية لعدم قدرة الأفراد على تغطية التكاليف المعيشية بسبب نقص الدخل.
  • تسبب البطالة ضغوطات كبيرة على الحكومات: ترمي البطالة حملاً ثقيلاً على كاهل الحكومات خصوصاً في الدول النامية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك البطالة المقنعة، حيث تقوم الدولة بتقديم فرص عمل ووظائف دائمة أو مؤقتة للحد من مشكلة البطالة لكن دون أن تكون هذه الأعمال منتجة أو ذات جدوى اقتصادية، ما يشكّل استنزافاً للاقتصاد الوطني وحلّاً غير عملي للبطالة.
  • مشاكل أسرية واجتماعية: تهدد البطالة أمان الأسرة واستقرارها، حيث تعاني الأسر التي يعيلها شخص عاطل عن العمل من الفقر وعدم القدرة على تلبية الحاجات الأساسية، كما تجبر البطالة عدد أكبر من أفراد الأسرة على الانخراط في أعمال غير ملائمة كما هو الحال في إجبار الأطفال على العمل.
  • فقدان العديد من المهارات: تسبب البطالة -بشكل خاص عند الشباب- فقدان الكثير من المهارات سواءً كانت موهبة يمتلكها أو مكتسبة من خلال الدراسة أو تجارب عمل سابقة، وتحرم البطالة الشباب من اكتساب مهارات نوعية وجديدة في مجالات تخصصهم.
  • الفقر والتشرد: تزيد البطالة من معدلات الفقر نتيجة انعدام الدخل، خاصة في الدول النامية غير القادرة على إعطاء منح للأشخاص العاطلين عن العمل، ما يزيد من حالات الفقر والتشرد فيها أكثر من غيرها.
  • انتشار الأنشطة غير القانونية: يعود سبب انتشار الأنشطة غير القانونية مثل السرقة وظاهرة التسول والنصب، إلى الفقر الناتج عن البطالة، هذه تشكّل هذه الأعمال السبيل للأشخاص الذين لا يملكون دخلاً يعيشون منه.
  • مشاكل نفسية على الأفراد: يعاني الشخص العاطل عن العمل من مشاكل نفسية نتيجة ما يعتبره "وصمة عار" في حياته بسبب الضائقة المادية وعدم القدرة على إثبات الذات ما يولد شعور بالقلق قد يصل للاكتئاب، إضافةً إلى نظرة الآخرين للشخص العاطل عن العمل.
  1. التوجه للعمل الحر: من أهم الطرق التي تساعد الشاب العاطل عن العمل التوجه إلى العمل الحر، مثل البدء بمشروع صغير برأس مال يتناسب مع قدراته المادية، كامتلاك عربة لبيع الحلويات التي يمكن صنعها بشكل يدوي، أو تزيين السيارات وتنظيم الحفلات بشكل لا يحتاج لتمويل كبير.
  2. التعرف على فرص العمل الجديدة: أصبح هناك فرص عمل لا يعرفها الكثيرون، حيث أن سوق العمل يتطور بشكل متزايد وقد توفر الكثير من الوظائف التي لم تسمع عنها أو بالأصح لم تكن موجودة منذ أنهيت المراحل الدراسية، فعندما تبحث عن وظائف وسع بحثك للوصول إلى هذه الوظائف غير التقليدية، مثل التسويق الإلكتروني، أو العمل عن بعد.
  3. العمل على مشاريع جماعية: مثل العمل مع مجموعة من الشباب الذين يملكون مهارات محددة أو المشاركة مع مجموعة من الشباب لعمل مشروع صغير بدعم من بعض المؤسسات، مثل افتتاح ورشة خياطة من قبل مجموعة من الشباب بمساعدة بعض المؤسسات لتأمين مكان للعمل أو تقديم مبالغ أو خدمات لدعم المشروع بشكل عام.
  4. استغلال نقاط القوة: كل شخص يملك لديه قوة في مجال ما، فعليك تحديد نقاط قوتك واستغلالها على أكمل وجه للحصول على العمل، فمثلا إذاً كان لديك مهارة في إصلاح المعدات الكهربائية أو الإلكترونية يمكنك عرض هذه الخدمة على الأشخاص من حولك وتبدأ من المنزل.
  5. استغلال المواهب الخاصة وتطويرها: تعتبر الموهبة من النقاط الإيجابية التي يتمتع بها البعض ما يساعده على الابتكار والإبداع لاستغلال هذه الموهبة بما يعود عليه بمردود جيد سواء لإيجاد فرصة عمل مناسبة أو العمل بشكل مستقل، مثل الرسم الذي يعتبر موهبة رائعة وإذا تم استغلالها بالشكل المناسب سوف يتمكن من العمل بتمييز.
  6. القبول بفرص العمل المتاحة: من أسباب البطالة التي يعاني منها الشباب هي الاستهتار ببعض فرص العمل التي لا تتناسب مع مهاراته الخاصة أو دراسته واختصاصه أو بسبب عدم الرضى عن الأجر أو المكان وغيرها، ولكن في المقابل هذه الأعمال الصغيرة المؤقتة قد تساعدك في الوصول إلى علاقات جديدة تساعدك في الوصول إلى فرص عمل أوسع وأكثر ملائمة لمهارات.
  1. العمل على زيادة الإنتاج: يدعم الإنتاج والاستهلاك تسريع سير عجلة الاقتصاد في الدول ما يتطلب عدد عمال أكثر بالنسبة للشركات المنتجة في القطاعين العام والخاص على حد سواء من خلال تعزيز الاستثمارات وتنمية رأس المال البشري وإصلاحات على مستوى الشركات والأسواق، ما يساعد في الحد من تفاقم مشكلة البطالة.
  2. تأهيل العاطلين عن العمل: نسبة كبيرة من الأشخاص العاطلين عن العمل لا يملكون ميزات تنافسية تجعلهم قادرين على أخذ فرصة العمل داخل الدولة أو خارجها، والعمل المنهجي والمنظم على تأهيل الأشخاص معنياً وعلمياً من الحلول العملية للبطالة، خصوصاً عندما يكون هذا التأهيل متوافقاً مع احتياجات سوق العمل الحديث.
  3. دعم المشاريع الصغيرة: ويتم دعم المشاريع الصغيرة من خلال تقديم قروض للشباب الراغبين في إنشاء مشاريع خاصة صغيرة بفوائد منخفضة ما يجعلهم يتشجعون للإقدام على مثل هذه الخطوات التي تعود بفائدة أولاً على النمو الاقتصادي في الدولة وثانياً في اتاحة فرص عمل جديدة بعيداً عن كاهل الدولة.
  4. التقليل من العمالة الخارجية: تعتبر الأيدي العاملة الأجنبية من أسباب انتشار البطالة بين المواطنين الأصلين، فيجب على الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستبدال العمالة الأجنبية بالمواطنين العاطلين عن العمل مثل زيادة الرسوم على العمالة الأجنبية وهذا ما بدأت به بعض الدول العربية مثل الأردن.
  5. جذب الاستثمارات الخارجية: تلعب الاستثمارات الخارجية دوراً كبيراً في النمو الاقتصادي في الدول وكذلك تمنح الشباب فرص عمل كبيرة وبمهارات متنوعة ورواتب جيدة، من خلال خلق بيئة تجذب الاستثمارات مثل التخفيف من قيود الاستثمار الأجنبي المباشر في الدولة ودعم البنية التحتية في البلاد مثل مرافق النقل وإمدادات الطاقة الكافية وتوفير أيدي عاملة ماهرة بشكل كافي.
  6. تطوير نظم التعليم: نجد أن الأشخاص الذين أنهوا التعليم الجامعي أكثر من يعانون من البطالة وهذا بسبب مخرجات التعليم التي لا تتناسب مع سوق العمل المتاح، يساعد نظام التعليم الذي يدعم التدريب المهني خلال فترة الدراسة بما يتناسب مع احتياجات السوق في الحد من مشكلة البطالة على المدى الطويل.
  7. إقامة مشاريع تنموية: يجب على الدولة إنشاء بعض المشاريع الخدمية التنموية التي تؤمن فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل مثل بناء الجسور واستثمار المناطق الزراعية ما يؤمن فرص عمل مؤقتة ودائمة وبالتالي الحد من مشكلة البطالة.
  • العمل عن بعد: يعتبر العمل عن بعد ثورة في عالم التوظيف، حيث برزت الوظائف التي يمكن العمل فيها من المنزل بشكل كبير مع تطور تقنيات الاتصال، وساهم سوق العمل عن بعد بشكل كبير في الحل من مشكلة البطالة.
  • التجارة الإلكترونية: لفترة طويلة كانت كلمة "تجارة" تعني الحاجة لرأس مال كبير، اليوم أصبح من الممكن أن تنشأ متجراً إلكترونياً بأقل التكاليف لعرض الخدمات أو المنتجات، وتمثل التجارة الإلكترونية ملجأ للكثير من العاطلين عن العمل، حيث يعتقد أن تصل نسبة الشراء على الإنترنت إلى أكثر من 85% من جميع عمليات الشراء خلال السنوات القادمة.
  • مبدأ العمل بالقطعة: العمل بالقطعة أو (Freelance work) يقوم على مبدأ تقديم الخدمة لمن يطلبها دون أي التزامات أخرى بين الطرفين، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجه العاملين بنظام الفري لانس لكنه يعتبر من الحلول الفعالة لمشكلة البطالة.
  • أرباح منصات التواصل الاجتماعي: ساهمت منصات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وانستغرام بشكل كبير في الحد من مشكلة البطالة وخلق مصادر دخل جيدة ومستقرة نسبياً لصناع المحتوى، كما قللّت منصات التواصل الاجتماعي من التعقيدات المتعلقة بأسواق العمل التقليدية وفتحت الباب أمام غير المؤهلين أو الأشخاص الذين لا يمتلكون خبرات كبيرة لإيجاد مصدر دخل.
  • تعزيز التخصصات الدقيقة: من الحلول العملية الحديثة لمشكلة البطالة زيادة التخصص الدقيق في معظم مجالات العمل وخصوصاً المهن الحديثة، على سبيل المثال في مجال البرمجة أصبح سوق العمل يطلب مبرمجين متخصصين في جزء معين من عملية البرمجة بدلاً من البحث عن شخص يقوم بكل شيء.

المراجع