أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED) وطريقة علاجه

ما هو اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع؟ تعرف أكثر لأعراض اضطراب الشخصية الانفجاري المتقطع وكيفية السيطرة عليه
أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED) وطريقة علاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الانفجاري المتقطع قد يعيشون حياة طبيعية جداً خارج أوقات نوبة الغضب، لكنهم عند حدوث نوبة الغضب الانفجاري يفقدون السيطرة تماماً على سلوكهم، وغالباً ما يؤثر ذلك على حالتهم النفسية تأثيراً طويل الأمد بسبب مشاعر الذنب والإحراج وحساسيتهم المفرطة للإحباط والخيبة، كما يدمر علاقاتهم الاجتماعية وقد يضعهم في مآزق كبيرة في حياتهم.

الاضطراب الانفجاري المتقطع أو اضطراب الشخصية الانفجاري (بالإنجليزية: Intermittent Explosive Disorder) هو اضطراب عقلي يسبب نوبات غضب شديدة مفاجئة وخارجة عن السيطرة وغير مبررة، حيث يؤثر اضطراب IED على ردود العفل الانفعالية تجاه المواقف المختلفة بشكل غير متناسب معها.

أهم أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع حدوث نوبات غضب مبالغ فيها متقطعة ومتكررة وغالباً غير مناسبة للموقف الذي آثارها، ويكون الغضب شديداً وهستيرياً وقد يترافق مع حالات عدوان لفظي أو جسدي أو إيذاء للذات، بالإضافة لمشاعر الاكتئاب والتوتر وفقدان السيطرة على النفس.

ينتشر اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع بين الذكور أكثر من الإناث، ويقدر عدد المصابين به بين 1.4% و7% من الناس تقريباً، وغالباً ما تظهر علامات اضطراب الشخصية الانفجارية قبل سن البلوغ وعادةٍ تحت سن الأربعين، كما يعاني 80% من المصابين بهذا الاضطراب من اضطرابات نفسية وعقلية أخرى، مثل اضطرابات القلق والإعاقات الذهنية والاضطرابات الوجدانية.

animate

تحدث نوبات الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED) على الأقل ثلاث مرات في الشهر كنوبات غضب عنيف غير طبيعي وغير مبرر، يترافق مع العنف اللفظي أو الجسدي، مع صعوبة السيطرة على هذه النوبات ومشاعر التوتر والقلق قبل وبعد النوبات الانفجارية.

ويمكن أن تشمل العلامات الأخرى للاضطراب الانفجاري المتقطع:

  1. الشعور بالغضب والتوتر بشكل مفاجئ وغير مبرر: أكثر ما يميز الاضطراب الانفجاري المتقطع هو الشعور بالغضب بشكل مفاجئ وغير مبرر دون وجود محفزات كافية، وتبدأ النوبة بالتوتر والتحفز الشديد الذي يتبعه انفجار نوبة الغضب، وقد تستمر نوبة الغضب من بضع دقائق إلى ربع ساعة تقريباً، وهي نوبات غير منتظمة ويصعب التنبؤ بها.
  2. نوبات غضب قصيرة لكنها عنيفة: لا تستمر نوبات الغضب الانفجارية أكثر من 30 دقيقةً عادةً، لكنها تكون عنيفة وخارجة عن السيطرة وصادمة للمحيطين بالمريض لأنها غير مبررة وغير متوقعة، وتشمل الصراخ والاعتداء اللفظي والجسدي وتكسير الأشياء والممتلكات وقد تصل لإيذاء الذات.
  3. التحفُّز بشكل مفرط في المواقف العادية: يعاني المصابون باضطراب الغضب الانفجاري المتقطع من الاستجابات غير المناسبة للمواقف والأحداث، فيكمن أن يدخل في نوبة الغضب بسبب أمور تبدو تافهة جداً، وغالباً ما يدرك أن الأمر لم يكن يستحق بعد زوال نوبة الغضب، ما يسبب له أيضاً شعوراً عميقاً بالعار والذنب.
  4. العدوانية والعنف الجسدي أو اللفظي: قد تتطور نوبات الغضب الانفجاري المتقطع إلى العدوانية القهرية والسلوك غير الواعي، والذي يعبّر عنه المصاب بالعنف الجسدي أو اللفظي تجاه أي شخص مهما كانت العلاقة التي تجمعهما أو حتى فروق السن أو الجنس أو القوة، كما قد يؤذي نفسه خلال نوبات الغضب بدون وعي.
  5. التفكير المفرط والحساسية الزائدة: من علامات اضطراب الغضب الانفجاري أن يعاني المصاب من الحساسية الزائدة تجاه المواقف العادية، وغالباً ما يعاني من التفكير المفرط القهري والخارج عن السيطرة، ما قد يسبب له تقلبات شديدة في المزاج وحالات من الكآبة والعزلة.
  6. الشعور بالحزن والذنب بعد نوبات الغضب: يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الانفجاري المتقطع بالندم أو الخجل بعد الانفجارات العصبية العنيفة، وغالباً ما يعانون من الشعور بالعزلة والاكتئاب بعد نوبات الغضب الانفجاري، نتيجة فقدانهم للسيطرة على مشاعرهم وتصرفاتهم أثناء هذه النوبات والأضرار التي يلحقونها بأنفسهم والآخرين دون وعي.
  7. الشعور بالإحباط وعدم الرضا عن الحياة: تتميز حالات الاضطراب الانفجاري المتقطع بمشاعر الإحباط وعدم الرضا، فقد يكون الشخص مدركاً لتصرفاته غير المقبولة وقد يشعر بالندم الدائم عليها دون قدرة على تغيريها، ويكون المصابون أكثر حساسية لخيبات الأمل والشدائد.
  • نوبة غضب مفاجئة غير مبررة.
  • الاندفاع الشديد.
  • ضعف التواصل مع الآخرين أثناء نوبة الغضب.
  • الشعور بتدفق سريع للأفكار.
  • الشعور بطاقة زائدة.
  • تسارع دقات القلب.
  • الشعور بضيق التنفس والاختناق.
  • بعد نهاية النوبة تزول مشاعر عدم الارتياح.
  • بعد نهاية النوبة يشعر المصاب بالإحراج والذنب والضيق الشديد.

ما زال السبب الحقيقي للاضطراب الانفجاري المتقطع غير معروفٍ بشكلٍ دقيق، وقد تجتمع مجموعة من العوامل البيئية والوراثية التي تسبب حالة نوبات الغضب القهرية الانفجارية، وغالباً ما يجتمع الاضطراب الانفجاري مع اضطرابات نفسية وعقلية أخرى، وأهم الأسباب والعوامل المتوقعة للاضطراب الانفجاري المتقطع هي:

  1. الجينات والعوامل والوراثية: تشير الدراسات على أن ما بين 44% و70% من المصابين باضطراب الغضب الانفجاري المتقطع يمتلكون عوامل وراضية هي المسؤولة عن هذه الحالة، ويعتقد أن وجود شخص مصاب بالاضطراب في العائلة يزيد من احتماليات نقل الاضطراب للأطفال.
  2. بنية وكيمياء الدماغ: يرتبط اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع باختلافات في بنية الدماغ لدى المصابين مثل حجم اللوزة الدماغية، كما تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يمتلكون معدلات أقل من هرمون السيروتونين.
  3. العوامل البيئية والتربوية: التربية والبيئة التي تحيط بالفرد والشدائد النفسية والبدنية التي يتعرض لها في الطفولة المبكرة قد تكون من الأسباب الرئيسية لاضطراب الشخصية الانفجاري المتقطع، كذلك التعرض للإجهاد المزمن أو الصدمات النفسية المهملة دون علاج.
  4. الاضطرابات النفسية الأخرى: يُعتقد أن الاضطراب الانفجاري المتقطع يمكن أن يكون مرتبطًا بانخفاض مستويات السيروتونين في الجسم، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطراب فرط النشاط وقصور الانتباه والتوحد أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات.
  5. حالات الإدمان: الإدمان على المخدرات أو الكحول قد يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع، وهنا لا نشير إلى نوبات الغضب التي تحدث تحت تأثير المواد المخدرة، بل إلى الأذية الدماغية التي تسببها المخدرات والمواد الكحولية والتي تؤثر على الاستجابة الانفعالية للمدمن وهو خارج تأثير المادة المخدّرة.
  6. مشاكل الصحة العامة: قد يرتبط اضطراب الشخصية الانفجاري المتقطع بالأمراض المزمنة والأزمات الصحية في سن الطفولة والشباب المبكرة، وعادةً ما يتطور الغضب المفرط كآلية دفاعية لدى بعض الأشخاص العاجزين عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع، ولكن يتم التشخيص بناءً على تقييم شامل للتاريخ الطبي والنفسي للفرد والأعراض التي يعاني منها، وقد يشمل اختبار اضطراب الغضب الانفجاري المعلومات والبيانات التالية:

  1. كم عدد مرات تكرار نوبات الغضب العنيفة خلال الأسبوع؟ لتحديد شدة الحالة، وتتراوح من مرة في الأسبوع إلى أكثر من مرة في اليوم الواحد بدرجات متفاوتة.
  2. ما مدى صعوبة السيطرة على نوبات الغضب الانفجاري؟ ويتم تقييمها في ثلاث درجات: قابل للسيطرة، سيطرة جزئية أو بمساعدة، خارج السيطرة تماماً.
  3. ما مدى حدة نوبات الغضب الانفجاري؟ ويهدف السؤال لتقييم درجة العنف ونوعه لفهم المرحلة التي وصل إليها المريض، ونسبة النوبات التي تنطوي على تهديد حقيقي للآخرين أو للذات، مقابل النوبات التي تمر بسلام نسبياً.
  4. بماذا تشعر بعد نبوات الغضب المفاجئة؟ وهذا السؤال قد يكون حاسماً، لأن الشعور بالسعادة والنشوة بعد انتهاء نوبة الغضب الشديدة قد يدل على اضطراب من نوع آخر، والحالة العامة أن يشعر المصاب بالاضطراب الانفجاري المتقطع بالندم والحرج والذنب.
  5. هل تعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية مشخّصة؟ حيث تشير الإحصائيات إلى أن أقل من 20% من المصابين باضطراب الغضب الانفجاري لا يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية أخرى.

يعتمد علاج الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED) على تقنيات العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفة بالتزامن مع العلاج الدوائية بالأدوية المهدئة ومضادات الاكتئاب، ويمكن أن يكون العلاج فعالاً بشكلٍ كبير لكنه لن يكون نهائياً أو مديداً، وهدفه هو تقليل حدة الأعراض مع إمكانية حدوث النوبات من وقت لآخر بصورة أهدأ من العادة، وحدوث الانتكاسات.

أدوية الاضطراب الانفجاري المتقطع تشمل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، إضافة إلى مضادات الاختلاج والأدوية المضادة للقلق، ويعتبر دواء فلوكسيتين Fluoxetine أشهر أدوية علاج اضطراب الغضب الانفجاري من عائلة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائي.

ويتزامن علاج اضطراب الغضب الانفجاري المتقطع دوائياً وعيادياً مع الدعم الاجتماعي والإرشاد في المهني، حيث يحتاج المصاب بهذا الاضطراب إلى إعادة بناء علاقاته الاجتماعية والمهنية والتصالح معها، وإلى تفهّم الآخرين لطبيعة المرض الذي يعاني منه.

المراجع