أعاني نفسيًا بسبب قصر قامتي ولا أجد حل
سلام عليكم، أعاني نفسيًا بسبب قصر قامتي ولا أجد حل، لا أعلم ما الهدف من الذي أكتبه هنا، وأعلم أنه لا يفيد شيئًا ولا يعينني على شيء، أما بالنسبة للأجوبة فأعلم أنني لا أبحث عنها للتخفيف عن نفسي، لكن ممكن مجرد الكتابة تفيد، رغم أنني أعلم أنه لا يوجد حل لهذا الأمر بتاتًا
أنا شاب عمري 29، لدي مشكلة ترافقني منذ وعيت على هذه الدنيا، لم يمر عليّ يوم في الحياة دون أن أعاني منها، إن لم يذكرها أحد لي ذكّرت نفسي بها، وهي قصر قامتي، طولي 162، أعلم أن هذا الأمر بالنسبة للأغلبية مجرد شكوى لا معنى لها أو أمرًا سخيفًا، لكن بالنسبة لي أصبحت هذه المشكلة بعد ديني هي محياي ومماتي، وهي ما أصحو وأنام عليه، وترافقني في أصغر تفاصيل حياتي: كرسي السيارة، الملابس، المشي بين الناس، مقابلات العمل، وغيرها
أصبحت مقياسًا دنيويًا لا مفر لي منه، يرجع أصلي لمنطقة عشائرية حيث القوة هي التي تحكم، لا يوجد قانون ولا يوجد دين يؤخذ بعين الاعتبار، نسبة عالية من الجهل والرجعية، وتعاني عائلتنا من قلة الرجال، وفوق ذلك أنا الأخ الأكبر، وكل من هو أصغر مني يأخذ برأيي، والجميع يرونني مثالهم الأعلى، رغم أن داخلي غير ذلك، لكن لم أظهره يومًا لأحد
أعيش الآن في أوروبا منذ عشر سنوات، زادت المشكلة فوق الهم همًا آخر، وقعت بين عالم طويلي القامة لدرجة لا يمكنك أن تغض النظر أو تتناسى، رغم أنني أمارس الرياضة بالتزام منذ سبع سنوات دون انقطاع، وهي أهم شيء أفعله في يومي دون كلل أو ملل
حاولت بكل جهد أن أضحك على نفسي، وأن أفكر إيجابيًا، وأن أتناسَى، لكن وصلت إلى مرحلة جدار مسدود أمامي، وبصراحة مع نفسي أعلم أنني لم ولن أؤخذ على محمل الجد من أحد، وأعلم أنني ليس لي ذنب في ذلك، لا من تصرفات ولا من تعامل خاطئ مني
أعمل أعمالًا قاسية جدًا لأحاول أن أثبت لنفسي أنني أهل لها، كثيرًا ما أحب أن أظهر وجهي الحقيقي، وأن أكون لطيفًا وعلى طبيعتي، أضحك وأجلس وأتمشى، لكن لا أستطيع، بمجرد خروجي من البيت أضع القناع الذي تعودت عليه: عدم الضحك مع أحد، الالتزام بالمعاملة الرسمية قدر الإمكان، عدم الكلام الكثير، عدم التقرب من أحد أو إظهار شخصيتي الحقيقية
دائمًا اختيار الملابس المناسبة، الأحذية المناسبة، الحلاقة المناسبة، المشية المناسبة، شيء ما في اليد يكون حادًا كمفتاح وغيرها، دون ذلك لا أستطيع الخروج أو أجد نفسي غير مستعد، التأهب لأي حركة، طريقة الوقوف، من ورائي ومن أمامي، كيف أركن السيارة لتكون جاهزة للخروج بسرعة دون تأخير بحال حدوث شيء ما واضطراري للهرب
وصلت الآن إلى مرحلة جدار مسدود، وحقيقة صافية وواضحة بالنسبة لي، وهي أن إنهاء وجودي هو الذي سوف يريحني، والذي يعيقني عن هذا التصرف هو الخوف من الله والآخرة، أفكر أنني لو أقدمت على هذا التصرف فقد عشت هذه الحياة خاسرًا في كل شيء، بخوف وقلة هيبة في أصغر التفاصيل، رغم أنني لا أريد هذا الشيء، وعملت جاهدًا للتخلص منه، لكن ما من حيلة في اليد، وأخاف أن أخسر الآخرة أيضًا
منذ سنتين تقريبًا بدأت بترديد دعاء أن الله يأخذ أمانته وأخلص من هذه الحياة التي كلها ذل في ذل بالنسبة لي، أصبح ترديد هذا الدعاء في اللاوعي، أكرره كثيرًا في صعودي ونزولي من السيارة، في خروجي ودخولي، في قيامي وقعودي، أصبح لساني ينطق به حتى لو كان أحد بجانبي دون وعي، أحاول أن أمسك نفسي وأردده بصوت خافت أو في قلبي،
أنتبه لنفسي أحيانًا متأخرًا، وأكون قد سُمعت وأنا أدعو على نفسي، أعلم أن بعض الإخوة هنا سيحاولون ذكر أمور إيجابية، لكن مهما سمعت من هذا الكلام فالحقيقة أعرفها، ومقياس الناس في الوقت الحالي أعرفه حق المعرفة، وأعلم أن هذه المشكلة هي سبب دمار حياتي في كل شيء، ولا أحد يستطيع مساعدتي بشيء، آسف على الإطالة، ولكن ربما الكتابة خففت عني قليلًا، رغم أنني لا أعلم ما كتبت بالضبط إلا ما خرج من خاطري وكان مكتومًا
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قضايا نفسية
احدث اسئلة قضايا نفسية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين