مشاعر الأمومة لأول مرة وهل عدم الشعور بها طبيعي

ماهي مشاعر الأمومة؟ تعرفي إلى مشاعر الأمومة لأول مرة ونصائح تربية طفلكِ الأول
مشاعر الأمومة لأول مرة وهل عدم الشعور بها طبيعي

مشاعر الأمومة لأول مرة وهل عدم الشعور بها طبيعي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تختبر الأم الجديدة مجموعة متنوعة من الأحاسيس والمشاعر متنقلة في آن واحد ما بين الفرحة والخوف والتعب والاستغراب وغير ذلك، ويظهر هذا الارتباك عند الكثير من الأمهات مباشرة بعد ولادة المولود الأول، فما هي مشاعر الأمومة ومتى تبدأ؟ وكيف تتغلب الأم الجديدة على مخاوفها؟

هل غريزة الأمومة موجودة عند كل النساء!

مشاعر الأمومة هي مجموعة من الأحاسيس والمشاعر تشعر بها المرأة تجاه أبنائها وتبني عليها علاقة قوية وفريدة، وتربط معظم الثقافات والمجتمعات بين مشاعر الأمومة وغريزة الأمومة، حيث يسود الاعتقاد أن كل امرأة تملك غريزة فطرية تجعلها ترغب بالإنجاب وقادرة على العناية بالأطفال وتكوين رابط عاطفي معهم بالفطرة! إلا أن وجهة النظر العلمية تشير إلى وجود مبالغة بوصف غريزة الأمومة واعتبار أن كل امرأة تريد وتستطيع أن تكون أمّاً بالضرورة.

مشاعر الأمومة هي مشاعر مكتسبة ومتنامية تبدأ منذ مع ولادة الطفل وليست غريزية، لأن الغريزة سلوك فطري يتضمن استجابة ثابتة تجاه محفز معين ولا يحتاج لتعلّم، وبالتالي يقود هذا إلى أن الأمّ يجب أن تكون على دراية تامة بما يجب أن تفعله منذ لحظة ولادة طفلها بشكل فطري، وهذا ما يجعل فكرة غريزة الأمومة مرفوضة إلى حدٍ ما علمياً.

وبدلاً من ذلك يعتقد أن مشاعر الأمومة مكتسبة تتطور بشكل تدريجي بعد ولادة الأم لطفلها خصوصاً طفلها الأول، كما أنها تنتج عن عمليات نفسية معقدة تتأثر بعوامل مختلفة، تربوية وثقافية ونفسية وبيولوجية وهرمونية، والبعض كان يعتقد أنها تتعلق بالحمل والولادة فقط إلا أنها تخلق أيضاً مع التبني. [1-2]

animate

مشاعر الأمومة لأول مرة تتطور بشكل تدريجي ولا تبدأ بشكل مفاجئ، وهناك العديد من الأوقات المفصلية والهامة التي يكون لها دور خاص بتعزيز بدء مشاعر الأمومة، وعلى الرغم أن البداية الفعلية لمشاعر الأمومة مرتبطة بالحمل ومتطورة بشكل مستمر مع ولادة الطفل ونموه، لكنها تبدأ بشكل خامل في مرحلة مبكرة متأثرةً بالعوامل الاجتماعية والثقافية والتربوية، وأهم مراحل تطور مشاعر الأمومة تتمثل فيما يلي:

  1. فترة الحمل: المرأة خلال فترة حملها تتكيف مع نمط معين للحياة تحرص فيه على تلبية احتياجات الجنين والحفاظ على نموه بالشكل الصحيح، يشكل ذلك بوادر أولية لبدء مشاعر الأمومة خصوصاً في حالة الحمل الأول، كما يرتبط الحمل عاطفياً عند المرأة بالعلاقة مع الشريك، وتشعر أنها الآن تمتلك رابطاً أقوى مع شركيها.
  2. عند سماع نبض الجنين أول مرة: من أوائل الفحوص التي تجرى للاطمئنان على الجنين ما بين الأسبوع السادس والسابع من الحمل هو سماع صوت نبضات قلب الجنين، وهو علامة فارقة بالنسبة للأم الجديدة التي تحمل للمرة الأولى، والشعلة الأولى التي تظهر فيها مشاعر الأمومة بسبب تعزيز شعور الأم بحقيقة وجود طفلها داخلها.
  3. عندما يبدأ الجنين بالحركة: بين الأسبوع 18 إلى 25 من الحمل تبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين داخل رحمها، وهذا يشكل عامل سعادة خاصاً ومميزاً للأمِّ لأنها الوحيدة التي تتواصل مع طفلها وتشعر به مما يشكل مرحلة مهمة لبدأ مشاعر الأمومة التي تنمو كثيراً خلال هذه الفترة.
  4. عند لمس الطفل أول مرة بعد الولادة: من المعتاد أن يتم جلب الطفل بعد ولادته لتحضنه الأم غالباً عن طريق ملامسة جلد الطفل من خده، وإن الملامسة الأولى هذه تكون لحظة ذات مكانة خاصة لعلاقة الأم والطفل وتشكل لحظة التعارف الأولى وتكون أهم شرارة لبدء مشاعر الأمومة.
  5. عند إرضاع الطفل لأول مرة: في الساعات الأولى بعد الولادة غالباً ما يتم إحضار الطفل ليرضع للمرة الأولى من أمه وتكون هذه اللحظات للأم الجديدة حساسة جداً وبداية هامة للإحساس بالأمومة لأول مرة.
  6. ما بعد الولادة والتعود على وجود الطفل: مرحلة ما بعد ولادة الطفل وإحضاره للمنزل هي الفترة الأساسية لتطور مشاعر الأمومة التي بدأت بشكل خفيف خلال فترة الحمل وفي أولى لحظات الولادة، لكن تبقى هذه الفترة هي الأهم لبداية حقيقة لمشاعر الأمومة ولظهورها بشكل أقوى وأكثر وضوحاً نتيجة وجود الطفل بشكل دائم وارتباط الأم به وقضاء وقت طويل معه.

تتخوف كثير من الأمهات عندما ينجبن طفلهن الأول بسبب عدم شعورهن بمشاعر الأمومة المبالغ فيها والقوية الموجودة كصورة نمطية في أذهانهن، وهذا ما يخلق لديهن شعوراً بتأنيب الضمير ومن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة، كالاعتقاد بأنهن أمهات غير صالحات، لكن في الحقيقة وجود هذه المشاعر أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.

فالأمومة تجربة كبيرة ومعقدة مبينة على التعويد والممارسة وتتطور مع الوقت ومعظم الخبراء أقروا بوجود مبالغة بوصف مشاعر الأمومة أو غريزة الأمومة في مختلف الثقافات، وهذا ما يضع النساء في كثير من الأحيان أمام تحديات ومخاوف ليس لها سبب.

كما أن اختلاف الشخصيات أيضاً له دور مهم في طريقة الإحساس بمشاعر الأمومة فلا يمكن أن تتصرف جميع النساء في جميع أنحاء العالم بنفس الطريقة عندما يأتي مولود جديد، فالشخصية العاطفية مثلاً تكون أكثر تأثراً بفكرة مشاعر الأمومة من الشخصية غير العاطفية.

في النهاية ليس من الغريب أن تكون تجربة المولود الأول صعبة ومرهقة وتحمل الكثير من المتاعب والمخاوف والتحديات للأم، ومع كل ذلك التعب والانشغال ومع كل التغيرات التي ترافق الأم الجديدة في حياتها، يكون من الطبيعي تأخر الشعور بلذة الأمومة وبقوة مشاعرها، لكن طالما أن الأمور تسير ضمن سياقها الطبيعي فسيكون الوقت كفيل للتخلص من مشكلة عدم وجود مشاعر تجاه الطفل، أما في حال وجود عوائق كبيرة وغير منطقية مثل محاولة الأم إيذاء طفلها أو التعرض لاكتئاب ما بعد الولادة، فهنا يكون من الضروري استشارة طبيب للمساعدة.

  1. عدم الشعور بمشاعر الأمومة: من أكبر المخاوف والهواجس التي تواجه الأم الجديدة أنها قد لا تشعر بمشاعر الأمومة مباشرةً عند الإنجاب، خصوصاً أنها تمتلك تصوّراً مسبقاً عن غريزة الأمومة وسجّلاً من تجارب الآخرين التي قد تكون مزيّفة لتطابق التصوّر العام، وشعور الأم بعدم وجود الرابط المزعوم بينها وبين طفلها الرضيع قد يجعلها خائفة ومتوترة وتلوم نفسها، لكن سرعان ما تكتشف خلال أيام مدى قوة الرابط الذي يتشكّل تدريجياً مع الطفل في معظم الأحوال.
  2. صحة الرضيع والعناية به: أكثر ما تتجلى به مخاوف وهواجس الأمهات الجدد هو ما يتعلق بصحة الرضيع وطرق العناية به، لأن صحة الرضيع أمر حساس جداً والأمهات الجدد فاقدين للخبرة الكافية التي تؤهلهن للعناية الصحيحة بصحة الرضيع، كما أنهن لا يدركن لما يجب عليهم فعله للرضيع للعناية به كعدد مرات ومدة الرضاعة وساعات النوم التي يحتاجها وطريقة تقميط الرضيع وما إلى ذلك، وهذا ما يجعلهن دائماً خائفين من أن يصاب الطفل بمكروه أو مرض أو أن يتعرض لمتلازمة موت الرضيع المفاجئ وغير ذلك.
  3. عدم تقبل الطفل: على الرغم من أنها حالة نادرة إلا أن بعض الأمهات اللواتي ينجبن للمرة الأولى قد تنتابهنَّ بعض المخاوف المتعلقة بعدم تقبل وجود الطفل الرضيع، بسبب بكاءه الكثير أو عدم تقبل شكله أو كثرة مسؤولياته التي تأخذ كل الوقت، وهي حالة غالباً تصاحب اكتئاب ما بعد الولادة
  4. المسؤولية الكبيرة: تشكل مسؤولية الاعتناء بالطفل ورعايته، خصوصاً في الفترة الأولى بعد ولادته، إحدى أكبر مخاوف الأم الجديدة التي تنجب طفلها الأول، فهي من ناحية ليس لديها تجربة سابقة تفيدها في فهم أبعاد هذه المسؤولية ومن ناحية أخرى تشعر أن حياتها على مشارف نقلة نوعية لا يمكن التراجع عنها أو تغييرها.
  5. تغير مظهرها وشكل جسدها بعد الولادة: تمر الأم بالعديد من التغيرات الشكلية بفعل الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، مثل زيادة الوزن وتشققات حلمة الثدي وربما حدوث شق في البطن في حال الولادة القيصرية وغير ذلك، وهذه التغيرات تعتبر من أكثر مشاكل ومخاوف الأمهات الجدد شيوعاً بسبب التخوف من عدم القدرة على استعادة الشكل السابق الذي كان قبل حصول الحمل، وهي تعتبر مشكلة شائعة عند الأمهات الجدد في عمر صغير ويمكن تجاوزها بالقليل من الرياضة والعودة للاهتمام بالنفس.
  6. التغيرات الروتينية في حياة الأمّ: الكثير من الأعمال الروتينية تتغير مع ولادة طفل جديد وهي تكون مصدر قلق وازعاج للأم الجديدة لأنها غير قادرة على التصرف بحياتها كما كانت من قبل وغير معتادة على هذه التغيرات والتقلبات، مثل اضطراب مواعيد النوم بسبب الاستيقاظ مع الطفل الرضيع بشكل مستمر، وعدم القدرة على ترك الطفل وحده، والالزام بمواعيد إرضاع الطفل الكثيرة التي تأخذ كل الوقت، وقلة القدرة على القيام بالأعمال المنزلية أو غير المنزلية وما إلى ذلك.
  7. الخلافات الزوجية بعد الولادة: بعد أن كانت الحياة الزوجية مقتصرة على الزوجين فقط وكان لهما حرية قضاء الوقت كيفا يرغبان، أصبحت الحياة بوجود المولود الجديد مسؤولية على كلا الأبوين، مما يخلق توتراً في العلاقة الزوجية بسبب ضيق الوقت المتاح لهذه العلاقة وكثرة المسؤوليات وحساسية التعامل مع الطفل الرضيع، مع كل ذلك قد تتخوف الأم الجديدة من هذا التوتر الذي يحصل في العلاقة الزوجية بسبب المولود الأول، ويشكل ذلك عبئاً نفسياً عليها.
  8. مخاوف العمل: الأم العاملة التي تنجب مولودها الأول تكون عرضة بشكل كبير لمخاوف عدم القدرة على العودة إلى العمل أو القدرة على التركيز في العمل كما كان من قبل بسبب وجود مسؤوليات الرضيع، كضرورة إرضاعه وعدم القدرة على تركه. [3]

فيما يلي أهم النصائح التي تساعد الأمهات الجدد على تخطي بعض صعوبات ومخاوف الولادة والاعتناء بالطفل الرضيع وتخفف من عبئ المسؤوليات المختلفة:

  • اطلبي المساعدة: من الطبيعي أن تحتاج الأم الجديدة للمساعدة والاستشارة لتعلم طريقة العناية بالرضيع في مختلف مراحل نموه بما يتضمن طريقة إطعامه والوقت الصحيح لنومه وطريقة تحميم الرضيع وما إلى ذلك، ويفضل أن تكون هذه الاستشارات من أشخاص مختصين خصوصاً فيما يتعلق بصحة الرضيع ونوع طعامه وأساليب التعامل مع مشاكله الصحية وأمراضه.
  • امنحي وقتاً لنفسكِ: الرابطة بينك وبين طفلك تتعزز مع الوقت ولا تخلق بشكل مفاجئ لذا لا تستعجلي الإحساس بشعور حبك لمولودك الجديد، وامنحي نفسك بعض الوقت لتتطور العلاقة بينكما وتنمو مشاعرك تجاهه.
  • ضعي في حسبانك أن الخوف مرحلة طبيعية: الخوف من مسؤوليات طفلك الأول مسألة طبيعية جداً، نتيجة للتغيرات الكثيرة والمسؤوليات المفاجئة التي وضعت أمامك، لذا يجب أن تضعي في حسابك أن شعورك هذا بالخوف أمر طبيعي ولا يجب أن يؤثر عليك وحاولي تجاهله قدر الامكان وستجدين أنه اختفى مع الوقت.
  • دوني أغراض الرضيع: لتسهيل مهمة الاعتناء بطفلك الأول دوني كل ما قد يحتاجه من أغراض مع طريقة استخدام كل غرض لعدم نسيان شيء، مثل أغراض إرضاع الطفل وأغراض تحميمه وبعض اللباس الضروري وسلة قابلة للحمل وما إلى ذلك.
  • نظمي وقتك وضعي جدول لمهامك: بما أن الأم الجديدة تقع في مشكلة تعدد المهام المنزلية مثل الترتيب والطبخ والمهام الزوجية، بالإضافة إلى مسؤوليات الطفل فهي بحاجة لتنظيم الوقت ووضع جدول مهام يساعدها في التخلص من الفوضى مع القدرة على إنجاز الأعمال بأقل جهد وبدون نسيان أي شيء.
  • نامي في وقت نوم طفلك: قلة النوم من أكثر المشاكل التي تعاني منها الأمهات الجدد، ويمكن أن تساعدك نصيحة النوم في وقت نوم طفلك على التقليل من التعب والانزعاج الذي تسببه هذه المشكلة.
  • قوي علاقتك مع طفلك: وجود طفلك في حياتك نعمة كبيرة وعلى الرغم من المتاعب الكثيرة التي ترافق إنجاب مولود جديد، إلا أنها من أكثر اللحظات الممتعة في الحياة، لذا احرصي على قضاء وقت مع طفلك واحتضانه وإرضاعه، هذا سيعزز علاقتك بطفلك ويقوي رابط الأمومة وينسيك المتاعب كلها.
  • مارسي رياضة المشي: مع ضيق وقت الأم الجديدة قد يكون من الصعب عليها ممارسة تمارين رياضية منتظمة أو الخروج للجيم، لذا يفضل الاستعاضة عنها برياضة المشي فهي مفيدة جداً للتخلص من التغيرات الجسدية الحاصلة بعد الولادة، كما أنها تفيد الأم نفسياً وتجدد لها طاقتها. [4]

المراجع