أسباب الخوف من فقدان الوالدين وكيفية التخلص منه

تعرف إلى أسباب الخوف الشديد من فقدان الوالدين وكيفية التعامل مع هاجس رحيل الوالدين
أسباب الخوف من فقدان الوالدين وكيفية التخلص منه

أسباب الخوف من فقدان الوالدين وكيفية التخلص منه

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

محبة الوالدين والخوف على صحتهما وفقدانهما أمر طبيعي لدى كل إنسان ولا يحتاج لتفسير أو بحث، ولكن في بعض الحالات قد يكون هذا الخوف غير مبرر ويتجاوز الحدود الطبيعية وربما يسبب مشاكل نفسية وعاطفية لصاحبه، وهنا يجب معرفة أسباب هذا الخوف وتحييد ما هو غير طبيعي منها.

أخاف من فقدان أهلي هل هذا طبيعي؟ بالمجمل لا يوجد شخص لا يخاف من فقدان أحد أفراد عائلته، وخصوصاً الوالدين، فمن الطبيعي جداً التعرض أحياناً لهاجس فقدان الوالدين، وخصوصاً لو وجد عامل مبرر لذلك في حياة الأسرة كمرض أو تعب أحد الوالدين مثلاً أو التعرض لصدمة فقدان شخص مقرب.

لكن في حالات معينة نرى أن هاجس موت الوالدين أكثر تكراراً عند بعض الناس مع عدم وجود ما يدعو لذلك، وهذه الحالات هي غير طبيعية ترجع للعديد من الأسباب المختلفة التي قد تكون أثرت بشكل أو بآخر على شخصية وتفكير الشخص أدت إلى تأجيج حالة التفكير بموت للوالدين وزيادة الشعور بالخوف منها.

لذا من الأفضل العمل على تحقيق التوازن في هذا الشعور، فعند وجود سبب يبرر الخوف من فقدان الأهل يكون شعور الخوف ضرورياً وطبيعياً وصحياً، وعندما يكون شعور الخوف من رحيل الوالدين بدون سبب مباشر فهنا من الأفضل التعامل بهدوء وعدم تحويل الأمر إلى هاجس يعيق حياة الشخص النفسية والاجتماعية وربما العملية.

animate
  1. التعلق الشديد بالوالدين: عندما يتعلق الابن بشكل كبير بأحد والديه أو كليهما يزداد خوفه وهوسه من فقدانهما أو موتهما، وخصوصاً لو كان الابن أو البنت في مرحلة المراهقة أو الشباب، كما أن طريقة التربية قد تجعل الابن متعلّقاً بوالديه بشكل مرضي يخلق لديه خوفاً مرضياً من الانفصال عنهما.
  2. مرض وتعب الأهل: إصابة أحد الوالدين بأي نوع من الأذية الجسدية أو الأمراض يجعل الأبناء يعيشون رهاب الفقد من تأثير هذه الأمراض والخوف من موت الأب أو الأم بسببها، وخصوصاً لو كان المريض من الأهل يائساً أو يتعامل وكأنه سيموت بسبب المرض ولن بنجو.
  3. تقدم الوالدين بالسن: التقدم بالسن يرتبط بتراجع صحة الوالدين وضعف أجسامهم وكثرة تعبهم، وعند رؤية بعض الأبناء لآبائهم في هذه الحالة من الهرم يتأثرون ويخافون من قرب موعد رحيل أحدهم ويستعجلون الحزن والألم.
  4. فقدان شخص قريب: وفاة شخص من المحيط الأسري وخصوصاً إن كان في نفس عمر الوالدين سينعكس بشكل سلبي على تفكير بعض الأبناء بسبب الخوف من عيش تجربة الموت لأحد الوالدين والشعور أن لحظة الفراق تقترب أكثر.
  5. فقدان أحد الوالدين: في بعض الحالات يتطور شعور الخوف المرضي والرهاب من رحيل أحد الوالدين عند رحيل الآخر، فعندما ترحل الأم قد يخشى الأبناء أكثر من اقتراب رحيل الأب ويشعرون بخوفٍ غير طبيعي، والعكس صحيح.
  6. العلاقة المتوترة مع الوالدين: إذا كانت الخلافات كثيرة مع أحد الوالدين سيجعل هذا من التوتر وعدم الانسجام مسيطراً على العلاقة وربما يؤدي لإبعاد الابن عند والديه فيشعر بالذنب تجاههم أو الخوف من فقدانهم قبل تصحيح العلاقة.
  7. ظروف الحياة: بعض الظروف التي تتعلق بمستوى حياة الأسرة والظروف البيئية المحيطة ربما تجعل الأبناء يخافون من تأثر آبائهم وأمهاتهم بسوء هذه الظروف التي قد تؤذيهم أو تؤدي لموتهم، مثل انتشار الأوبئة أو المعاناة من الفقر أو العيش في منطقة غير مستقرة أمنياً.
  8. السفر والبعد: سكن الأبناء في مناطق بعيدة عم مكان الأهل أو سفرهم لبلدان أخرى يعزز لدى الابن الخوف من إصابة الأهل بأي مكروه في غيابه عنهم أو وفاة أحدهم وهو بعيد ولم يستطع رؤيته.
  9. الاتكالية والاعتمادية عند الأبناء: بعض الأبناء معتادون على وجود من يتحمل مسؤوليتهم من الأهل بشكل كامل ويتكلون عليهم في جميع أمور حياتهم، وهذا ما قد يجعل الأبناء يعيشون أحياناً الخوف من الضياع في حال فقدان أهلهم.
  10. ضعف الشخصية: ضعف الشخصية يقود إلى عيش الخوف من فقدان الأهل بأكثر من طريقة، فمن ناحية قد يشعر ضعيف الشخصية بأن لا قيمة له بدون أهله ووجودهم معه فيخاف من فقدانهم، ومن ناحية أخرى قد لا يستطيع ضعيف الشخصية التواصل مع أحد بقدر والديه فيتعلق بهم بشكل مفرط ويزداد خوفه من موت أحدهم. [2-1]

بالإضافة إلى الخوف والتوتر نتيجة تكرار تخيلات فقدان الأهل على الذهن، هناك بعض التصرفات والأعراض الإضافية التي تظهر بشكل خاص عند الناس الذين يعانون من رهاب مستمر مرتبط بفقدان أحد الوالدين:

  1. التعلق الشديد بالأهل: التعلق بشكل مبالغ به بالأهل وعدم قبول تركهم لوحدهم، ومرافقتهم بشكل دائم في أي مكان، وقد يصل الأمر لعدم القدرة على الانفصال عنهم أو الابتعاد في الحالات التي تتطلب ذلك كالسفر والزواج.
  2. الإلحاح الشديد بالتواصل: كثرة الاتصال بالأهل وسؤالهم بشكل متكرر وقهري عن أخبارهم وما يحصل حولهم وعن صحتهم من علامات الخوف المرضي من فقدان الأب والأم، وهذا التواصل قد يكون سبباً لتوتر الوالدين أيضاً وربما إزعاجهما.
  3. زيادة الأوهام والقلق: مثل التوهم بمرض أحد الوالدين في حال إصابتهم بأي تعب بسيط وعابر، والإصابة بحالة من الذعر نتيجة ذلك، أو الاستغراق في التفكير والافتراضات حول سيناريوهات وفاة أحدهما.
  4. الإرهاق النفسي: وذلك ينتج عن كثرة التفكير بفقدان الوالدين وسيناريوهات الموت والرحيل والشعور العميق بالحزن على رحيلهما قبل حلوله، والذي يمكن أن يوازي الحزن الحقيقي على موت أحد الوالدين.
  5. نوبات الخوف والهلع: الإصابة بانهيار في حال مرض أحد الوالدين وظهور أعراض نوبة الهلع الجسدية كالأرق وضيق التنفس والتعرق والرعشة، وقد تمتد هذه النوبات إلى الهلع عند سماع خبر وفاة لأحد الأشخاص والنفور من أحاديث الموت والوفاة. [3]
  1. تقوية الإيمان بالله: يساعد التقرب من الله سبحانه وتعالى وأداء الواجبات المفروضة كالصلاة وقراءة القرآن في تعزيز السكينة وراحة البال والتخلص من مخاوف فقد الوالدين، بالإضافة إلى تسليم الأمر لله تعالى والدعاء له بحفظ آخرة الوالدين في جنات الخلد.
  2. العناية بصحتهما: عندما يكون الأهل مرضى أو مؤهلين للمرض بسبب ضعف أجسادهم أو تقدمهم بالسن سيكون من المهم العناية بصحتهم من قبل الأبناء والاهتمام بذلك حتى يخف شعور الخوف عليهم من الموت عندما يرون أن صحتهم جيدة.
  3. برّ الوالدين: بر الوالدين بمختلف الطرق من أهم الوجبات الملقاة على حياة الأبناء كي يتنعموا بعلاقة جيدة مع أهاليهم ويرتاحوا من الشعور بالذنب الذي يؤجج الخوف من فقدان الوالدين.
  4. تعلم الاعتماد على النفس: من المهم تعلم الاعتماد على النفس في مختلف أمور الحياة وتحمل مسؤولية الشخص لذاته وخوض التجارب للتخلص من حالة الاتكالية على الأهل التي يعيشها وتسبب له رهاب فقدان الأهل والضياع من بعدهم.
  5. زيارتهما بشكل متواصل: من المهم المحافظة على تواصل جيد مع الأهل وعدم الابتعاد عنهم لفترة طويلة حتى لو كان مكان السكن بعيد عنهم، لأن ذلك سيساعد في إراحة البال عن أحوالهم وصحتهم وعدم الشعور بالذنب تجاههم الذي قد يؤدي إلى الخوف من خسارتهم.
  6. تصحيح العلاقة معهم: في حال كثرة الخلافات مع الأهل يفضل المحاولة قدر الإمكان لتجاوزها ونسيانها لتجنب الخوف من خسارة أحدهم بدون وجود علاقة طيبة أو التأكد من رضاهم.
  7. إشغال النفس: في حال كثرة التعرض لحالات الوسوسة والتفكير الزائد بموت الوالين والخوف من ذلك فإن إشغال النفس بأي عمل بشكل مستمر يسهم في تشتيت التفكير عن ذلك الوسواس ونسيانه وبالتالي التخلص منه.
  8. تقوية العلاقات الاجتماعية: وذلك مهم لخلق حيز تواصل خارج نطاق الأسرة والأهل مما يقلل من التعلق المفرط بهم ويساعد في التخلص من رهاب فقدانهم.
  9. علاج ضعف الشخصية: البحث عن حلول لعلاج الشخصية الضعيفة خطوة مهمة لتقويم أسلوب الحياة والمساهمة في الحصول على حياة أكثر استقراراً وهدوء وراحة بما في ذلك عدم الهوس بأن الشخص لا سند له ولا قيمة إذا فقد أهله.
  10. طلب المساعدة من متخصص: الخوف الشديد من فقدان الوالدين قد يكون مشكلة نفسية معقدة لن تستطيع التعامل معها منفرداً، لا تتردد عندها بطلب المساعدة من المتخصص النفسي. [4]

من الأسئلة التي وصلتنا إلى مجتمع حلوها حول الخوف من فقدان الأهل، لسيدة تقول أنها كانت تعيش حياة هادئة إلى أن سمعت خبر وفاة جدتها الذي شكّل لها صدمةً كبيرة، وبعد أيام قليلة أصيبت أمها بوعكة صحية أدخلت صاحبة الاستشارة في نوبة من الخوف والهلع أنها ستفقد أمها وربما ستفقد كل عائلتها فجأة، وأصبحت حياتها مليئة بالأفكار السلبية والمخاوف والهواجس والخوف على عائلتها.

اقرأ إجابة الخبيرة في موقع حلوها عن هذه الاستشارة وتفاعل القراء معها من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع