كيف أنسحب من علاقة عاطفية فاشلة وسامة

ما هي علامات العلاقة العاطفية الفاشلة وكيف تنسحب من علاقة عاطفية سامة
كيف أنسحب من علاقة عاطفية فاشلة وسامة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يختلف اثنان بأن الدخول في علاقة عاطفية يعطي الطرفين سعادة لا توصف ويجعلهما كأنهما طائران يحلقان في فضاء الأحلام والرومانسية، لكن من العلاقات ما يسعدك في البداية ولكن سرعان ما يكتشف أحد الطرفان بأنه في علاقة فاشلة فيختار الانسحاب مهما كان يكن من الحب والعشق لحبيبه، فكيف تنسحب من علاقة فاشلة؟

تُعرِّف الدكتورة ليليان جلاس خبيرة الاتصالات وعلم النفس في كاليفورنيا والتي صاغت مصطلح الأشخاص السامين (Toxic People) العلاقة السامة على أنها "أي علاقة بين أشخاص لا يدعمون بعضهم البعض أو لا يحترمون بعضهم".

فتمر كل علاقة بتقلبات بين صعود وهبوط، لكن العلاقة السامة أو حتى غير الناجحة تكون غير سارة باستمرار وتستنزف الأشخاص الموجودين فيها، لدرجة أن اللحظات السلبية أكثر من اللحظات الإيجابية بكثير.

كما تضيف الدكتورة كريستين فولر وهي أخصائية طب الأسرة ومتخصصة في الصحة العقلية أن العلاقات السامة تضر عقلياً وعاطفياً وربما حتى جسدياً لأحد الطرفين أو كليهما، وتقول فولر أن الأشخاص الذين يتسببون باستمرار في إلحاق الأذى بالشريك - سواء عن قصد أم بغير قصد - غالباً ما يكون لديهم سبب لسلوكهم حتى لو كان اللاوعي.

ربما يكون قد مرّ في علاقة سامة سابقة كمروره بعلاقة عاطفية أو حتى مر بعلاقة غير ناجحة وهو طفل مع أحد أفراد أسرته، او قد يكون قد تعرض للتنمر مثلاً، ويمكن أن يكون السبب اضطراب في الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الأكل أو أي شكل من أشكال الصدمات. [1]

باختصار أن العلاقة العاطفية السامة تشمل أي نوع من أنواع الإساءة أو المضايقة أو أي أمر يسبب التعاسة وعدم تحقيق الأهداف، فقد يكون عدم التكافؤ بين الطرفين هو سبب في أن العلاقة فاشلة وقد يكون سوء أخلاق أحدهما بانه كاذب أو خائن أو مخادع مثلاً.

animate
  1. محاولة شريكك فصلك عن شبكة الدعم: واحدة من أهم علامات العلاقات العاطفية الفاشلة أن يحاول الشريك فصل شريكه عن محيطه الاجتماعي الطبيعي والتدخل في علاقاته بشكل متسلط، كالتحكّم بعلاقتك مع الأهل والأصدقاء والأشخاص الذين يحبونك ويدعمونك.
  2. عدم اللجوء لبعضكما في السراء والضراء: فتكون أنت هو آخر شخص قد يلجأ له شريكك في لحظات فرحه وترحه، وقد لا تلجأ له أنت أيضاً لأنك لا تشعر بأنه سيقدم لك الدعم الذي تحتاج، وهذا يدل على فشل العلاقة العاطفية التي تجمعكما.
  3. غياب الاحترام والتقدير: فالاحترام أهم من الحب بكثير، وإن كان شريكك في العلاقة لا يحترمك أو يتنمر عليك أو يعلّق باستمرار على مظهرك أو شخصيتك ويسخر منك ويقلل من شأنك، فهذه إحدى أهم العلامات على علاقة عاطفية سامّة ومؤذية.
  4. التأثير السلبي على بعضكما: فالعلاقة العاطفية الناجحة يجب أن تؤثر إيجابياً على الحبيبين، أما الفاشلة فقد يكون تأثيرها على الطرفين معدوم أو سلبي؛ كاكتساب مشكلات سلوكية أو عادات سيئة أو التسبب في الألم.
  5. عدم الشعور بالأمان: فيجب أن يشعر الشريكان بالأمان مع بعضهما لتكون علاقتهما ناجحة، وإن حدث عكس ذلك فلا بد أن تكون العلاقة فاشلة لا محالة.
  6. الشعور بالسوء تجاه نفسك: فعندما تكون في علاقة فاشلة فإنك تشعر بالسوء تجاه نفسك بعد دخولك في هذه العلاقة، فقد تكون قد أصبحت أقل ثقة بنفسك أو أقل نجاحاً مثلاً.
  7. عدم مشاركتك النجاح: موقف الشريك من نجاح شريكه في حياته العملية والاجتماعية مؤشر مهم على نجاح العلاقة العاطفية أو فشلها، فقد يكون شريكك يغار منك أو لا يهتم لأمر نجاحك أو فشلك أصلاً، وفي الحالتين يدل ذلك على علاقة عاطفية سامّة يجب إنهاؤها.
  8. غياب الدعم العاطفي: الحصول على الدعم العاطفي أهم علامات العلاقة العاطفية المتوازنة، إذا كان الشريك لا يراعي مشاعرك أو يستخف بها، ولا يقدم لك الدعم العاطفي والمعنوي عندما تحتاج إليه، فأنت في علاقة عاطفية فاشلة.
  9. المماطلة وعدم الاهتمام: وخاصة عند التكلم في مواضيع مصيرية ومهمة في العلاقة كرغبته بالزواج منك، أو عن العلاقة الجنسية إن كنتما متزوجين.
  10. الأذى من الشريك: قد يكون شريكك يؤذيك نفسياً أو لفظياً أو جسدياً، ومهما كان مقدار هذا الأذى فهو يدل على علاقة عاطفية فاشلة، وتذكر أنك أنتَ أو أنتِ المسؤول الوحيد عن تحديد معنى الأذى وقدره.
  11. لا يمثل والداً مناسباً لأطفالك: إذا كنت تشك أو تشكين أن الشريك لن يكون والداً جيداً (أباً أو أماً) فهذا يجب أن يعني لك الكثير، وهذا من العلامات المبكرة على العلاقة الفاشلة التي لا يجب أن تستمر.
  12. الكذب والمخادعة: فقد تجد نفسك تكذب على الناس لتداري على أخطائه وتصرفاته وأخلاقه، لأنك لا تفخر بها أو لأنك تعرف أنها ليست جيدة.
  13. تحذير من حولك لك منه: ففي كثير من الأحيان يستطيع الأشخاص القريبين منا تقييم علاقاتنا أكثر منا.
  14. شريكك هو مصدر المفاجآت السيئة: فعندما يكون شريكك هو مصدر المفاجآت السيئة بدلاً من أن يكون مصدراً للمفاجآت السارة فعليك أن تنظر للعلاقة من جديد.
  15. معرفة أنكما لا تشكلا ثنائياً متناغماً: صحيح أن الاعتراف بذلك صعب، لكنك تعرف في قرارة نفسك أنكما لا تشكلان فريقاً متكافئاً أو متناسباً، وأن علاقتكما ليست متينة وستقع عند أول هزة.
  16. وجود مشكلات في شخصيته: كالشعور بالنقص أو الغيرة الشديدة أو حب السيطرة والتملك أو الاضطرابات النفسية المميزة مثل الشخصية النرجسية.
  1. فكر بنفسك: توقف عن التفكير بشريكك وماذا سيحل به بدونك، وكذلك بكلام الناس، وبتبعات الانسحاب، توقف للحظة وفكر بنفسك أولاً، كيف ستكون بعد انسحابك من العلاقة وتعافيك من جرح الانفصال، طمئن نفسك بأن الأمر سيكون على ما يرام، وأنك جدير باختيار الأفضل لنفسك.
  2. ضع قائمة بإيجابيات الانفصال: فإن كنت في علاقة مع شخص متحكم ويخنقك ويتحكم بك، ففكر كيف ستكون حراً بعد الانسحاب، وكيف سترتاح وتقرر ما تريد وتكون مسؤولاً عن قراراتك.
  3. اعرف معلومات عن إنهاء العلاقة العاطفية: فالأمر ليس سهلاً، لكنه ضروري في حالتك هذه، كما أن معرفتك لمعلومات حول الانفصال ومتلازمة القلب المكسور، وكم تحتاج من الوقت لتتعافى وتنسى حبيبك هذا، وما هي المراحل التي ستمر عليك، وكذلك قصص نجاح لأشخاص تخطوا ألم الانفصال العاطفي سيساعدك هذا كثيراً في طريقك.
  4. ضع خطة لحياتك: فمن أهم الأمور التي تساعدك على الإقدام على خطوة الانسحاب من علاقة فاشلة هي أن تكون على علم بماذا سيحدث معك، وأن تكون قد خططت لحياتك دون وجود هذا الشخص فيها.
  5. لا تتردد بالانسحاب من العلاقة السامّة: فاعلم أنك ستشتاق حتماً لهذا الشخص بعد فترة وسيحاول عقلك استرجاع الذكريات السعيدة معه فقط مع تجاهل تلك السيئة، كما أنه قد يجعلك تشعر بالذنب إن تركته أو بالضياع وينكر أنه شخص سيء ويختار عدم الموافقة على الانسحاب ليبقى في منطقة الراحة، عليك أن تقاوم كل هذا وتضع خطة لنفسك لتعرف ماذا تفعل عندما تشتاق له كالتحدث مع صديقك مثلاً، وكيف تمنع عقلك من استرجاع الذكريات الجميلة معه وهكذا.
  6. فكر بطريقة الانسحاب: كن محترماً وانسحب بهدوء واحترام من حياة حبيبك، واحسب حساباً للأمور الجميلة التي حدثت بينكما وللدروس التي تعملتها من هذه العلاقة حتى لو كانت قاسية، فكر بالمكان والزمان الذي تريد أن تقابله فيه لإنهاء العلاقة وبماذا تقول
    واحرص على عدم مناقشة المشكلات السابقة، بل ناقش معه الأسباب وقل له أنك تشعر أن الانفصال هو الخيار الأفضل، واحرص أن تقابله وجهاً لوجه وليس أن ترسل له رسالة إلكترونية أو تكلمه هاتفياً لإنهاء العلاقة معه، توقع ردة فعله وإن كان سوف يتوسل إليك أو يحاول التأثير على قرارك.
  7. كن حازماً: تحمل مسؤولية قرارك ولا تتراجع ولا تفكر بالعودة لحبيبك السابق، بشرط أن تكون قد درسته من كل جوانبه وفكرت بعقلك وليس بقلبك وعرفت أنك لست مخطئاً، لا تستسلم لتوسله ولا تقبل بالأعذار منتهية الصلاحية.
  8. أحط نفسك بفريق دعم: فالأمر لن يكون سهلاً وخاصة في البداية، فأحط نفسك بفريق دعم من الأهل أو الأصدقاء، قد يكون لديك صديق واحد فقط تلجأ له في لحظات ضعفك؛ كاللحظات التي تشتاق فيها لحبيبك السابق أو عندما تشعر بالضياع أو الندم، وكذلك عليك استشارة شخص موثوق قبل اتخاذ قرار الانسحاب، فقد تكون مشوش التفكير أو متأثراً بموقف فردي مثلاً.
  9. أعطِ نفسك الوقت الكافي: فأنت إنسان له مشاعر وتحتاج لوقت لتخطي حزنك وتعودك على شريكك، اسمح لنفسك بالبكاء في البداية وبسماع الأغنيات الحزينة، ثم اقو وقف على قدميك من جديد.
  10. تخلص من جميع ذكرياته: فتخلص من هداياه، ومن كل شيء يذكرك به، وغير الطريق التي كنت تسلكها معه واسلك طريقاً جديدة، واطلب من أصدقائكما المشتركين عدم الحديث في الأمر.
  11. اقضِ على وقت فراغك: ملأ وقتك بكل شيء تحبه، واخرج مع الأصدقاء، ومارس هواياتك وتعلم أمور جديدة حتى لا تترك لنفسك وقتاً لاجترار الماضي.
  12. تعلم الدروس: فكلنا نخطئ ونمر بتجارب كثيرة، لكن الشخص الذكي هو من يستفيد من هذه الأخطاء ويتعلم منها، فماذا تعلمت من هذه العلاقة؟ قد تكون قد تعلمت عدم الانخداع بالمظاهر أو أن تفكر بعقلك قبل أن تستسلم لقبلك.
  13. لا تدخل في علاقة بديلة ما لم تكن جاهزاً: فالكثير من الناس يدخل في علاقة جديدة لنسيان القديمة أو لمجاكرة الحبيب السابق، لا تفعل هذا وكن منطقياً وناضجاً حتى لا تضر نفسك وشريكك الجديد. [3,4]

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بإجابة محددة وموحدة؛ فالأمر يختلف من شخص إلى آخر وفقاً لكثير من العوامل أهمها:

  • فترة العلاقة: فالاستمرار في العلاقات العاطفية الفاشلة ليست في مصلحة الطرفين؛ فكلما طالت فترة العلاقة كلما تعود كلا الحبيبان على بعضهما وأصبح موضوع الانسحاب أصعب.
  • طبيعة الشخص: فليس كل ردود أفعال الأشخاص واحدة تجاه المواقف نفسها؛ فهناك أشخاص يتخطون الأمر ويستمرون في الحياة بعد أن يأخذوا وقتهم، وهناك من تقف بهم الحياة عند هذه النقطة.
  • شكل العلاقة: فهناك من الأشخاص من يشعر بتأنيب الضمير إن قرر الانسحاب من علاقة فاشلة، وخاصة إن كان يعرف أن شريكه يحبه ويحترمه ولم يؤذه يوماً، لكنه انسحب لأسباب أخرى ربما لعدم التكافؤ بينهما مثلاً.
  • المشاعر بينه وبين شريكه في العلاقة: فكلما زاد الحب تزداد صعوبة الانسحاب من العلاقة حتى لو كانت فاشلة بشكل واضح.
  • طريقة الانسحاب: فقد يكون الشخص قد انفصل عن حبيبه أو شريكه بعد نزاع كبير بينهما، أو قد يكون قد حصل هذا بالتفاهم والاتفاق.

ورغم كل شيء، يحتاج الحبيب لفترة لا تقل عن 21 يوماً لتخطي جرح الانفصال والتعود على الحياة دون أن يكون فيها الحبيب، سواء كان هو من انسحب من العلاقة الفاشلة ونهاها، أو هو من تُرك وهجر.

إن ختيار الانسحاب من علاقة فاشلة يكون غالباً الخيار الأفضل وخاصة إن تم اكتشاف أن العلاقة فاشلة منذ بدايتها وقبل التورط بالزواج وإنجاب الأطفال، فالوقت ليس بصالح الطرفين.

  • تجنب المشاكل النفسية والعقلية: ويمكن أن تتراوح هذه التغييرات من الحالات التي يمكن تشخيصها سريريًا مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الأكل، إلى الشعور المستمر بالتوتر أو عدم الراحة، خاصةً حول شريكك، وقد تعاني من عدم احترام الذات أو قد تكره الجنس الآخر.
  • تجني المشكلات الجسدية: فقد تعاني أيضاً من مشلات جسدية كمتلازمة القلب المكسور أو آلام في العظام والمفاصل والمعدة والقولون وصداع وارتفاع في ضغط الدم، وقد يتطور الأمر لمشكلات في القلب والشرايين.
  • المشكلات الأسرية والاجتماعية: فقد تكون علاقتك الفاشلة مع شريكك هي السبب في توتر العلاقة بينك وبين أهلك وأصدقائك، وخاصة إن حذروك أكثر من مرة بأنك في علاقة فاشلة ولكنك لم تنتبه لكلامهم، وخاصة أن الخص الذي يكون في علاقة فاشلة أو سامة غالباً ما يدرك هذا الأمر متأخراً، في الوقت الذي يلاحظه القريبون منه منذ بداية العلاقة، كما أن العلاقات الفاشلة بين الزوجين تؤثر على حياتهما معاً وعلى الأطفال وعلى علاقة العائلتين ككل.
  • الفشل يجر الفشل: فعندما تكون في علاقة عاطفية فاشلة منذ البداية، وتكون قد استنفذت جميع السبل لتحسينها وإنجاحها والنجاة بها ولكن بلا جدوى، فغالباً سيزيد فشل العلاقة يوماً بعد يوم، فستتوقف عن حب شريكك، ولن تتمكن من تطوير نفسك ولا تحقيق أهدافك في حياتك الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية، وسيجر الفشل فشلاً آخر مراراً وتكراراً.

المراجع