الحياة الزوجية بعد الإنجاب وتأثير الأطفال على الزوجين

تأثير إنجاب الأطفال على الزوج والزوجة وتغير العلاقة الزوجية بعد الإنجاب، أسباب تغير الزوجين بعد إنجاب الأطفال، ونصائح للحفاظ على الحياة الزوجية بعد الإنجاب
الحياة الزوجية بعد الإنجاب وتأثير الأطفال على الزوجين

الحياة الزوجية بعد الإنجاب وتأثير الأطفال على الزوجين

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إنجاب طفل هو نقطة تحول مهمة في الحياة الزوجية حيث ينتقل الزوجين من مرحلة الرومانسية والاستمتاع بالحب إلى مرحلة الواجبات والمسؤوليات، وتطرأ العديد من التغيرات على العلاقة الزوجية بشكل عام، فما تأثير إنجاب الأطفال على الزوجة، وما هي التغيرات التي تحصل بعد إنجاب الأطفال؟ وبالتالي كيف يؤثر الأطفال على الحياة الزوجية؟

بشكل تلقائي تختلف العديد من عادات الزوجة وسلوكياتها ويومياتها بعد أن تصبح أم وتنجب الأطفال، وسوف نوضح بعض من آثار إنجاب الأطفال على الزوجة: [1]

  1. التغيرات الجسدية: لعل أبرز التغيرات التي تطرأ على الزوجة بعد الولادة هي التغيرات الجسدية، فمن الطبيعي أن يزداد وزنها وقد تبقى فترة طويلة بعد الولادة لاستعادة وزنها الطبيعي، وبعد عدة ولادات قد لا تستطيع أن تعود لوزنها الطبيعي أبداً، ومن التغيرات الجسدية أيضاً حجم الأثداء نتيجة الإرضاع وإفراز الحليب، كما أن فترة الاضطراب في الهرمونات بعد الولادة تتسبب بجفاف المهبل والجلد وتساقط الشعر، ما يؤثر على حياتها الزوجية.
  2. التأثير على الدراسة: بحال أصبت الزوجة أم وهي ما تزال طالبة قد تتأثر دراستها لأنه من الصعب التوفيق بين الدراسة والأطفال، فهم يحتاجون لوقت أكبر خاصة في الفترة الأولى من الولادة حيث يحتاج الطفل إلى اهتمام طوال الوقت.
  3. التأثير على العمل: يأخذ الطفل كامل وقت الأم ليلاً ونهاراً في الفترة الأولى، فبالأشهر الثلاث الأولى يحتاج للرضاعة كل ساعتين وهذا يجعل الأم غير قادرة على النوم ويعرضها لإرهاق جسدي ونفسي كبير، وقد لا تكون قادرة الذهاب للعمل في الصباح خاصة في حال كانت لوحدها دون أن يساعدها زوجها وأهلها وبالتالي يكون من الصعب التوفيق بين العمل والأطفال.
  4. التأثير على الصدقات: أحد الآثار السلبية للإنجاب على حياة الزوجة هي عدم قدرتها على الاجتماع مع أصدقائها والذهاب معهم لضيق وقتها وتعبها الدائم، مما ينعكس سلباً على علاقتها بأصدقائها وعلى نفسيتها أيضاً.
  5. تأثيرات على عاداتها اليومية: قبل إنجاب الطفل الأول تكون الزوجة قادرة على تنظيم يومياتها وعاداتها وقد يكون لديها نظام للعناية بالبشرة والعناية بنفسها بشكل عام وقد تكون معتادة على قراءة الروايات قبل النوم، ولكن بعد ولادة الطفل تتأثر جميع هذه العادات وتبدأ بتنظيم عادات تخص الطفل.
  6. اضطرابات مزاجية: قد تتعرض الزوجة لاضطرابات مزاجية نتيجة اضطراب الهرمونات بالدرجة الأولى بالإضافة للإرهاق الذي تتعرض له بشكل يومي ما يجعلها أحياناً تدخل بحالة اكتئاب.
animate

العلاقة الزوجية والعاطفية أيضاً من الأشياء التي تتأثر وتتغير بعد إنجاب طفل جديد، حيث أن الطفل هو روح جديدة تدخل على الحياة الزوجية دون أن يعلم الزوجين كيفية التعامل معها، وكما يقال الطفل الأول هو من يعلم الأم كيف تتعامل معه ومع إخوته بعده، وهنا بعض آثار الإنجاب على العلاقة الزوجية: [2،3]

  1. غيرة الأب على الزوجة: من تأثيرات الطفل الجديد هي غيرة الأب على زوجته، حيث أن الطفل يأخذ كامل اهتمام الأم وقد لا تجد الوقت الكافي لتهتم بزوجها كما كانت عليه قبل الإنجاب، ويجب على الرجل أن يستوعب هذه الفكرة دون أن تأخذه بعيداً في اتجاه لا يرغب فيه بالتعامل مع الطفل، فهنالك حالات يتعلق الزوج فيها بزوجته بشكل كبير وقد يشعر أن الطفل أخذها منه فيشعر تجاهه ببعض النفور.
  2. الطفل يأخذ كل اهتمام الزوجة: من الطبيعي أن يأخذ الطفل اهتمام الزوجة في الفترة الأولى، وهذا يجعلها تقصر بواجباتها الزوجية، لذلك يجب أن تحاول قدر الإمكان تنظيم وقتها بين مسؤولياتها وعدم إهمالها لنفسها بنفس الوقت.
  3. تقليل النزهات: قبل إنجاب الأطفال يكون لدى الزوجين وقت كافي للخروج في أي وقت دون حساب للوقت أو للعودة، ولكن بعد إنجاب الطفل تقل هذه النزهات لضيق الوقت وزيادة المسؤوليات ما قد يؤثر سلباً على العلاقة بين الزوجين.
  4. شكل الحوار بين الزوجين: يختلف شكل الحوار قبل الإنجاب وبعده حيث أنه قبل الإنجاب يتم بين الزوجين نقاش جميع القضايا التي تواجههم والتخطيط لمستقبلهم معاً ولكن بعد الإنجاب يختلف هذا الحوار وتتغير الأمور التي يتم النقاش حولها ويتوجب على كل من الزوجين اتخاذ قرارات صحيحة ضمن واجبات ومسؤوليات كل منهما بالوقت المناسب.
  5. اللحظات الرومانسية: الفترة الأولى بعد الإنجاب تغير من شكل العلاقة بين الزوجين فتقل بشكل أو بآخر اللحظات الرومانسية، ويتأثر شكل الحب أيضاً نتيجة الانشغال معظم الوقت ومحاولة إنجاز كل من الزوجين لمهامهم مما يجعل الطرفين دون قصد يهملان بعضهما، فمثلاً يتوجب على الأم أن تبقي الطفل بجانبها طوال الوقت من أجل إرضاعه وهذا يبعدها عن زوجها وقد تشعر بفتور في ممارسة العلاقة الزوجية، وبالنسبة للرجل ينشغل بتأمين متطلبات الطفل وينسى أن هنالك أنثى بحاجة للاهتمام الكافي لتكون قادرة على إتمام المهام المطلوبة منها، وهذا يؤثر سلباً على الزواج لأن كلا الزوجين يحتاج للشعور بالحب والعاطفة لاستمرار وتأمين الجو الصحي المناسب لتربية الطفل بطريقة صحيحة، لذلك يجب الانتباه لهذه النقطة ومحاولة إعطاء الاهتمام من الطرفين وإظهار الحب بشكل دائم.

العديد من الأسباب تؤثر على العلاقة بين الزوجين بعد الإنجاب يجب الانتباه لها ومحاولة علاجها للحفاظ على العلاقة الزوجية وتأمين الجو المناسب لتربية الأطفال والاستمرار في الزواج، ومن هذه الأسباب نذكر: [4]

  • الشعور بالكبر: من أكثر الأسباب التي تؤدي لتغير العلاقة الزوجية هي الافتقاد لأجواء الشباب الذي كان يشعر به الزوجان قبل الإنجاب، حيث أن معظم أوقاتهما كانت بين الأصدقاء والذهاب إلى المطاعم والنزهات، لكن بعد الإنجاب يشعر الزوجين أنهما قد كبرا فجأة وأصبح مطلوب منهما مسؤوليات كبيرة جداً.
  • عدم القدرة على توزيع المسؤوليات: لا شك أن حجم المسؤوليات كبير جداً وقد لا يستطيع الزوجان تقاسم هذه المسؤوليات بينهما وتنظيم جميع المهمات والقدرة على إنجازها، مما يؤدي لمشاكل في العلاقة الزوجية.
  • إهمال النفس: بعد الإنجاب لا يجد كل من الزوجين الوقت الكافي للاهتمام بنفسه، فالزوجة قبل الزواج يمكنها في أي وقت أن تقوم بتنظيف البشرة أو القيام بماسكات العناية بالبشرة كما يمكنها ممارسة التمارين الرياضية في أي وقت ترغب به، ولكن بعد الزواج قد لا تجد الوقت لفعل أي من هذه الأشياء، والأمر نفسه ينطبق على الزوج مما يؤدي لبرود في العلاقة بين الزوجين وقد يشعر الزوجان للحظة أنهما شخصين مختلفين تماماً عما كانا عليه من قبل.
  • البرود الجنسي: من الأشياء التي تؤثر بشكل سلبي أيضاً هي عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية لعدم إيجاد الوقت المناسب من جهة وللإرهاق الذي يرافق الزوجين في الأشهر الأولى من جهة أخرى وبشكل خاص بالنسبة للزوجة التي قد لا ترغب بتكرار تجربة الحمل والولادة بعد الإرهاق والتعب الذي عاشته مما يباعد بين الزوجين، لذلك هنا يكون دور الزوج في احتواء زوجته ومحاولة التقرب منها وإعطائها الشعور بالأمان من جديد.

عدة تغيرات مادية تطرأ على العلاقة الزوجية بشكل عام بعد إنجاب الأطفال، وهذه التغيرات يعنى فيها الزوج بشكل خاص، لذلك وسوف نوضح هنا بعض هذه التغيرات: [1]

  • دخول مصاريف جديدة: قبل إنجاب طفل تكون مصاريف الأسرة محدودة ضمن متطلبات الزوجين وبعض النزهات الخاصة بهما، ولكن بعد إنجاب الطفل تدخل العديد من المصاريف الجديدة المرهقة مادياً للعائلة مثل شراء ملابس الطفل والحليب والأدوية التي يحتاجها الطفل في الفترة الأولى بشكل دائم، بالإضافة إلى نوع الطعام المخصص الذي تحتاج إليه الزوجة بعد الولادة.
  • قد يحتاج لعمل جديد: في كثير من الأحيان يحتاج الزوج إلى عمل إضافي لتغطية مصاريف الطفل الجديد في الفترة الأولى وهذا يحمّل الأب أعباء كبيرة مادية وجسدية، ويساهم ببعد الزوجين عن بعضهما.
  • تبديل الأولويات المالية: من التغيرات المادية بعد إنجاب الأطفال أيضاً هي تبديل الأولويات المالية، فقبل ولادة الطفل اكان لمال الذي يتوفر يمكن أن يصرفه الأبوين على ملابسهم وأصدقائهم وربما يكونا قادرين على الذهاب في إجازات، ولكن بعد ولادة الطفل تتبدل الأولويات ويتم توفير هذا المال لشراء ملابس لهذا الطفل ومتطلباته اليومية.
  • زيارة الطبيب بشكل دوري: يحتاج الطفل في الفترة الأولى إلى زيارات دورية إلى الطبيب ويكون معرض للمرض نتيجة عدم اكتمال جهازه المناعي، لذلك يجب توفير المال بشكل دائم لحساب أي طارئ قد يحدث للطفل.

من غير الممكن أن ينهار الزواج بمجرد تغير العادات والمسؤوليات بعد ولادة الطفل الأول، لذلك يجب البحث عن حلول للتأقلم مع المرحلة الجديدة ومحاولة الاستمرار فيها والاستمتاع بهذا التغيير، لذلك نبرز هنا بعض النصائح للحفاظ على الحياة الزوجية بعد إنجاب طفل:

  1. محاولة تقبل المرحلة الجديدة والفرح بها: من المهم عدم استقبال المرحلة الجديدة بالخوف من الفشل بل على العكس يجب تقبل هذه التغيرات ومحاولة الاستمتاع بها والتقرب من الطفل أكثر وفهمه وفهم عاداته والتأقلم معه وتنظيم روتين جديد وعادات جديدة للزوجين بعد إدخال عادات الطفل على هذا الروتين.
  2. أخذ إجازة قصيرة: بعد قضاء الست أشهر الأولى للطفل يمكن للزوجين أخذ إجازة قصيرة لعدة أيام يتمكنان فيها من قضاء وقت ممتع مع بعضهما وإنعاش الحب واللحظات الرومانسية في العلاقة من جديد.
  3. تبادل الأفكار ومحاولة حل المشكلات: من المهم في هذه المرحلة النقاش لمحاولة إيجاد أسباب الخلافات التي تحصل بين الزوجين وإيجاد الحل المناسب لها دون أن تتفاقم ويصبح من الصعب إيجاد حل. 
  4. محاولة الاستمتاع بالتغيرات الجديدة: مسألة إنجاب طفل على الرغم من المتاعب الشاقة والمسؤوليات الكبيرة إلا أنها مرحلة ممتعة، فالطفل يعطي روح وطاقة إيجابية كبيرة للمنزل، لذلك من المهم نسيان المتاعب بمجرد رؤية أول ابتسامة للطفل وسماع الطريقة الطفولية لنطق الأحرف لديه ومحاولة الاستمتاع بهذه التفاصيل.
  5. محاولة التقرب من الزوجة: يجب أن يعلم الرجل أن زوجته تعاني من اضطرابات كبيرة في المرحلة الأولى وأنها حتى ولو قصرت بمسؤولياتها تجاهه فلديها أضعاف هذه المسؤوليات تجاه الطفل، لذلك من المهم أن يتقرب منها ويساعدها ويحاول أن يخفف عنها تعبها قدر الإمكان للحفاظ على الحياة الزوجية ضمن إطار التفاهم.

في هذه المقابلة على قناة دبي تتحدث الخبيرة في موقع حلوها ميساء الحموري حول تغيرات العلاقة الزوجية بعد الولادة والإنجاب وكيف يمكن أن يحافظ الزوجان على علاقتهما بعد إنجاب الأطفال، شاهد الفيديو على حِلّوها tv من خلال النقر هنا، أو من خلال النقر على علامة التشغيل في الأسفل:

المراجع