كيف اقنع أهلي أن يسمحوا لي بالسفر لوحدي
هناك الكثير من الفرص التي يراها الأبناء ثمينة ومميزة سواء للدراسة في الخارج أو حتى للسياحة والتعرف على أماكن جديدة وقضاء وقت ممتع، لكن معظم الأهل لا يرتاحون لفكرة سفر الأبناء لوحدهم خصوصاً في سن صغيرة وبشكل خاص البنات، نحاول في هذا المقال فهم مخاوف الأهل التي تدفعهم للرفض وتقديم بعض النصائح لإقناعهم بالسفر وحدك.
- الخوف على الأبناء: أول ما يجعل الأهل يرفضون سفر الأبناء لوحدهم هو الخوف عليهم من كل شيء، الخوف عليهم من ركوب الطائرة أو الحافلة والخوف عليهم من الحوادث أو المشاكل، والخوف عليهم حتى من نزلات البرد وهم وحدهم، وهذا خوفٌ مشروعٌ ومبرر وعلى الأبناء تقديره.
- الخوف من رفاق السوء: يخشى الأهل على أبنائهم من الانحراف والانخراط في سلوكيات تؤذيهم بسبب رفاق السوء في السفر، يفكر الأهل عادةً أن وجودهم يمنع الأبناء من التورط في التدخين أو المخدرات أو العلاقات غير الشرعية، وقد تكون كل هذه التجارب متاحة للابن أو الابنة في مدينة أخرى أو دولة أخرى وهم لوحدهم.
- عدم الثقة أن الأبناء قادرين على تحمّل المسؤولية: حتى وإن كان الأبناء قادرين من وجهة نظرهم على تحمل مسؤولية أنفسهم، قد لا يشعر الوالدان بذلك، ويعتقدون أن أبناءهم ما زالوا بحاجة للرعاية المباشرة بأبسط الأمور، لذلك يرفضون سفرهم لوحدهم.
- الخوف على البنات أكبر: في معظم الحالات لا يستطيع الأهل تقبل فكرة سفر البنت لوحدها للدارسة أو حتى للسياحة، ليس فقط خوفاً من المجتمع وكلام الناس ولكن أيضاً خوفاً على الفتاة ممّا قد تتعرض له في الغربة وهي لوحدها.
- اختلاف العادات والتقاليد: يخاف الأهل من اختلاف العادات والتقاليد والخوض في مجتمعات أخرى وهذا ما يجعلهم يعارضون فكرة سفر أبنائهم خاصة في حال كان السفر إلى مجتمع غربي فقد يخافون من تغيير عادات أبنائهم نتيجة اندماجهم وتماشيهم مع المجتمع الجديد.
- قد يخشى الأهل تعلق الأبناء ببلاد أخرى: لعل أهم سبب من أسباب رفض سفر الأبناء لوحدهم هو التعلق بهم والخوف أن تعجبهم الحياة في الدولة التي يذهبون إليها للدراسة، فيغيبون دائماً عن والديهم وبلدهم الأصلي.
- الخوف من المجهول: قد يمانع الأهل سفر الأبناء نتيجة الخوف من المجهول فعندما لا يكون هنالك فرصة دراسة مؤمنة قبل السفر أو مكان عمل مضمون، لا يقبل الأهل بالسفر خوفاً على أبنائهم من الانخراط في المجتمع الغريب دون هدف واضح أو ضمانات.
- الخوف من الزواج بأجانب: قد يتخوف الأهل من فكرة الزواج المبكر في فترة الدراسة وخصوصاً الزواج من الأجانب الذي لا يروق لمعظم الأهل وقد يكون سبباً لاستقرار ابنهم في الغربة.
- افهم أسباب رفضهم للسفر: الخطوة الأولى والأهم لبداية إقناع الأهل بالسفر لوحدك هي معرفة السبب وراء الرفض، فهل هو الرغبة في إتمام الدراسة بالقرب منهم، أو أنهم يخافون عليك من خسارة فرصة أفضل في بلدك، أو أنه مجرد تعلق وعاطفة.
- اختر الوقت المناسب للنقاش معهم: عندما تريد إقناع الأهل بالسفر لوحدك لابد من اختيار الوقت المناسب حيث يكونون بمزاج جيد دون توتر في المنزل ويفضل أن يكون النقاش على انفراد في المرة الأولى.
- اشرح لوالديك سبب استعدادك للسفر لوحدك: بعد فهم أسباب الرفض اشرح للأهل سبب الرغبة الشديدة بالسفر وأن هذه الخطوة سوف تفتح مجالاً كبيراً لتأمين المستقبل سواءً كانت من خلال إيجاد عمل ناجح جداً أو الوصول لدراسات عليا في جامعات عالمية.
- أظهر قدرتك على حمل المسؤولية: عند ملاحظة تخوف الأهل من السفر لوحدك يمكن تشجيعهم عن طريق إظهار القدرة على تحمل المسؤولية، وإثبات أن هذه الخطوة مدروسة جيداً وأنك على علم مسبق بإيجابياتها وسلبياتها وأنك قادر على التعامل معها.
- محاولة إخبارهم عن أصدقاء قاموا بنفس التجربة: يمكن تشجيع الأهل عن طريق ذكر أمثلة من الأصدقاء الذين قاموا بنفس هذه التجربة، وأنهم نجحوا في سفرهم وتأمين مستقبلهم وتطمين الأهل بأنك لن تبقى لوحدك في الغربة حيث أن معرفة الأهل بالأشخاص المحيطين بك في البلد التي سوف تسافر إليها يسهل الأمر جداً خاصة في حال كانت هذه المعارف من الأقرباء.
- لا تكذب عليهم بالتفاصيل: إن الصدق بالكلام وذكر كافة التفاصيل تجعل الأهل يطمئنون لهذه المغامرة ويوافقون وفي هذا السياق اكتشاف أي كذبة ما قد تجعلهم يرفضون السفر بشكل مطلق.
- لا تكن عدوانياً: من المهم ألا تتم مواجهة رفض الأهل بالغضب والشجار، على العكس يمكن التأثير عليهم من خلال إدخال عنصر ثالث في المشكلة مثل الأقرباء أو الأصدقاء المقربين ويفضل أن يكونوا من المغتربين الذي سوف يساعدون في هذه الرحلة وتأمين السكن والعمل فهذا يجعل الأهل يطمئنون أكثر.
- كن على درجة جيدة من الاستقلال المالي: إن محاولة التأثير على رأي الأهل تكون قوية جداً في حال كان هنالك استقلال مادي لإقناعهم بالقدرة على الاعتماد على النفس والبدء بخطوة جديدة نحو المستقبل بكامل الإرادة والقوة.
- تأمين فرصة دراسية مناسبة: يجب على الفتاة التي ترغب بالسفر لإتمام دراستها أن تقوم بمحاولة تأمين الفرصة الدراسية قبل بدء إقناع أهلها بالسفر فعندما يرى الأهل بأن هنالك موافقة من جامعة عالمية على ابنتهم لدراسة اختصاص معين أو إتمام دراسات عليا هذا قد يجعلهم أكثر تقبلاً لفكرة سفر ابنتهم وهذا لأن الفرصة جاهزة والمكان آمن.
- استعيني بأشخاص يقنعون والديك: يمكن الاستعانة بأشخاص مقربين من العائلة لإقناع الأهل بالسفر وحدك فقد يكون لكلامهم وقع خاص، وقد يلفتون نظرهم لأشياء لم يكونوا على دراية بها خاصة إن كان هؤلاء الأشخاص من المغتربين الذين جربوا هذه التجربة من قبل ولديهم القدرة على مساعدتك أيضاً في الغربة.
- حاولي السفر مع أشخاص تعرفينهم: لكسب موافقة الأهل حاولي السفر مع أشخاص يكون الأهل لديهم ثقة بهم كالأصدقاء المقربين أو أحد أفراد العائلة فهذا يجعل الأهل يشعرون بأن ابنتهم في أمان وبالتالي هذه الخطوة تقلب الموازين لصالحك وتجعلهم يوافقون على السفر لوحدك دون خوف.
- كوني مصدر ثقة: إن ثقة الأهل بابنتهم هي حجر الأساس القوي الذي يجعلهم يوافقون على ذهابها دون الخوف عليها من الانحراف أو الابتعاد عن العادات التي تربت عليها، وهذا يجبر الفتاة على أن تكون أهل لهذه الثقة ولا تخونها أبداً فتحافظ على نفسها وتكون قادرة على تحمل المسؤولية وتضع أمامها هدف وطموح وتصل إليه.
- أخبريهم عن مستقبل الدراسة في الخارج: حاولي تعريف أهلك بأن السفر والدراسة في الجامعات الخارجية هي فرصة لتحسين فرص العمل التي قد تحصلين عليها والتي لا يمكن الوصول إليها إذا أكملتِ الدراسة في بلادكِ.
- لا تتراجعي عن هدفك: عند مواجهة الرفض في المرة الأولى والثانية وحتى العاشرة لا تتراجعي عن هدفك وأحلامك ولا تتنازلي عن طموحك أو تستسلمي للأمر الواقع على العكس زيدي من إصرارك على تحقيق طموحك وإكمال دراستك وسوف تجدين أهلك مع الوقت أكثر مرونة ويفكرون بمصلحتك.
- لا تهدديهم ولا تضعيهم تحت الأمر الواقع: يتطلب إقناع الأهل بسفر ابنتهم لوحدها جهداً وصبراً، لكن تهديدهم بالسفر رغماً عنهم قد يجعلهم أكثر تعنتاً، ووضعهم تحت الأمر الواقع وكأن رأيهم لا قيمة له قد يجعلك تخسرينهم إلى الأبد.
- السفر بشكل آمن ولهدف واضح: تأمين المكان الذي سوف تقطن فيه، بالإضافة إلى تأمين مصدر الدخل والعمل أو الدراسة هو النقطة الأهم التي تجعل الأهل يوافقون على السفر، فالسفر لمجرد الهروب دون التخطيط المسبق والذهاب إلى مكان مجهول كلياً يعتبر أمر مرفوض بالنسبة للأهل.
- اختر أشخاص لدعمك عند الوصول: لتعزيز الثقة بموافقة الأهل على السفر لوحدك، لا بد من التواصل مع بعض الأشخاص المقربين والموجودين في البلد الذي يتم السفر إليه، لتلقي الدعم منهم عند الوصول وعلى الأقل للمساندة خلال الأيام القليلة الأولى إلى حين الاعتياد على المكان ومعرفة الطرقات وما إلى ذلك.
- وضع خطة آمنة للطوارئ: يجب وضع خطة في حال عدم النجاح بالسفر فقد يفشل عقد العمل، أو قد يحصل طارئ ما، وهنا لا بد من وجود البديل الآمن للعودة، وعند رؤية الأهل بأن حالة الفشل غير مخيفة وأن العودة مضمونة سيتقبلون الأمر أكثر.
- إشراكهم في عملية التخطيط والتفاصيل: إن مشاركة الأهل بكامل التفاصيل عند التخطيط للسفر تعزز من ثقتهم وتجعلهم يوافقون على السفر لأنهم يعلمون بمدى أمان كل التفاصيل المحيطة بهذه الخطوة ولا خوف من المجهول.
- وعدهم بالبقاء على اتصال معهم: لإقناع الأهل بالسفر يجب تقديم الوعود بالتواصل الدائم معهم والوفاء بهذه الوعود، بمعنى التطور التكنولوجي سهل اليوم طرق التواصل وهذا ما يخفف من صعوبة الغربة على الأهل وهنا يجب الوفاء بالوعد والكلام معهم في كل يوم وسرد كامل التفاصيل التي تحدث لإعطاء الأهل شعور بأن أبنائهم ما زالوا معهم وهم قادرون على معرفة كل ما يحصل معهم بالتفصيل.
ورد سؤال على موقع حلوها تقول فيه فتاة بأنها ترغب بالسفر لوحدها من أجل إكمال دراستها وأنها تخاف من مصارحة أهلها، لأنهم يبالغون في الخوف والقلق ويرفضون السفر بشكل قاطع وهي غير قادرة على إقناع أمها بالسفر على الرغم من أنها تمتلك طموحاً عالِ بإكمال دراستها والنجاح فيها.
ردّت عليها خبيرة تطوير الذات في موقع حلوها د. سناء عبده التي أثنت على تفكريها واجتهادها وقالت بأن الحل هنا هو أن يقتنع الأهل بأنها فتاة قوية وقادرة على تحمل المسؤولية وأن تربيتها صالحة ولن تتغير مع تغيير البلد، وأضافت بأنه يجب توضيح للأهل أهمية الدراسة والنجاح في الجامعة التي تريد الذهاب إليها وكم ستفتح لها فرص جيدة وفي حال عدم الموافقة لا يجب مخالفة الأهل ويجب البحث عن فرصة عمل بالقرب منهم.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.