ما هو الإهمال التربوي وما عواقب الإهمال في التربية؟

ما هي أسباب الإهمال في التربية؟ تعرفوا إلى معنى الإهمال التربوي وتأثير الإهمال في التربية على الأطفال
ما هو الإهمال التربوي وما عواقب الإهمال في التربية؟

ما هو الإهمال التربوي وما عواقب الإهمال في التربية؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

العملية التربوية تشمل على جوانب متعددة ومتداخلة تبدأ بالرعاية والاهتمام بالصحة والتغذية والنمو والتعاطف، ولا تنتهي عند التعليم الأكاديمي والتوجيه الأخلاقي، وكل تجاهل أو تهاون في جانب من جوانب التربية يمكن وصفه بالإهمال، كما أن التهرّب من المسؤولية التربوية مهما كان سببه يعتبر إهمالاً تربوياً يدفع الأطفال ثمنه بالدرجة الأولى.

يمكن تعريف الإهمال التربوي أنه تخلي الأهل أو المربين عن دورهم في تربية الأطفال بشكلٍ كاملٍ أو جزئي، ونقص اهتمامهم بالطفل في جانب معين أو عدة جوانب من الناحية التربوية، أو الاهتمام بجانب تربوي على حساب جوانب أخرى، وما ينتج عن ذلك من آثار غير مرغوبة تربوياً.

قد يكون الإهمال التربوي محدداً في جانب معين من جوانب التربية، مثل إهمال تعليم الطفل على الرغم من الاهتمام بصحته ونموه وسلامته الجسدية والنفسية، أو إهمال الجوانب العاطفية من التربية والاهتمام أكثر بالجوانب العملية، كما قد يصل الإهمال في التربية لحد ترك الطفل بدون أي توجيه أو رعاية وحتى إهمال حاجاته الأساسية. [1-2]

animate
  1. إهمال التوجيه السلوكي: يتمثل بإهمال توجيه الابن للسلوكيات الصحيحة والسلوكيات الخاطئة وعدم تعليمه المبادئ الأخلاقية وتجاهل تنبيه الطفل على أخطاءه أو مساعدته لتصحيحها، قد يكون ذلك بشكل غير مقصود بسبب كثرة انشغال الاهل عن أبناءهم أو بسبب وجود مشاكل في صفات لدى الآباء تجعلهم غير مكترثين لسلوكيات أبنائهم.
  2. إهمال تعليم الطفل: يأتي إهمال التعليم على هيئة ضعف الاهتمام بإلحاق الطفل بالبرامج التعليمية المناسبة وعدم توفير الاحتياجات الأساسية المتعلقة بذلك وتجاهل تدريس الأبناء وعدم الاكتراث للمستوى الدراسي للابن مما يقود الابن للتدهور الدراسي التعليمي.
  3. إهمال قضاء الوقت مع الطفل: حيث يتم إعطاء مهمة تربية الأطفال لأشخاص غير الأهل مثل المربيات والأجداد، ولا يكترث الآباء لقضاء وقت مع أطفالهم لمراقبة تطورهم وما يتعلمونه من سلوكيات أو ما يقومون به من أفعال ونشاطات يومية وإن كانت مناسبة أم لا، وإنما يلتفتون لحياتهم ويهلمون تربية أطفالهم ويلقونها على اشخاص آخرين.
  4. إهمال أهمية القدوة الحسنة في التربية: حتى يتعلم الأطفال المبادئ الأخلاقية وقواعد السلوك بشكل فعلي يجب أن يروا تطبيق آبائهم لهذه المبادئ في حياتهم اليومية ويشكلون قدوة حسنة لهم، أما عندما لا تتسق مفاهيم التربية مع تصرفات الآباء ومع عدم انتباه الاهل لكلامهم وأفعالهم أمام أطفالهم فلن تنجح تربية الأطفال بشكل صحيح وسيكتسبون السلوكيات السلبية التي يرونها وليس التي يسمعون عنها.
  5. إهمال العناية بالصحة: من جوانب الإهمال التربوي أيضاً العناية بصحة الطفل، فالطفل لا يعرف كيف يعتني بصحته وحده وهو بحاجة للكبار في معرفة الأشياء التي تضر به وتجنبها والأشياء المفيدة له وتقيه المخاطر الصحية التي يجب العناية بها، وقد يهمل الأهل هذا الجانب بسبب الجهل أو الانشغال عن الطفل.
  6. إهمال تنمية القدرات الشخصية: سواء القدرات البشرية العامة التي لدى كل الأطفال أو القدرات الشخصية التي يتمتع بها الطفل، ففي كلا الحالتين يحتاج الطفل لمساعدة الاهل واهتمامهم، فتعلم الطفل الكلام مثلاً يحتاج للتحدث معه من قبل الأهل وتشجيه وتصحيح أخطائه، وتعليم القيام ببعض حاجته بنفسه يحتاج لتعلمه من الأهل من خلال ملاحظتهم أو من خلال تدريبه على ذلك من قبلهم.
    ومن الناحية الأخرى فإذا تبين وجود موهبة أو قدرة خاصة لدى الطفل ولم يتم العناية بها فقد تضمحل وتضمر ولا يتمكن الطفل من تنميتها وتطويرها، والإهمال التربوي في هذا الجوانب يؤثر سلباً على شخصية الطفل.
  1. انشغال الوالدين: عندما تستحوذ المشاغل على كل وقت الوالدين يؤثر ذلك على الأسلوب التربوي الذي يتبعونه مع أبنائهم فقد لا يتسنى لهم الوقت الكافي لمراقبة سلوك الأطفال وتوجيههم وتعليمهم المبادئ اللازمة، مما يعني إهمال في تربيتهم وتعريضهم لمخاطر اكتساب سلوكيات وأفكار غير مرغوبة.
  2. تعرض الآباء للإهمال التربوي من أهلهم: قد يكون الآباء بحد ذاتهم ضحايا الإهمال التربوي خلال فترة طفولتهم أو حياتهم مع أهاليهم، هذا ما يجعل الآباء ميالين للتصرف بنفس الإهمال مع أطفالهم وأبنائهم لكن دون القصد أو الوعي لذلك، فيظنون نفسهم أنهم يعلمون أطفالهم قواعد واخلاقيات صحيحة لكنها في الواقع تكون مضرة ومؤذية سلوكياً واجتماعياً للأطفال.
  3. ضعف الخبرة التربوية: أو الافتقار إلى الدراية والمعرفة السليمة باحتياجات الطفل وطرق الإشراف على تربيته والاهتمام به لينشأ نشأة تربوية سليمة، مما يؤدي إلى ارتكاب العديد من الأخطاء في أسلوب تربية الطفل وإهماله في العديد من النواحي التربوية، فحتى لو كان الآباء شديدي الاهتمام بأطفالهم ويقدمون لهم الحب والدعم والدلال، قد يكونوا في الوقت ذاته لا يعلمونهم المبادئ الأخلاقية ولا يعطونهم دروس في اللباقة والاحترام وحسن التصرف مما ينتج عنه في النهاية ابن غير متزن سلوكياً ويرتكب العديد من الأخطاء التربوية.
  4. الدلال الزائد للطفل: كثيراً ما ينتج إهمال تربية الطفل عن الاهتمام المبالغ به في جانب معين يتعلق بحاجاته المادية ورغباته الشخصية على حساب القواعد التربوية والأخلاقية التي يجب أن يركز عليها الطفل، أو على حساب بعض الأشياء الهامة التي يحتاج تعلمها لإلزام الطفل على بعض الأشياء دون رغبة عنه أحياناً ولكنها في صالحه، ظناً من الاهل أنهم لا يرغبون بإزعاج طفلهم.
  5. عدم الرغبة بالطفل: ينتج الإهمال أيضاً في بعض الأحيان عن رفض الأبوين أو أحدهما للطفل وعدم الرغبة بإنجابه، فيحدث الإهمال كون الوالدين لا يتحملان المسؤولية بشكل كافي، ويكون الاهتمام على تلبية الحاجات الأساسية فقط.
  6. الأنانية عند الأهل: قد يهمل أحد الأبوين أبنائه بشكل عام بسبب اتصافه بالأنانية، فهو يهتم أكثر بتلبية حاجاته ورغباته، ويكون أناني في علاقته مع أبنائه، ويكون الإهمال التربوي جزء من هذا الإهمال العام.
  7. هروب الأهل من المسؤولية: بعض الآباء يكونوا ذوي شخصية لا تتحمل المسؤولية بشكل كافي، وتتعامل مع كل شيء باستهتار وإهمال حتى في تربية أبنائهم، وقد تنعكس هذه الصفة الشخصية على هيئة اهمال تربوي للأطفال.
  8. المشكلات المالية وظروف الأسرة: مثل الفقر والبطالة، خاصة لو ترافق ذلك مع كثرة عدد أفراد الاسرة مما يعني عدم قدرة الاهل على توجيه تركيز مناسب على تربية الأطفال وتوجيه سلوكياتهم وإهمالهم في بعض النواحي التربوية مثل التعليم وتقويم السلوك وغير ذلك.
  9. المشاكل النفسية: يعاني بعض الآباء من مشاكل نفسية أو مشاكل في الصحة العقلية تؤثر على علاقاتهم مع الأبناء والأطفال وتجعلهم غير قادرين على القيام بممارسات تربوية متزنة وسليمة وفاقدين للقدرة على تعليم الأطفال مبادئ الأخلاق والسلوك وينتج عن ذلك تضرر الطفل على الصعيد التربوي واكتسابه صفات وسلوكيات غير مقبولة مثل عدم الاحترام وحب الأذى وغير ذلك.
  10. ضغوط الحياة: ضغوطات الحياة والعمل ومسؤوليات الزواج والأطفال والعائلة وبعض الظروف الاقتصادية تشكل عائقاً على الآباء يمنعهم من التواصل بشكل جيد مع أطفالهم ويزيد فرص الإهمال في التربية. [3]
  • انحراف سلوك الطفل: الطفل الذي لا يتلقى محاسبة على أي سلوك خاطئ يرتكبه ولا يتعلم ما هو صحيح وما هو خاطئ يصبح سلوكه غير مضبوط ويميل للانحدار نظراً لعدم وجود ما يردعه من عقاب أو تربية وعدم وعيه بأخطاء أفعاله.
  • مشاكل التعلم: يعاني الأطفال الذين لا يحظون باهتمام تربوي كافي من مشاكل في التعلم والدراسة وغالباً ما يكون مستواهم التعليمي في انحدار ويعانون من صعوبات في التعلم.
  • عدم اكتراث الطفل بالأوامر: يصبح الطفل غير مبالياً لأوامر وتعليمات الوالدين عند نقص الاهتمام بتربيته وإهماله لفترة من الزمن، فقلة المحاسبة على الأخطاء يعلم الطفل عدم ضرورة الامتثال للأوامر.
  • السلوك العدواني: كثيراً ما يميل الأطفال الصغار أو الأطفال المراهقين للسلوك العدواني نتيجة نقص تقديم الاهتمام والرعاية اللازمين، وخاصة تجاه الاهل.
  • تعلم الكلام البذيء: يلاحظ على الأطفال غير المتربين بعناية كثرة تلفظهم بكلام فاحش بذيء غير مقبول اجتماعياً، كما أنهم لا يخافون أو يخجلون من ذلك أحياناً لأنهم لم يعتادوا على اهتمام أهاليهم بذلك أو محاسبتهم عليها.
  • مشاكل صحية وجسدية: بما أن الطفل المهمل تربوياً لا يلتزم بضوابط وقواعد التصرف والسلوك ولا يعير اهتماماً لتعليمات الاهل أو المعلمين أو الأشخاص الأكبر منه عموماً فهو يقحم نفسه كثير من الأحيان في سلوكيات غير صحية وتجارب غير مناسبة لعمره مثل الدخول في شجارات تعرضه للضرب والأذى الجسدي أو قد يقوم بتجربة قيادة السيارة مثلاً والتعرض للحوادث وحصول كسور وتشوهات وإصابات خطيرة أو قد يجرب تعاطي المواد المضرة بشكل كبير للصحة مثل الدخان والكحول والشيشة وغيرها.
  • مشاكل سلوكية: يصبح الأبناء عرضة للانحراف الأخلاقي والفساد الفكري نتيجة إهمالهم تربوياً من قبل الآباء، فبعض الأطفال ينجرون للعدوانية وبعضهم يتصرف بقلة احترام مع الآخرين ويصبحون أشخاص مؤذين، والأخطر هو الانخراط ببعض السلوكيات المنحرفة مثل إدمان المخدرات أو الكحول أو ممارسة سلوكيات جنسية غير مقبولة أو مشاهدة أفلام الكبار وما إلى ذلك.
  • مشاكل في التعليم: فقد ينعكس الإهمال التربوي للأطفال والأبناء على اهتمامهم بمستواهم التعليمي حيث يميل الأطفال لإهمال واجباتهم الدراسية وضعف الاهتمام بالتحصيل الأكاديمي مما يخفض مستواهم بشكل واضح، كما قد يكون الإهمال التعليمي نابع من الأهل بحد ذاتهم بحيث لا يوفرون متطلبات الدراسة اللازمة للأطفال فيجعلون مستواهم يتراجع وينحدر.
  • مشاكل في الشخصية: تتطور عند الطفل الذي يتعرض لإهمال في التربية لمدة طويلة نسبياً بعض مشاكل واضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية السيكوباتية واضطراب الشخصية الحدية وغيرها، جميعها تعرض الطفل لمجموعة واسعة من المشكلات سواء خلال فترة طفولته أو في مستقبله ومسار حياته.
  • مشاكل اجتماعية: قد يتواصل الطفل بسبب إهمال تربيته بطرق غير مناسبة مع محيطه الاجتماعي، فمثلاً قد يميل للتصرف بأنانية أو بعدم احترام أو بأذى متعمد تجاه الآخرين مما يجعله مكروه اجتماعياً بعد فترة من الزمن وغير قادر على تكوين علاقات اجتماعية صحية وسليمة. [4]

المراجع