أثر التدخين في تلويث بيئة المنزل وأضراره على الأسرة

كيف يؤثر التدخين في المنزل على تلويث الهواء! تعرف إلى أضرار التدخين في البيت على الأطفال والأسرة
أثر التدخين في تلويث بيئة المنزل وأضراره على الأسرة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التدخين بحد ذاته من الآفات الاجتماعية والصحية الكبرى، لكن التدخين في المنزل يعتبر أكثر خطورةً، حيث لا يؤثر التدخين على الشخص نفسه فقط بل يؤثر بشكل سلبي على جميع أفراد الأسرة وبيئة المنزل الصحية والاجتماعية، ومن خلال هذا المقال سنتحدث عن آثار التدخين على البيئة المنزلية الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى بعض النصائح للتخلص من آثار التدخين في المنزل.

  1. زيادة الأمراض التنفسية والقلبية: يتسبب تدخين السجائر بانبعاث مادة PM2.5 وهي جزيئات صغيرة تنتشر بالهواء عند احتراق السجائر لا يتجاوز حجمها 2.5 ميكرون مثل الأمونيا والكربون والرصاص والنتريت، يمكن لهذه المادة الدخول إلى عمق الرئتين والعبور إلى الدم للأشخاص المحيطين بالمدخن خصوصاً في المنزل والأماكن المغلقة، مسببةً ظهور الأمراض القلبية والوعائية والسرطانات وأمراض الرئة عند التعرض لها لفترات زمنية طويلة.
  2. تلوث هواء المنزل: تسبب الأدخنة الصادرة عن تدخين السجائر داخل المنزل تلوث هواء المنزل ليس لتأثيرها فقط، بل تتفاعل مع جزيئات أخرى متواجدة بشكل طبيعي في هواء المنزل ما يزيد من احتمال تلوث الهواء بمركبات من الصعب توقعها وتوقع تأثيرها على الإنسان، فعند تدخين السجائر تنبعث أدخنة محملة بأكثر من 4000 مركب كيميائي على شكل غازات وجزيئات تتراكم في المنزل والتي يتم استنشاقها من قبل أفراد الأسرة، وتصنف هذه المواد على أنها مواد شديدة الخطورة ومسرطنة للإنسان.
  3. تلوث الأثاث في المنزل: من آثار التدخين على البيئة المنزلية هي تلوث الأثاث نتيجة الدخان المتراكم والمواد والجزيئات المنبعثة عن احتراق السجائر، فيتغير لونها حيث تصبح باهتة ومصفرة وتعطي رائحة كريهة ليس فقط بالنسبة للأساس بل أيضاً الجدران والأرضيات رغم محاولة تنظيفها بشكل منتظم.
  4. الأضرار المادية للمنزل والأثاث: قد يتسبب التدخين داخل المنزل بالحروق عن طريق الخطأ فقد يتعرض السجاد وأغطية الطاولات والأرائك للحروق نتيجة سقوط السجائر المشتعلة عليها أو تطاير فحم النرجيلة، وتسجل الكثير من حرائق المنازل الفتاكة بسبب التدخين في البيت.
  5. الرائحة الكريهة في المنزل: يسبب تدخين السجائر داخل المنزل ظهور رائحة كريهة يصعب التخلص منها نتيجة تلوث الهواء والمفروشات، وقد تصبح دائمة في المنزل حيث يمكن ملاحظة الرائحة فور الدخول إلى المنزل وإن كان لا أحد يدخن في الوقت الحالي، تنتج هذه الرائحة عن الجزيئات الصغيرة من الرماد والنيكوتين المترسبة على الأسطح والمفروشات وحتى الملابس.
  6. آثار بقايا السجائر والنرجيلة: بالإضافة إلى تلوث هواء المنزل تسبب كل من السجائر والنرجيلة تلوث بالمخلفات والبقايا الناتجة عنها مثل رماد الفحم المستخدم وآثار احتراقه وأعواد الدخان رماد السجائر التي تسبب تلوث المكان الذي يتم به التدخين، التي قد تتطاير مسببةً تلوث الأثاث والأرض والجدران.
animate
  1. مخاطر للتدخين السلبي: التدخين السلبي (SHS)من أكثر آثار تلوث بيئة المنزل المضر بأفراد العائلة من كافة الفئات العمرية، لتعرضهم للمواد السامة التي يطلقها المدخن في الهواء والتي يستمر وجودها في هواء الغرفة لساعتين أو أكثر بعد التدخين، وتختلف المخاطر المحتملة بحسب عدد المدخنين ومدة التدخين.
  2. تعرض الأفراد للتدخين السلبي الثالث: ينتج عن التدخين لفترة طويلة تأثير شديد الخطورة على الأطفال يسمى التدخين السلبي الثالث (THS)، ويتمثل التدخين السلبي الثالث بتأثير المواد والجزيئات الضارة التي تترسب في الأثاث وعلى الأسطح والأرض وتبقى لسنوات، ومن هذه الجزيئات النيكوتين والنتريت والرصاص، وتعتبر هي الأشد خطورة على الأطفال حيث يقوم الطفل بوضع كل شيء في فمه من الأرض والأسطح، ما يسهل انتقال هذه المواد إلى الدم.
  3. تعلم الأطفال التدخين: لا تقتصر تأثيرات التدخين في المنزل فقط على صحة الأطفال، بل تجعلهم أكثر عرضة لتعلم التدخين في مراحل عمرية مبكرة لرؤيتهم الوالدين يدخنون باستمرار، ما يجعلهم يندفعون لتجريبه في أول فرصة تتاح لهم.
  4. القدوة غير الحسنة لأفراد الأسرة: الأطفال وخاصةً في مرحلة ما قبل المراهقة يكونوا شديدي المراقبة والملاحظة ويكتسبون أخلاق والديهم وأسلوبهم وسلوكياتهم، فسيكون الأهل قدوة غير حسنة لأطفالهم سواءً بالتدخين أو السلوكيات المرتبطة بالتدخين كالغضب والقلق والتوتر والمشاكل.
  5. أثر التدخين على ميزانية الأسرة: قد يكون التدخين باستمرار سبب بالضائقة المادية والأزمة الاقتصادية في المنزل، حيث يستهلك أحد أفراد الأسرة أو عدد منهم مبلغاً يومياً لتغطية مصاريف التدخين على حساب المنزل ومستلزماته لكونه بالنسبة لهم شيء أساسي.
  6. زيادة المشاكل والخلافات الزوجية: قد يتسبب التدخين حدوث المشاكل الأسرية المتنوعة، سواءً من أجل الوضع المادي أو التسبب بأضرار في المنزل وأثاثه وتلوث البيئة المنزلية أو تطور بعض المشاكل الصحية ما يزيد من الخلافات بين الشخص المدخن في المنزل وبقية أفراد الأسرة وتوتر البيئة الأسرية بشكل عام.
  1. زيادة خطر الولادة المبكرة: مازال الجدل قائم حول ارتباط الولادة المبكرة بالتدخين السلبي عند المرأة الحامل، بعض الدراسات أثبتت وجود علاقة بين النساء اللواتي وضعن حملهن مبكراً والتعرض للتدخين السلبي.
    في دراسة أجريت في مستشفى النساء في فيتنام على 288 من النساء اللواتي ولدن ولادة مبكرة واستبعاد الحالات المتأثرة بعامل آخر كالوراثة وتشوه الجنين والتدخين النشط، وجدت أن هناك ارتباط قوي مع تعرض المرأة الحامل للتدخين السلبي.
    حيث تتفق مع دراسة أجريت في دول آسيوية على نساء حوامل تتعرض للتدخين السلبي في العمل والمدرسة والمنزل ودراسة حديثة في تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في دراسات في دول أخرى لم يجدوا هذا الارتباط.
  2. زيادة خطر الإجهاض: قد يسبب التدخين السلبي نتيجة تلوث بيئة المنزل الإجهاض عند النساء اللواتي تعرضن خلال فترة الحمل للكثير من التدخين السلبي أكثر من النساء اللواتي يتعرضن له بشكل أخف ولمدة أقل، وكذلك النساء اللواتي تعرضن للتدخين السلبي لأكثر من عشر سنوات في حياتهن كن أكثر عرضة للإجهاض بنسبة 14% من الذين يتعرضن له لمدة أقل.
  3. زيادة المخاطر الصحية على المرأة الحامل: المعروف أن المرأة الحامل يجب أن تتجنب التدخين السلبي والنشط لتجنب أي تأثير مضر بصحتها وصحة الجنين، حيث أن المدخن السلبي يتعرض للإصابة بمضاعفات صحية شديدة قد لا تتمكن المرأة الحامل من الشفاء منها بسهولة مثل زيادة معدل ضربات القلب ومشاكل في الجهاز التنفسي.
  4. انخفاض وزن الطفل عند الولادة: في تجارب أخرى أجريت في البلدان المتقدمة وجدت أن تعرض المرأة الحامل للتدخين السلبي نتيجة تأثير التدخين على تلوث بيئة المنزل يؤدي إلى انخفاض وزن المولود بنسبة 22% عن الوزن الطبيعي.
  5. متلازمة الموت المفاجئ للرضع: رغم وجود الكثير من الأسباب الغير معروفة للموت المفاجئ عند الرضيع لكن وجد أن بعض الحالات الرضع الذين يموتون بسبب متلازمة الموت المفاجئ للرضع لديهم تراكيز أعلى من النيكوتين في رئتيهم ومستويات أعلى من الكوتينين، وهو العلامة البيولوجية للدخان السلبي، من الرضع الذين يموتون لأسباب أخرى.
  1. زيادة أمراض الجهاز التنفسي: يؤثر التدخين السلبي الذي يتعرض له الطفل نتيجة تأثير التدخين في تلوث بيئة المنزل إلى مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كالربو والتهاب الرئتين والشعب الهوائية والأزيز والسعال، قد تبدأ هذه الآثار خلال 60 دقيقة من التعرض للتدخين، بسبب الغازات التي يتم استنشاقاها ودخولها إلى عمق الرئتين عابرة الطرق التنفسية.
  2. التهاب الأذن: يسبب التدخين السلبي للأطفال زيادة العرضة لالتهاب الأذن الوسطى وزيادة السوائل في الأذن بشكل كبير وقد تصل للحاجة إلى وضع أنابيب في الأذن لتصريف السوائل الالتهابية، حيث أوجدت الأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي في المنازل أكثر عرضة لالتهاب الأذن بالمقارنة مع الأطفال الذين لا يوجد مدخن في منزلهم، وكان تطبيق قواعد عدم التدخين في ايرلندا مرتبطاً بانخفاض حالات التهاب الأذن عند الأطفال حسب الباحثون في جامعة هارفارد للصحة العامة.
  3. التهاب اللوزتين: وجدت علاقة بين التعرض للتدخين السلبي والتهاب اللوزتين المتكرر عند الأطفال، ففي دراسات أجريت على 256 طفل خضعوا لاستئصال اللوزتين بسبب التهابها المتكرر في مركز ولاية بنسلفانيا وجدت أن 47.27% منهم كانوا معرضين للتدخين السلبي سابقاً.
  4. الإصابة السحايا: ارتبط التعرض للتدخين السلبي عند الأطفال أو المرأة الحامل مع التهاب السحايا الناتج عن المكورات السحائية عند الأطفال، رغم عدم معرفة الآلية والأسباب المباشرة التي تربط بينهما إلى أن الأبحاث والدراسات الأولية تشير إلا ذلك ومازالت الآلية بحاجة لدراسات بشكل أوسع.
  5. زيادة فرص الإصابة بسرطان الرئة: أثبتت بعض الدراسات وجود علاقة بين الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي والإصابة بسرطان الرئة خلال مرحلة البلوغ مقارنةً بالأطفال الذين لم يتعرضون للتدخين السلبي، كما وجد أنهم أكثر عرضة للإصابة باللوكيميا وسرطان نقي العظام بتأثير تفاعل مجموعة من المواد المسرطنة الناتجة عن احتراق السجائر وتدخينها.
  6. التأثير على صحة العيون عند الأطفال: يسبب تعرض الأطفال للتدخين السلبي ترقق المشيمية في العين وهي الطبقة المسؤولة عن التغذية الدموية للعين، حيث أظهرت دراسات أجريت في جامعة هونغ كونغ في الصين على 1400 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات وجدت أن الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي لديهم مشيمية عين أرق بحوالي من 6 إلى 8 ميكرون من الأطفال الذين لن يتعرضون له، تختلف هذه الدرجة حسب عدد المدخنين في المنزل بشكل يومي.
  7. ضعف في نمو الرئتين عند الرضع والصغار: يصاب الأطفال المعرضين للتدخين السلبي بكثرة في مراحل عمرية صغيرة بضعف في نمو الرئتين ليس فقط تأخرها بل بقائها غير مكتملة مدى الحياة، ما يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض الرئوية وضيق في التنفس.
  8. صعوبة التعلم عند الطفل: يسبب التدخين السلبي تسمم في الأعصاب ويؤثر على الدماغ ما يؤدي إلى صعوبة التعلم والتركيز عند الأطفال، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 21.9 مليون طفل من المعرضين للتدخين السلبي يعانون من صعوبة في القراءة.
  9. إضرابات في السلوك: يوجد ارتباط بين التدخين السلبي عند الطفل وفرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات السلوك، حيث أوجدت الدراسات زيادة خطر إصابة الطفل بإحدى هذه الاضطرابات بنسبة 51%، ويتكهن العلماء والباحثين أن هذا يعود لتعلم الطفل السلوكيات الغير مرغوبة من الوالدين المدخنين أو بسبب تأثير المواد السامة على دماغ الطفل.
  1. إجبار المدخنين على التدخين في الخارج: منع التدخين داخل المنزل بشكل نهائي للحفاظ على بيئة المنزل من التلوث، فإن كان هناك مدخن في المنزل ولا يريد التوقف عن التدخين من الأفضل أن يخرج عند التدخين إلى الشرفة أو خارج المنزل.
  2. تهوية المنزل جيداً عند التدخين: يجب تهوية المنزل بشكل جيد بعد التدخين لمدة ساعتين على الأقل لمحاولة الحد من تأثير التدخين على تلوث بيئة المنزل والحفاظ على صحة أفراده.
  3. تنظيف أسطح المنزل: يجب تنظيف المنزل وأسطح الطاولات والأرض باستمرار وعناية للتخفيف قدر الإمكان من آثار تلوث بيئة المنزل الناتج عن ترسب المركبات السامة الصادرة عن التدخين.
  4. غسل الملابس ونشرها في الهواء: لا تقل أهمية تنظيف الملابس في المنزل الذي فيه شخص مدخن عن نظافة الأسطح والأثاث، حيث تعشش جزيئات الدخان الناتج عن السجائر بالأقمشة بكافة أشكالها ومنها الملابس التي يجب غسلها ونشرها في الهواء الطلق.
  5. تنظيف السجاد والستائر باستمرار: من الضروري متابعة غسل السجاد بشكل جيد والستائر بشكل مستمر للتخفيف من المواد السامة المتراكمة لكونها الحامل الرئيسي للمواد المضرة بصحة الأطفال نتيجة التدخين داخل المنزل.

المراجع