كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب ومساعدة شخص مكتئب

كيف أساعد شخصاً مكتئباً! تعرف إلى قواعد ونصائح التعامل مع مريض الاكتئاب ومساعدته بطريقة صحيحة
كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب ومساعدة شخص مكتئب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الاكتئاب من الحالات النفسية المتزايدة في الانتشار، وقد تصيب الأطفال والمراهقين والكبار، ومن الضروري أن يسعى المحيطون بالشخص المكتئب لتحسين حالته العاطفية والنفسية والتخفيف من خطر الانجراف لوضعٍ أسوأ كالتسبب بالإدمان أو التفكير بإيذاء الذات، فكيف يمكن التعامل مع مريض الاكتئاب والتخفيف عنه وزيادة شعوره بالرضا والسعادة؟

أهم قواعد التعامل مع مريض الاكتئاب أو الشخص المكتئب والحزين ألّا تلعب دور المتخصص النفسي أو المعالج! فالعلاج النفسي يحتاج لسنوات من الدراسة والخبرة في التعامل مع المشاكل النفسية، يجب أن يكون دورك في التخفيف عن الشخص المكتئب متركّزاً حول الاحتواء والتفهّم والمساعدة بصفتك الشخصية وبموقعك من العلاقة، هذا سيكون أفضل للشخص المكتئب وأفضل لك أيضاً!

محاولة معالجة مريض الاكتئاب من غير المتخصصين في كثير من الأحيان تصل إلى نهايات غير جيدة وغير متوقعة، خصوصاً وأن الاكتئاب طيفٌ واسع من الدرجات، قد يكون اكتئاباً خفيفاً أو حزناً عابراً، وقد يصل إلى مرحلة الاضطراب المزمن الذي لا يمكن علاجه بمجرد المواساة والدعم.

animate
  1. اعرض عليه رغبتك بالاستماع: من أفضل الكلام الذي يمكنك قوله لتحفيز شخص يشعر بالاكتئاب، هو ما يشعره بالرغبة في الحديث معك ومعرفة ما يدور في خاطره، مثل أن تقول له "ألا ترغب في مشاركتي بقول ما يربكك الآن؟ حسناً أنا جاهز لذلك" لكن يجب احترام رغبته إذا لم يكن يرغب بالحديث مطولاً.
  2. أظهر اهتمامك بمشاعره: استخدم العبارات التي تعبر عن الاهتمام بمشاعر الشخص المكتئب، فهذا سيشعره بالاطمئنان، كقول "أن أتفهم ما تمر به وأشعر أني قادر على مشاركتك بما تشعر" أو "ما تشعر به صحيح وأنا قادر على فهم ذلك" فهذا قد يكون دافع إيجابي له والرغبة في التحدث والافصاح عما يشعر به.
  3. دعه يشعر بوجودك معه: التواجد الحقيقي من أهم الكلام الذي يمكنك التعبير به للشخص المكتئب عن دعمك، مثل أن تقول له "أنا موجود معك في كل وقت وأثق أنك تمنحني الثقة الكافية للتحدث عن أي شيء، ولا تعتقد أني أشعر بالملل" أو "أمرك يهمني وإن لم أفهم ما تقول، لكنني أستطيع الوصول لما تفكر به".
  4. عبّر عن إيمانك به: "أنا معك" "أنا أثق بقدرتك على الاستمتاع بحياتك" "أنا مؤمن بك" جميعها عبارات صادقة تمنح مريض الاكتئاب ثقة للحديث معك عن مخاوفه وأسباب القلق له، ويجب ألا تستهين بهذه المشاعر أو تستهزئ بها فهذا سيزيد الأمر سوءً.
  5. لا تسارع في تقديم الحلول: لا يبحث من يعاني من الاكتئاب والحزن عن الحلول دائماً! في كثير من الأحيان يطرح مشاكله ومعاناته لأنه يحتاج للمساندة النفسية والمساعدة والشعور بالقبول والتفهّم، والتسرّع في طرح الحلول -وخاصة الحلول النمطية- يعزز شعوره أنّك غير قادرٍ على فهم مشاعره الحقيقية، حاول دائماً أن تتجنب إظهار نفسك وكأنّك أقدر منه على التفكير بالحلول!
  6. عبّر عن استعدادك للمساعدة: دائماً يحتاج الشخص الذي يعاني من الاكتئاب للمساعدة وإن لم يطلب ذلك لكن يحب سماعه، مثل قول "كيف يمكنني مساعدتك؟" "سوف أكون معك كما كنت كل حياتي" "لا تتوقع مني أن أدعك وحيداً في هذه الفترة العصيبة".
  7. اختر كلماتك بعناية: الكلمات تمتلك قوّة سحرية وخصوصاً في الظروف النفسية الخاصة، حاول أن تختار كلماتك بعناية عندما تتعامل مع مريض الاكتئاب أو الشخص الحزين عموماً، عبارات المواساة النمطية ليست دائماً مناسبة، وعبارة "لو كنت مكانك" قد تكون سبباً في تعميق الحزن وزيادة الكآبة، وكلمات الاستهزاء بمشاعر الحزن "أمن أجل هذا أنت حزين! هذا لا يستحق" قد تكون مدمرةً.[1-2]
  • شاركه بعض النشاطات: من أفضل الطرق للتخفيف عن مريض الاكتئاب هي جعله منخرطاً بالنشاطات التي تجبره على الخروج والتنزه والتعامل مع الآخرين، فهذا سيجعله ينشغل عن أفكاره السلبية ويعزز لديه الإيجابية، ومن الضروري مشاركة مريض الاكتئاب في هذه النشاطات لكونه في الغالب يكون منغلقاً على نفسه ولا يرغب في الخروج.
  • خذ مشاعره على محمل الجد: عندما يعبر لك شخص مكتئب عن مشاعره ومخاوفه لا تحاول الاستخفاف بها وتجاهلها، بل خذ الأمر على محمل الجد وحاول إيجاد حلول لهذه المخاوف وطمأنته لتتمكن من التخفيف عنه، ويمكن أن تطرح عليه بعض المشاكل التي تتعرض لها وما تشعر به حيالها وكيف تواجهها فهذا سيساعده في إعادة النظر في كيفية مواجهة مشاكله بدلاً من الحزن والاكتئاب.
  • ابقَ على تواصل معه: التواصل مع الأشخاص المقربين يجعل مريض الاكتئاب أكثر راحة ويخفف عليه مخاوفه وقلقه وحالات التوتر التي يمر بها، فحافظ على تواصلك معه وحاول مقابلته وفتح الأحاديث المتنوعة معه ولا تحاول في كل مرة الحديث في موضوع الاكتئاب والمشاكل بل تحدثوا حول المستقبل والعمل والحب.
  • واجه مخاوفه معه: إذا كان مريض الاكتئاب يعني لك الكثير فلابد من مشاركته في مواجهة مخاوفه ليس فقط بالقول وأيضاً بالفعل، فهذا سيعطيه ثقة وقوة لن يتمكن من الحصول عليها لوحده وقد يتحول اكتئابه كله لمجرد قلق من مواجهة موقف معين.
  • عزّز شعوره بالقدرة على تجاوز الأمر: يحتاج مريض الاكتئاب للدعم العاطفي والنفسي، وقد يكون هذا الدعم من خلال توضيح أن جميعنا معرضين للدخول في حالة من الاكتئاب لفترة من الفترات، لكن هذا ليس من المفترض أن يجعلنا نستسلم للحزن والكآبة التي نحن بها.
  • احتفل بنجاحه: في الغالب عندما يكون الشخص في حالة اكتئاب لا يكترث لما يحققه من نجاحات وانجازات والاعتراف بها، فيمكنك مفاجئة صديقك بتقديره وتحضير احتفال مع مجموعة من الأصدقاء احتفالاً بالنجاح الذي استخف به، وهذا قد يجعله يخرج من حالة الاكتئاب ويشعر بسعادة كبيرة.
  • كن منفتحاً في التعامل معه: حاول دائماً استقبال مريض الاكتئاب برحابة صدر وتبسم، فكما أن الكآبة معدية السعادة معدية أيضاً، واسأله عن أحواله اليوم واجعله يعرف أنك على استعداد للاستماع والاستمتاع بحديثه وبمشاركته أيضاً.
  • ضعه في الأجواء التي يحبها: ربما تكون قريب جداً من الشخص الذي يشعر بالاكتئاب بشكل تعرف ما هي الأمور التي يحبها، فمثلا إذا كان يحب ركوب الخيل فاجئه برحلة لنادي الخيل، وإذا كان يحب الحفلات يمكن تحضير أجواء مناسبة تجعله يشعر بالسعادة، قد يرفض في البداية لكن مع قليل من الصبر سيتحمس للفكرة ويخرج من القوقعة التي هو فيها.
  • حافظ على نشاطه الاجتماعي: النشاطات الاجتماعية أكثر ما يجعل الشخص سعيد رغم الكآبة التي يعيشها فهي تجعله يرى العالم من حوله بجماله ومشاكله، لذا حاول أن تضعه دائماً في حلقته الاجتماعية، كجلسات الأصدقاء أو الأقارب واجعله يتمتع بهذه اللحظات وينسى ما يسبب له القلق والاكتئاب.
  • خطط للاستمتاع في اليوم: التخطيط ليوم جميل من الطرق الفعالة لجعل شخص مصاب بالاكتئاب يشعر الحماس والذي ينعكس على شعوره بالسعادة وتحسين الحالة المزاجية، فيمكن البدء بوضع مخطط للأنشطة التي ستقومان بها معاً لقضاء يوم ممتع، مثل الاستماع للموسيقى أو مشاهدة فلم من النوع الذي يرغبه ومن بعدها الذهاب للنادي لممارسة بعض الأنشطة الرياضية.
  • واظب على الخروج معه منفرداً: إذا كنت مقرب للشخص المصاب بالاكتئاب يحب عادةً قضاء وقتاً طويلاً معك ولا يرغب بمقابلة أشخاص آخرين، خذه إلى أي مكان برفقتك يشعر به بالراحة أو الهدوء والاسترخاء، وتبادلا الأحاديث والآراء والمشكلات في مقهى هادئ أو في حديقة فيها تحتوي مناظر جميلة.
  • تعرفي على المرض: أهم ما في الأمر بالنسبة لك كزوجة معرفة المزيد عن المرض وعلاجه ومضاعفاته والعلامات التي تشير إلى تفاقم الحالة وكيفية التصرف في حال حدث شيء ليس بالحسبان، وعند معرفتك جميع التفاصيل ستجدين الطريقة الأفضل للتعامل مع زوجك المكتئب والتخفيف عنه واخراجه من الكآبة.
  • قدمي الدعم: يجب أن تكوني لزوجك الداعم الأول وحاولي ألا تعامليه بطريقته فهذا يزيد اكتئابه اكتئاباً وانسحاباً إلى نفسه، فعليك فقط معرفة أن التعامل معه أمر صعب، ويحتاج للمزيد من الصبر والاستمرار في تقديم الدعم والتواجد معه بشكل دائم والحفاظ على التواصل لمعرفة ما يشعر به وبماذا يفكر، وكذلك توعية الأبناء حول كيفية التعامل مع والدهم في هذه الفترة.
  • شجعيه على تلقي العلاج: في الغالب يشعر مريض الاكتئاب بصعوبة تقبل فكرة العلاج سواء الدوائي أو العلاج النفسي وجلسات العلاج أو حتى دعم الأفراد من حوله له، فدورك الأهم هو تشجيعه على تلقي العلاج لكونك الشخص الوحيد القادر في هذه الحالة على التقرب منه، ومساعدته في تنظيم أوقاته وسلوكياته بما يتناسب مع الخطط العلاجية واستيعابه ومساعدته عند عدم التجاوب مع الطبيب.
  • اهتمي بنظام غذائه: لطبيعة الطعام الذي يتناوله الشخص وطريقة الطعام دور كبير في تحسين الحالة المزاجية لمصاب بالاكتئاب أو زيادة الاكتئاب لديه، لذا عليك العناية بالنظام الغذائي الصحي والمتوازن لزوجك، وتجنبي الأطعمة التي تزيد الاكتئاب كالوجبات السريعة والأطعمة الحاوية على نسبة عالية من السكريات والأكل باللاوعي.
  • مارسي الرياضية معه: لممارسة الرياضة فوائد مذهلة في تحسين الحالة المزاجية والتخفيف من حدة الاكتئاب وحتى علاج حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة الناتجة عن ضغوط الحياة وصعوباتها، لكن قد يكون المريض فاقد للحماس والرغبة للقيام بمثل هذا النشاط، أنت من سيجعله يتحمس لهذا الأداء برفقتك وهذا ليس فقط يفيد في تحسين الحالة المزاجية لديه بل أيضاً يجعلك تتقربين منه وتعرفين المزيد عن مخاوفه ومشاعره.
  • عبري له عن أهميته: عبري لزوجك المكتئب عن أهميته بالنسبة لك ولأطفالك والحب القوي الذي يجمعكم به، وأن دونه ودون ضحكته لا معنى لحياتكم، حيث أن الاكتئاب يعطي شعور بعدم الرضى عن الذات وانعدام القيمة، وما تقوليه له يعطيه حافزاً قوياً للعودة إلى طبيعته والنظر لأهميته الحقيقة في الحياة.
  • تجنبي التوتر في العلاقة الزوجية: من الطبيعي وجود خلافات أسرية في كل منزل، قد تسبب هذه المشاكل على صغرها توتر بالعلاقة الزوجية وأيضاً يعتبر طبيعي عادةً، لكن إذا كان زوجك يعاني من الاكتئاب عليك تجنب هذه التوترات وتسمحي لهذه المشاكل بالمرور لتجنب تعريض زوجك لضغط زائد.
  • عزّزي الإيجابية في الحياة الزوجية: الحياة الإيجابية والسعادة الزوجية لها دور كبير في الحفاظ على صحة زوجك النفسية، فتعرفي على مفاتيح السعادة الزوجية واسعي لتحقيقها، كالتغيير من روتين العلاقة الزوجية والاهتمام بالعلاقة الحميمة.

يمر معظم المراهقين بفترات اكتئاب متوسط أو خفيف، وغالباً ما يكون مؤقت، لكن من الضروري التعامل معهم بحذر وعناية للوقاية من آثار الاكتئاب والوصول للاكتئاب الشديد الذي قد يدفعه للانتحار، ويمكنك الوقوف مع ابنك المراهق ومساعدته لاجتياز هذه المراحل بسلاسة من خلال:

  • اعرف ما يشعر به: من الضروري معرفة ما يشعر به المراهق عندما تلاحظ تغيُّر في سلوكه المعتاد، حيث أن التغيرات الهرمونية تؤثر بشكل كبير على شخصيته وطريقة تفكيره، وكذلك التفكير ببناء هويته الخاصة ومواجهة التحديات خلال هذه المرحلة، فيجب الحفاظ على الحوار المستمر للتقرب من ابنك ومعرفة مخاوفه وطمأنته والتدخل عند الحاجة.
  • اقضِ بعض الوقت معه: عند ملاحظة أن ابنك المراهق يعاني من بعض المشاكل التي تشير للاكتئاب، حاول الحفاظ على التواصل معه وقضاء وقت ممتع معه ومع العائلة لزيادة التقرب منه وبناء الثقة المتبادلة، ما يمنح المراهق شعور بالاستقرار والراحة النفسية التي تخفف من الاكتئاب الذي يتعرض له.
  • شجعه على الإيجابية: عند تعرض المراهق للاكتئاب تصبح أفكاره سوداوية وغير واقعية ويبدأ بفقدان ثقته بنفسه، فعليك تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على الحياة الإيجابية مثل الانخراط بالنشاطات الاجتماعية والخروج مع الأصدقاء وتنظيم الرحلات معاً، فهذا سيجعل يومه مفعماً ويمكنه من تجاوز حالة الاكتئاب.
  • دعه يعبّر عن نفسه: أكثر ما يجعل المراهقين يشعرون بالاكتئاب هو عدم معرفة كيفية التعبير عن أنفسهم أو شعورهم بأنه لا أحد قادر على فهمها، لذا عليك أن تساعدهم في التعبير عن ذاتهم والتعبير عن الإيمان بهم وبقدراتهم، وتشجيعهم على تكوين هويتهم الخاصة ومنحهم الثقة اللازمة لذلك.
  • احمِه من البيئة المحيطة: تؤثر البيئة المحيطة على المراهق بشكل كبير، فالمراهقين ليسوا على استعداد كافي لتلقي النقد وتقبله وعدم التأثر به، لذا عليك حماية ابنك المراهق من تأثير المجتمع المحيط، من خلال محاورته والاستماع لما تعرض له اليوم ومشاركته في اختيار أصدقائه ودعمه عند شعوره بالخذلان والاكتئاب بسبب موقف تعرض له.

المراجع