أضرار إهمال بكاء الطفل ومتى تتجاهلين بكاء طفلك!

هل ترك الطفل يبكي يؤثر على نفسيته! تعرفي إلى أضرار إهمال الطفل عندما يبكي ومتى يمكن تجاهل بكاء طفلك
أضرار إهمال بكاء الطفل ومتى تتجاهلين بكاء طفلك!

أضرار إهمال بكاء الطفل ومتى تتجاهلين بكاء طفلك!

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد تسمع الكثير من النصائح حول ضرورة إهمال الطفل عندما يبكي وتركه حتى يهدأ لوحده، ليستطيع التعامل مع مشاعره وإدارتها وليتعلّم أن البكاء لن يكون مفيداً في تحقيق رغباته أو استجرار عطف أهله، لكن هل فعلاً ترك الطفل يبكي وإهماله تصرف صحيح تربوياً!

ترك الطفل يبكي دون استجابة من الأهل إحدى الطرق التربوية التي تهدف بشكل أساسي إلى منع الطفل من استخدام البكاء والصراخ كوسيلة ابتزاز عاطفي للأهل أو وسيلة للفت الانتباه أو الحصول على ما يريده، لكن في نفس الوقت قد يكون لتجاهل بكاء الطفل أضرار نفسية كبيرة، خصوصاً عندما لا يميّز الأهل بين المواقف التي يمكن تجاهل بكاء الطفل فيها والمواقف التي يحتاج فيها الطفل للتعاطف والمساعدة.

لذلك لا يمكن الاعتماد على إهمال بكاء الطفل كأسلوب تربوي فعّال دائماً، بل يجب تحديد المواقف التي يمكن فيها ترك الطفل يبكي ولوقت محدد وليس إلى مالانهاية، ويجب أن يفهم الطفل إن إهماله لا يعني عدم الاهتمام بمشاعره أو حزنه، وإنّما لأنه بكاءه نفسه مبالغ به أو يهدف لأهداف غير مقبول السعي إليها من خلال الابتزاز العاطفي بالبكاء.

animate
  1. تطوير السلوك العدواني: الأطفال الذين يتركون للبكاء المستمر دون أي تعاطف أو اهتمام من المرجح أن يكتسبوا سلوك اندفاعي عدواني بسبب تعرضهم لفرط نشاط الأدرينالين من جهة، وبسبب الشعور بالإهمال العاطفي من جهة أخرى الذي ينمي لديهم الحقد والغضب من الأهل فينعكس على شكل عدوانية في التصرف.
  2. زيادة التذمر والشكوى: الطفل الذي يعاني من تجاهل والديه له عندما يبكي أو يغضب قد يتحول لطفل متذمر كثير الشكوى يحتج باستمرار على كل ما حوله ويتملكه شعور دائم بعدم الرضا.
  3. إصابة الطفل بالحزن والاكتئاب: يحتاج جميع الأطفال للتواصل والتفاعل مع آبائهم فهم الوحيدين الذين يأمنون تواصل عاطفي حقيقي للأطفال، وعند عدم حصولهم على ذلك يشعرون بالرفض وعدم تقبل آبائهم لوجودهم فيصابون بالحزن والاكتئاب ويشعرون بالرفص العاطفي.
  4. فقدان الطفل شعور الأمان والثقة: يفتقر الأطفال الذي يتم تجاهل بكائهم باستمرار للشعور بالثقة والدعم سواء تجاه أهاليهم في مراحل حياتهم الأولى أو تجاه جميع الناس على المدى البعيد، حيث يعيش الطفل حالة دائمة من الشك بكل من حوله ورفض التقرب من الناس مع شعور دائم بالخوف والقلق من الآخرين حتى الأهل.
  5. فقدان التواصل والعزلة عن الأهل: الأطفال الذين يتعرضون للإهمال العاطفي سواء عندما يبكون أو عندما يمرون بأي نوع من المشاعر يفتقدون القدرة على فهم التعبيرات العاطفية التي تساعدهم في التواصل مع أهاليهم ومع محيطهم، كما أن رغبتهم ببناء علاقات اجتماعية تصبح أقل بكثير مما يدفعهم للانعزالية والوحدة. [3]
  1. ضعف نمو الدماغ: إهمال بكاء الطفل مدة طويلة قد يعرض الخلايا العصبية في الدماغ مع الوقت للتلف، ما يمنع نمو الأنسجة العصبية ويؤدي لإصابة الطفل بمشاكل تأخر النمو وضعف المهارات المعرفية والإدراكية ومشاكل التعلم وغيرها الكثير، ويجب أن يعرف الأهل الرعاية العاطفية من المتطلبات الأساسية للطفل كي ينمو جسدياً وذهنياً وعاطفياً.
  2. سوء التغذية: الحزن والأذى العاطفي الذي يعيشه الطفل عندما يشعر أن والديه يتجاهلون بكاؤه باستمرار يسبب له حالة من فقدان الشهية بعض الأحيان، كما يعرضه للإصابة بالأمراض التي تؤدي جميعها بالنهاية لسوء التغذية عند الطفل وضعف النمو.
  3. إضعاف جهاز المناعة: حالة التوتر المستمرة التي يعيشها الطفل عندما يبكي في ظل تجاهل أهله تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون الأساسي المتعلق بحالات التوتر، والتعرض المتكرر لنسب متزايدة من هذا الهرمون يسب ضعف في المناعة عند الطفل وبالتالي كثرة تعرضه للأمراض والعدوى.
  4. مشاكل النوم: الأذى النفسي الذي يتعرض له الطفل بسبب إهماله عندما يبكي بالإضافة إلى مشاكل إفراز الهرمونات كالكورتيزول والأدرينالين بسبب حالات التوتر التي تحدث عند البكاء بكثرة تؤدي لصعوبة في الحصول على نوم مريح وكافي للطفل، مما يعني مخاطر متزايدة لضعف تطور الدماغ والأنسجة العصبية فيصاب بمشاكل ضعف التركيز وانحدار المستوى الدراسي وغيرها.
  5. التعرض للكدمات والرضوض: نوبات الغضب القوية التي تراود الطفل بسبب تجاهل أهله المستمر له وعدم الاهتمام بمشاعره الحزينة عندما يبكي قد تدفع الطفل لإيذاء نفسه بالضرب أو بركل الأشياء من حوله لتفريغ غضبه مما يسبب له الكدمات والرضوض في جسده منها ما يكون خطير بعض الأحيان. [4]

حتى في هذه الحالات التي يجب فيها تجاهل بكاء الطفل يجب أن يكون التجاهل والإهمال محدوداً، أي مرتبطاً بزمن معين، بحيث يتم ترك الطفل لدقيقة أو دقيقتين ليفرغ شحنة الغضب بداخله، ويفهم أيضاً أن بكاءه ليس القضية المصيرية بالنسبة للأهل، ثم لا بد من محاولة تهدئته والانتقال إلى التوجيه السلوكي المناسب:

  1. البكاء المستمر على كل شيء: عند التأكد من عدم وجود سبب مجدي للبكاء المتواصل عند الطفل مثل المرض أو التعب أو الألم الجسدي أو النفسي وأن سبب كثرة بكاء الطفل هو العناد أو المطالبة باحتياجات لا يمكن تحقيقها له يمكن تجاهل بكاء الطفل في هذه الحالة.
  2. المطالبة بشيء لا يحتاجه: الأطفال يسارعون للبكاء عند رفض تلبية طلباتهم كما أنهم يبدون ردود فعل مبالغة مثل الجلوس بالأرض والإجهاش بالبكاء للحصول على أغراض قد لا تناسبهم أو لا يكونون بحاجة لها، هذا النوع من بكاء الأطفال يفضل تجاهله في معظم الحالات وعدم إعطاء الطفل من يريده.
  3. التعلق المفرط: مثلاً يتعلق الأطفال في هذه الأيام كثيراً بالموبايل ويجهشون بالبكاء فوراً عند سحبه أو محاولة منعهم عنه حتى لو كان معهم طوال النهار، ولإلغاء هذا التعلق المبالغ به ومحاولة تخليص الطفل منه يجب اتباع عدة خطوات والتي منها تجاهل بكاء الطفل.
  4.  البكاء فقط للفت الانتباه: عندما يبكي الطفل بدون وجود سبب فعلي مقنع للبكاء قد يكون هدفه فقط لفت الانتباه، ويمكن تجاهل هذا البكاء أحياناً عندما يتكرر بكثرة ويصبح مبالغ به، لكن من المهم فهم سبب محاولات طفلك للفت انتباهك فقد يكون لديه شعور بالرفض أو بقلة الاهتمام وهنا يجب الاهتمام بالطفل وليس تجاهله بالكامل.
  5. البكاء بسبب الغضب: قد يغضب طفلك منك بسبب قرار جديد أخبرته به أو قواعد جديدة قررت وضعها في المنزل وما إلى ذلك فيبدأ بالبكاء بشكل غاضب وربما يبدي بعض ردود الفعل المزعجة مثل خبط الأبواب أو الصراخ، وهنا يجب تجاهل بكاء طفلك بمعنى عدم الغضب عليه والصراخ معه ولا يعني إهماله أبداً، وتكمن الفكرة فقط بالسماح له بالتعبير عن مشاعره ثم تركه ليهدأ والتحاور معه بعطف وهدوء. [3-4]
  1. استراتيجية في التربية: تقوم هذه الاستراتيجية على الإهمال المتعمد لبكاء الاطفال وعدم الاستجابة لهم عندما يبكون بغاية توصيل رسالة مغزاها أن البكاء ليس وسيلة ليحصلوا على كل طلباتهم غير الموافق عليها وليست أسلوب لجذب الانتباه.
  2. عدم فهم سبب بكاء الطفل: يبكي الأطفال أحياناً بسبب الغيرة أو الخوف وغير ذلك الكثير لكن بدون أن يكون ذلك واضحاً للوالدين وبدون أن يعبر الأطفال عنها بشكل مفهوم، هذا ما قد يسبب ملل الوالدين من محاولة فهم السبب والاعتقاد أن بكاء الطفل نوع من الدلال فيهملونهم ويتجاهلون البكاء.
  3. الضغط أو الشعور بالإرهاق: عندما يتعرض الآباء للإرهاق النفسي والجسدي بسبب مشاعر التوتر والقلق وضغوط الحياة والعمل وأعباء المنزل ومسؤوليات الأسرة التي لا تنتهي، يصبحون فاقدين للطاقة والصبر اللازم لتحمل كثرة بكاء الأطفال وينجرون للتعامل مع بكاء الطفل بإهمال وتجاهل تام.
  4. كثرة بكاء الطفل: الأطفال العنيدين أو المدليين لا يملون من البكاء لأي سبب مما يسبب ضجر الآباء وعدم إيجاد طريقة للتعامل معهم، فلا يجدون وسيلة للتخلص من كثرة البكاء هذه سوا بالتجاهل وعدم الاهتمام إلى أن يمل الطفل ويتوقف عن البكاء من تلقاء نفسه.
  5. تعطيل الأهل عن العمل: عندما يكون الأهل منشغلين بأعمال هامة لا يمكن تركها لا يسع لهم الاستجابة لطلبات أطفالهم فيبكون ويتجاهل الأهل هذا البكاء بشكل مؤقت ريثما ينهون أعمالهم، أو يقومون بذلك بشكل متكرر إن كانوا كثيري الانشغال.
  6. الانزعاج من بكاء الطفل: عندما يتحول البكاء لمصدر إزعاج للأهل يضطرون لإهماله، مثلاً عندما يبكي الطفل كثيراً قبل النوم بسبب المطالبة بالنوم بجانب والده سينزعج الأهل من هذا الموضوع يوماً بعد يوم فيستجيبون عدة مرات ثم يملون من هذا التصرف ويتعاملون بتجاهل مع بكاء الطفل.

المراجع